هل الماضي يؤثر على الحاضر في الزواج والعلاقات
هل الماضي يؤثر على الحاضر في الزواج والعلاقات؟ وماذا يحدث عندما يكتشف أحد الطرفين ماضي الطرف الآخر؟ بالنسبة للكثير من الأشخاص فإن ماضي الشريك من الأمور التي تصيبهم بالقلق وتجعل مستقبل العلاقة في خطر على المدى البعيد، خاصةً إذا بدا له أن الطرف الآخر يخشى الحديث عن ماضي ويخفيه، ومن خلال موقع زيادة نعرفكم على طريقة التعامل مع هذه الحالة.
هل الماضي يؤثر على الحاضر في الزواج والعلاقات
بالنسبة للكثيرين فالإجابة نعم، حيث نرى الأزواج يتتبعون ماضي شركائهم ويبحثون بشغف عن كل مستتر ومجهول أو مخفي عنهم، وعادةً يدب النزاع بين الطرفين عندما يكشف أو يكتشف أحدهم ماضي الآخر بالصدفة أو بعد تحري.
الطرف الأول الذي يبحث في الماضي يدب في نفسه بذور الشك والأرق، أما الطرف الثاني الذي يشعر فجأة أنه كُشف وتم التعدي على حياته الشخصية وخصوصياته فإنه يميل إلى الرد العدواني وقلب الطاولة على الطرف الأول.
قد تصل الإشارة البسيطة إلى هذا الماضي لظهور خلافات قوية تفرق شمل الزوجين وتهدد مستقبل الأسرة، وقد لا يقع الخلاف ولكن يميل الزوج أو الزوجة إلى إنهاء العلاقة القائمة بحجة أنهما لا يشعران بالأمان.
اقرأ أيضًا: نصائح للمقبلين على الزواج
مخاطر الكشف عن الماضي العاطفي
يرى بعض الأزواج أن المصارحة بالتاريخ العاطفي السابق هو الوسيلة التي يعيش بها الزوجين في علاقة من الشفافية والوضوح، وأن التستر على الماضي ما هو وسيلة لخلق صورة وهمية عن الحياة الشخصية للشريك.
قد تنجح هذه الخطوة مع بعض الأزواج ولكن الملاحظ أكثر أنه عند الكشف عن الماضي بصورة جزئية فهذا يفتح باب الشكوك والتردد في قلب الشريك، وعند فتح هذا الباب على مصراعيه كأن يقول الزوج لزوجته إن كانت تعرف فلان، فهذا أشبه بالتعذيب للزوجة.
الكشف عن الماضي هو شيء غير مأمون العواقب ويجب تحمل مسؤوليته من قبل الطرف الذي طلب بالمكاشفة والإفصاح والطرف الذي وافق في سرد هذه الوقائع.
هناك حالة واحدة يكون فيها الإفصاح أمرًا محمودًا، هو عندما لا يطالب أحد الأطراف بالكشف أو الحديث، ولكنه يتحرك من تلقاء نفسه ويسرد هذه الوقائع من تلقائه، أي أن يكون ذلك من باب الاعتذار والندم، وعدم الاستعداد للخوض في أفعال مشابهة مستقبلًا.
مخاطر الحديث عن الزوج السابق
إذا كانت الإجابة عن هل الماضي يؤثر على الحاضر في الزواج والعلاقات؟ هي الإيجاب فهذا يضعنا أمام مجموعة من الحدود والموانع التي لا يجب معها الإفصاح عن التجارب السابقة، خاصةً إذا تخطت العلاقة السابقة مجرد المعرفة العابرة وكانت المقارنة مع الزوج السابق.
إذا كان للزوجة زوج سابق فيجب أن تراعي مشاعر ومستوى وعي الزوج حين تذكر زوجها الأول، لأنه يفكر بشكل تلقائي في زوجها السابق كشخص يقارن به، ونظير له، ومنافس له عند زوجته حتى وإن كان ذلك مجرد شعور سطحي غير واقعي.
لهذه الأسباب المذكورة فإن المرأة يصعب عليها أن تتحدث عن ماضيها خوفًا من أن تفقد احترامها في عين الزوج، أو أن تحكم عليها العادات والتقاليد الشرقية بصورة تعسفية مغالية، ومن ناحية الزوج المخلص المحب لزوجته وأسرته فإنه لا يتطلع أبدًا إلى إغضاب زوجته أو مشاجرته.
يوجد إذًا أسلوب وحيد للكشف عن الماضي للطرف الآخر، وهو عندما ينعكس ذلك على العلاقة بالخير والنفع، ويبعث الثقة والشعور بالود في نفس الطرف الآخر، كأن يمتدح الزوج زوجته على أنها أفضل من الأخريات، أو أن تقول المرأة أن زوجها الحالي أنه أفضل من السابق، وذلك مع مراعاة الأسلوب والتوقيت الصحيح بالطبع.
