أمثلة على الحال في النحو
أمثلة على الحال في النحو تساعد المتعلمين لقواعد اللغة العربية على فهمها بسهولة، محاولة في تغيير الأفكار الخاطئة عن صعوبة قواعد النحو العربي.
لذلك في السطور القادمة عبر موقع زيادة سنعرض لكم أمثلة على الحال في النحو من آيات القرآن الكريم، كما سنعرض لكم أمثلة من الشعر العربي، وبعض الكلمات التي لا تعرب إلا حالاً.
أمثلة على الحال في النحو
قواعد اللغة العربية تسمى بالنحو، وهي القواعد الأكثر صرامة بين جميع اللغات الحية، فيه يتم تقسيم إعراب وضبط الكلمات حسب نوعها اسمًا كانت أو فعل، وفيه يتم ضبط الجمل حسب موقعها الإعرابي.
من أشكال إعراب الاسم أن يكون مرفوعًا في بعض الحالات “مبتدأ أو خبر”، أو يكون مجرورًا “اسم مجرور، أو مضاف إليه”، أو يكون منصوبًا، وهو أكثر أنواع الإعراب انتشارًا في اللغة العربية، فمنه خمس مفاعيل “المفعول به، المفعول معه، المفعول المطلق”.
كما من ضمن الأسماء المنصوبة الحال، وهو اسم نكرة جاء على النصب لبيان حالة الفاعل وقت حدوث الفعل، فيقال “جاء زيد نشيطًا“، عند الإعراب يكون السؤال عن الحال بأداة الاستفهام “كيف؟”.
إن طُبقت على الجملة السابقة “كيف عاد زيد؟”، ستكون الإجابة نشيطًا، وفي هذه الحالة يكون منصوبًا بالفتحة لأنه حال مفرد.
عند علماء اللغة العربية بعض الإشكال في مسألة تأنيث أو تذكير الحال، فمنهم من يقول إنها حال منصوبة، ومنهم من يعربها حال منصوبة، وكلاهما صواب.
قسم محمد بن عبد الله الشهير بابن مالك في ألفيته الحال إلى أنواع في بيتين:
الحال وصف فضلة منتصب** مفهم في حال كفردا أذهب.
وكونه منتقلا مشتقا** يغلب لكن ليس مستحقا.
شرح ابن عقيل البيتين وقال إن الحال يكون متغيرًا في وصف صاحبه، مثل “جاء الطالب من المدرسة جائعًا” فالجوع لا يبقى، أو تظل الصفة ملازمة له مثل “بعث الله محمدًا رسولاً هاديًا”، فرسول الله تلازمه صفة الرسالة، بينما هادًا هي نعت.
كما أضاف ابن عقيل في شرحه أن الحال في الأصل يجب أن يكون مشتقًا، لكن قد يجوز أن يأتي جامدًا بشرك أن يكون وصفه بمشتق.
اقرأ أيضًا: أمثلة على اسم المفعول
أمثلة على الحال المفرد من القرآن الكريم
الحال في اللغة العربية يأتي على أنواع ثلاثة، المفرد أي أن الحال يأتي من كلمة واحدة، والحال الجملة الاسمية، أو حال الجملة الفعلية، وفي هذه الفقرة سنعرض لكم أمثلة على الحال في النحو ما جاء منه مفردًا في القرآن.
- الآية الثالثة والسبعين من سورة الزُّمر (وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ)، في الآية الكريمة حالين.
الحال الأول هو زمرًا، وهو معلق بنائب الفاعل المحذوف بعد الفاعل المبني للمجهول سيق، وهي حال مفردة لأنها جاءت من كلمة واحدة، وكلمة خالدين حال مفردة متعلقة بصاحب الحال المحذوف بعد فعل الأمر.
- في الآية الثانية من سورة يوسف (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)، الحال جاء في هذه الآية في جملة خبر لحرف الناسخ إن، فالألف في إنا في محل نصب اسم إن.
الفعل والفاعل “أنزلناه” في محل رفع خبر إن، والحال هو قرآنًا وهو متعلق بالضمير “ه” في الفعل، وعربيًا نعت منصوب لأنها سبقت بحال.
- الآية السابعة والخمسي نمن سورة الأعراف (وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا)، جاء الحال في خبر جملة فعلية، وصاحب الحال هو نائب الفاعل المحذوف.
- الآية السابعة عشر من سورة يوسف (فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا)، الفاعل في هذه الجملة هو “نا الفاعلين” في قوله تعالى “فأرسلنا”، وهو ليس صاحب الحال، فالحال متعلق بفاعل الفعل “تمثل”، والحال هو بشرًا.
أمثلة متنوعة على حال الجملة الاسمية
حال الجملة الاسمية هو أحد أنواع الحل الذي يتكون من جملة اسمية مبتدأها من ضمير، فيكون المبتدأ وخبره في محل نصب الحال، وفي هذه الفقرة سنعرض لكم أمثلة على الحال في النحو، وتوضيح حال الجملة الاسمية منه.
