صلاة العيد فرض أم سنة

صلاة العيد فرض ام سنة نقدمها لكم اليوم عبر موقعنا زيادة حيث أنه مع اقتراب عيد الأضحى المبارك أعاده الله على الأمة الإسلامية بالخير واليمن والبركات، وحيث يرتفع التهليل والتكبير في مختلف بقاع العالم الإسلامي، فعادة ما يثار خلال هذا الوقت من كل عام تساؤل شائع عن إذا ما كانت صلاة العيد فرض أم سنة.

صلاة العيد فرض ام سنة

ولم يتفق العلماء حول هذه المسألة، وليس هناك إجماع محدد على كونها من الفروض أم من السنن، لاسيما أن رسول الله محمد عليه صلوات الله وسلامه كان حريصًا على أدائها، بل وأمر المسلمين على عهده بإقامتها رجالًا ونساءً، لدرجة أن المرأة في فترة حيضها يستحب لها الذهاب والاستماع إلى الخطبة بشرط ألا تدخل مكان الصلاة.

وفي هذا المقال سوف نتحدث عن حكم صلاة العيد وهل هي فرض أم سنة وكيفية أدائها، ونحو ذلك، فتابع معنا!

أولًا: هل صلاة العيد فرض أم سنة؟

لقد أجمع علماء المسلمين على أن صلاة العيد هي أمر مباح في الشريعة الإسلامية، وهي من الشرائع التي حرص النبي صلى الله عليه وسلم على القيام بها، غير أنهم لم يجمعوا على حكمها، وقد ورد فيها ثلاثة آراء، هي:

  • الرأي الأول: يقول بأن صلاة العيد فرض، وقد أجمع على هذا الرأي المذهب الحنفي، وابن حبيب من المذهب المالكي، ورجحه الإمام ابن تيمية والإمام ابن القيم والعلامة ابن باز والشيخ ابن عثيمين والشوكاني والصنعاني.

ويستند هذا الرأي على:

  • أمر الله عز وجل في سورة الكوثر: ” فصل لربك وانحر”، وأمر الله فرض واجب.
  • رواية أم عطية عليها رضوان الله “أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا بالخروج إلى العيدين – أي النساء، والحُيض لا يدخلن المسجد”، فإن كان النبي صلى الله عليه وسلم قد أوجب على النساء الذهاب للعيد، فإنه يتضمن وجوب أداء الصلاة، والوجوب على النساء، يوجب الأمر على الرجال قبلهن.
  • أن صلاة العيد يذهب المسلمون إليها ويجتمعون أكثر من اجتماعهم لصلاة الجمعة، وفيها يكبرون ويذكرون الله، فهي مظهر هام في الدين الإسلامي، وإذا قولنا بأن صلاة العيد سنة فقد لا يهتم الناس بإقامتها ومن ثم تهدر هذه الشعيرة الدينية، والقول بأنها فريضة فيه حرص على الاهتمام بشعائر الدين الإسلامي.
  • أن صلاة العيد تقام بخطبة، كما صلاة الجمعة.
  • الرأي الثاني: يقول بأن صلاة العيد سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد قال بهذا الرأي كل من الشافعية والمالكية ورجحه داوود الظاهري، وعموم فقهاء الخلف والسلف.

ويستند هذا الرأي على:

  • رواية طلحة بن عبيد عليه رضوان الله، أنه لما قدم رجل على النبي صلى الله عليه وسلم وسأله عن الإسلام، فأجابه النبي: ” خمس صلوات كتبهن الله على عباده، فقال الرجل: أعلَّي غيرها، قال النبي: لا، إلا أن تطوع”.
  • قول عبد الله بن عباس عليهما رضوان الله، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أرسل معاذ عليه رضوان الله لليمن، وأوصاه أن ادعهم إلى شهادة أن لا اله إلا الله وأني رسول الله، فإن هم أطاعوا ذلك، فأعلمهم أن الله قد افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة.. حتى نهاية الحديث”.
  • أنها صلاة غير دائمة وليس لها إقامة، ولم يفرضها التشريع الإسلامي بداية، مثل صلاة الكسوف وصلاة الاستسقاء.
  • لو كانت صلاة العيد فرض، لكانت خطبتها فرض على المسلمين الإنصات إليها وحضورها مثل خطبة صلاة الجمعة.

ج) الرأي الثالث: يقول بأن صلاة العيد فرض كفاية، إذا قام به جمع من المسلمين يسقط عن البقية، وهذا هو رأي الحنابلة، ومذهب اللجنة الدائمة.

