هل تعلم عن المملكة العربية السعودية
هل تعلم عن المملكة العربية السعودية؟ وإلى أي مدى تظن أنك على درايةٍ بها؟ فتاريخ المملكة ملئٌ بالأسرار، وباعتبارها كبرى دول شبه الجزيرة العربية فهي تثري معرفة الباحثين فيها، تاريخيًا وجغرافيًا، وسياسيًا، وحتى بيئيًا، وفيما يلي من سطور معدودة حاولنا حصر بعض اللمحات البسيطة عن المملكة، لنتشاركها معكم عبر موقع زيادة.
هل تعلم عن المملكة العربية السعودية؟… التأسيس
تشير تأريخات المؤرخين إلى أنه وعلى نحوٍ مفاجئ لم تكن المملكة العربية السعودية على الشكل الذي عهدناه عليها منذ تأسيسها؛ ذلك لأنها قد مرت خلال تاريخ نشأتها الطويل بعدة مراحل؛ نتج عنها أن أعيد تأسيسها لمرتين أخريين، نجحت أخراهما في الاستمرار حتى يومنا هذا.
عانت الجزيرة العربية في مطلع القرن الثامن عشر من عدة مشاكل متنوعة، طالت الجوانب السياسية والاجتماعية، ما أدى إلى تدهور أوضاع الحكم آنذاك، ما دفع أمير الدرعية “محمد بن سعود” و الشيخ “محمد بن عبد الوهاب” إلى اتخاذ قرار الاتحاد.
كان هذا القرار متولدًا من رغبة كل من الطرفين في إنشاء دولة على أسس عقائدية صحيحة، ومتخذةً لها من الشريعة الإسلامية منهاجًا ودستورًا، فكان اتفاق “الدرعية” هو الترجمة القانونية لهذه الرغبة.
أسفر اتفاق “الدرعية” عن نشأة ما تسمى ب “الدولة السعودية الأولى”، وكان هذا في الفترة بين العامين 1744 و1818 ميلاديًا، فبحلول عام 1818 كان سقوط الدولة على يد الحملات العثمانية المتكررة عليها.
رغم الوهن الذي اعترى قوات “الدرعية” بسبب الحملات العثمانية على الدولة السعودية الأولى، إلا أن أهل الجزيرة ظلوا محتفظين بولائهم تجاه “آل سعود” ما شجع ظهور أكثر من محاولة في سبيل إقامة الدولة السعودية من جديد.
كانت أولى المحاولات على يد الأمير “مشاري بن سعود” لكنها محاولةٌ لم يكتب لها العمر الطويل، تلتها محاولة أخرى ناجحة من الأمير “تركي بن عبدالله” في عام 1824، نتج عنها استمرار إقامة ما عُرفت ب الدولة السعودية الثانية” والتي كانت عاصمتها الرياض، وقد استمرت الدولة في تسيير أمورها على الركائز التي أرستها الدولة الأولى لمدة قاربت مدة إقامة الدولة الأولى، لكنها لم تتجاوزها؛ إذ أنه وفي عام 1891 انهارت الدولة السعودية الثانية، ويرجع هذا إلى نشوب الخلافات.
في يوم الخامس عشر من شهر شوال الموافق ميلاديًا العام 1902 كُتبت الولادة للدولة السعودية الحديثة؛ حيث نجح الملك “عبدالعزيز بن عبد الرحمن” في استعادة مدينة الرياض، ودفع القوات العثمانية للانسحاب، وأتبع ذلك بتوحيد معظم مناطق شبه الجزيرة العربية، ثم تمام تأسيس المملكة في تاريخ الثالث والعشرين من شهر سبتمبر من عام 1932.
اقرأ أيضًا: مشروع مكتب خدمات إلكترونية في السعودية
جغرافيا المملكة العربية السعودية.. الموقع والملامح
هل تعلم عن المملكة العربية السعودية أنها تحتل أربعة أخماس مساحة شبه الجزيرة العربية؟ وعلى امتداد ما يقارب 2 مليون كيلو مترًا مربعًا، وتقع في الركن الأقصى من جنوب غرب قارة آسيا، وتتمتع بتنوع الحدود بين البرية والمائية.
فمن الشرق يحدها البحر الأحمر، ومن جهة الغرب يحدها الخليج العربي ودولتي الإمارات العربية المتحدة وقطر، بينما يحدها شمالًا كل من العراق والأردن والكويت، وجنوبًا سلطنة عمان واليمن.
كذلك شهدت تضاريس المملكة تنوعًا كبيرًا بفضل مساحتها الواسعة؛ ولعل أبرز الملامح الجغرافية لها تتمثل في سهل “تهامة الساحلي”، والذي يمتد على طول ساحل البحر الأحمر، بطول 1100 كم، وعرض يبلغ نحو 60 كم.
من هذا السهل الضخم وفي ناحية الشرق؛ ترتفع سلسلة جبال “السروات”، والتي يبلغ أقصى طول لها 9000 قدم في الجنوب؛ حيث تقل في الارتفاع تدريجيًا كلما اتجهنا ناحية الشمال ليصل ارتفاعها إلى ما يساوي 3000 قدم.
