صفات السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها
صفات السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها وقصة حياة هذه الشخصية الإسلامية العظيمة، التي تستحق وبجدارة أن تكون خير قدوة تقتدي بها نساء المسلمين، حيث ترغب الكثير من السيدات المسلمات في معرفة صفات السيدة فاطمة الزهراء بنت خير خلق الله رسول الله صلى الله عليه وسلم والتعرف عليها عن قرب، وإليك أهم صفاتها فيما يلي عبر موقع زيادة.
اقرأ أيضًا: متى توفيت السيدة خديجة
صفات السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها
ربما ترغب يا عزيزي في التعرف على أهم صفات السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها، فهي بنت رسول الله الكريم صلى الله عليه وسلم، التي قد تربت في بيت النبوة وعلى يد أبيها محمد صلى الله عليه وسلم، وقد أورثها رسول الله صلى الله عليه وسلم العديد من صفاته، وإليك أهم صفات السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها، فتابع يا عزيزي للتعرف عليها بالتفصيل:
الصدق
تعتبر صفة الصدق من أهم صفات السيدة فاطمة الزهراء رضي الله، فقد ورثت تلك الصفة من أبيها صلى الله عليه وسلم الذي لقبه أهل قريش بالصادق الأمين، قبل أن يرسله الله رسولًا نبيًا، والدليل على ذلك ما قالته السيدة عائشة رضى الله تعالى عنها وهي رسول الله عن صدق فاطمة الزهراء رضي الله عنها وأنها الأكثر صدقا بين الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث قالت السيدة عائشة:
“ما رأيت أحدًا كان أصدق لهجة منها إلا أن يكون الذي ولدها”
وهنا تشبيه واضح من السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها، للسيدة فاطمة الزهراء برسول الله صلى الله عليه وسلم.
الحياء الشديد
كما يعتبر الحياء الشديد من أهم صفات السيدة فاطمة الزهراء رضي الله، ولها مع الحياة قصة شهيرة، حيث كانت تخاف دائما من أن يرى أحد تفاصيل جسدها التي طالما أخفته عن غير المحارم من الرجال، لم تكن فكرة النعش المغطى معروفة في هذا التوقيت، فأخبرت من حولها أنها تخشى أن يصف الثوب الأبيض عندما تكفن به يوم وفاتها تفاصيل جسدها.
الأمر الذي دفع أسماء بنت عميس إلى اختراع نعشًا خاصًا للسيدة فاطمة الزهراء رضي الله تعالى عنها، وكانت قد صنعته خصيصا بطريقة تستر جسد السيدة فاطمة بعد وفاتها كما كانت تتمنى، فكانت السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها أول امرأة يغطى نعشها بعد وفاتها.
كما طلبت السيدة فاطمة الزهراء من أسماء بنت عميس أن تتولى أمر تغسيلها بالمشاركة مع زوجها علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه، كي لا ينكشف جسدها لأحد.
القناعة والرضا
فالقناعة والرضا من أهم صفات السيدة فاطمة الزهراء التي تميزت بها بين قومها، حيث كانت زاهدة في الحياة، فلم تحلم بحياة الترف ولم تسع يوما إلى الرفاهية وحياة الغنى، فقد تزوجت من علي بن أبي طالب وقدم لها درعا ليكون مهرا لها، وكان أساس مسكنهما سريرا واحدا.
وعاشت مع زوجها الإمام على بن أبي طالب حياة بسيطة هادئة، وكانت تدير أمور بيتها بنفسها، فتعجن الخبز وتطهو الطعام، وتتولى جميع المهام المنزلية، بدون خادم أو مساعدة من أحد.
اقرأ أيضًا: كم كان عمر فاطمة الزهراء عند وفاتها
من هي السيدة فاطمة الزهراء رضي عنها؟
وبعد أن تعرفنا أعزائي على صفات السيدة فاطمة الزهراء رضي الله، اسمحوا لنا أن نعرف سويا من تكون هذه الشخصية العظيمة صاحبة هذا الاسم، حيث يرغب الكثير من الناس في التعرف على شخصية السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها عن قرب، وما هو السبب الذي جعلها تستحق هذه المكانة العظيمة، فتابعنا يا عزيزي لتعرف أكثر:
فهي فاطمة الزهراء بنت رسول الله محمد صل الله عليه وسلم، وأمها هي السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله تعالى عنها، وقد ولدت السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها قبل بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمسة أعوام،.
حيث يوافق يوم ميلادها ذلك اليوم العظيم الذي وضع فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم الحجر الأسود في الكعبة، بعد أن حدث خلاف كبير بين قريش على المكان الذي يوضع في هذا الحجر.
