هل الدعاء يغير القدر وأفضل أوقات الإستجابة
هل الدعاء يغير القدر وما هي أفضل أوقات الاستجابة؟ حيث يتخيّرها المسلم ويحرص على تحرّي قدومها راغبًا في تحقيق مطلبه واستجابة دعائه، فالدعاء هو أسهل عبادة تربط بين العبد وربه، وحين يقع الإنسان في أزمة وتغلق في وجهه جميع الأبواب يبقى الدعاء هو الباب الذي لا يُغلق، فالله الخالق هو القادر على كل شيء، نعرض لكم موضوع يوضح إجابة سؤالي هل الدعاء يغير القدر وما هي أفضل أوقات الاستجابة من خلال موقع زيادة.
هل الدعاء يغير القدر وما هي أفضل أوقات الاستجابة؟
يلجأ المسلم إلى الله تعالى في السرّاء والضراء، ويتوجه إليه بالدعاء راجيًا تحقيق مراده ويطلب الحوائج مهما كانت صغيرة في عينه، أو راجيًا دفع مكروه أو شر، وقد ورد في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «لا يزيد في العمر إلا البر، ولا يرد القدر إلا الدعاء».
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: دعاء العشر الأولى من رمضان وأفضل أوقات الدعاء في رمضان
الإيمان بالقدر
هل الدعاء يغير القدر وما هي أفضل أوقات الاستجابة؟ نعلم أن الله وضع كل شيء بقدر معلوم مكتوب في اللوح المحفوظ، لا يعلم الغيب إلا الله فهو العالم بكلّ شيء وضع لنا الأقدار وفقًا لأحوالنا والزمن الذي نعيش فيه، وعلينا الإيمان بالقدر، وأن نؤمن بأنه لا يمكن تغيير القدر أو استبداله مهما حاول المخلوق ذلك، فإن الرزق يُساق إلى حيث قُدّر، والموت يقع في الوقت الذي قُدّر.
حثّ الإسلام على وجوب الإيمان بالقدر سواء أكان القدر خيرًا أم شرًّا، فإن الإيمان بالقدر هو إيمانٌ بالله تعالى، وما يخالف ذلك قد يدخل في الشرك، بالإضافة إلى أن الإيمان بالقدر هو راحة نفسية للعبد، لأنه يعلم أن الأقدار مكتوبة لن يغيرها شيء، فيصل إلى مرحلة الرضا الذي يشعره بالراحة والتوكل على الله.
هل الدعاء يغير القدر؟
يتساءل كثير من الأشخاص عن صحة تغيير الدعاء للقدر، وكيفية كون الدعاء قادرًا على تغيير أمر كالزواج أو نوع الجنين أو غير ذلك، والقدر هو ما كتبه وقدّره الله سبحانه وتعالى على العبد، وهو أمر واقع لا محالة مهما مر عمر الإنسان، ولا يستطيع لعبد التدخل في تغيير القدر فهو مكتوب من قبل أن تخلق حياة على الأرض.
في إطار إجابة سؤالي هل الدعاء يغير القدر وما هي أفضل أوقات الاستجابة… فقد أمر الله تعالى العبد بالدعاء لفتح أبواب الرزق وتفريج الهموم والكروب وإزالة العوائق والأزمات في حياة المؤمن، وحث الرسول صلى الله عليه وسلم على ذلك، وفي هذا دلالة على أن دعاء العبد الصادق يكون حقًّا سببًا في تغيير الأقدار وقرب العبد من الله تعالى.
الأقدار كتبت في اللوح المحفوظ لا تتبدل ولا تتغير، لكن منها نوع مكتوب بأيدي الملائكة يعلمه الله وحده، وهو النوع الذي يغيره دعاء العبد، أما الأقدار الثابتة كالموت كتبها الله سبحانه وتعالى بيده لا تتغير، والدعاء من قضاء الله وكذلك القدر، فكلاهما قضاءٌ من الله تعالى، وعندما تستجاب دعوة العبد يتغير القدر بقدر آخر مكتوب كذلك.
أنواع القضاء هي: القضاء المُعلّق، والقضاء المُبرّم، والقضاء المبرم هو القدر الأزلي الخالد، وهو القضاء الذي لا يتغير، بينما القضاء المعلق هو النوع الذي يمكن للعبد أن يزيده أو ينفع في بأن يدعو أو يتصدق، وهو الذي يكتب في صحف بأيدي الملائكة.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: الدعاء عند الأفطار للصائم في رمضان بالأدلة والأحكام الإسلامية التفصيلية
الشروط الواجبة لاستجابة الدعاء
عند معرفة هل الدعاء يغير القدر وما هي أفضل أوقات الاستجابة يجب على العبد أن يحرص على الالتزام بمعايير عِدّة لكي يكون مستعدًّا بأن يدعو الله تعالى بيقين وصدق، ومن تلك الأمور التي عليه الالتزام بها:
- أن يكون قلبه حاضرًا بادئًا بشكر الله والثناء عليه وحمده، وأن يدعو الله في كل حين، في السراء والضراء، وفي الأوقات التي يقع فيها خير أو الأوقات يقع فيها شر والأزمة، ليدلّ هذا على صدق نيّته في دعائه.
