أسباب الضيق المفاجئ في علم النفس
أسباب الضيق المفاجئ في علم النفس متعددة ومتنوعة، فمن طبيعة مشاعر الحزن أن تحدث لسبب واضح، ولكن في بعض الأحيان يشعر الإنسان بمشاعر من الضيق واليأس دون سبب واضح وحينها يبدأ البكاء بلا هدف.
حدوث هذا الأمر قد يؤدي إلى بعض المشاكل النفسية وعدم الثقة في النفس، لذا فمن خلال موقع زيادة سنعرض أهم أسباب الضيق المفاجئ في علم النفس عبر الفقرات التالية.
أسباب الضيق المفاجئ في علم النفس
مشاعر الضيق والحزن في علم النفس من أنواع المشاعر السلبية التي تصيب الإنسان، ومن الممكن أن يؤدي تجاهل هذه المشاعر إلى بعض المشاكل الصحية والنفسية لدرجة يصعب علاجها، مثل ضعف المناعة أو الاكتئاب.
تحدث مشاعر الحزن والضيق عن طريق إرسال مؤثرات عصبية إلى العقل الظاهري عن طريق العقل الباطني للإنسان لتحذيره بوجود بعض المصاعب التي يواجهها، ومن أسباب الضيق المفاجئ في علم النفس ما يلي:
- حين تنخفض نسبة هرمون السعادة (السيروتونين) في الجسم.
- يبدأ هذا الشعور لدى المرأة في الفترة التي تسبق الدورة الشهرية أو خلالها بسبب التغيرات الهرمونية التي تؤدي إلى التقلبات المزاجية.
- من أسباب الضيق المفاجئ في علم النفس التعرض للضغوطات بشكل مستمر في الحياة اليومية سواء العمل أو توتر العلاقات، والمشاكل اليومية من محاولة توفير المال أو المشاكل الأسرية.
- كما أن الذكريات السيئة التي تسيطر على التفكير باستمرار من أسباب الضيق المفاجئ في علم النفس.
- من ضمن مسببات الحزن المفاجئ في علم النفس التي تسبب المشاعر السلبية والضيق لفترات طويلة من الزمن الاعتياد على شخص ما ثم فقدانه بطريقة مفاجئة بسبب مشاكل يومية أو انتقاله أو موته.
- النوم لفترات طويلة من أسباب الضيق المفاجئ في علم النفس.
- التعامل مع الأشخاص السلبيين في غالبية الأوقات، والجلوس وسط جلسات كئيبة والانسجام مع هموم الآخرين.
- من أكثر الأمور التي تسبب الحزن المفاجئ وفقًا لعلم النفس كثرة المعاصي والذنوب.
يمكن القول بأن الحزن والضيق من أعمق المشاعر التي تصيب الإنسان، فيمكن القول بأن الضيق هو: العملية التي تحدث بعمق داخل النفس البشرية التي تسبب الألم؛ ليستطيع الإنسان تخطي أمر ما واستكمال حياته بشكل طبيعي.
اقرأ أيضًا: أسباب ضيق التنفس بدون مجهود
أسباب إصابة النساء بالحزن أكثر من الرجال
بالرغم من أن الحياة مليئة بالصعوبات والضغوطات التي تسبب الحزن، إلا أن طبيعة تعامل الرجال مع هذه الأعراض تختلف عن طبيعة النساء، فيمكن أن تكون النساء أكثر عُرضة لمشاعر الحزن لأتفه الأسباب، ويرجع هذا إلى الآتي:
- أثبتت الدراسات خطأ الحديث المتداول بأن النساء تستطيع تفريغ حزنها وضيقها عن طريق التحدث على غير طبيعة الرجل الذي يكتم بداخله ضيقه وحزنه.
- تتأثر المرأة بفقدان شريك حياتها أو أي شخص عزيز عليها بطريقة أصعب من تأثر الرجل، ويبقى الحزن في قلبها لمدة أطول من الرجل.
- كما يرجع السبب في أن المرأة تعيش حزينة على شريك حياتها لفترة كبيرة، ولا تقطع العلاقات مع المقربين منه على عكس أغلب الرجال الذين يجددون حياتهم باستمرار.
- من الممكن أن يكون المال سببًا أساسيًا في تعرض المرأة للضيق بشكل مفاجئ؛ لشعورها بأنها لا تستطيع الحصول على المال بشكل دائم، مثل الرجل الذي تتوفر له معظم الأعمال والطرق للحصول على المال.
أعراض الضيق والحزن النفسي
مشاعر الحزن هي أكثر المشاعر التي يجب على الآخرين تقديرها؛ حيث يكون الشخص في هذه الحالة حساس بدرجة كبيرة، ومن الأعراض المصاحبة للضيق والحزن المفاجئين وفقًا لعلم النفس ما يلي:
- عدم الرغبة في تناول الطعام.
- الرغبة الدائمة في النوم، أو اضطرابات في طبيعة النوم.
- الشعور بالفوضى والارتباك العاطفي.
- سيطرة الأفكار والمشاعر السلبية على الإنسان مما يجعله يواجه الصعوبات في القيام بالأنشطة اليومية.
- عدم الرغبة في الذهاب إلى الجامعة، المدرسة، العمل والخروج من المنزل.
- فقد الشغف تجاه الأشياء المحببة في العادة.
