هل المس يسبب رائحة كريهة
هل المس يسبب رائحة كريهة؟ وهل للمس علامات من الممكن أن تدل عليه؟ إن المس من الجن أو الشيطان بسحر أو بتعاويذ تتلى من السحرة لتسخير الشيطان بأن يمس أحد لها دلالات وعلامات، لذا سنجيب لكم من خلال موقع زيادة عن سؤال هل المس يُسبب رائحة كريهة؟
هل المس يسبب رائحة كريهة
كثير من الناس ما تصاحبهم رائحة كريهة خاصة بالفم، ولكن الذي يدعوا للقلق هو ملازمة هذه الرائحة للشخص بشكل مستمر وملحوظ وأنها لا تختفي.
فالأشخاص العاديين قد يصحبهم هذا الأمر ليوم أو اثنين بسبب أنواع الأطعمة التي تكون هي المسبب الرئيسي لهذه الرائحة، وغالباً ما يشعر بها أو يميزها الشخص ومن حوله في الصباح الباكر بعد أن يستيقظ من نومه.
إن الإجابة المباشرة عن سؤال هل المس يسبب رائحة كريهة هي “نعم”، وهذا ما أجمع عليه المعالجين بالقرآن والذين تعرضوا أو تابعوا حالات للمس الشيطاني والسحر.
غالبًا ما يُسبب المس في بعض حالاته الرائحة الكريهة لمن أصابه المس، وهذا بحسب تفاصيل أصحابها، وعلى حسب نوع التعاويذ التي ألقاها الساحر لتسخير الجن.
هل المس موجود حقاً؟
كثير من الناس لا يعتقدون في المس من الشيطان أو بحقيقة السحر، ولكي نخرج من هذا الصراع يجب أن ننتبه إلى أن السحر ذكره الله تعالى في القرآن الكريم.
قال تعالى: (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ ۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ۚ وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ ۚ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ۚ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) [سورة البقرة: الآية 102]
بالتالي أصبح مما لا شك فيه أن السحر موجود منذ القدم ولو أن موضوعنا يدور حول تاريخ السحر نفسه لفصلناه لكم بما جاء من التاريخ والدين، مما لا يجعل أحد يشك بوجوده.
ولكن بما أن موضوعنا يدور حول عرض واحد من المس لنجاوب على سؤالنا هل المس يسبب رائحة كريهة؟، فنحن بصدد اثبات السحر والمس أولًا قبل أن نتطرق لتقصي أمر الأعراض الناتجة عن المس والتي منها رائحة الممسوس.
أما عن صحة وجود المس من عدم ثبوتها فهذا هو كتاب الله الذي بين وفصل كل شيء يتحدث فيه رب العالمين عن مس الشيطان فقال تعالى:(.. لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ….) [سورة البقرة: الآية 275]
ومن تفسير الطبري حول المس في هذه الآية الكريمة قال ” يتخبطه الشيطان من المس ” أي يخبله الشيطان في الدنيا، وهو الذي يخنقه ويصرعه، أي يسبب له الجنون والمرض.
رأي دار الإفتاء في حقيقة وجود المس والحسد
جاء رد وافِ من دار الإفتاء المصرية فيه تأكيد على حقيقة وجود المس والسحر والحسد، وأنها أمور بينها القرآن في مواقع عديدة، وكذلك جاء من السنة المطهرة ما أثبت حقيقتها، ولكن يجب على الإنسان أن يعلم أنه لن يمسه أي ضرر إلا كابتلاء من الله تعالى الذي قال:( نَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) [سورة الأنبياء: الآية 35]
بين أمين الفتوى بدار الإفتاء أن العلاج من المس والحسد هو كثرة ذكر الله تعالى، وأن يرقي الإنسان نفسه بالقرآن فإن لم يستطع لجهله بالقراءة أو قلة الحفظ، فاليرقة آخر ممن يعلم عنهم الصلاح والتقوى.
وأن السحر قد طال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فما كان منه عليه الصلاة والسلام إلا أن صبر وشكر ودعا ربه ليل نهار حتى من الله عليه بالشفاء.
