أسماء بنت أبي بكر ذات النطاقين

أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها تعد من أشهر الشخصيات فهي ابنه الصحابي الجليل أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه، وهي تعتبر قدوة حسنه كابنه وزوجة وصديقة وغيرها وذلك بسبب كل ما تحلت به من السمات الجليلة وفي هذا المقال المقدم لكم من موقع زيادة سنعرض لكم الكثير من الأمور حول أسماء بنت ابي بكر.

أسماء بنت أبي بكر

تعد أسماء بنت ابي بكر من أبرز الشخصيات في الإسلام واسمها الكامل هو أسماء بنت عبد الله بن عثمان التيمية، وهي بنت الصحابي الجليل أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وأمها هي قتيلة أو قتلة بنت عبد العزي قرشية وهي من قبيلة بني عامر بن لؤي، وزوج أسماء بنت أبي بكر هو الزبير بن العوام، وولدت أسماء رضي الله عنها قبل هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم بثلاثة وعشرين عامًا، وأسماء هي أخت أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها وكانت تكبرها بعشرة أعوام، ولقب رسول الله أسماء بذات النطاقين.

إقرأ أيضًا: قصة اسماء بنت ابي بكر أم عبد الله ونسبها وأهم الأحاديث التي روتها عن الرسول

أبناء أسماء بنت أبي بكر

لأسماء خمس أولاد وهم عبد الله بن الزبير رضي الله عنه وعروة بن الزبير رضي الله عنه والمنذر بن العوام رضي الله عنه والمهاجر بن الزبير رضي الله عنه وعاصم بن الزبير رضي الله عنه، كما أنها أنجبت ثلاث بنات وهن خديجة بنت الزبير (تزوجت من عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي)، وأم الحسن بنت الزبير (تزوجت من عبد الرحمن بن الحارث)، وعائشة بنت الزبير (تزوجت من الوليد بن عثمان بن عفان)

إسلام أسماء بنت أبي بكر

أسلمت أسماء بنت أبي بكر وهي لم تتجاوز الرابعة عشر، وعاشت حياة مليئة بالإيمان والإخلاص لله وللرسول صلى الله عليه وسلم، فهي آمنت منذ بداية الدعوة الإسلامية وقامت بمبايعة الرسول على التقوى والإيمان، وكان إسلامها بمكة المكرمة، وأسلمت رضي الله عنها بعد سبعة عشر شخص، ومن والدها أبو بكر رضي الله عنه تربت على الصبر والعفة والتواضع والكثير والكثير من المبادئ السامية والخصال الحميدة.

سبب تسمية أسماء بنت أبي بكر بذات النطاقين

لقب رسول الله صلى الله عليه وسلم أسماء بنت أبي بكر بذات النطاقين، وذلك اللقب أطلق عليها في السنة التي هاجر بها المسلمون، وسبب تسميتها بهذا الاسم هو لأنها رأت أبي بكر رضي الله عنه يقوم بتجهيز الأمتعة التي سيسافر بها وبعد أن جهزها لم يجد ما يربطها به، وهنا نزعت أسماء نطاقها وقامت بربط الطعام به والشراب أيضًا وعندما رأى الرسول صلى الله عليه وسلم ما فعلته أسماء أطلق عليها ذات النطاقين، وجاء في رواية البخاري عن أسماء بنت أبو بكر رضي الله عنها أنها قالت: (صَنَعْتُ سُفْرَةَ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في بَيْتِ أبِي بَكْرٍ، حِينَ أرَادَ أنْ يُهَاجِرَ إلى المَدِينَةِ، قالَتْ: فَلَمْ نَجِدْ لِسُفْرَتِهِ، ولَا لِسِقَائِهِ ما نَرْبِطُهُما به، فَقُلتُ لأبِي بَكْرٍ: “واللَّهِ ما أجِدُ شيئًا أرْبِطُ به إلَّا نِطَاقِي”، قالَ: “فَشُقِّيهِ باثْنَيْنِ، فَارْبِطِيهِ: بوَاحِدٍ السِّقَاءَ، وبِالْآخَرِ السُّفْرَة”، فَفَعَلْتُ، فَلِذلكَ سُمِّيَتْ ذَاتَ النِّطَاقَيْنِ) ولذلك سميت أسماء رضي الله عنها بذات النطاقين، أما عن النطاق فهو عبارة عن قطعة تقوم المرأة بارتدائها فوق ثوبها وتُرتدى عند منطقة الوسط لكي تقوم بشد وسطها به، ومن ثم ترسله للأسفل وكانت تقوم المرأة بهذا الأمر أثناء الأشغال كي لا تتعثر بالثوب بسبب طوله.

إقرأ أيضًا: ما معنى اسم اسماء وصفاتها الشخصية

آيات في القرآن عن أسماء

روي عن قتيلة أو قتلة بنت عبد العزى أسماء رضي الله عنها أنها جاءت إلى أسماء وهي حاملة بالهدايا، ولكنها كانت كافرة في هذا الوقت، فقامت أسماء بسؤال رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، تستأذنه في أمر بر والدتها، حيث أن والدتها كانت تريدها أن تبرها، وكانت خائفة من عدم استقبال ابنتها لها عند زيارتها لها في منزلها، وهنا أنزل الله عز وجل: “لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ” وروت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها: “قَدِمَتْ أمِّي وهي مُشرِكةٌ في عهدِ قُرَيشٍ إذ عاهَدوا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، فاستَفْتيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، فقلتُ: أمِّي قَدِمَتْ وهي راغبةٌ، أفأَصِلُها؟ فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: نعمْ، صِلِي أمَّكِ”

