هل بني إسرائيل هم إسرائيل حاليًا وما هي تفاصيل نشأتهم؟

هل بني إسرائيل هم إسرائيل حاليًا، وهل قوم الزمان الماضي هم المحتل الغاصب اليوم؟ بنو إسرائيل نشئوا منذ زمن بعيد ولهم من القصص التي تحتوي وتقص علينا عنادهم ومماطلتهم مع أنبيائهم، بل وقتلهم لهم الكثير، فقد ذكر لنا القرآن الكريم العديد من المعلومات عنهم،  أما إسرائيل اليوم فلا تختلف كثيرًا عن بنو إسرائيل في الإجرام وسوء الخلق، والمماطلة؛ لذا  سنعرف من أين أتى الإسرائيليين الحاليين، وسنجيب على كل هذا من خلال موقع زيادة.

هل بني إسرائيل هم إسرائيل حاليًا؟

هل بني إسرائيل هم إسرائيل حاليًا؟

للإجابة عن سؤال هل بني إسرائيل هم إسرائيل حاليًا بوضوح، يجب أن نعلم الحقائق التالية، والتي تتضمن نشأتهم ومن أين جاءوا، وإليكم تلك التفاصيل في السطور المقبلة.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على:  قصة بقرة بني اسرائيل

نشأة بني إسرائيل وفناؤهم

بني إسرائيل هو مصطلح عبري يقصد به أبناء نبي الله يعقوب -عليه السلام-، وأبناء يعقوب اثنا عشر ولدًا، ويطلق عليهم أيضًا القبائل الاثني عشرية، وكلمة إسرائيل في اللغة العبرية معناه الذي يجاهد مع الله، وهو لقب سيدنا يعقوب -عليه السلام-.

يذكر أن نبي الله إبراهيم ولد بأرض بابل، ثم انتقل سيدنا إبراهيم مع زوجته سارة ووالده من أرض العراق إلى أرض الكنعانيين وهي فلسطين حاليًا، ثم أنجب نبي الله إبراهيم ولده إسماعيل من السيدة هاجر وكانت أمة السيدة سارة، ثم ولده إسحاق من السيدة سارة بعدما بشره الله، والنبي يعقوب هو ابن إسحاق -عليهما السلام-، وولد ليعقوب اثنا عشر ولدًا عرفوا فيما بعد ببني إسرائيل.

كما ينحدر أيضًا نسب سيدنا موسى من سلالة نبي الله يعقوب -عليهما السلام-، وهو الذي خرج ببني إسرائيل هاربين من فرعون، ثم دخلوا في التيه بعد عصيانهم المولى -عز وجل- لمدة أربعين سنة حتى أنقذهم يوشع بن نون ودخل بهم إلى أريحا.

بعد وفاة يوشع بن نون تشتت بني إسرائيل وتفرقوا إلى قبائل، وحدثت بينهم حروب فقدوا على إثرها التابوت وفقدوا عصا موسى، وسرقت منهم أيضًا الألواح، وملابس وآثار من هارون -عليه السلام- وكانوا يسمون شيوخ قبائلهم بالقضاة.

أما آخر هؤلاء القضاة هو النبي صموئيل، وقد طلب منه بني إسرائيل أن يعين لهم من يختاره ملكًا ليوحدهم، وبالفعل اختار لهم طالوت، وكان أول ملك على اليهود ولكن يعود الفضل في تأسيس مملكة اليهود إلى سيدنا داوود بعد قتله جالوت وزواجه من ابنة طالوت وصار ملكًا من بعد طالوت، وحتى بعد طلبهم بأنفسهم أن يكون لهم ملك قاموا بعصيانه عندما كانوا متجهين لمقابلة جالوت.

فبعد وفاة داوود -عليه السلام- خلفه ولده سليمان -عليه السلام- الذي سخر له الله الجن والريح وأقام ملكًا عظيمًا، وبعد وفاة سليمان انقسمت اليهود مرة أخرى، إلى مملكتين شمالية وأخرى جنوبية بسبب عدم طاعتهم لابن سيدنا سليمان.

فكانوا يطلبون منه أن يقوم بتخفيف ما كان يطلبه منهم والده، وعندما رفض انقسموا إلى الفرقتين الشمالية والجنوبية، وفي عام 740 قبل الميلاد غزا الأشوريون الأراضي الفلسطينية وبعدها انقلب عليهم البابليون وعينوا حاكمًا يهوديًا على أرض فلسطين.

فأراد فيما بعد الانقلاب على البابليين، فقام الملك بختنصر أو المعروف باسم نبوخذ نصر بهدم القدس وكافة المنازل وقام بأسر المتبقين من اليهود عبيدًا له، وما حدث يسمى في التاريخ بالسبي البابلي.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: ما هي مدن فلسطين المحتلة من الكيان الصهيوني؟

من أين أتت إسرائيل حديثًا؟

ضمن إطار الإجابة عن سؤال هل بني إسرائيل هم إسرائيل حاليًا أم لا فإذا افترضنا أن الإسرائيليين الموجودون اليوم هم من بني إسرائيل فمعنى هذا أن نسلهم ينحدر من رجل واحد وهو يعقوب -عليه السلام-، وإذا حدث هذا فيتطلب أن يكون لهم صفات وراثية متشابهة مثل الصفات الجسدية، أو لون البشرة، أو في ملامح الوجه.

