هل الوضوء يغني عن غسل الجنابة
هل الوضوء يغني عن غسل الجنابة؟ وهل غسل الجنابة يغني عن الوضوء؟ يقع بهذه الأمور العديد من الناس إما كسلاً أو جهلاً، وحكم الصلاة بهذه الحالات أمر لا يعرفه الكثير من الناس نظراً لافتقار العامة بأحكام الفقه بالإسلام، ومن موقع زيادة سنفصل لكم هذا الأمر.
هل الوضوء يغني عن غسل الجنابة؟
كثير من الناس لا يعلمون أحكام الفقه التي نص عليها كتاب الله وسنة رسوله (صلى الله عليه وسلم)، رغم أن الطهارة عند المسلم هي أول ما يجب أن يحرص عليه قبل الصلاة.
فمن غير الطهارة لا يجوز أن تقف أمام ربك لتصلي، وتصل ما بينك وبين الله تعالى، أما للجواب المباشر عن سؤال هل الوضوء يغني عن غسل الجنابة فهو “لا”، لأن الوضوء لا يغني عن غسل الجنابة، ولكنه يحد من الوطء، ويخفف النجس.
لكن الوضوء لا يغني عن الجنابة للقيام إلى الصلاة، ومن يتعمد فعل ذلك فقد ارتكب إثم عظيم يستلزم التوبة منه، أما في حالة الجهل بشرط مثل هذا، فذلك يعني جهلك التام بأحكام الدين، وأوائل أشراط ركن الطهارة.
والحكم فيمن صلى دون الغسل من الجنابة حتى لو توضأ هو أن يغتسل من جنابته ويصلي ما عليه من الصلوات التي صلاها وهو على غير طهارة، فشرط الصلاة أن تكون طاهراً من الحدث الأكبر والحدث الأصغر.
أما الحدث الأكبر فهو الجنابة، وهو أمر الجماع بين الزوجين والذي يقع بإدخال الرجل عضوه الذكري في فرج زوجته، بذلك يكون الرجل أو المرأة جنباً، أو تقع الجنابة بإنزال الرجل أو المرأة لمائهما، ففي هذه الحالات يجب القيام بغسل الجنابة.
ها نحن قد تأكدنا من إجابة سؤال هل الوضوء يغني عن غسل الجنابة، حيث إن الوضوء لا يصح في حال الطهارة من الحدث الأكبر وهو الجنابة.
وبطريقة أخرى فإن غسل الجنابة واجب للتطهر من الجنابة وإزالة النجس الذي تم، يلي ذلك الوضوء عند كل فريضة للقيام بها شرط وجود جانب الطهارة، أي أن يكون المسلم متطهراً من الحدث الأكبر بغسل الجنابة، وهذا الأمر ليس فيه أي اختلاف في دين الله تعالى.
اقرأ أيضًا: شروط الاغتسال من الجنابة
حكم الصلاة بالوضوء دون غسل الجنابة
من الناس من يجامع زوجه ليلاً وينامون على جنابة ثم يقومون لصلاة الفجر فيتوضؤون ويقومون للصلاة دون أن يغتسلوا من الجنابة، فقد يذهبون للمسجد أيضاً ويقرأون القرآن، وفي ذلك أما جهل بأحكام الله أو تعدٍ على حرمات الله إذا قصد ذلك متعمدًا وهو على علم بالأحكام.
أما في حالة جهل الذي يجامع أو ينزل منيه ثم يتوضأ ويقوم للصلاة دون أن يغتسل، فهذا تفريط واضح منه بتعلم أحكام دينه، والطهارة قسم وجزء عظيم من الشريعة، ومن الصعب أن يجهل بها أي مسلم.
لذا في حالة حدوث ذلك الأمر وجب على من فعله أن يصلي ما صلاه وهو جنب.