وقد أجمع أئمة السنة على أن المس من المرض الذي ينقسم إلى جسدي ومس من الجن، أما الجسدي فنتعالج منه بما في علومنا من الطب، وأما المس فعلاجه بالتقرب من الله تعالى ونرك المعاصي التي يحبها الشيطان.
اقرأ أيضًا: أعراض المس العاشق في الرحم
أعراض المس والسحر
- الخمول والكسل.
- صفرة الوجه.
- قوة خفقان القلب وسرعتها.
- ألم بالكتف وأسفل الظهر.
- ردود فعل وانفعالات مبالغ فيها.
- سرعة الغضب.
- محبة العزلة وكره الاختلاط بالناس.
- ضيق الصدر.
- الكسل الشديد والرغبة في النوم.
- كثرة التنهد.
- كثرة التجشؤ.
- المرض لأسباب غير طبية.
- طول مدة التواجد بالحمام.
- انبعاث رائحة كريهة من الفم.
تتفاوت هذه العلامات من حيث قوتها بحسب قوة الشيطان أو الجن المسيطر على الإنسان، وبحسب قوة إيمان الشخص بالله تعالى ومدى ذكره لرب العالمين.
وتعد رائحة الفم الكريهة من أكبر وأهم علامات السحر والمس، ولكن لا بد لمن تعرض لها بأن يبدأ بالكشف الطبي أولًاً ليتأكد من أن السبب ليس مرض جسدي، وهذه إجابة صريحة لسؤالنا هل المس يسبب رائحة كريهة؟
فإن لم يجد سبباً مرضيا وصاحب هذا العَرَض ما يشكك في حدوث المس، فعليه أن يسارع بالعودة إلى الله والتقرب إليه، وأن يعمل على مقومات علاج السحر والمس بالقرآن والدعاء والذكر الذين يضعفون الشيطان ويطردوه.
اقرأ أيضًا: اعراض السحر المرشوش على الملابس
أنواع السحر
توجد الكثير من طرق السحر التي اتبعها الناس منذ الملة الأولى للسحر بالعراق وتحديداً في مدينة بابل والتي كانت آنذاك عاصمة للدنيا أسرها وأكبر حضارة على الأرض، وتطورت أنواع السحر وطرقه، ومن أشهرها:
- السحر المائي.
- السحر الناري.
- السحر المشموم.
- السحر المعقود.
- سحر المأكل والمشرب.
والنوع الأخير هو المسبب الرئيسي لرائحة الفم الكريهة وجواب جديد لسؤالنا هل المس يسبب رائحة كريهة؟
اقرأ أيضًا: علامات الإصابة بالمس الخارجي
علاج المس والسحر
إن أغلب المعالجين وما نراه من رقى شرعية متداولة، كلها فيها خير لأن ما فيها هو ذكر لله تعالى، ولكن أصل الرقية من الشريعة ليس لها نص واحد معين أو ترتيب للآيات، فكل كتاب الله خير، لكن لسورة البقرة مع الشيطان قصة أخرى.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): “إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ سَنَامًا، وَسَنَامُ الْقُرْآنِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ”.
ورواه أيضا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، مرفوعا وموقوفا، ولفظه:
“إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ سَنَامًا وَسَنَامُ الْقُرْآنِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ، وَإِنَّ الشَّيْطَانَ إِذَا سَمِعَ سُورَةَ الْبَقَرَةِ تُقْرَأُ خَرَجَ مِنَ الْبَيْتِ الَّذِي يُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ”. وحسنه الألباني في ” الصحيحة ” 588.
كما ورد ذكر قراءة آخر آيتين من سورة البقرة لثلاث ليال في البيت فلا يقربه الشيطان فـ عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ كِتَابًا قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ بِأَلْفَيْ عَامٍ، أَنْزَلَ مِنْهُ آيَتَيْنِ خَتَمَ بِهِمَا سُورَةَ الْبَقَرَةِ، وَلَا يُقْرَآنِ فِي دَارٍ ثَلَاثَ لَيَالٍ فَيَقْرَبُهَا شَيْطَانٌ) وصححه الألباني
ومن أنواع العلاجات التي أثبتت فاعليتها لتجنب الوقوع بسؤالنا هل المس يسبب رائحة كريهة؟ ما يلي:
- قراءة سورة البقرة، حيث تحوي التكفير بالسحر ونهي الله للإنس والجن من اتباعه.