- لا يشترط للعبد أن يقول يدعو بصيغة دعاءٍ محددة، لأنه يدعو الخالق الذي هو أقرب للعبد من نفسه، وهو العالم بكلّ شيء يحدث في حياة الشخص، ويعلم ما يفكر به الشخص وما ينوي في قلبه.
- يجب على العبد وقت دعائه أن يشعر بالندم على الذنوب التي ارتكبها، وأن يعترف بها ويتذلل ويخضع لبارئه.
- واجب على العبد أن يكون كل شيء يفعله حلال، والطعام أو الشراب أو الملبس أو غير ذلك وجب أن يكون حلالًا، حتى لا يمنع ذلك من استجابة دعاء العبد، لأن الله طيّب لا يقبل إلّا طيّبًا، لذا أمرنا الله تعالى بما أمر به المرسلين بأن يأكلوا من الطيبات ويعملوا الأعمال الصالحة.
آداب الدعاء
يقف العبد بين يدي الله تعالى أثناء دعائه متذللًا خاضعًا لذا وجب عليه أن يخلص الدعاء، وأن يكون نقيّ السريرة، أي لا يشوب دعاءه الرياء أو أن يكون متباهيًا، وعليه التأني وعدم الاستعجال، ويوقن أن الله تعالى سيستجيب له الخير له لأنه الأعلم به وأعلم بمستقبله، كما يجب عليه بان لا يدعو بشيءٍ حرام ولا يدعو بقطيعة صلة رحم.
أفضل أوقات الاستجابة
في حين الحديث عن إجابة سؤالي هل الدعاء يغير القدر وما هي أفضل أوقات الاستجابة، قد حثّنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم على إكثارنا من الدعوات خاصة في وقت الأزمة، لأن الدعاء يخفف من شدتها ويحصل الإنسان به على الرضا والاستسلام لأمر الله تعالى، وحين يدعو العبد فعليه ألا يكون مكسبه حرامًا ولا خبيثًا، لأن ذلك مما يمنع إجابة الدعاء.
الدعاء بين الأذان والإقامة
ترجى إجابة الدعاء إذا كان بين وقت الأذان وقبل الإقامة، فقد ثبت في الصحيح بأن الدعاء وقت الأذان والإقامة لا يرد للعبد، ويستحب للعبد أن يدعو بما يشاء من خير الدنيا وخير الآخرة، على أن يحرص العبد على ذكر جوامع الدعاء.
جوامع الدعاء تحتوي على كثير من الكلمات والمعاني العظيمة المختصرة، ولم يثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه كان يدعو بدعاء معين بين الأذان والإقامة، ولكن يدعو بالأدعية المناسبة، ومنها قول: “ربّ اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربّنا وتقبّل دعاء”.
من الأدعية المشروعة قول: “ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب”، “ربنا اغفرلنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبّت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين”، وغيرها من الأدعية المشروعة.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: حكم الدعاء في السجود في صلاة الفريضة
الدعاء في السجود
يذكر النبي صلى الله عليه وسلم بأن أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، لذا على العبد أن يكثر من دعائه حالة السجود في الصلاة، كما أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرنا بتعظيم الرب في الركوع، وبالاجتهاد في أن يدعو العبد وهو ساجد.
الدعاء حين الصيام والسفر
ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم بأن ثلاثة لا تردّ دعوتهم وذكر منها الصائم حين يفطر، لذا وجب على المسلم ان يغتنم فترة صيامه في الدعاء والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى، فيدعو لنفسه ولمن يحبّ بالخير، ويوقن أن دعاؤه في وقت إجابة، ويكون قلبه حاضرًا خاضعًا، مع الحرص على تكرار الدعاء والإلحاح.
المسافر يدعو مدة سفره وحتى رجوعه من السفر، وتكون دعوته مستجابة لأسباب قالها العلماء، وهي أن المسافر يكون غريبًا منكسرة نفسه، ويتحمل المسافر المشاق أثناء مدة السفر لذا انت الدعوة أقرب للإجابة.
الدعاء وقت المطر
وقت نزول المطر هو وقت رحمة وفضل كبير من الله سبحانه وتعالى على عباده كافّة، وهو من العلامات الدالّة على الخير، وقد ورد في الأحاديث الشريفة بأن دعاء العبد وقت نزول المطر لا يردّ لصاحبه، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “ثِنتان ما تُردان: الدعاء عند النداء، وتحت المطر”.