أما الذي علم بالحكم وتجاوزه فصلى على جنابة حتى ولو توضأ فأمره إلى الله، حيث يتوجب عليه التوبة من هذا الفعل فهو من أكبر الكبائر، حتى إن المذهب الحنفي ذهب إلى تكفير فاعله بسبب علمه واستهانته بمقام ربه.
لكن بعض الأئمة قد أعدوا من صلى على الجنابة متعمدًا بلا عذر أنه آثم ولا يكفر وهذا عن النووي في شرح صحيح مسلم.
وبالرجوع إلى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، فقد أعد الطهارة من الحدث الأكبر “الجنابة” فرض ولا يجوز لأحد أن يقوم للصلاة وهو على جنابة، وأزاد أن من صلى بغير طهارة شرعية متعمداً فهو كافر، أو اختلف في كفره وهو مستحق للعقوبة المغلظة.
وبأقوال جميع لجان الفتوى، فإن الصلاة لا تصح بدون الطهارة من الحدثين الأكبر والأصغر، قال تعالى:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ) [سورة المائدة: الآية 6]
فالحكم الشرعي لمن صلى على جنابة بغير طهارة هو أن يتوب إلى الله توبة نصوحة، ولا يعود لهذا الفعل أبدًا، وأن يصلي ما صلى من صلوات وهو على غير طهارة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تقبل صلاة بغير طهور” رواه مسلم.
كما هو حكم قراءة القرآن على جنابة فقد أجمع الأئمة الأربعة على امتناع الجنب من المساس بكتاب الله تعالى، قال تعالى: (لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُون) [سورة الواقعة: الآية 79]
كما أن الإجابة الصارخة على سؤال هل الوضوء يغني عن غسل الجنابة، تتضح في قول الله تعالى في كتابه بوجوب الغسل من الجنابة والضوء بعده قبل الصلاة بترتيب واضح في الآية التالية، قال تعالى:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا) [سورة المائدة: الآية 43]
فالطهارة واجبة للمصلي في كل الأحوال، فحتى بحال انعدام الماء أو تعذر التوضؤ بالماء، فحين ذلك يمكن للمسلم أن يقوم بالتيمم بدلًا عن الغسل، ويكون حينها المسلم على طهارة، وليس في ذلك جدل بعد كلام الله تعالى.
اقرأ أيضًا: كيفية الغسل من الجنابة للمرأة وحكمه
هل يجوز للمحتلم الذي قام من نومه على موعد الصلاة أن يتوضأ ويصلي؟
الحكم في ذلك هو نفس حكم ما ذكر أعلاه، فالصلاة بدون تطهر كامل لا تجوز، فعلى الذي احتلم إن كان امرأة أو رجل أن يقيم ما أمر الله به من طهارة كاملة.
وذلك بالتوجه للغسل من الجنابة تماماً ثم الوضوء لإقامة الصلاة، ودليل ذلك هو حديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم)،
فعن أمِّ سلمة قالت: جاءتْ أمُّ سُليم إلى رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – فقالت: يا رسول الله، إنَّ الله لا يستحْيِي من الحقِّ؛ فهل على المرأة من غسْل إذا احتلمتْ؟ قال النَّبيُّ – صلَّى الله عليْه وسلَّم -: نَعَمْ، إذا رأت الماء. حديث صحيح – صحيح النسائي.
قام على جنابة من نومه على صلاة الجمعة ودعاه والده للصلاة معه بالمسجد، فاستحى أن يبين أمر جنابته فتوضأ ونزل مع والده للصلاة، ما حكم ذلك؟
أجمع أهل العلم على أن الحياء إن كان من واجب شرعي، فهو مُحَرَّم فالحياء لا يأتي للإنسان إلا بالخير، والله لا يستحي من الحق، فقد يتخلى بعض الناس عن الحق بادعائهم الحياء، وهناك كثير من أمثلة على ذلك.