على مر هذا الامتداد العظيم لسلسلة جبال “السروات” تنحدر الوديان الكبيرة، على كلا الجانبين الشرقي والغربي، ومن أمثلة تلك الأودية الكبيرة: وادي نجران، وجازان، ووادي تثليث، ووادي بيشة، والحمض، والرمة، وغيرها من الأودية.
أما عن الهضاب فلم تخل منها الصفة الجغرافية للمملكة أيضًا؛ إذ تقع كبرى هضابها في ناحية الشرق، وتلو سلسلة الأودية المذكورة، وتُعرف بهضبة “نجد”، والتي تضم العديد من المرتفعات، نهايتها جهة الشرق بظهور كثبان الدهناء وصحراء الصمان، ومن الجنوب منطقة تضم وادي الدواسر، وبمحاذاة صحراء الربع الخالي.
من جهة الشمال تمتد سهول نجد كذلك حتى تصل إلى منطقة “الحائل”، وتتلاقى مع صحراء النفود الكبرى، تليها حدود العراق والأردن، أما المنطقة الجنوبية الشرقية من المملكة فتشغلها صحراء “الربع الخالي” الضخمة، والتي تصل مساحتها إلى ما يقدر بنحو 640.000 كيلو مترًا مربعًا، تتنوع بين السبخات والكثبان الرملية.
اقرأ أيضًا: القبائل التي حاربت مع الملك عبدالعزيز
نظام الحكم في المملكة السعودية
تُعد المملكة السعودية أكبر دولة في منطقة شبه الجزيرة العربية من حيث المساحة، ويقوم نظام الحكم فيها على ما أقرته الشريعة الإسلامية من قواعد وأحكام، أما من ناحية الدساتير الموضوعة فقد أرست قواعد الحكم في المملكة على أن يكون بالنظام الملكي، وهذا وفقًا للوثيقة التي تم إصدارها في عام 1992، لتكون بمثابة دستور للبلاد.
هل تعلم عن المملكة العربية السعودية أن أول من تولى الحكم فيها هو الملك “عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود”؟ والذي تم تسمية السعودية بهذا الاسم نسبةً له، بعد أن استطاع تحريرها من سيطرة الدولة العثمانية عليها، وتولي الحكم رسميًا في عام 1932.
استمر الحكم الملكي للسعودية منذ عهد الملك “عبدالعزيز” وحتى يومنا هذا؛ فبعد أن توفى الملك الأول للبلاد؛ تولى الحكم ابنه الملك “سعود بن عبدالعزيز آل سعود”، وكان هذا في عام 1953، تلاه الملك “فيصل بن عبدالعزيز آل سعود” في عام 1964، ثم الملك “خالد بن عبدالعزيز آل سعود” في عام 1975.
بعد ذلك تولى الحكم الملك “فهد بن عبدالعزيز آل سعود” في عام 1982، تلاه الملك “عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود” في عام 2005، ليتولى الحكم بعد ذلك في عام 2015 الملك الحالي للدولة “سلمان بن عبدالعزيز آل سعود”.
في ظل هذا الحكم الملكي المتوارث للبلاد تطورت التقسيمات الإدارية للمملكة؛ حتى أسفرت عن 13 إمارة أو منطقة، يأتمر على كلٍ منها أمير من العائلة المالكة، ويكون التقسيم الإداري الحالي للمملكة على النحو التالي.
- إمارة مكة المكرمة: أطهر بقاع الأرض، والتي يتوافد عليها المسلمون من شتى بقاعها، أميرها الحالي هو “خالد الفيصل بن عبدالعزيز آل سعود”، ويبلغ عدد سكانها حوالي 164 ألف نسمة.
- إمارة المدينة المنورة: يأتمر عليها حاليًا الأمير “سلمان بن سلطان”، ويبلغ عدد سكانها حوالي 152 ألف نسمة.
- إمارة الرياض: وأميرها الحالي “فيصل بن بندر”، ويبلغ عدد سكانها نحو 415 ألف نسمة.
- إمارة الجوف: ويأتمر عليها الأمير “فيصل بن نواف بن عبدالعزيز آل سعود”، وعاصمتها مدينة “سكاكا”، ويبلغ عدد سكانها 100 ألف نسمة.
- إمارة تبوك: وأميرها “فهد بن سلطان”، عاصمتها “تبوك” ويبلغ عدد سكانها 108 ألف نسمة.
- إمارة القصيم: وأميرها الحالي هو “فيصل بن مشعل آل سعود”، وعاصمتها “بريدة”، وعدد سكانها حوالي 65 ألف نسمة.
- إمارة نجران: عاصمتها “نجران”، وأميرها الحالي “جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد”، وعدد سكانها حوالي 120 ألف نسمة.
- إمارة عسير: عاصمتها “أبها”، وأميرها الحالي “تركي بن طلال بن عبدالعزيز”، وعدد سكانها حوالي 82 ألف نسمة.