اقرأ أيضًا: البكاء بدون سبب في علم النفس
البكاء بكثرة في علم النفس
تتواجد العديد من الأسباب التي تجعل الإنسان يرغب في البكاء، حيث إن البكاء عبارة عن طريقة للتعبير عن الألم الذي يصيب النفس سواء بقصد منه أو لا، والبكاء من أكثر الطرق الفعالة للخروج من مشاعر الحزن والضيق.
خلق البكاء مع خلق البشرية، فيقول تعالى: (وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى * وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا * وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى)، سورة النجم.
لذا فإن البكاء من الأمور المهمة في حياة الإنسان، وينصح أغلب علماء النفس بالبكاء عند الإصابة بالحزن الشديد، حيث تجلب الدموع نوعًا من الراحة النفسية، أما عن أسباب السرعة في البكاء فيمكن أن تتضمن ما يلي:
- يمكن القول بأن الأطفال هم الأكثر بكاءً بسبب طبيعتهم الفسيولوجية.
- كما أثبتت الأبحاث أن النساء أكثر بكاءً من الرجال لطبيعتهن الحساسة، وزيادة إفرازات الغدد الدمعية لديهن، فإذا تعرض الرجل للحزن لمرة خلال الشهر، فهي تظهر لدى النساء لحوالي خمس مرات.
لكن يمكن القول بأن الطبيعة الشرقية للرجل أو العادات والتقاليد الشرقية هي ما أدت لهذا، ففي المجتمع الشرقي يعد بكاء الرجل من الأمور المخجلة، وهذا لا يتوافق مع المشاعر الإنسانية والطبيعة، فيجب للرجل التعبير عن حزنه وضيقه مثل المرأة.
طرق تخطي مشاعر الحزن والضيق المفاجئة
لعلاج الضيق والحزن المفاجئ بدون سبب تتواجد العديد من الطرق العلاجية التي تقلل تلك الأعراض، ومن ضمنها ما يلي:
- في البداية يجب على الإنسان التقرب من الله، والتوقف عن أي نوع من المعاصي أو الذنوب التي يقوم بها، ومحاولة الانتظام في الصلاة والدعاء وقراءة القرآن، وكثرة الاستغفار.
- عدم التعرض لأي ضغوطات أو أشياء تدعو للقلق والتوتر والحزن، والاسترخاء وتهدئة النفس.
- تصفية العقل الباطن من كل ما يشغله ويسبب له الحزن، ومحاولة الامتناع عن التفكير في أي ذكريات سيئة تسبب الشعور بالضيق.
- التقرب من أشخاص إيجابيين، والاهتمام بتناول المأكولات الصحية مثل الخضروات والفواكه، والابتعاد عن المأكولات الدهنية التي قد تسبب اكتساب الوزن.
- تناول المأكولات التي ترفع من نسبة هرمون السعادة في الجسد، مثل النشويات والسكريات والشوكولاتة.
- عدم ترك المشاكل بدون حل والضغط على النفس بل الاسترخاء ومحاولة حل الأمور بعقلانية.
- القيام بأعمال محببة مع الأصدقاء أو الأهل مثل صنع الحلوى، ومشاهدة فيلم ما، وعدم الاستسلام لمشاعر الحزن.
مشاعر الحزن الدائمة لا تعد مرضًا في حد ذاتها، لكنها من الأمور التي قد تؤدي إلى الإصابة ببعض الأمراض المختلفة.
اقرأ أيضًا: الشعور بالضيق والاكتئاب بدون سبب
الفرق بين مشاعر الضيق والحزن والاكتئاب
يجب الإلمام بالفرق بين الحزن والاكتئاب؛ حيث إن مشاعر الحزن هي مشاعر طبيعية تحدث في أغلب الأوقات أما المبالغة في الحزن، والاستمرار فيه بدون سبب يذكر بشكل مبالغ فيه هو الاكتئاب.
من الممكن القول بأن الضيق هو المرحلة الابتدائية للحزن أو هو المؤدي لمرض الاكتئاب، والاكتئاب عبارة عن اضطرابات حادة في الحالة المزاجية تؤدي إلى فقدان الشغف والاهتمام تجاه كل شيء، والإحساس الدائم بالحزن.
كما تستمر أعراض الاكتئاب لشهور وسنين وتؤثر على جميع المراحل العمرية على عكس الشعور الطبيعي بالضيق، فغالبًا ما يصاب الشخص بالاكتئاب كرد فعل لعوامل وراثية أو اجتماعية أو بيئية، أو كآثار جانبية بسبب بعض الأدوية العلاجية.
أما الضيق والحزن يكون ناتج عن صدمات نفسية أو فقد شخص عزيز أو حزن في أوقات معينة من العام، وعند استمرار مشاعر الحزن لفترة مبالغ فيها يجب اللجوء إلى الطبيب لكيلا يتحول الأمر إلى اكتئاب حاد.
يجب الإشارة أن جميع الذكريات سواء سعيدة أو مؤلمة تخزن في العقل الباطن الذي يحمل دورًا كبيرًا في الحفاظ على صحة الإنسان النفسية والجسدية.
من الضروري العلم بأنه لا يجب التقليل من شأن مشاعر الحزن والضيق، وينبغي عيشها كاملة في الوقت المحدد لها؛ لكيلا تتواجد آثارها الجانبية على مدار أيامٍ مقبلة.