صفات عمر بن الخطاب
صفات عمر بن الخطاب الجسدية والخلقية كانت دليل على قوته وحكمته وفطنته بين الناس، فقد كان الفاروق عمر بن الخطاب يتمتع بالعديد من السمات الحميدة التي يحلم بها الكثير من الشباب.
كما أن الصفات الجسدية له ذكرت في العديد من الكتب والمترجمات، لذا يعرض لكم موقع زيادة فيما يلي صفات عمر بن الخطاب الجسدية والخلقية رضي الله عنه.
صفات عمر بن الخطاب الجسدية والخَلقية
ولد عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعد عام الفيلم بثلاث عشرة سنة، وكثرت الأقاويل والأحاديث عن صفات عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث ذكرت عنه العديد من الكتب والمترجمات التي تحدثت عن صفاته الجسدية والخُلقية.
بالإضافة لسيرته الذاتية بكل ما تحملها من مواقف ومعارك وغزوات، بداية من دخوله في الإسلام حتى مماته، وغيرها من تفاصيل أخرى عنه، لذلك سوف نبسط عليك عملية البحث في كل تلك الكتب والمراجع، ونعرض لك خلاصة كل ما تريد معرفته عن صفات عمر بن الخطاب الجسدية والخَلقية.
لقد كانت صفات أمير المؤمنين عمر بن الخطاب صفات دالة على قوته وحزمه وصرامته رضي الله عنه، فهو أول من دون الدواوين وفرض الأعطيات للناس وسن قوانين التجارة والخراج والعشور (الجمارك) على تجارة غير المسلمين معاملة بالمثل.
لكي نلم بكل ما جاء من القصص التي تحكي عن صفاته الجسدية والخَلقية حددناها لك في النقاط التالية:
- يوصف عمر بن الخطاب رضي الله عنه بأنه كان رجلًا بالغ الطول.
- أصلع الرأس، كان يقال له أصلع قريش.
- قوي البنية.
- أعسر (أشول)، أي يستخدم يده اليسرى في عمل الأشياء أكثر من اليمنى.
- كان الفاروق أبيض مشرب بحمرة، لكن تغير لونه وأصبح آدم (أسمر لونه) بعد عام (الرمادة)؛ وذلك لكونه كان يعيش على أكل الخبز والزيت فقط.
- جميل الملامح، يظهر ذلك في حسن الأنف والعينين والخدين.
- غليظ القدمين والكفين.
- مفتول العضلات، مجدول اللحم.
- ذو شارب سميك وضخم.
- إذا مشى أسرع كأنه يدب الأرض.
- إذا تكلم أسمع، ضخم الصوت.
- كثيف طويل السبلة، أي مقدمة اللحية وما تدلى منها على الصدر.
- أشيب، أبيض الشعر.
- كان قويًا شديدًا، لا واهنًا ولا ضعيفًا.
- كان إذا ضرب أوجع.
ذكرنا فيما سبق صفات عمر بن الخطاب الجسدية والخلقية، وفيما يلي نذكر لكم أهم صفاته الفاروق الخُلقية.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: من هو عثمان بن عفان رضي الله عنه؟ إسلامه وخلافته وإدارته للدولة الإسلامية
أخلاق الفاروق عمر بن الخطاب
إذا كنت تريد التعرف على شخصية عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فعلم أن أساس شخصيته هو الإيمان بالله الواحد الأحد؛ مما أدي إلى تكوين شخصيه تحمل في قلبها سلام نفسي وعقلي كان يدهش ويجذب كل من حوله.
لذلك لم تجد يومًا من أيام حياته بعد دخوله في الإسلام تغطي فيها قوته البدنية على تحقيقه للعدالة بين الناس، وحكمة على رحمته وعطفه.
فمن الصفات الخُلقية التي تحلى بها عمر بن الخطاب الآتي:
الإيمان الشديد بالله عز وجل
كان أمير المؤمنين ذو أخلاق رفيعة، شديد الخوف من الله، فكان يقول رضي الله عنه وأرضاه: (أكثروا من ذكر النار، فإن حرها شديد، وقعرها بعيد، ومقامها حديد).
يقال إنه جاء ذات يومًا أعرابي، فوقف عنده وقال:
يا عمر الخير جزيت الجنة، جهز بنياتي وأمهنه، أقسم بالله لتفعلنه، فقال له عمر ابن الخطاب: فإن لم أفعل ماذا يكون يا أعربي؟ قال له الأعرابي: أقسم أنى سوف أمضينه، قال عمر للأعرابي: فإن مضيت ماذا يكون يا أعرابي؟ قال الأعرابي: والله عن حالي لتسألنه، ثم تكون المسألات ثمه، والواقف المسئول بينهنه، إما إلى نار وإما جنة.