فقد ألم العلماء بأمور مشابهة، فقالوا: إن هذا ليس بالحياء، ووصفه بالمهانة والعجز وقلة الهمة، وما أطلق عليه بالحياء إلا لأن ظاهره الحياء أما حقيقته هو التخاذل والضعف الشديد.
أما الحياء الحق فهو ترك القبيح ومنع التقصير في جنب الله تعالى، واستحى من الله قبل أن يستحي من الناس.
هل غسل الجنابة يغني عن الوضوء؟
بعد أن بينا جواب سؤالنا هل الوضوء يغني عن غسل الجنابة؟ فعلينا توضيح أمر جواز الصلاة بغسل الجنابة فقط دون وضوء.
وبالجواب المباشر: نعم، ولكن بشرط أن ينوي المغتسل التطهر من الحدثين الأصغر والأكبر، ولكن الأفضل هو اتباع سنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، بأن يستنجي ثم يتوضأ ثم يغتسل.
وتشترط حالات غسل الجنابة والنظافة والتبريد من الحر، فيجب أن يتوضأ بعدهم لإجازة إقامة الصلاة، ولعدم تعدد النية في تلك الحالات نظرًا بأنها مستقلة النية.
طريقة غسل الجنابة
بعد أن تعلمنا أن أحكام الطهارة قطعية وأجبنا عن سؤال هل الوضوء يغني عن غسل الجنابة؟ فيجب أن نتناول طريقة الغسل الشرعي من الجنابة، وهي:
- نية التطهر من الحدث الأكبر، أو جمع النية للتطهر من الحدثين.
- غسل اليدين ثلاث مرات.
- غسل الفرج باليد اليسرى ثم يغسل يده.
- يتوضأ تمام وضوء الصلاة إلا غسل قدميه.
- تخليل أصول الشعر بالماء ويغسله ثلاث مرات.
- غسل جميع البدن، بدئَا من شقه الأيمن يليه شقه الأيسر، موصلًا الماء والغسل ما استطاع من جسده، ثم يغسل القدمين.
اقرأ أيضًا: حكم تأخير الغسل من الجنابة للبرد
طريقة وترتيب الوضوء
لا شك أنه بعد أن علمنا إجابة سؤال هل الوضوء يغني عن غسل الجنابة؟ وذكرنا لكم طريقة الغسل من الجنابة، يجب علينا أن نذكركم بطريقة الوضوء وترتيبه، وذلك لما أمر الله تعالى به في كتابه الكريم:” قال تعالى في كتابه الكريم :
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَ أَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَ امْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَ أَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ۚ وَ إِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا ۚ وَ إِنْ كُنْتُمْ مرضى أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَ أَيْدِيكُمْ مِنْهُ ۚ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَٰكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَ لِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [سورة المائدة: الآية 6]
وطريقة الوضوء كما بالآيات السابقة كالتالي:
- استحضار نية الوضوء وقول “بسم الله الرحمن الرحيم”.
- غسل الكفين ثلاثًا.
- المضمضة للفم ثلاثًا.
- الاستنشاق بالأنف ثلاثًا.
- غسل الوجه ثلاث مرات من منبت شعر الرأس إلى الذقن ومن الأذن اليمنى إلى الأذن اليسرى.
- غسل اليدين إلى المرافق ثلاث مرات والبدء باليمنى.
- مسح الرأس ثلاث مرات، ويجوز مرة واحدة.
- مسح الأذن ثلاث مرات، وتجوز مرة واحدة.
- غسل القدمين إلى الكعبين ثلاث مرات بدءاً باليمنى مع تخليل ما بين الأصابع.
- عند الانتهاء نقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدًا عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين.
إن إجابة سؤال هل الوضوء يغني عن غسل الجنابة قد أتاحت لنا معرفة العديد من الأمور الهامة حول أمر الجنابة، حيث أجمع أهل العلم على أن من صلى على جنابة جاهلاً فليس عليه إثم، أما من فعلها وهو عالم بتحريم ذلك فقد ارتكب إثمًا عظيمًا.