كما وردت أدعية كثيرة يستحب للمؤمن الدعاء بها وقت نزول الغيث ومنها قول “اللهم صيبا نافعا”، “اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام والظراب وبطون الأودية ومنابت الشجر”، “الهم اسقِنا غيثًا مغيثًا مريعًا طبقًا غدقًا غير رائث نافعا غير ضار”.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: دعاء لقضاء الحوائج أهل البيت وتيسير الأمور وشروط إجابة الدعاء
الدعاء في جوف الليل
يحرص المسلم على تحرّي وقت إجابة الدعوة في أجزاء الليل ووقت السحر، ويحرص على الدعوات النافعة له ولأهله ولمن أحبّ، وينزل الله تعالى في الثلث الأخير من الليل نزولًا يليق بعظمته، لذا يشرع العبد بأن يدعو بأسماء الله الحسنى وصفاته، وفي تكرار وإلحاح العبد بالدعاء إشارة إلى حسن ظنه بالله تبارك وتعالى.
قد ثبت في حديث النبي صلى الله عليه وسلم أن أكثر دعوة تستجاب من الليل هل في الثلث الأخير منه، قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: “ينزل ربنا تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فاستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له، حتى ينفجر الفجر”.
الدعاء يوم الجمعة
من الأوقات التي يستجاب فيها دعاء العبد، هو وقت جلوس الإمام يوم الجمعة على المنبر ليلقي الخطبة، فيدعو المسلم من وقت خطبة الجمعة وحتى الصلاة، كما أن في يوم الجمعة ساعة لا يرد الله تعالى فيها سائلًا، وجميع أوقات يوم الجمعة يمكن للعبد أن يرجو استجابة دعوته في أي وقت خلال اليوم.
ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم بأن هذه الساعة قد تأتي في موضعين، وقت بين جلوس الإمام على المنبر للخطبة وحتى تقضى الصلاة في يوم الجمعة، بينما الوقت الموضع الثاني لتحرّي استجابة الدعوة هو الوقت ما بين صلاة العصر إلى أن تغرب الشمس.
الدعاء يوم عرفة
في إطار ذكر إجابة سؤالي هل الدعاء يغير القدر وما هي أفضل أوقات الاستجابة، إن يوم عرفة يرجى فيه استجابة دعوة العبد، ويستحب أن يكثر من ذكر الله تعالى ويدعو كثيرًا في يوم عرفة، وخير الدعاء هو الدعاء في هذا اليوم الفضيل، وأفضل ذكر يقوله المسلم في هذا اليوم هو: “لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير”.
يحرص العبد في هذا اليوم على أن يدعو لنفسه، أو أن يدعو للوالدي، أو الأقارب، أو الأصدقاء، أو الأحباب وكل من قدّم له معروفًا يومًا وأحسن إليه، وأن يدعو لجميع المسلمين، لأن يوم عرفة يعد أفضل الأيام التي يمكن له الدعاء فيها خلال السنة.
يوم عرفة هو يوم أتمّ الله في الدين الإسلامي، وصيام ذلك اليوم يكفر سنة قبلها وسنة بعدها وقد ورد في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء؟”.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: أدعية للميت في يوم الجمعة وأهميتها وأفضل أوقات الدعاء
الدعاء يوم النحر وأيام التشريق
يشرع للمسلم أن يدعو بما يريد حين يقف في مزدلفة يوم النّحر، كذلك يمكن له الدعاء موقنًا بالإجابة في أيام التشريق بعد أن يرمي الجمرة الصغرى والوسطى، وقد ثبت ذلك في الصحيح للبخاري.
يوم القر هو يعتبر اليوم الثاني من أفضل الأيام في الدنيا، ويأتي بعد يوم النحر، ثم يليه ثلاثة أيّام معظمات لا يُردّ الدعاء في هذه الأيام، وورد عن النبي صلى الله عليه وسلم بأن أعظم الأيام عند الله هو يوم النحر، ثم يوم القر، ويستحب الإكثار من الدعاء والاستغفار خلال تلك الأيام.
الدعاء عند شرب زمزم
ماء زمزم هو شفاء وعافية للعبد، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يشرب ماء زمزم حين يفرغ من الطواف في يوم العيد يوم النحر، وزمزم هي بئر إسماعيل بن إبراهيم -عليهما السلام-.
