ماهي السورة التي ذكرت فيها البسملة مرتين
ماهي السورة التي ذكرت فيها البسملة مرتين وما عدد آياتها والقصص التي وردت بها وترتيبها في القرآن الكريم؟
هذا ما سنتعرف عليه في موضوعنا اليوم من سلسلة موضوعاتنا الدينية التي ننشرها لكم باستمرار على موقع زيادة.
ماهي السورة التي ذكرت فيها البسملة مرتين
يسأل كثيرٌ من الناس عن السورة التي تحتوي آياتها على بسملتين، والجواب على هذا السؤال أن السورة هي سورة النمل، حيث تحتوي على البسملة المتعارف عليها والتي نبدأ بها تلاوتنا لسور القرآن الكريم وهذه هي البسملة الأولى في السورة.
أما البسملة الثانية فقد أتت في وسط السورة في الآية الثلاثين من هذه السورة، وقد وردت في سياق قصة هدهد سيدنا سليمان –عليه السلام مع ملكة سبأ، فقد ذهب الهدهد بكتاب من نبي الله سليمان –عليه السلام- إلى تلك الملكة، فلما قرأته جمعت حاشيتها ومستشاريها ودار بينهم الحوار الذي ذكره رب العزة –سبحانه وتعالى-فقال على لسانها: (قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ).
وسورة النمل تعد من السور المكية، والسور المكية هي التي نزلت على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة إلى المدينة، وعدد آيات هذه السورة 93 آية، وهي السورة رقم 27 في كتاب الله –تعالى.
إقرأ أيضًا: ماهي السورة التي لا تبدا بالبسملة
قصص الأنبياء الواردة في سورة النمل
أولًا: قصة سيدنا موسى عليه السلام
لما رجع موسى –عليه السلام- من أرض مدين متوجهًا إلى مصر مع زوجته وأهله رأى نارًا عظيمةً فأمر أهله بالجلوس في أماكنهم حتى يذهب ليرى هذه النار ويأتي لهم بما يُذهب عنهم شدة البرد فقال: (إِنِّي آنَسْتُ نَارًا سَآتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُم بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَّعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ).
ذهب موسى –عليه السلام- واقترب من مكان النار، وكانت تلك النار موجودة في وادي يدعى بوادي “طُوَى”، ويُدعى هذا الوادي أيضًا بالوادي المقدس حيث جاء ذكره في الكتب السماوية الثلاثة “القرآن والتوراة والإنجيل”، ويقول أغلب العلماء أن مكانه في شبه جزيرة سيناء بمصر، وهذا القول ليس بالقول النهائي عنه، فلا يزال محل بحث واستكشاف من كثيرٍ من العلماء.
ولما كاد موسى -عليه السلام- أن يقترب من مكان هذه النار ناداه رب العزة سبحانه وتعالى فقال له: (أَن بُورِكَ مَن فِي النَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ يَا مُوسَىٰ إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)
وكانت تلك المرة الأولى التي يكلم الله عز وجل فيها موسى -عليه السلام- ومن ثَمَّ كانت بعثته وإرساله كرسول من عند الله إلى فرعون.
ثم أمر الله عز وجلَّ موسى بإلقاء عصًا كانت في يده وكان يستخدمها في رعي الغنم والماشية وقت أن كان في أرض مدين، فتحولت تلك العصا إلى حيةٍ ضخمة، فهرب موسى عليه السلام خائفًا من هذا الموقف، فطمأنه الله قائلًا: (يَا مُوسَىٰ لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ)، وكانت تلك معجزته الأولى التي تحدى بها سحرة فرعون بعد ذلك.
وكانت المعجزة الثانية لموسى –عليه السلام- هي يده التي تتحول إلى يدٍ بيضاء دون أن يكون فيها سوءٌ أو بَرَصٌ أو مرضٌ من الأمراض التي يكون فيها لون اليد أبيضًا، فقد أمره الله عز وجل بعد ذلك بقوله: (وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ).
ولقصة موسى تكملة في سورٍ أخرى كثيرة، فهو أكثر الأنبياء ذكرًا في القرآن الكريم، ولكن هذا هو الجزء الذي ورد من قصته في سورة النمل فحسب.