فبعد هذا الموقف عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيته فوجد السيدة خديجة رضي الله تعالى عنها قد وضعت فتاة، فأشرق وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وامتلأ نورا، ودخل على زوجته أم المؤمنين السيدة خديجة رضى الله تعالى عنها، وبارك لها حضور مولودتها، ودعا أن يبارك الله تعالى لهم في السيدة فاطمة وفي ذريتها.
السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها هي أصغر بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحبهم إلى قلبه وأقربهم إليه، فكانت له النسمة الطاهرة، فهي فاطمة الزهراء الابنة البارة بأبيها وأمها، صاحبة الأخلاق الكريمة منذ طفولتها، تلك الرفيقة بأخواتها صاحبة القلب الكبير في تعاملها معهم.
والأم الحنون الرفيقة بأطفالها، والزوجة الصبورة بشوشة الوجه مع زوجها، صاحبة العلم الكبير والرأي الصائب السديد، والوفاء اللامحدود وغير ذلك الكثير من الصفات والأخلاق الحسنة.
اقرأ أيضًا: أين دفنت فاطمة رضي الله عنها؟
ألقاب السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها
بعد أن تعرفنا سويًا أعزائي على صفات السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها، اسمحوا لنا أن نتعرف على الألقاب التي لقبت بها السيدة فاطمة، وسبب حصولها على كل لقب من هذه الألقاب، فلعلك ترغب في التعرف عليها، حيث لقبت السيدة فاطمة بالعديد من الألقاب الطيبة، وإليك أهم هذه الألقاب التي لقبت بها، فتابع يا عزيزي لتتعرف عليها تفصيليا:
الزهراء
وهو من أشهر الألقاب التي لقبت به السيدة فاطمة، واقترن هذا اللقب بشكل دائم، فدائمًا يقول الناس عنها السيدة فاطمة الزهراء، ويكفي أن نسمع هذا اللقب حتى نعرف أن المقصود به هي السيدة فاطمة بنت رسول الله الكريم صلى الله عليه وسلم، وقد لقبت بهذا الاسم نسبة إلى بياضها الناصع الملفت للنظر، فهي بيضاء الوجه أو زهراء الوجه فالزهراء في لغتنا العربية تعني البيضاء.
البتول
فقد لقبت السيدة فاطمة أيضا باسم البتول ويدل هذا اللقب المميز على النقاء والطهر والتقى، والرائحة الذكية الطاهرة المميزة التي كانت تفوح منها بشكل دائم دون عطر تضعه، ولم يقتصر سبب تسميتها بهذا اللقب لطهرها الجسدي فقط، بل كانت السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها طاهرة النفس والقلب أيضا فضلا عن طهارة ملابسها.
أم أبيها
ويعتبر هذا اللقب من أفضل ما لقبت به السيدة فاطمة رضي الله عنها من ألقاب، ويستحق هذا اللقب العظيم أن تفخر به، حيث لقبت به بسبب برها الشديد لأبيها سيد الخلق صلى الله عليه وسلم، واهتمامها به وقربها منه كما تهتم الأم بولدها.
فكانت تهتم دائما بكل ما يخص أبيها من أمور، وقد عانت معه وتحملت الكثير من الألم، فقد صحبته في دعوته إلى الإسلام، وقطعا سويًا طرقًا طويلة وصعبة من أجل نصرة هذا الدين.
كما كانت معه في حصار الشعب، وصاحبته في الصلوات، وأيضًا في الطواف حول الكعبة المشرفة، وقد ساعدها في ذلك صغر سنها، واحتلت السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها مكانة مميزة في قلب أبيها، وكانت أقرب بنات النبي صلى الله عليه وسلم وأحبهم إلى قلبه.
اقرأ أيضًا: دعاء فاطمة الزهراء للمحبة والقبول
زواج السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها
لعلك ترغب يا عزيزي في التعرف على قصة زواج السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها، ومن هذا الذي استطاع أن يفوز ببنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكيف استطاع أن يصل إليها لتصبح زوجته، ويملك مفاتيح قلبها الطاهر النقي، وإليك قصة زواج السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها فتابع لتتعرف عليها بالتفصيل:
تزوجت السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها من على بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهما، منذ أن كان عمرها خمسة عشر عام، وكان عمر الإمام علي بن أبي طالب في هذا التوقيت حوالي واحد وعشرون عاما، وعندما جاء إلى رسول الله صلى الله ليطلب يد ابنته، منعته هيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحديث ولم يستطع أن يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ما جاء من أجله.
فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ما يريد فسكت، فقال له صلى الله عليه وسلم لعلك جئت (لعلك جئت تخطب فاطمة؟)، فأجابه علي بقول نعم، فقال له صلى الله عليه وسلم هل لديك مهر فاطمة، فأجابه بأنه لا يمتلك أي مال، فسأله صلى الله عليه وسلم عن الدرع التي يملكها رغم أن ثمنها كان لا يتعدى أربعمائة درهم، فلما أخبره علي بأن تلك الدرع ما زالت لديه طلبها لتكون مهرًا لابنته فاطمة.
وتزوج علي رضي الله عنه من ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان زواجا يسيرا مباركا، تفوح منه رائحة الحب الذكية، فضلا عن التراحم والإخلاص والمودة بينهما، فلم يتزوج علي بغير فاطمة طوال حياتها، ورزقه الله منها بولدان وهما الإمام الحسن والإمام الحسين، فضلا عن ابنتين وهما زينب وأم كلثوم.
وفاة السيدة فاطمة الزهراء
مهما بلغت عظم مكانة الإنسان، سيبقى الموت لنا جميعا نهاية حتمية لا يمكن الفرار منها، فتابع للتعرف يا عزيزي على قصة وفاة السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها:
قبل وفاة السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها، أوصت أسماء بنت عميس بأن تتولى غسلها، وأن يشاركها في ذلك زوجها وحبيبها الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وبالفعل نفذت وصيتها قامت هي والإمام علي بتغسيلها.
ووافق يوم موتها اليوم الثالث عشر من شهر رمضان المبارك، للعام الحادي عشر من الهجرة، وكان ذلك تحديدا بعد وفاة أبيها صلى الله عليه وسلم بستة أشهر، لتكون أول من يلحق به من أهل بيت النبوة، وقد دفنت في المساء، حيث صلى عليها زوجها الإمام علي، وعمه العباس.
اقرأ أيضًا: من هي فاطمة الزهراء؟
الدروس المستفادة من قصة حياة السيدة فاطمة الزهراء
هناك العديد من الدروس الهامة التي يمكن أن نتعلمها من شخصية عظيمة مثل شخصية السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها، فهي بنت رسول الله الكريم صلى الله عليه وسلم، فإن لم نقتدي بها فبمن نقتدي إذن، وإليك أهم الدروس المستفادة والمواقف المشرقة من حياة السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها، فتابع لتتعرف عليها وتستفيد منها في حياتك بشكل عملي:
- كان لفاطمة الزهراء دور واضح في خدمة دينا الإسلامي، فخدمته بقلبها وعواطفها وعقلها رغم قصر فترة حياتها، حيث وقفت بجانب أبيها وخففت عنه الأذى الذي تعرض له صلى الله عليه وسلم على يد المشركين.
- عاشت مع زوجها الإمام علي بن أبي طالب حياة بسيطة، حيث رعت زوجها وخدمت بيتها وأولادها بكل رضا وحب، وبما يرضي الله تعالى.
- امتلأت حياة السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها بالكثير من المواقف التي تؤكد ما لديها من رحمة وإنسانية، فكانت تحب الخير لكل من حولها، ويعلمنا هذا أن نربي أنفسنا على محبة الناس والرحمة والرأفة بهم، اقتداء ببنت رسول الله الكريم صلى الله عليه وسلم.
- كانت السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها دائمًا ثابتة عندما تمر بها مواقف صعبة، وصابرة إذا أحلت بها الشدائد، فلم يمنعها حزنها وألمها لفراق رسول الله صلى الله عليه وسلم من الدفاع عن الحق بكل ما تملك من قوة.
- كان للسيدة فاطمة الزهراء دور واضح في العمل السياسي والجهادي والاجتماعي، فكثيرا ما كانت تخطب في المسجد وتعرض الخطأ، وتقول آرائها بكل شجاعة.
- كانت فاطمة الزهراء رضي الله عنها محبة للعلم، وطالما تلقت العلم الشرعي على يد أبيها ومعلمها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان يجتمع عندها نساء المسلمين ليتلقوا العلم على يديها.
اقرأ أيضًا: كم عدد أبناء الرسول؟
وهنا نكون قد وصلنا إلى الختام، وبالطبع قد تعرفنا سويا على أهم صفات السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها، كما تعرفنا على حسبها ونسبها والألقاب التي قد لقبت بها، كما قد تعرفنا أيضًا على قصة زواجها بالإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وقد أنهينا مقالنا بالتعرف على أهم الدروس المستفادة من حياتها.