هل نزول نقطة دم بعد الاستحمام من الدورة يبطل الصيام

هل نزول نقطة دم بعد الاستحمام من الدورة يبطل الصيام أم لا؟ فديننا الإسلامي هو دين الطهارة والنظافة، ومن الطهارة أن نغتسل عقب الحيض الشهري، وأن يعاد هذا الاغتسال إن سقطا نقطة دماء عقب التطهر، كذلك الأمر بالنسبة للصيام، فلا يمكن أن يصح خلال أيام الحيض و سنتعرف على هل نزول نقطة دم بعد الاستحمام من الدورة يبطل الصيام عبر موقع زيادة.

هل نزول نقطة دم بعد الاستحمام من الدورة يبطل الصيام

يختلف الحكم بشأن الدم الذي قد يُرى عقب قضاء مدة الحيض الشهري لدى الإناث، وعقب حدوث التطهر من الحيض، فيكون ذلك وفقًا لِلونه وَلطبيعته، فعلى سبيل المثال إذا كان لونه أقرب للأصفر أو الكدرة فإنه لا يعد دمًا، وهنا يعامل معاملة البول تمامًا، أي لا يجب الاغتسال منه ثانيةً، إلا أنه يتطلب الوضوء ثانيةً.

أما إذا تمت معاملته غير الكدرة والصفرة، يكون الأمر مختلف، فهو هنا يشبه لما ينزل من دم الحيض، ويعد حكمه أشبه بحكم الحيض في عدم طهارة المرأة خلال أيامها، وبناءً عليه يجب على المرأة ألا تؤدي فريضتيّ الصوم أو الصلاة، كما ينبغي الامتناع عن لمس كتاب القرآن “المصحف” حتى يتوقف الحيض كليًا، وتصبح طهارتَها واجبًا يقضى بالاغتسال.

حكم الاغتسال والسنة النبوية

الجدير بالذكر أن مثل هذه الأمور من أمور الفقه لا ينبغي ألا تحيط بها المرأة، فهي من العلوم التي يجب أن تتوفر لدى كافة النساء، وقد وردت بكل من تفسيرات الأئمة وسنة نبينا الشريف محمد، وكذلك أحكام ديننا الإسلامي، وذلك بغرض إزالة الشك والسماح لليقين بالتغلغل، فهذه أبسط شروط الطهارة والتي لا تصح طَهارتنا -نحن النساء- إذا تغافلنا عن تعلمها والإلمام بها أبدًا.

اقرأ أيضًا: هل يجوز الصلاة بوضوء الاغتسال من الجنابة

الحيض والاغتسال

ينبغي على كل سيدة أو فتاة أن تتأكد ببداية الأمر من تمام انقطاع دم الحيض، لكي تتم عملية اغتسالها صحيحة ومرة واحدة عوضًا عن تكرارها، فلا تساورها الشكوك بشأن نزول الدم ثانيةً عقب ساعات قليلة، أما إذا تم الاغتسال عقب التأكد من انقطاع الحيض وتكرر نزل دم ثانيةً في صورة نقطة أو أكثر لكن في نطاق بسيط؛ فإنه لا ضرر من ذلك ولا يعد حيضًا.

الحيض والاستحاضة

متابعةً للحوار بشأن نزول نقطة أو نقطتين من الدم عقب الاغتسال من الدورة الشهرية فإنه علينا تسليط الضوء على وجود فرق بين أيام الحيض وأيام الاستحاضة لدى النساء، حيث:

تعرف فترة الحيض بكونها الأيام التي ينزل خلالها دم الحيض، وهي طبيعية ومألوفة بالنسبة للنساء من حيث العدد، فلا يتم تطهّرها إلا عقب اغتسالها منها وذلك عقب التأكد من انتهائها أولًا.

ومن العلامات التي يستدل منها على انتهاء أيام الحيض ما يلي:

• جفاف المهبل وذلك عبر عمل اختبار القطنة وملاحظة خروجها جافة دون أي دماء.
• خروج القصة البيضاء عقب توقف الحيض.
• والجدير بالذكر أن أقل مدة زمنية لِنزول دم الحيض هي “يوم بِليلة” إلا أن الشائع والطبيعي من 6: 7 أيام.

أما عن أيام الاستحاضة فهي تعرف بالأيام التي يستمر نزول الدم بها؛ حتى بعد انتهاء الوقت المحدد لنزول الحيض بصورته المعتادة الطبيعية، ويعد هذا دم ضار يتم خروجه في صورة زائدة عبر مهبل أو فرج الأنثى عقب انقضاء فترة الحيض الخاصة بها.

والجدير بالذكر أيضًا أن هذه الدماء بسبب مرض ويتم نزوله كنتيجة لحدوث قطع بعنق الرحم، فلا يعامل معاملة الحيض، ولا يقبل تطبيق كافة الأحكام الشرعية الخاصة بالحيض عليه والتي تتمثل في انقطاع الصوم والصلاة.

عامةً تعد أقصر مدة يمكن للمرأة أن تبقى طاهرة خلالها بين كل حيض والتالي له بما يقرب من 15 يومًا، وهذا ما أجمع عليه الفقهاء والعلماء، حيث قاموا في ذلك بحساب أيام الدورة ذاتها.