- الفاتحة، هي السبع المثاني والقرآن العظيم كما وصفها النبي صلى الله عليه وسلم.
- آية الكرسي، أعظم آية في كتاب الله تعالى، وقراءتها تجنبك من سؤال هل المس يسبب رائحة كريهة؟ أو أسئلة مماثلة.
- سورة الإخلاص التي تعدل ثلث القرآن، والتي لو تدبرنا بآياتها لوجدناها تطمس أي قوى أو قدرات للشيطان أو الجن، فلنتدبر قوله تعالى في آخر السورة (وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ) [سورة الإخلاص: الآية 4].
أي أن الله الذي لا يكافئ قدرته أحد، ولا يقدر عليه أحد.
وهي تحذير للشيطان الذي يمس الإنسان من أن يتمادى أو يستمر، بل أن كثيراً من المعالجين قد بينوا أن قراءة سورة الإخلاص بيقين وتمعن في معانيها أمام الممسوس، قادرة على إيذاء الشيطان وطرده بإذن الله وقوته وقدرته على العالمين.
- قراءة المعوذتين “قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس”، ففي قراءتهما، لجوء إلى الله من شر الإنس والجن.
- قراءة القرآن عموماً وخاصة البقرة والفاتحة والإخلاص والمعوذتين على الماء، بتقريب الماء للفم لتصل ذبذبات صوتك للماء فتحل به بإذن الله قوة هذه السور بما أيقنته عند القراءة.
- أكل سبعة تمرات عجو بالصباح،
فعن سعد بن أبي وقاص – رضي الله عنه – قال: سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: “من تصبح سبعة تمرات عجوة لم يضره ذلك اليوم سمّ ولا سحر” متفق عليه
- التصدق بما في استطاعتك، فالصدقة تطفئ غضب الرب كما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن يرى الله منه الإحسان فجزاؤه الإحسان من الله تعالى.
- ممارسة الحجامة، وهي سنة متروكة للأسف، فالكثير من الناس يخافون من القيام بها، وفكرة الحجامة هي إخراج الدم الفاسد من جسد الإنسان.
وميزتها في علاج المس أنها قد تخرج الشيطان الماس للإنسان من جسده، فإن لم تخرجه جعلت قواه في خوار وضعف شديد، مما يهيئ الفرصة للممسوس أو المعالج بأن يقرأ من الآيات أو أن يذكر الله ويدعوه بما شاء فيزول عنه المس بأمر الله تعالى.
- مداومة الإنسان على صلاته في أوقاتها لتجنب سؤاله عن أعراض السحر كسؤالنا هل المس يسبب رائحة كريهة؟ هي أقوى طريقة لمحاربة الشيطان، فالصلاة هي استهداف الشيطان الأول للمسلم، وهي كذلك أقوى حصون المسلم الشياطين.
- تعظيم الله بالذكر الوارد عن الرسول صلى الله عليه وسلم، فتعظيم الله في قلب الإنسان وعلى لسانه في إضعاف للشيطان وتصغيرَا له، وذلك بمثل قول:
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم – حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله إنا إلى الله راغبون – حسبنا الله ونعم الوكيل.
- كثرة الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففي الحديث الشريف أخرج الترمذي في سننه من حيث أبي بن كعب رضي الله عنه
قال: قلت: يا رسول الله إني أكثر الصلاة عليك فكم أجعل لك من صلاتي؟ فقال: ما شئت، قال: قلت: الربع، قال: ما شئت فإن زدت فهو خير لك، قلت: النصف، قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير لك، قال: قلت: فالثلثين، قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير لك، قلت: أجعل لك صلاتي كلها قال: إذا تُكْفَى همَّكَ، ويُغْفرُ لك ذنبك. هذا حديث حسن
فمعنى الحديث أن كثرة الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم تكفي الإنسان من الهم كله في الدنيا والآخرة.
إن السحر هو كبيرة لا يغفرها الله إلا بالتوبة منها، أي تركها وعدم العودة بممارستها، فالسحر شرك بالله تعالى.