ثانيَا: قصة سيدنا سليمان عليه السلام مع الهدهد
سخَّر الله –تعالى- لنبيه سليمان –عليه السلام- الطيور والحيوانات والإنس والجن لخدمته، فمنذ أن دعا سليمان –عليه السلام- بدعوته المشهورة الواردة في سورة ص في قوله –تعالى-: (قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّن بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ)، استجاب الله –تعالى- وكان له ما ذُكر في الآية الكريمة: (فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ (36) وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ)، ولم يكن له ذلك فحسب، بل رزق الله سليمان –عليه السلام- معرفة لغة الطيور والتحدث إليهم وفهم ما يقولون، ففي سورة النمل يقول الله –تعالى-: (وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَۖ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍۖ إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ)، والمنطق عند العرب هو الكلام المنطوق من اللسان، فقد رُزق سليمانُ –عليه السلام- لغةَ الطيور والتعامل بها.
وذات يوم اجتمع جيش سيدنا سليمان المكون من الإنس والجن والحيوانات والطيور التي سخرها له ربه –سبحانه وتعالى-، وبينما هو يبحث في أمور الجند إذ لاحظ عدم وجود طائر الهدهد، وقد كان يبحث عنه النبي سليمان لأن الهدهد من الطيور المستشعرة لأماكن المياه، فللهدهد القدرة على تحديد أماكن جميع أنواع المياه خاصة المياه التي توجد في جوفِ الأرض.
ولما لم يجد سليمان –عليه السلام- طائر الهدهد استشاط غضبًا فقال في الآية الكريمة: (لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِين).
قدوم الهدهد وإخباره عن سبب غيابه
بعد مجئ الهدهد، سأله سليمانُ عن سبب غيابه فأجابه الهدهد قائلًا: (أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ) فلما سُأل عن البنأ الذي جاء به قال: (إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ)، فقد كانت مملكة سبأٍ تَدين بعبادة الشمس زمن ملكتهم بلقيس بنت شراحيل التي يتحدث عنها هدهد سيدنا سليمان، فلما سمع سليمان –عليه السلام- ذلك أمر الهدهد قائلًا: (اذْهَب بِّكِتَابِي هَٰذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ)، فقد كتب سليمانُ لهم رسالة يدعوهم فيها إلى الإتيان إليه طائعين منقادين لأوامره خاضعين له وأرسل هذه الرسالة مع الهدهد إلى ملكة سبأ، وكان نص الرسالة كما قال الله –تعالى- على لسان ملكة سبأ: (قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ).
بلقيس تجمع أصحاب المشورة في مملكتها
قرأت بلقيس رسالة سليمان –عليه السلام- فأمرت بجمع أهل الرأي والمشورة في مملكتها، وكما تذكر بعض الروايات أنهم كانوا 312 رجلًا من كبار رجال مملكتها وأولي القوة والبأس والرأي السديد هناك، فقد كان لكل واحد منهم ما يقارب من عشرة آلاف جندي تحت إمرته على حسب أقوال المؤرخين.
أشار هؤلاء الرجال على ملكتهم بخيار الحرب وحمل السلاح لمواجهة مملكة سليمان –عليه السلام-، ولكن ملكتهم لم تكن مع هذا الخيار، فقد كانت تدرك قوة جيش سليمان وما يحتويه من مخلوقات بأشكالها وألوانها، وكانت كذلك تخشى من أن يلحق الخراب والضرر بمملكتها فتكون كأن لم تكن فقالت لهم: (إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَٰلِكَ يَفْعَلُونَ وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ)، فاختارت أن ترسل بهديةٍ لاستجلاب ودِ الملك سليمان بدلًا من الدخول في حرب لا طائل لها ولا منفعة، بل قد ترجع بالضرر على شعبها ومملكتها.
ما إن وصلت الهدية مع رسل بلقيس حتى رفض سليمان –عليه السلام- أخْذها معتقدًا أنها رشوة له للرجوع عن دعوته لدخول مملكة سبأ في دين سيدنا سليمان، ثم أمرهم سليمان –عليه السلام بالعودة إلى ديارهم في سبأ قائلًا لرسول الملكة: (ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُم بِجُنُودٍ لَّا قِبَلَ لَهُم بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ).
