هل تقبل توبة الزاني المتزوج
هل تقبل توبة الزاني المتزوج؟ وهل تقبل توبة الزاني في أي حالة أخرى؟ الزنا هو من أكبر وأقبح الفواحش التي قد يرتكبها الإنسان، فقد قال فيه الله تعالى “ وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً” [الإسراء:32]، كل ذلك يصف الزاني فقط، فما بالك بالزاني المحصن الذي له زوجة بالفعل، وكان بإمكانه أن يعف نفسه إذا أراد عن طريق الزواج مرة أخري، لذلك من خلال موقع زيادة سنتعرف على هل تقبل توبة الزاني المتزوج.
هل تقبل توبة الزاني المتزوج؟
أما عن الإجابة الواضحة والصريحة للسؤال هل تقبل توبة الزاني المتزوج فهي نعم، تقبل في حالة أنه كان محصن أو لا، المحصن هو الشخص المتزوج والذي قام بالفعل بالدخول على زوجته، ومن أشنع أنواع الزنا هو للرجل المتزوج لأنه يمكنه كبح تلك الشهوات أو فعل كل ما يريده مع زوجته التي أحلها الله له.
لكن الزاني هو شخص لا يرضى بما معه، ويتجه لمعاشرة النساء بدون زواج، وكل ذلك حرام، يلجأ الزاني لتبرير فعلته بأنه مسافر وبعيد عن زوجته أو أن هناك امرأة ظلت تقوم بإثارته من أجل معاشرتها، ولكن كل تلك التبريرات ليس لها أي معنى، فإذا كان بعيد عن زوجته ولا يمكنه كبح نفسه.
يمكنه الزواج من المرأة التي يريدها، بدون ارتكاب الزنا معها، وهكذا يعف نفسه ولا يرتكب مثل ذلك الشيء المؤسف، لكن مع كل هذا فإن الله غفور رحيم يقبل توبة التائب، ولكن هناك مجموعة من الشروط للزاني المتزوج من أجل قبول توبته.
اقرأ أيضًا: حكم بقاء الزوجة مع زوجها الزاني
شروط قبول التوبة من الزاني المتزوج
مرتكب الزنا المتزوج يقبل توبته في الحالات التالية:
- التوبة النصوحة، هي عبارة عن الابتعاد تمامًا عن تلك الفعلة الشنيعة والشعور بالندم الشديد على ارتكابه لهذه الفاحشة، قال تعالى: “إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً” [الفرقان:70].
إذا تاب الزاني عما فعله ورجع إلى الله، يبدل الله سيئاته حسنات، لأن الله هو الغفور الرحيم، الذي لا يقفل أبواب التوبة في وجه أحد، وأن يكثر من فعل الخير وإخلاص النية في كل عمل يعمله، وإقامة الفروض في أوقاتها والابتعاد تمامًا عن أصحاب السوء.
- ستر الزاني نفسه، لا يذهب ويتباهى بما فعله بين الناس، لأن في تلك الحالة هو يجاهر بارتكابه للمعصية، وهذا الفعل كبير جدًا عند الله.
إذا استطاع الزاني بالقيام بما سبق وهو في نيته ذلك، نرجو أن يغفر الله له ذنبه هذا، حيث وعدهم الله في القرآن الكريم، حين قال: “قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ “[الزمر:53].
اقرأ أيضًا: هل يقبل الله توبة الزوجة الخائنة
الخير العائد على التائب من الزنا
التائب من الزنا لا يتم تطبيق حكم الضرب حتى الموت عليه، لكن لا تتوب من أجل ذلك توب من أجل قيامك بالفعل الخاطئ بالفعل، لأن الله يعلم ما بداخل القلوب، في نفس الوقت يسقط عنه وصف الزنا، الذي جاء في القرآن الكريم، (الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ) النور: 3.
حيث قال رسول الله – صل الله عليه وسلم-: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له) رواه ابن ماجة وحسنه الألباني، ذلك الحديث إثبات صريح على قوة التوبة وعلى مغفرة الله لعباده.
عقاب الزاني المتزوج إذا لم يتب
إذا ثبت قيام هذا الرجل المتزوج بالزنا بالفعل يأمر القاضي برجم ذلك الرجل بالحجارة حتى يموت، تخيل تلك الموت الشنيعة لمثل ذلك الفعل، على الرغم من أن الله أمرنا بإحسان القتلة، يعني القتل بطريقة تكون غير مهينة أو مؤلمة لذلك الحد.
لكن لأن الزنا هو فعل عظيم ومشين، وخاصة للشخص المتزوج المحصن فكان عقابه في الدنيا شديد، وعقابه في الأخرة أشد وأشد، حيث قال ابن القيم في كتاب روضة المحبين ما يلي:
فأما سبيل الزنى فأسوأ سبيل، ومقيل أهلها في الجحيم شر مقيل، ومستقر أرواحهم في البرزخ في تنور من نار يأتيهم لهبها من تحتهم، فإذا أتاهم اللهب ضجوا وارتفعوا ثم يعودون إلى موضعهم فهم هكذا إلى يوم القيامة، كما رآهم النبي في منامه، ورؤيا الأنبياء وحي لا شك فيها، ويكفي في قبح الزنى أن الله سبحانه وتعالى مع كمال رحمته شرع فيه أفحش القتلات وأصعبها وأفضحها، وأمر أن يشهد عباده المؤمنون تعذيب فاعله
حيث قال ابن القيم أن رسولنا الحبيب قد رأى الزانين في المنام، يدخلون إلى جهنم ويلهب من أسفلهم النار، فيظلوا يصرخون ويجرون فيما بينهم ثم يرجعون إلى أماكن وتتكرر تلك العملية حتى يوم القيامة، فكل ما يحدث لهم وهم عند البرزخ، والدليل على مدى فُحش وسوء الزنا، طريقة القتل التي حددها الله لهم.
اقرأ أيضًا: شروط التوبة من الزنا
حالات الزنا واختلاف الأحكام
يوجد الكثير من الحالات المختلفة للزنا، والتي تختلف إذا كنت رجل أو امرأة، وأيضًا الحالة الاجتماعية للشخص إذا كان متزوج أو أعزب، كل حالة ولها الحكم عليها، المحصن يضرب حتى الموت، ونجد أن حكم الزاني الأعزب الضرب مائة جلدة، ذلك تبعًا لما ذكر في القرآن الكريم.
“الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ “سورة النور.
يقبل الله التوبة من جميع عباده مهما بلغت آثامهم، لكن أهم شيء أن تكون تلك التوبة هي توبة نصوحة.