- الآية الخامسة والثلاثين من سورة الكهف (وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَٰذِهِ أَبَدًا)، جملة شهير عند النحاة “بعد النكرات صفات، وبعد المعارف أحوال”.
كلمة جنته معرفة بالإضافة، والحال هي الجملة الاسمية من ضمير الغائب وفاعله “جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ“، وصاحب الحال هو الفاعل المحذوف.
- في الآية السابعة عشر بعد المائة من سورة هود (وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ)، جاء الحال في هذه الآية من جملة اسمية بدأت دون ضمير.
صاحب الحال هو الواو، وهي واحدة من ست عشر نوعًا من الواو في اللغة العربية تسمى “واو الحال”.
- قال شارح الألفي الأشهر ابن عقيل الهمداني في شرح حال الجملة الاسمية “سرينا ونجم قد أضاء فمذ بدا** محياك أخفى ضوؤه كلَّ شارق“، ويعد هذا الشاهد من أغرب الشواهد الشعرية على الحال.
“فنجم قد أضاء” في الأصل هي مبتدأ وخبر، لكن سُبقت بواو الحال فأصبحت حال جملة اسمية.
اقرأ أيضًا: الأساليب النحوية في اللغة العربية وأهميتها
أمثلة على حال الجملة الفعلية
حال الجملة الفعلية أحد أنواع الحال التي تجعل الطالب في حيرة من أمره لتشابهها في الشكل مع نعت الجملة الفعلية، وخبر الجملة الفعلية، لذلك في هذه الفقرة سنعرض لكم أمثلة على الحال في النحو، وسنعرض لكم منها أمثلة على حال الجملة الفعلية.
- في الآية العشرين من سورة القصص (وَجَاءَ رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَىٰ قَالَ يَا مُوسَىٰ إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ)، يسعى فعل مضارع مرفوع بالضمة، وفاعله ضمير مستتر تقديره هو، ويعود على الرجل الذي يسعى محذرًا موسى.
الجملة الفعلية من الفعل والفاعل في محل نصب حال المتعلق بالفاعل رجل.
- الآية الخامسة من سور الصف (وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَد تَّعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ ۖ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ ۚ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ)، الحال متعلق بصاحبه وهو الضمير في الفعل “تؤذونني”، وواو الحال.
- الآية الثلاثين من سورة يس (يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ)، الفعل الناس كانوا به يستهزئون هي جملة الحال منصوبة، وصاحب الحال “رَّسُولٍ“، وهو فاعل مرفوع محلاً مجرور لفظًا لاستباقه بحرف جر زائد.
- الآية الثانية من سورة الأنبياء (مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مِّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ)، في هذه الآية نوعين من أنواع الحال، حال الجملة الفعلية في قوله تعالى (اسْتَمَعُوهُ).
- كما فيها حال جملة اسمية متعلق بحال الجمل الفعلية وواو الحال في قوله تعالى (وَهُمْ يَلْعَبُونَ).
اقرأ أيضًا: أمثلة على الهمزة المتوسطة
أمثلة على الحال شبه الجملة
حال شبه الجملة يعد أقل أنواع الحال انتشارًا، وفي هذه الفقرة سنعرض لكم بعض من الأمثلة على الحال في النحو، وسنذكر منها أمثلة من القرآن الكريم، وأمثلة من الشعر على حال شبه الجملة مثل:
- قال أحمد أبو الطيب المتنبي ” وَمُهجَةٍ مُهجَتي مِن هَمِّ صاحِبِها** أَدرَكتُها بِجَوادٍ ظَهرُهُ حَرَمُ“، الحال في الشطر الثاني تحديدًا في قوله “بِجَوادٍ“، وهو حال من حرف الجر الباء، وحرف الاسم المجرور جواد.
- الآية التاسعة والسبعين من سورة القصص (فَخَرَجَ عَلَىٰ قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ ۖ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ)، الحال (فِي زِينَتِهِ ۖ)، يبين حالة صاحب الحال، وهو الفاعل المحذوف.
- الآية الثامنة بعد لمائة من سورة يوسف (قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ)، صاحب الحال هو الفاعل المحذوف بتقدير أنا.
- الآية الثامنة والثمانين من سورة البقرة (وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ)، الآية فيها حالين، الحال الأولى هي الجار والمجرور، لكن جاء في إعراب القرآن الميسر أنها متعلقة بحال محذوف.
أما الحال الثانية فهي في قوله تعالى (وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ)، وهو حال جملة اسمية، وصاحب الحال هو الفاعل المحذوف في جملة (لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا).
جملة الحال أيضًا متعلقة بواو الحال، وفريقًا مفعول به منصوب، واللام في الفعل هي لام التعليل، إذًن فالمضارع منصوب.
الحال في اللغة العربية يعد من أهم القواعد، فهو الذي يوضح حالة الفاعل، سواء أكانت حالته ثابتة، أم تتغير، لذلك عليك بتعلم قاعد الحال وإتقانها يفصح لسناك.