توجد آداب يستحب للعبد فعلها عند الشرب من ماء زمزم ومنها أن يستقبل العبد الكعبة، ويسمي قبل الشرب، ويتنفس ثلاثُا، ويجلس عند الشرب، ويحمد الله بعد الانتهاء من الشرب، وأن يكثر الدعاء عند شرب ماء زمزم، ومن الأدعية المشروعة أن يقول: اللهم إني أسألك علمًا نافعًا، ورزقًا واسعًا وشفاء من كل داء.
الدعاء دبر الصلوات المكتوبة
ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم الدعاء دبر الصلوات المكتوبة، وقد اختلف البعض هل يكون الدعاء قبل السلام أم بعد السلام، وقيل بأن الأفضل للدعاء أن يكون قبل السلام وبعد التعوذ بالله من عذاب جهنم ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجّال، ثم يتعوذ العبد بما شاء.
لا بأس إن دعا العبد دبر الصلوات المكتوبة بعد السلام، بعد أن يذكر الله يدعو بينه وبين نفسه، ويبدأ أولًا بالاستغفار ثلاثًا ثم يقول: اللهم أنت السلام، ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام.
ثم يدعو بالدعاء المشروع قائلًا: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد، وبعد الدعاء المشروع له أن يدعو بما شاء.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: كيف الثناء على الله قبل الدعاء وشكر الله على نعمه
الدعاء في السنة القبلية لصلاة الظهر
يستجاب الدعاء بعد أن تزول الشمس قبل وقت الظهر، فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يصلي أربع ركعات بعد زوال الشمس قبل وقت الظهر، فهي ساعة يحب أن يصعد فيها عمل صالح لأن أبواب السماء تكون مفتوحة.
دعوة المظلوم
دعوة المظلوم لا يوجد بينها وبين الله حجاب يكون سببًا في منع استجابتها فتكمن إجابة سؤالي هل الدعاء يغير القدر وما هي أفضل أوقات الاستجابة، أنها نعم من الممكن حدوث ذلك، ودعوة المظلوم بشكل عام مُستجابة إن شاء الله، لذا وجب على الإنسان أن يتّقي دعوة المظلوم، فهي تضر ظالمه، وحكمها مباح فله أن يدعو على من ظلمه، أو أن يقوم بالشكاية عنه إلى جهة مختصة، وحين تستجاب دعوة المظلوم فإن الله تعالى يعاقب الظالم بما يستحق.
مواضع أخرى لاستجابة الدعاء
يفتح الله بابًا لدعاء العبد في كل وقت ويمكن أن يستجيب الله دعاء العبد كيفما شاء، ولكن تحرّي مواضع استجابة الدعاء تعني أن العبد مخلصٌ لربّه راج منه أن يستجيب دعاءه، ويعني قوة والتزام.
من المواضع لاستجابة الدعاء مثل وقت حضور مجالس الذكر فإن بالملائكة تحيط بمجلس الذكر، وفيه يتعلم الناس أمور دينهم للتمييز بين الحلال والحرام، ويطلبون العلم والدروس، ففيها رحمة ومغفرة.
كذلك من المواضع حين يدعو الناس بعد أن تقبض روح الميت، ورد في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على أبي سلمة وقد شق بصره فأغمضه ثم قال: «إن الروح إذا قبض تبعه البصر، فضج ناس من أهله فقال: لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير؛ فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون».
أيضًا الدعاء عند عيادة شخصٍ مريض لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «إذا حضرتم المريض فقولوا خيرًا فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون..»، ومن أوقات الإجابة هو الوقت الذي تلتحم صفوف الجيوش فيه أثناء المعركة.
كذلك الدعاء عند وقوع المصيبة على العبد فيدعو بقوله: إنّا لله وإنّا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرًا منها، والدعاء بعد سماع الديك وهو يصيح، فقد ورد في صحيح البخاري حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إذا سمعتم صياح الديكة فاسألوا الله من فضله، فإنها رأت ملكًا».
الدعاء بعد قول: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، جاء في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم بأنه قال: “دعوة ذي النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ، لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له”، لذا شرع الدعاء بها بشرط وجود الإيمان.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: فضل قيام الثلث الأخير من الليل والدعاء المستجاب
هكذا عرضنا في هذا الموضوع إجابة سؤالي هل الدعاء يغير القدر وما هي أفضل أوقات الاستجابة، وعرفنا بأن الدعاء هو عبادة يثاب المؤمن ويؤجر عليها حتى وإن لم تُجاب كما يريد، فقد يكون الدعاء سببًا في أن يعطي الله نعمًا كثيرة للعبد أو يدفع عنه مصائب، فيعجّل له ما أثمره من دعوته، وقد تؤخر ثمرة دعاء العبد فلا يأخذها في الدنيا، بل يكفر الله بها سيئاته ويرفع بها درجاته في الآخرة، متمنين لكم العلم النافع الدائم.