اقرأ أيضًا: هل يجوز الاغتسال بعد الفجر في صيام القضاء

توقيت نزول الدم عقب الاغتسال

ضمن حوارنا عن هل نزول نقطة دم بعد الاستحمام من الدورة يبطل الصيام فإنه علينا القول أن هذا من الأمور الطبيعية التي قد تحدث، حيث يتميز الحيض بطبيعة إما تقل وإما تزيد في المدة الخاصة به، ولا تثبت مدته بالضرورة.

أحكام خاصة بالحيض

إذا قامت المرأة بالاغتسال من الدورة؛ لترى وجود دم عقب الاغتسال والذي حدث عقب انقضاء أيام الحيض كاملةً بعدد أيام، فإنها هنا لا تعامل معاملة أيام الحيض، ولا يلزم تكرار الاغتسال منها، بمعنى إن تكرر كان بها، وإن لم يتكرر لا يمثل هذا مشكلة، مع ممارسة شعائر الصيام والصلاة طبيعيًا.

في حال نزلت نقطة أو أكثر من الدم خلال الفترة الخاص بالحيض الطبيعية فإنها هنا تنتمي لِأيام الحيض، ويجب تكرار الاغتسال ثانيةً ليتحقق ركن الطّهارة وتتمَكن المرأة من ممارسة شعائر الصيام والصلاة ثانيةً.

ومن الأمثلة على هذا اعتياد امرأة ما على حدوث الحيض لديها بمعدل 5 أيام على سبيل المثال، فإن لاحظت غياب الدم باليوم الرابع واغتسلت وتم تطَهرها، لتفاجئ في يومها الخامس ببقعة دم صغيرة فما الحكم هنا؟

بهذه الظروف يكون دم حيض حيث نزل بالأيام الطبيعية التي تعتاد فيها الأنثى على نزول الحيض والتي تقدر بـ 5 أيام، وبناءً عليه ينبغي أن تكرر المرأة اغتسالها، إما إذا حدث ونزل الدم باليوم رقم 7 على سبيل المثال، فإن هذا لا يعد دم حيض، وهذا الأمر لا يقترن على 3 مرات فحسب، والمعنى هنا أنه لا يكون طبيعيًا أو عاديًا ليتم تكْراره 3 مرات ليصبح من العادات.

وعن حكم وجود دم عقب الاغتسال من الدورة الشهرية في السنة النبوية فقد ورد بأحد الأحاديث النبوية عن الرسول عليه الصلاة والسلام: “أنَّ فاطمةَ بنتَ أبي حُبَيْشٍ جاءَت رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ فقالَت إنِّي امرأةٌ أُستَحاضُ فلا أطهرُ أفأدعُ الصَّلاةَ قالَ إنَّما ذلِكَ عِرقٌ وليسَت بالحيضَةِ فإذا أقبلَتِ الحَيضةُ فدَعي الصَّلاةَ وإذا أدبَرَت فاغسِلي عنكِ الدَّمَ ثمَّ صلِّي” “صحيح البخاري”.

وقد قال  صلى الله عليه وسلم، للتوضيح فيما يتعلق أمور الطهارة: “إنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ قالَ في المرأةِ ترى ما يريبُها بعدَ الطُّهرِ إنَّما هيَ عرقٌ أو قالَ عروقٌ” “صحيح البخاري ومسلم”.

وفي حديث آخر “كُنَّا لا نَعُدُّ الكُدْرَةَ والصُّفْرَةَ شيئًا” “صحيح البخاري”، يقصد الإشارة إلى كون دم الدورة الشهرية معروفًا بالنسبة للمرأة، فهو له صفات تميزه، وذلك لحين انتهاء المدة المحددة الخاصة به، فإذا لوحظ عقب الاغتسال أي من الكدرة أو الصفرة عقب انقضاء أيام الحيض فإنه من الاستحاضة والتي تحدثنا عنها.

الاغتسال من الدورة الشهرية

هناك ما يعرف باسم الاغتسال المجزئ والذي يتحقق ركن الطهارة من خلاله، وهناك ما يعرف باسم الاغتسال الكلي أو الكامل، والذي نقتدي فيه بِسنّتنا الشريفة، وعمومًا يتم حدوث التطهر من الدورة الشهرية عبر الاغتسال من خلال:

• امتلاك نية سابقة بهدف التطهر من الدورة الشهرية قبل بداية الاغتسال.
• غسل محل الأذى وتطهيره ثم القيام بالوضوء.
• غمر الشعر و الجسم بالمياه.

وأخيرًا جواب هل نزول نقطة دم بعد الاستحمام من الدورة يبطل الصيام أم لا؟ هو إذا كان هذا الدم خلال الأيام المعتادة لنزول الحيض؛ يبطل، ويجب الاغتسال، وإذا لا؛ لا يبطل ولا يلزم الاغتسال.

اقرأ أيضًا: حكم نزول نقطة دم بعد الاغتسال من الحيض

وبهذا نكون قد وفرنا لكم هل نزول نقطة دم بعد الاستحمام من الدورة يبطل الصيام وللتعرف على المزيد من المعلومات يمكنكم ترك تعليق أسفل المقال وسوف نقوم بالإجابة عليكم في الحال.