لكن هذا لم يحدث ففيهم أعراق مختلفة تثبت عدم نقاؤهم العرقي، فتختلف بشرتهم باختلاف ألوانها، الشقراء، والصفراء، والسوداء وتختلف ألوان عيونهم سواء خضراء كانت أو زرقاء أو غير ذلك، وأيضًا ملامح وجههم فهي مختلفة ففيها ملامح هندية، أو ملامح فارسية، فهي مختلفة باختلاف أعراقهم؛ مما نستنتج منه أنهم ليسوا عرق نقي من سلالة نبي الله يعقوب.

أما عن العوامل التي أنتجت لنا يهود اليوم فهي تتمثل في التزاوج والتحول الديني سواء لأفراد أو جماعات، مثل: يهود مملكة الخزر الذين تعود أصولهم ليهود روسيا، وتحول العرب اليمنيين إلى اليهودية، وممن تحولوا دينيًا أيضًا جماعة الفلاشا الأثيوبيين، فمن العوامل المهمة لإنتاج اليهود الجدد هي تزاوج اليهود بغير اليهود، وتجسد ذلك في قوانينهم بأن من يولد لأم يهودية يصير يهودي مثل أمه.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: سورة تسمي بني اسرائيل وجميع المعلومات الخاصة بها

تجمع اليهود حديثًا

للتعرف على إجابة سؤال هل بني إسرائيل هم إسرائيل حاليًا أما لا؟ تجدر الإشارة إلى أنه بدأت فكرة تكوين اليهود لمجتمع خاص بهم عام 1799م عند قيام نابليون بحملته، إذ دعا اليهود الأسيويين والأفريقيين للانضمام للحملة لإعادة إعمار القدس مرة أخرى، ولكن هزيمته لم تحقق لهم ما تمنوه.

ثم تم الترويج للفكرة مرة أخرى عام 1896م عن طريق هرتزل، حيث عقد مؤتمر في العام التالي بسويسرا ودعا فيه لتأسيس الدولة الإسرائيلية، ودعا أيضًا للحصول على اعتراف بشرعية ما يقومون به من استيطان في فلسطين، وكانت رغبة بريطانيا تتفق مع رغبتهم.

كما أصدرت لهم وعد بلفور، الذي وعدهم فيه رئيس الوزراء البريطاني بلفور بحقهم في إقامة وطن لهم على أرض فلسطين، كذلك بدأ اليهود بعد هذا الوعد بالانتقال إلى فلسطين، وكانت بريطانيا تحميهم من الفلسطينيين، وتوفر لهم المعاملة الطيبة، أما عن معاملتهم مع الفلسطينيين، فكانت تتسم بالبطش والتعذيب.

ثم أحالت بريطانيا بعد ذلك الأمر إلى الأمم المتحدة، والتي بدورها قامت بتقسيم الأراضي الفلسطينية بين اليهود والفلسطينيين بضغط من أمريكا، وكان ذلك عام 1947م، ثم انسحبت بريطانيا عام 1948م.

فأعلنت خروجها من إسرائيل وفور خروجها تم إعلان إسرائيل دولة وقد اعترفت بها الولايات المتحدة ومن قبلها روسيا، ثم دخلت إسرائيل عدة حروب مع العرب محاولين تحرير الدولة الفلسطينية، ولكنهم دائمًا ما كانوا يُهزمون.

فقد يكون تجمعهم هذا تصديقًا لما قاله الرسول بأن المسلمين سوف يهزمون اليهود ويقتلونهم، وهذا في حديث الحجر والشجر الشهير، ويكون هذا علوهم الثاني الذي سيفنون من بعده، ولعل ذلك يجعل أرض فلسطين المباركة مقبرةً لهم، فمن المؤكد أنه لن يفلح قوم غضب الله عليهم ولعنهم، وأي علو أو نصر يحرزونه إنما استدراج لهم ليساقوا إلى مصيرهم المحتوم.

كما يتضح لنا جليًا أن ما وصل إليه هؤلاء اليهود من تمكين بعدما صار المسلمون في غاية الضعف مضطهدين في شتى بقاع العالم، فنجد أن ما يحدث الآن تحقيقًا لكلام رسولنا الكريم بتكالب الأمم علينا كتكالب الأكلة على قصعتها.

بسردنا للأحداث السابقة نستنتج أن الإجابة على سؤال هل بني إسرائيل هم إسرائيل حاليًا، بالقطع لا، حيث إن الإسرائيليين الآن ليسوا هم بني إسرائيل مطلقًا.

يمكنك أيضًا الاضطلاع على: الحيوان الذي عبدته بني اسرائيل

بذلك نكون قد تعرفنا على إجابة سؤال هل بني إسرائيل هم إسرائيل حاليًا أم لا؟ حيث أشرنا إلى نشأة بني إسرائيل على مر العصور وكيف مكن الله لهم، ثم فرقهم وضعفهم وشتتهم، ثم شرحنا كيف تجمع اليهود من جديد في العصر الحديث، واغتصابهم أرضًا ليست لهم، فقد شردوا شعبًا بأكمله، ومارسوا بحقه كافة أنواع الظلم والتنكيل.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.