شروط المضحي لغير الحاج

شروط المضحي لغير الحاج فالأضحية هي ما يتم ذبحها في عيد الأضحى المبارك بهدف التقرب إلى الله عز وجل، ولكل من يريد أن يضحي عليه الالتزام بشروط المضحي لغير الحاج، ومعرفة شروط الأضحية، وطريقة ذبحها الصحيحة.

شروط المضحي لغير الحاج

  • الشرط الأول من شروط المضحي لغير الحاج هو النية؛ وذلك لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: ” إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى ” رواه البخاري، وخلاف ذلك سيكون بهدف أكل اللحم فقط.
  • الشرط الثاني هو أن يكون المضحي مسلم حر عاقل، ولقد جعلت الأضحية مخصصة للمسلم، لأنها تعمل على قربة إلى الله عز وجل.
  • الشرط الثالث هو أن يكون المضحي راشدا، وقد اختلف العلماء في هذا الأمر، حيث يرى الحنفية أن الأضحية واجبة على الطفل الصغير إذا امتلك المال، ويقول مالك أنها سنة، ويقول البعض أن الأضحية لا تجب من ماله.
  • الشرط الرابع هو امتلاك الأموال حيث يرى الشافعية أن المضحي يمتلك في ليلة عيد الأضحى وأيام التشريق الثلاثة ما يفيض عن حاجته، ورأى الحنفية أن المال من شروط المضحي، وأن العبد الغير حر تسقط من عليه لعدم امتلاكه شيئا.
  • ورأى المالكية أن المضحي هو من يمتلك المال ولا يريد مال الأضحية لشيء ضروري، ويرى الحنابلة أن المضحي هو من لديه المقدرة على الحصول على مال الأضحية حتى إذا اقترض ثمنها، ولكنه قادر على رد الدين.
  • الشرط الخامس والأخير من شروط المضحي لغير الحاج هو الإقامة، ويرى الحنفية أن تسقط عن المسافر؛ وذلك لأن المسافر غير قادر على توفير الأسباب للأضحية، بينما اتفق باقي الفقهاء على إلزامية الأضحية على المسافر والمقيم.

الشروط المتوفرة في الأضحية

  • كما ذكرنا شروط المضحي لغير الحاج سنذكر شروط الأضحية حيث يشترط كونها من بهيمة الأنعام ومنها البقر والإبل والأغنام، ويجب أن يضحي من البقر التامة للسنتين، والإبل التامة الخمس سنوات، والماعز التامة للسنة.
  • يشترط عدم وجود أي عيوب في الأضحية مثل كونها عرجاء بين عرجها، أو جرباء، أو جعفاء، أو عمياء لا تبصر بعينها، أو المبشومة، أو ناقصة اليدين أو الرجلين أو إحداهما، أو لديها جرح يؤثر على صحتها، أو المتولدة.
  • يجب أن تكون الأضحية مالكها المضحي، فلا يجب التضحية بالمسروق أو المغصوب من الأضحية؛ لأنه لا يجوز التقرب إلى الله بمعصية، ويمكن التضحية ليتيم من ماله، أو الوكيل من المال الخاص بموكله إذا سمح له.
  • يشترط في الأضحية كونها حية وليست ميتة أثناء الذبج، وألا تكون الأضحية من الصيد الحرام، ويجب إتمام عملية الذبح في الوقت المخصص لذلك شرعا وهو يوم عيد الأضحى وأيام التشريق الثلاثة.

الوقت المحدد بذبح الأضحية

  • يتم ذبح الأضحية بعد صلاة العيد من يوم عيد الأضحى حتى غروب الشمس في أخر يوم من الأيام الثلاثة للتشريق، وهكذا تكون أيام الذبح أربعة، ويكره التضحية أثناء الليل لغير الضرورة، وذبح الأضحية أولى في النهار.
  • في حالة قام أحد بذبح الأضحية في وقت غير هذا فلن تصلح الأضحية، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” من ذبح قبل الصلاة فإنما هو لحم قدمه لأهله وليس من النسك في شيء ” رواه البخاري.
  • ويمكن أن تصلح الأضحية خارج الوقت المحدد، وذلك في حالة وجود سبب التأخير مثل هروب الأضحية وعدم إيجادها إلا بعد مرور الوقت المحدد، أو أن ينسى الشخص الموكل بذبح الأضحية حتى مرور الوقت المحدد.

الأحكام الخاصة بالأضحية في الإسلام

  • تعد الأضحية من شعائر الإسلام، ويرى الحنفية وجوب الذبح بالاستدلال من قول الله عز وجل: ” فصل لربك وانحر”، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” من ذبح قبل أن يصلي فليذبح أخرى مكانها، ومن لم يذبح فليذبح باسم الله”.
  • ويري الإمام مالك، والشافعي، وأحمد أن الأضحية هي سنة لا يستحب تركها من القادر عليها، واستدلوا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” إذا دخلت العشر وأراد أحدكم أن يضحي فلا يمس شعره وبشره شيئا” أخرجه مسلم.
  • ومن أحكام الأضحية إطعام الفقراء والمساكين والأقارب والأهل، وشكر الله تعالى على نعمة الأموال، والاقتراب من الله عز وجل عن طريق تطبيق شعيرة من شعائر الإسلام.