دخل رسل الملكة عليها معلنين فشلهم فيما أرسلوا من أجله، فبعثت إليه برسالة قالت فيها: “قد والله عرفت ما هذا بملك وما لنا به من طاقة وما نصنع بمكابرته شيئًا، وإني قادمة إليك لأنظر ما أمرك وما تدعونا إليه من دينك”، فخرجت بلقيس من اليمن إلى بيت المقدس ومعها ما يقرب من 12 ألف رجلٍ من الجيش كما ذكر كثير من مؤرخي التاريخ الإسلامي.
إقرأ أيضًا: قصة سيدنا سليمان كاملة وفضل الله ونعمه على نبيه
عِلْمُ سليمان بقدوم ملكة سبأ
لما علم سليمان بذلك أراد تحديها، فأمر بجمع مستشاريه وعليةِ قومه من الجن والإنس فسألهم كما قال الله –تعالى-: (قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ)، فأجابه جنيٌ ممن كانوا يجلسون في مجلسه قائلًا: (أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَۖ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ)، ومقام الملك هو مجلسه لمناقشة أحوال مملكته، وكان مقام سيدنا سليمان –عليه السلام- من مطلع النهار إلى أن تغيب الشمس، فرفض سليمان عرض الجني لظنه أنها مدةٌ طويلة لجلب مثل هذا العرش، ثم قام أحد كبار رجال سليمان –عليه السلام- (ويقال أن اسمه آصف وكان يعلم اسم الله الأعظم الذي إذا سُأل به أعطى وإذا دُعي به أجاب) فقال له: (أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ)، وارتداد الطرف هي الفترة ما بين فتح العين وغلقها وتعادل أقل من ثانية واحدة.
وبالفعل فقد استجاب الله دعاء آصف وأُتي بالعرش بين يدي سليمان –عليه السلام- في طرفة عين.
ثم أمر سليمان –عليه السلام- بجنوده من الجن البنَّاءين فبنوا له قصرًا فوق الماء، وكانت أرضيته من الزجاج الصلب الشفاف، بحيث يرى من يمشي فوقه الماء وما يحتويه من مخلوقاتٍ تحت قدميه، وكانت هذه المعجزات كلها لإظهار عظمة وقوة مُلك سليمان وتأييد الله له، وكذلك لإظهار أن مُلكَ سبأ لا يساوي شيئًا أمامه.
فلما رأت بلقيس عرشها بين يدي سليمان، ودخلت هذا القصر العظيم أسلمت من فورها واتبعها قومها على ذلك.
ويقول الله –تعالى- واصفًا هذا المشهد: (فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَٰكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ (42) وَصَدَّهَا مَا كَانَت تَّعْبُدُ مِن دُونِ اللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِن قَوْمٍ كَافِرِينَ (43) قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ).
ثالثًا: قصة سيدنا صالح عليه السلام مع قوم ثمود
بُعث صالحٌ –عليه السلام في قوم ثمود داعيًا للحق مُرشدًا إليه، فقد دعاهم دعوة كل الأنبياء إلى عبادةِ الله وحده وترك ما كانوا يعبدونه من الأوثان التي لا تملك لهم ضرًا ولا نفعًا.
وقد كان قوم ثمود من أقوى البشر على الأرض في تلك الفترة، فقد رزقهم الله قوةً ما بعدها من قوة، فكانوا عظيمي الحجم والطول عمالقة بالنسبة إلينا في هذا العصر، مما جعلهم يشيدون ويبنون ويعمرون ما حولهم، فكانوا ينحتون الجبال الصماء ويبنون في جوفها بيوتًا يعيشون فيها، وكانوا يشيدون القصور الفارهة ويبنون حولها الأسوار العظيمة التي تحول بينهم وبين من يعتدي عليهم.
ولكن فوق كل ذلك لم يشكروا نعمة الله عليهم، بل جحدوها وأنكروها وظنوا أنهم يقدرون على صنع كل شيء بقوتهم تلك، فبعث الله فيهم صالحًا -عليه السلام- يدعوهم إليه.