فبكى الفاروق حتى اندمجت لحيته بدموعه، ومن ثم قال:
يا غلام أعطيه قميصي هذا لذلك اليوم، لا لشعره، والله ما أملك قميصًا غيره.
رغم عدم ظلمه رضي الله عنه لأحد في أي يوم من أيام حياته، إلا أنه عندما سمع شعر الأعرابي، حشي من عذاب الله الواحد القهار وانهمرت دموعه على لحيته.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: قصة سعد بن معاذ وإسلامه وغزواته
زهده عن الدنيا
أدرك أمير المؤمنين من خلال معايشته مع القرآن الكريم، ومصاحبته للرسول صلى الله عليه وسلم، وتأمله في أمور الحياة وخباياها أن الدينا ليست إلا اختبار وابتلاء من الله سبحانه وتعالى، وإن الدار الآخرة خير وأبقى، لذلك تخلى عن قيود الدنيا وشهواتها وزينتها ومالها، وسلم نفسه إلى الله ظاهرًا وباطنًا.
فقد ساعده على الدخول في تلك الحالة من الزهد اكتشافه لبعض الحقائق التالية:
- شدة يقينه: بأن البشر في هذه الدنيا زوار أشبه بالغرباء، أو عابري سبيل سوف يتركوا الدنيا بعد انتهاء الاختبار، فكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل).
- إن الدنيا بأكملها ليس لها قيمة عند الله عز وجل، إلا ما ذكر منها طاعة لله الواحد القهار، فلا وزن لها؛ فهي لن تظل لأحد.
فقد قال نبي الله صلى الله عليه وسلم:
(لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرًا منها شربة ماء)، وفي حديث آخر (ألا إن الدنيا ملعونة، ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه، أو عالمًا، أو متعلمًا).
- إن الدنيا عمرها محدد بإذن الله، ولها ميعاد لكي تنتهي وتفنى فيه، إذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(بعثت أنا والساعة كهاتين ويقرن بين إصبعيه السبابة والوسطى).
- إن الآخرة هي الدار الباقية، فكما قال مؤمن آل فرعون:
(يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ 39 مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلا يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ) سورة غافر
فظلت هذه الحقائق موضع استقرار في قلب أمير المؤمنين رضي الله عنه، عن الدنيا ومفاتنها.
فعن أبى الأشهب قال:
(مر عمر رضي الله عنه على مزبلة فاحتبس عندها، فكأن أصحابه تأذوا بها، فقال: هذه دنياكم التي تحرصون عليها، وتبكون عليه)
فيعد ذلك الموقف أحد العلامات القوية على زهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن الدنيا الفاتنة، ويقينه بأن الدار الآخرة عند الله أعم وأغنى من الدنيا وما فيها.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: زيد بن حارثة حياته وقصة تبنيه وغزواته مع الرسول
عدل عمر بن الخطاب
كان الفاروق لا يفرق بين أحد مهما كان، فقد كان رضي الله عنه حكيمًا، وكانت حكمته ميزان عدله، فلم تجد أحدًا أشد منه عدلًا في تحقيق القانون وأمور الدينا.
التقوى والورع
من المواقف الدالة على ورع أمير المؤمنين، عن أبو زيد عمر بن شبة من خبر معدان بن أبي طلحة العمر قال: أنه عرض على عمر رضي الله عنه بقطايف وطعام، فأمر به فقسم، ثم قال: اللهم إنك تعلم أنى لم أرزقهم، ولن أستأثر عليهم إلا أن أضع يدي في طعامهم، وقد خفت أن تجعله نارًا في بطن عمر.
فقال معدان: ثم لم أبرح حتى رأيته اتخذ صفحة من خالص ماله فجعلها بينه وبين جفان العامة، فقد كان أمير المؤمنين رضي الله عنه يريد أن يأكل ما باقي المسلمين من حوله، ولكنه كان يحرج أن يأكل من طعام أعد من مال العام للمسلمين، لذلك كان يأمر بإحضار طعام خاص له من ماله الخاص.
كما أن من ضمن الصفات الأخرى التي تميز بها عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه هما: (حلمه وتواضعه)، فتعد تلك الصفات السابقة أساس لتوحيده وإيمانه بالله عز وجل.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: بحث عن خالد بن الوليد كامل للتعرف على نسبه والغزوات التي شارك فيها
بذلك نكون قد قدمنا لكم صفات عمر بن الخطاب الجسدية والخلقية، حيث كان أمير المؤمنين يتحلى بالعديد من الصفات الجميلة والحميدة سواءً كانت الصفات الخُلقية أو الخَلقية، بالإضافة لبحث العلماء عن سماته الشخصية والتي كان من أهمها الفطنة، وتقبل النقد، والشدة والحزم، وغيرها من الصفات الأخرى التي ميزت الفاروق عن غيره من المؤمنين، ونتمنى أن نكون قد أفدناكم.