اقرأ أيضًا: ماذا تفعل المطلقة إذا احتاجت للعلاقة
خوف الرجل من ماضي المرأة
يستعمل الرجل الشرقي حجة شهيرة عندما تتطرق الزوجة إلى ماضيه العاطفي، وهي حجة “أنا رجل”، وقد يكون ذلك التطرق من جانب الزوج، فكثيرًا ما يحب الزوج أن يغيظ زوجته بذكر علاقاته وغزواته في سن الصبا، وهو سلوك عام وشائع بين الشباب والصغار.
على الجانب الآخر فإن الفتاة أو المرأة تحمل أخطاء الماضي وتجاربه كوصمة تخفيها ولا تريد لرفيقها أو زوجها الجديد الاطلاع عليها، وهنا تتحول خبرة الحب لدى المرأة كأحد أشكال الانحلال الأخلاقي، رغم أن هذه الخبرة هي التي تساعدها في اختيار زوجها الحالي.
على الجانبين، فإن أي شخص يريد أن يكون الشخص الأول والأوحد والوحيد في حياة شريكه، وهذا ليس من صفات الغيرة والأنانية، ولكن عندما يقع على عاتق الرجل حمل الأعراف والتقاليد الذكورية للمجتمع الشرقي فإنه هذه الرغبة تتحول إلى واجب وإلزام حتى وإن كان لا يريده بالفعل.
يمكننا أن نحصر مشكلة الزوج أو الرجل الشرقي في شقين، الأول هو كلام الآخرين، الذين ينتهزون الفرصة في حالة وقوع الزوجة في أي ذلل بسيط أو كبير، وهذا السلوك الذي يشاهده الرجل في مجتمع منذ صغره ويتربى عليه يشكل عنده هاجسًا لا يمكن مداراته، وقد تصل الهواجس إلى الإعراض عن الزواج والخوف من ماضي النساء من حوله.
يعكس الشق الأول خوفًا دفينًا ليس للرجل ذنب فيه إلا أن شارك أمراض المجتمع في النمو، وهنا يأتي ذكر الشق الثاني، وهو ثقة الرجل في نفسه، فلو قلنا إن الأحمال الاجتماعية التي ينوء بها الرجل تؤثر على مظهره الخارجي، فإنها أيضًا تمتد إلى باطنه وتؤثر على ثقته في شخصيته ومدى كفايته وبل وحتى ذكورته.
اقرأ أيضًا: ما هو السلاح الذي تستخدمه المرأة ضد الرجل
تأثير علاقات الماضي الفاشلة على الزواج
يمكننا النظر إلى السؤال هل الماضي يؤثر على الحاضر في الزواج والعلاقات؟ بوجهة أخرى، وهي تأثير الماضي العاطفي على العلاقة الحالية، وأن يكون صاحب العلاقة الفاشلة غير قادر على تخطي الندوب السابقة والتطلع إلى الأمام دون قلق أو تشكك.
قد يكون التأثير قادمًا من الماضي مصيبًا للعقل اللاوعي، فلا يظهر الخوف الدفين أو القلق المستتر إلا عند انفعال المرء أو لدى تبدي الهواجس أمامه مرة أخرى، ولذلك نرشدكم إلى بعض النصائح لتجاوز آثار تجربة عاطفية مؤلمة.
- ممارسة التأمل: أول حلول التعامل مع الماضي وذكرياته هو التأمل فيه واستخراج الدروس التي تسمح للمرء بالنظر للأمام والتقدم، في حالات الصدمات العاطفية وفشل العلاقة المفاجئ فإنه من المفيد أن يسترجع المرء كل التفاصيل ويشحذ ذاكرته حتى يتوصل إلى سبب هذا الفشل وإمكانية تكرره في المستقبل.
- إنهاء الماضي وقطع الصلة به: يمكننا ترك الماضي وراء ظهورنا وعدم التفكير فيه، وقطع كل الصلات التي كانت تجمعنا بالشخص الذي فشلت علاقتنا معه، ولكن لا يجب قطع الصلات مع الحزن أو الغضب أو الرغبة في الانتقام، بل إن أولى خطوات التطلع للمستقبل هي المغفرة له ومسامحته.
- تعلم حب الذات: وتأقلم مع الحياة وحيدًا، العلاقة العاطفية ليست علامة على السعادة والرضا دائمًا، ويمكن للمرء أن يجد نفسه ويعيش وسط أناس يحبونه ويقدمون له نفس الاهتمام والإعجاب، وهذه فرصة جيدة لاكتشاف الذات.
البعض يتساءل هل الماضي يؤثر على الحاضر في الزواج والعلاقات؟ وهل يجب الإفصاح عن التجارب للشريك الحالي؟ الإجابة نعم ويجب على الطرفين عدم التسرع بالكشف عن حياتهم العاطفية الشخصية لأن هذه الصراحة قد تفضي إلى فشل العلاقة الحالية.