- إمارة المنطقة الشرقية: وهي أكبر إمارات المملكة من حيث المساحة، وأميرها الحالي “سعود بن نايف”، وعاصمتها “الدمام”، وتُعد أكبر الإمارات من حيث عدد السكان؛ إذ يبلغ عددهم حوالي 674 ألف نسمة.
- إمارة حائل: وأميرها الحالي “فيصل بن فهد بن مقرن”، ويبلغ عدد سكانها نحو 104 ألف نسمة.
- إمارة جازّان: عاصمتها “جازان”، ويبلغ عدد سكانها حوالي 12 ألف نسمة.
- إمارة الحدود الشمالية: ويأتمر عليها “فيصل بن خالد بن سلطان”، وعاصمتها “عرعر”، ويبلغ عدد سكانها نحو 112 ألف نسمة.
- إمارة الباحة: وهي أصغر الإمارات مساحة وتعدادًا، أميرها الحالي هو الدكتور “حسام بن سعود”، ويبلغ عدد سكانها حوالي 10 آلاف نسمة.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الإحصاءات تعود لأحدث تعداد سكاني للمملكة في عام 2019.
اقرأ أيضًا: خريطة القبائل السعودية
الكنوز الطبيعية في السعودية
هل تعلم عن المملكة العربية السعودية أنها تتمتع بتنوع بيولوجي هائل؟ حيث تضم العديد من أنواع الكائنات الحية المذهلة، البرية والجوية والبحرية أيضًا، فهي لا تتميز بضخامة مساحتها الجغرافية فحسب؛ بل إنها تمتلك تباينًا مذهلًا على المستوى الجيولوجي، والجيو مرفولوجي (علم شكل الأرض)، والمناخي كذلك.
تتمثل الحياة على سطح أرض المملكة في 79 نوعًا مختلفًا من الثدييات، و99 من الزواحف، ونحو 430 فصيلة من الطيور، بالإضافة إلى ما يزيد عن 3000 نوع من اللافقاريات، هذا فضلًا عن التنوع الحيوي على المستوى المائي؛ والذي يتمثل في 1280 نوعًا من الأسماك، وما يزيد عن 100 نوع من الطيور المائية، بالإضافة إلى 2000 من الرخويات.
تضم المملكة العديد من المحميات الطبيعية مثل محمية “روضة خريم”، ومحمية “الأمير محمد بن سلمان” التي تضم عدة أشكال من التراكيب البنائية والصخور والمعادن، ومحمية “حرة الحرة” وهي أول ما أنشئت الهيئة السعودية للفطريات من محميات، وتشتهر بضمها ظبي الريم، والثعلب الأحمر.
كما ينتشر الغطاء النباتي على عدة مناطق في البيئة السعودية؛ لتندرج الأنواع النباتية التي تم حصرها فيها تحت حوالي 132 عائلة من 837 جنسًا، وتم حصر ما يزيد عن 2250 نوعًا من النباتات في المملكة، منتشرًا في البيئات الرملية والملحية والمائية.
ربما إحدى المعلومات المدهشة عن المملكة أنها في بدأت في عام 2020 تدشين مشروع تطوير رابع أكبر حيد بحري في العالم، وهو ما عرف بمشروع “البحر الأحمر”، حيث عمل هذا المشروع على إضافة السعودية إلى الخطط السياحية للكثير من السائحين على مستوى العالم.
هل تعلم عن المملكة العربية السعودية أن بها بعض المناطق الطبيعية التي يتم اعتبارها من الوجهات السياحية الهامة، ومن هذه المناطق:
- وادي العلا: يظهر هذا الوادي وكأنه لوحةٌ فنية، ويرجع ذلك لكونه محاطًا بالصخور الحمراء الضخمة المتعلقة، وقد سكن الأنباط هذه المنطقة، للتخفي عن المستوطنات.
- منحوتات جبة الصخرية: تقع هذه المنحوتات على بعد 100 كم من شمال غرب منطقة الحائل، وتعود إلى ما يقارب 5500 عامًا قبل الميلاد، وفيها عددٌ من النقوش التي تعود لقبيلة ثمود.
- جزيرة فرسان: تقع هذه الجزيرة قبالة شاطئ جازان، وتضم عددًا من الجزر المرجانية، بالإضافة إلى العديد من الآثار القديمة التي تشير إلى مرور العديد من الحضارات عليها، مثل الحضارة الرومانية.
- واحة الأحساء: تضم الواحة عددًا من الحدائق، والقنوات المائية، وتشتمل على ما يزيد عن 2.5 مليون نحلة، وتُعد أكبر واحة في العالم.
- منطقة الطريف: هي منطقة تراثية تم اعتمادها من قِبَل مؤسسة اليونسكو للتراث العالمي، وتقع في مدينة الدرعية.
لا تزال المملكة تخبئ الكثير من الأسرار في كافة النواحي، ولا زالت تحتاج إلى من يكتشفها ويبحث في أسرارها، لذا دعني أطرح السؤال مرة أخرى؛ هل تعلم عن المملكة العربية السعودية؟!