وكانت معجزة صالحٍ -عليه السلام- هي الناقة التي خرجت من جوف الصخرة بأمر من الله –تعالى دلالةً على صدق رسالة صالحٍ –عليه السلام-، وهذه الناقة كانت طلب قوم ثمود من صالح ليصدقوه في دعوته أنه رسولٌ من عند الله.
رغم هذه المعجزة العظيمة التي ظهرت على يد صالحٍ عليه السلام، إلا أن كبار قومه لم يؤمنوا، بل اتبعه قليلٌ من فقراءهم.
قتل الناقة
اجتمع بعضٌ من كبار القوم وتآمروا على قتل الناقة لمحاولة إثبات أن رأيهم هو الصواب، وكان من جمعهم على ذلك رجلٌ يُدعى “مُصْرَعُ بن مِهْرَج”، وبعد أن جمع أعوانه ومؤيديه في رأيه حدثت الجريمة، فقد اتفق “مُصْرَعُ بن مِهْرَج” مع عصابته المكونة من تسعة رجالٍ هو على رأسهم، فدفع لهم ما طلبوا منه وتزعمهم في هذا الحدث شخص يسمى “قَدَّارُ بن سَالِف”، وهو أشقى قوم ثمود الذي قال الله عنه في سورة الشمس: (إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا).
بعد أن قتل هؤلاء الرهط ناقة صالحٍ -عليه السلام- أنذرهم صالح بعذاب سيحل عليهم خلال ثلاثة أيام من وقت قتلهم للناقة.
بعد مرور الثلاثة أيام صدرت صيحة شديدة من السماء يقال أنها كانت صيحةَ جبريل –عليه السلام- ثم ارتجفت الأرض بهم رجفة شديدة حتى هلكوا عن آخر واحد منهم، ونجى الله صالحًا ومن آمن معه من ذلك العذاب.
ورغم إبادة هذه القرية عن بكرة أبيها إلا أنه لا تزال هناك بعض الآثار الدالة على وجودهم في قديم الزمان، وهذه الآثار موجودة في قرية الحجر أو كما يسميها أهل المملكة العربية السعودية بـ “ديار ثمود”، وهي منطقة بالقرب من مدينة تبوك في المملكة.
إقرأ أيضًا: قصة النبي صالح ارساله الى ثمود ومعجزاته
رابعًا: قصة سيدنا لوط عليه السلام مع قومه
كان قوم لوطٍ عليه السلام يسكنون مدينة (سدوم) التي تقع بالقرب من البحر الميت في الأردن، وكان أهل هذه القرية من أقذر أقوام الأرض حينها، فقد كان رجالهم يتركون ما حلل الله لهم من متعة نساءهم، ويذهبون إلى ما حرم الله من تعاطي مثل هذه الفواحش مع ذكورٍ مثلهم، حتى أن هذا الفعل سُمي في وقتنا الحالي “لواطًا” نسبة لهم ولأفعالهم.
ولم يكن هذا فعلهم المُحَرَّم الوحيد، بل كانوا قطاع طرق يقطعون طريق كل من مر بهم ويسلبونه ما معه من مالٍ أو متاع، فبعث الله فيهم لوطًا عليه السلام يرشدهم إلى البعد عن طريق الفاحشة والأخذ بطريق الهداية، فرفض قومه دعوته قائلين: (أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ).
ثم أرسل الله عليهم جبريلًا يعذبهم على ما فعلوا من فحشاءٍ وعدم استجابةٍ لدعوة نبيهم، فاقتلع جبريل –عليه السلام- أرضهم ورفعها إلى السماء الأولى بمن عليها منهم، ثم هبط بها إلى الأرض من هذا الارتفاع الشاهق، بل وأرسل الله عليهم حجارة عليها أسماء كل واحد منهم تصيبه فتقتله قبل أن يصل للأرض، فهلكوا عن آخرهم وأنجى الله لوطًا ومن آمن معه.
إلى هنا نكون قد أنهينا موضوعنا اليوم وذكرنا ماهي السورة التي ذكرت فيها البسملة مرتين، وعلممنا أيضًا أنها سورة النمل وذكرنا قصص الأنبياء الواردة بها، على أمل أن تكونوا قد استمتعتم بقراءة هذا الموضوع وأن يكون قد ساهم في زيادة معلوماتكم.