أقوال مأثورة عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها

هناك الكثير من الأقوال المأثورة عن أسماء رضي الله عنها وفي الأسطر التالية سنعرض لكم بعض من هذه الأقوال:

قالت أسماء: “أنفقن وتصدّقن ولا تنتظرن الفضل، فإنّكنّ إن انتظرتنّ الفضل لم تُفضلن شيئًا، وإن تصدّقتنّ لم تجدن فقده”

قالت أسماء رضي الله عنها في حديثها عن خدمتها لزوجها الزبير: “تزوجني الزبير، وما له في الأرض مال، ولا مملوك، ولا شيء غير فرسه، فكنت أخدمه خدمة البيت كله، وأعلف فرسه، وأسوسه وأكفيه مئونته، وأحشُّ له وأقوم عليه، وأدق النوى لناضحه (إبله)، وكنت أنقل النوى على رأسي من أرض الزبير، على ثلثي فرسخ، وكنت أعجن وأسقي الماء، وأخزر الدلو”.

صنعتُ سُفْرةَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم في بيتِ أبي بكرٍ حين أرادَ أن يهاجرَ إلى المدينةِ، قالت: فلم نجدْ لسُفرتِه، ولا لسِقائِه ما نربطُهما به، فقلت لأبي بكرٍ: واللهِ ما أجدُ شيئًا أربطُ به إلا نِطاقِي، قال: فشقِّيهِ باثنيْن فاربِطِيه بواحدِ السقاءِ وبالآخرِ السُّفرةِ ففعلتُ، فلذلكَ سُمِّيتْ ذات النِّطاقيْن.

قالت أسماء: “إن سعادتي في إيماني، وإيماني في قلبي، وقلبي لا سلطان عليه إلا الله.”

حديث أسماء مع الحجاج بن يوسف

حينما قال لها الحجاج: “كيف رأيتني صنعت بعدو الله!”، قالت أسماء رضي الله عنها: “رأيتك أفسدت عليه دنياه وأفسد عليك آخرتك، بلغني أنك تقول له يا ابن ذات النطاقين أنا والله ذات النطاقين؛ أما أحدهما فكنت أرفع به طعام رسول الله صلى الله عليه وسلم وطعام أبي بكر من الدواب، وأما الآخر فنطاق المرأة التي لا تستغني عنه، أما إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا أن في ثقيف كذابًا ومبيرًا، فأما الكذاب فرأيناه -تقصد المختار الثقفي-، وأما المبير فلا إخالك إلا إياه، فقام الحجاج عنها ولم يراجعها.

إقرأ أيضًا: من هو علي بن ابي طالب ؟ وقصة إسلامه وزوجاته وأولاده ؟

قصة أسماء مع ابنها عبد الله

يروى أن الحجاج قام بمحاصرة ابن الزبير في الحرم وقام برمية بالمنجنيق قرابة السبعة أشهر، ولكن تفرق عنه الناس وبعد ذلك جاء عبد الله إلى أسماء وقال لها: يا أماه قد خذلني الناس حتى ولدي وأهلي ولمكم يبقى معي إلا اليسير ومن ليس عنده أكثر من صبر ساعة والقوم يعطونني ما تركت من الدنيا؛ فما رأيك.

وهنا ردت أسماء قائلة: “يا بُنَي أنتَ أعلَمُ بِنَفسِك، إنْ كُنتَ تَعلَمُ أنّكَ على حَقٍّ وإليه تدعو فامضِ لَه فقد قُتِلَ عليه أصحابُك (ولا تُمَكِّن مِن رقبتكَ فيتلاعُبُ برأسِكَ غِلمانُ بَني أمية) وإنْ كُنتَ إنّما أرَدتَ الدُّنيا فَبِئسَ العَبدُ أنتْ أهلَكتَ نَفسَكَ ومَن قُتِلَ مَعَك، وإنْ قُلتَ: كُنتُ على الحقِّ فَلَمّا وَهَنَ أصحابي ضَعفتُ فهذا لَيسَ فِعلُ الأحرارِ ولا أهلُ الدّين، كَم خلودُك في الدنيا؟ القتلُ أحسن!”

فرد عليها عبد الله قائلًا: “يا أماه أخاف إن قتلني أهل الشام أن يمثلوا بي ويصلبوني”

في هذه اللحظة قالت أسماء جملتها الشهيرة: “لا يضر الشاة سلخها بعد ذبحها فامض على بصيرتك واستعن بالله.

فقال عبد الله: “هذا رأيي الذي قُمتُ به داعياً إلى يومي هذا، ما رَكَنتُ إلى الدُّنيا وما أحبَبتُ الحياةَ فيها وما دعاني إلى الخروجِ على القومِ إلا الغضبُ للهِ أنْ تُستَحَلَّ حُرماتُه ولكني أحبَبتُ أنْ أعلمَ رأيَكِ فقد زِدتِني بصيرة فانظُري يا أماه فإني مَقتولٌ في يومي هذا فلا يَشتَدَّنَّ حُزنُكِ”.

وحدث ما كان يخشاه عبد الله فقد قتل وصلب جسده لعدة أيام حتى جاءت له أسماء وقالت للحجاج: “يا حجاج أما آن لهاذا الفارس أن يترجل؟”، وهنا قام الحجاج بإنزال جسد عبد الله وتم دفنه.

وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال المقدم لكم من موقع زيادة والذي عرضنا لكم فيه الكثير من الأمور عن أسماء بنت ابي بكر رضي الله عنها ومولدها وإسلامها وأقوال مأثورة عنها وغيرها ونرجو أن نكون قد أفدناكم

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.