ويستند هذا الرأي على:

  • قول الله عز وجل في الآية الثانية من سورة الكوثر ” فصل لربك وانحر”، فهذا أمر نافذ من الله تعالى.
  • فيه بيان لعظمة الدين الإسلامي وهيبته.
  • يشرع في صلاة العيد تكرار التكبير لحين أداءها، ومن ثم فهي فرض كفاية، حكمها في ذلك كحكم صلاة الجنازة.

ومما سبق فيمكن القول أن الأرجح في هذه الآراء هو مذهب الجمهور الذي يقول بأن صلاة العيد سنة مؤكدة.

ويمكن التعرف على المزيد من التفاصيل من خلال: صلاة العيدين حكمها وأحكامها وآدابها عند الأئمة الأربعة

كما يمكن التعرف على المزيد من خلال: هل صلاة العيد فرض أم مستحبة وكيفية صلاة العيد

ثانيًا: ما هو الواجب على النساء في مسألة صلاة العيد؟

  • ذهاب المسلمين بكافة أطيافهم لصلاة العيد يعتبر من الأمور المستحبة في الإسلام، فهو مظهر من مظاهر إبداء الفرح والسعادة واتفاق المسلمين على الخير والبر.
  • وقد روى كل من الإمام البخاري والإمام مسلم عليهم رضوان الله، عن أم عطية عليها رضوان الله، أنها قالت: ” أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نخرجهن في الفطر والأضحى، العواتق والحُيّض وذوات الخدور، فأما الحُيّض فيعتزلن الصلاة ويشهدن الخير ودعوة المسلمين، قلت: يا رسول الله، إحدانا لا يكون لها جلباب، فقال: لتلبسها أختها من جلبابها”.
  • وذوات الخدور هم النساء اللاتي لم يتزوجن، والعواتق: هم النساء اللاتي أوشكن على البلوغ.
  • ومن المعروف أن الرجال يصلون في مكان منفصل عن مصلى النساء، وكذلك هو الحال في صلاة العيد، من أجل منع الفتنة والفساد، وقد كان هذا هو المعمول به في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
  • وصلاة الرجال بجوار النساء أمر مكروه في الإسلام، وقد ذهب الحنفية للقول بأن صلاة الرجال بجوار النساء باطلة، ولذلك فيجب أن يكون هناك مصلى رجال بعيد عن مصلى النساء، أو على الأقل أن يوجد بينهما حد فاصل.

وفي حال الرغبة في التعرف على المزيد من التفاصيل أيضًا: هل صلاة العيد فرض أم مستحبة وكيفية صلاة العيد

ثالثًا: كيف تؤدى صلاة العيد؟

وصلاة العيد في الإسلام قد تقام على صورتين:

  • الصورة الأولى وهي الحد الأدنى: ركعتان يصليهما المسلم كما يصلي أي صلاة، وتكون النية بهذه الصلاة إقامة صلاة العيد.
  • الصورة الكاملة للصلاة: ركعتان، في الركعة الأولى يكبر المسلم تكبيرة الإحرام ثم سبع تكبيرات ومن ثم يركع، وفي الركعة الثانية يكبر المسلم تكبيرة الإحرام ثم خمس تكبيرات ومن ثم يركع، عملًا بما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد جاء عنه أنه صلى الله عليه وسلم قام بالتكبير في صلاتي عيد الفطر والأضحى، سبع مرات وخمس مرات، فكبر في الركعة الأولى سبعًا، وفي الركعة الثانية خمسًا، بعد تكبيرة الإحرام.

رابعًا: ما هي سنن صلاة العيد؟

لكل صلاة في الإسلام مجموع من السنن، وهي الأمور التي توضح كيفية القيام بالصلاة، وسنن صلاة العيد هي:

  • تقام صلاة العيد في جماعة، فإذا جاء المسلم إلى صلاة العيد متأخرًا وفاتته التكبيرات كلها أو جزء منها فلا يقوم بأدائها، لأنها من السنن.
  • يقوم المسلم برفع يداه عندما يكبر الإمام في صلاة العيد، كما يرفعها في تكبيرة الإحرام، فقد جاء عن الفاروق عمر عليه رضوان الله أنه كان يرفع يده عند كل تكبيرة في صلاة العيد.
  • يقرأ الإمام في الركعة الأولى سورة الفاتحة ثم سورة الأعلى أو سورة ق.
  • يقرأ الإمام في الركعة الثانية سورة الفاتحة ثم سورة الغاشية أو سورة الانشقاق.
  • صلاة العيد تكون جهرية.

وبهذا نكون قد وفرنا لكم صلاة العيد فرض ام سنة وللتعرف على المزيد من التفاصيل يمكنكم ترك تعليق أسفل المقال وسوف نقوم بالإجابة عليكم في الحال.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.