شروط الأضحية للنساء

  • كما تحدثنا عن شروط المضحي لغير الحاج سوف نتحدث عن شروط الأضحية للنساء، يجب أن تكون المرأة عاقلة مسلمة، وألا تقوم بالذبح إلا لغير وجه الله عز وجل، وعدم قص شعرها وأظافرها من بداية العشر من ذي الحجة حتى يتم ذبح الأضحية.
  • وقال الشيخ ابن باز رحمه الله: ” يجوز لها أن تنقض شعرها وتغسله، وما سقط من الشعر عند نقضه وغسله فلا يضر”، ووافقه الرأي الإمام الشافعي وأصحابه، والنووي رحمه الله.

كيفية ذبح الأضحية

  • يجب توجيه الأضحية من البقر أو الغنم ناحية القبلة عند ذبحها، وفي حالة استعمال اليد اليمنى، فالضحية تكون على الجانب الأيسر لها، وعند استعمال اليد اليسرى، فالضحية تكون على الجانب الأيمن لها وهذا غير محبب.
  • استخدام سكين حاد ويتم تمريره سريعا وبقوة من بداية الحلق حتى عظام الرقبة، وبعد ذلك يتم ترك ساق الأضحية اليمنى، ويجب التأكد من جعل رأس الأضحية مرفوعة بعد إضجاعها.
  • يتم ذبح الإبل نحرا، واختلف العلماء في كيفية النحر، فقال الشافعية، والحنابلة، والحنفية أن النحر يتم بقطع أوداجها، وقال المالكية أن النحر يكون والإبل واقفة مع ربط الركبة اليسرى لها.
  • يفضل سن السكين بعيدا عن أنظار الإبل، ونحرها بعيدا عن الإبل الأخرى، وعدم ضربها، أو إهانتها، والمعاملة بالإحسان، وفي حالة صعوبة النحر وهي واقفة يتم الذبح وهي جالسة أو باركة.

المستحبات قبل وبعد الأضحية

  • يفضل ربط الأضحية بأيام قبل يوم النحر، ويستحب تعليق أي شيء يدل على أنها الأضحية في رقبتها لتعلم ذلك، وتجللها، وذلك يشعرها بالتعظيم، وقال الله تعالى: ” ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب”.
  • عند أخذ الأضحية إلى مكان الذبح يجب سوقها بطريقة هادئة وليست عنيفة، وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة” أخرجه مسلم.
  • إذا كان المضحي قادرا على أن يذبح بنفسه فاليذبح، وإن لم يكن يعلم الذبح، فيمكن أن يولي غيره، ويستحب إشهاد الأضحية حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لفاطمة عليها السلام: ” يا فاطمة، قومي إلى أضحيتك فاشهديها “.
  • قبل البدء بالذبح ندعو” اللهم منك ولك، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له، وبذلك أمرت، وأنا من المسلمين “، ويفضل التكبير ثلاث مرات مع الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد التسمية.
  • يفضل الانتظار قليلا بعد الذبح لكي تهدأ كافة أعضاء الأضحية، ولا تتم عملية السلخ قبل التأكد من موت كل خلايا جسدها، وأن يتم الأكل منها، والإطعام، والادخار.

كيفية توزيع لحم الأضحية

  • تقسم الأضحية ثلاثة أجزاء الأكل، وإطعام الغير، والادخار، وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” كلوا وتزودوا وادخروا “، وتقسم الأضحية أثلاثا متساوية يأخذ منها الفقير والغني.
  • وإذا رغب المضحي بالتصدق بالثلث المدخر، فلا يجب أن يمتلك أطفالا، وإذا لم يكن صاحب غنى وسعة، فالأفضل أن يجعله لأطفاله، وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” ابدأ بنفسك فتصدق عليها، فإن فضل شيء فلأهلك “.

هل يمكن الاشتراك في الأضحية

الاشتراك في الأضحية من الماعز أو الشاه لا يجوز، وذلك لأن هذه الأضحية تجزئ عن شخص واحد فقط وأهل بيته، بينما الاشتراك في الأضحية من البقر أو الإبل يجوز؛ لأنها تكفي لتجزئة سبع أشخاص.

الأضحية بالنيابة عن الميت

يجوز الأضحية عن الميت في حالة إوصاء الميت بذلك، وتكون واجبة في حالة النذر، ويجب على الورثة تنفيذها، وفي حالة عدم إوصاء الميت بذلك، فلا يجوز الذبح، وذلك باتفاق المذاهب الحنفية، والمالكية، والحنابلة.

تعد الأضحية من الأمور التي يجب الكثير اللجوء إليها بغرض التقرب من الله عز وجل، سيبذلون كافة جهودهم لعدم الإخلال بأي شرط من شروط المضحي لغير الحاج لتتقبل أضحيتهم، ويأخذوا ثوابها الوفير حيث أول قطرة من دماء الأضحية تغفر كل الذنوب.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.