حديث شريف عن عقوق الوالدين

حديث شريف عن عقوق الوالدين من شأنه أن يوضح حكم الشرع في عقوق الوالدين الذي قد اعتبره الله عز وجل من الكبائر المحرم فعلها، لذا قد نجد أن هناك الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة التي من شأنها أن توضح مدى تأثير عقوق الوالدين على حياة الإنسان وذلك ما سوف نتعرف عليه بشكل مفصل عبر موقع زيادة.

حديث شريف عن عقوق الوالدين

عظم الله سبحانه وتعالى من بر الوالدين، وذكر أن عقوقهم من الكبائر في العديد من مواضع القرآن الكريم، كما أن رسولنا الكريم مثلما حثنا على بر الوالدين، فقد حذرنا من عقوقهم عبر الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة.

حيث يعد بر الوالدين والإحسان إليهم بشكل عام في الحياة من أعظم الأمور التي قد أوجبها الله عز وجل على الإنسان، فقد قام الله عز وجل بذكر أهميتها بجانب إفراده في العبادة، وذلك حيث قال:

” (وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا)”

وقد قارن عقوقهم بعقوبة الشرك به عز وجل وذلك حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

(أَلا أُنَبِّئُكُمْ بأَكْبَرِ الكَبائِرِ قُلْنا: بَلَى يا رَسولَ اللَّهِ، قالَ: الإشْراكُ باللَّهِ، وعُقُوقُ الوالِدَيْنِ)

لذا فعليك أن تؤكد أن عقوق الوالدين من الكبائر في الحياة، والعقوق هو ما يؤذي الوالدين من أمور عدو من حيث القول والفعل والعمل والترك، وليس معنى عقوق الوالدين على إلزامية عقوقهم معًا، فإن عقوق أحد الأطراف من الوالدين يعد عقوق الجيد، فالعقوق بشكل عام هو عدم الطاعة وتعمد الإساءة في غير معصية الله، على الرغم من إنك تمتلك القدرة على طاعتهم والإحسان إليهم في الحياة.

كما أن العقوق يتمثل في الكثير من الأمور الأخرى مثل التثاقل من طاعتهم، والشعور بشكل مستمر بالتضجر والتأفف، والعمل على سبهم بشكل مستمر والإساءة إليهم سواء بالقول أو الفعل أو العمل.

بالإضافة إلى أنه يوجد أشكال أخرى لعقوق الوالدين والتي قد تتمثل في العبوس في وجههم لفترات طويلة من الوقت وعدم احترامهم سواء في المعاملة أو المخاطبة، كما أن هناك أبناء يتعمدون الغياب عن أهاليهم دون وجود سبب واضح أو عذر لذلك، بالإضافة إلى أنه يعملون كونهم كبار في السن وعلى الرغم من ذلك لم يتحملون الإنفاق عليهم، كما أن عدم الاستغفار لهم أو الدعاء إليهم بعد الممات يعد من العقوق، لذا قد نجد أن هناك الكثير من الأيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة التي من شأنها أن توضح عقوبة عقوق الوالدين والتي يعتبرها الله عز وجل من الكبائر.

  • مَا رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَغَيْرُهُ عَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ { إنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَيْكُمْ عُقُوقَ الْأُمَّهَاتِ وَوَأْدَ الْبَنَاتِ , وَمَنْعًا وَهَاتِ , وَكَرِهَ لَكُمْ قِيلَ وَقَالَ : وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ وَإِضَاعَةَ الْمَالِ } . وَأَخْرَجَ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَغَيْرُهُمَا عَنْ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم { أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ ثَلَاثًا ؟ قُلْنَا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الْإِشْرَاكُ بِاَللَّهِ وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ , وَكَانَ مُتَّكِئًا فَجَلَسَ فَقَالَ : أَلَا وَقَوْلُ الزُّورِ وَشَهَادَةُ الزُّورِ , فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا حَتَّى قُلْنَا لَيْتَهُ سَكَتَ } . وَالْبُخَارِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ { الْكَبَائِرُ الْإِشْرَاكُ بِاَللَّهِ , وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ , وَقَتْلُ النَّفْسِ , وَالْيَمِينُ الْغَمُوسُ } .
  • وَالْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَالتِّرْمِذِيُّ عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ : { ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْكَبَائِرَ فَقَالَ : الشِّرْكُ بِاَللَّهِ , وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ } , الْحَدِيثَ . { وَفِي كِتَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الَّذِي كَتَبَهُ إلَى أَهْلِ الْيَمَنِ وَبَعَثَ بِهِ مَعَ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ وَأَنَّ أَكْبَرَ الْكَبَائِرِ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْإِشْرَاكُ بِاَللَّهِ , وَقَتْلُ النَّفْسِ الْمُؤْمِنَةِ بِغَيْرِ الْحَقِّ , وَالْفِرَارُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَوْمَ الزَّحْفِ , وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ , وَرَمْيُ الْمُحْصَنَةِ , وَتَعَلُّمُ السِّحْرِ , وَأَكْلُ الرِّبَا , وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ , } الْحَدِيثُ رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ . وَأَخْرَجَ النَّسَائِيُّ وَالْبَزَّارُ وَاللَّفْظُ لَهُ بِإِسْنَادَيْنِ جَيِّدَيْنِ وَالْحَاكِمُ وَقَالَ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ { ثَلَاثَةٌ لَا يَنْظُرُ اللَّهُ إلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ : الْعَاقُّ لِوَالِدَيْهِ , وَمُدْمِنُ الْخَمْرِ , وَالْمَنَّانُ عَطَاءَهُ . وَثَلَاثَةٌ لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ : الْعَاقُّ لِوَالِدَيْهِ , وَالدَّيُّوثُ , وَالرَّجِلَةُ مِنْ النِّسَاءِ } . وَرَوَى ابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ شَطْرَهُ الْأَوَّلَ . قَالَ الْحَافِظُ الْمُنْذِرِيُّ : الدَّيُّوثُ بِتَشْدِيدِ الْيَاءِ هُوَ الَّذِي يُقِرُّ أَهْلَهُ عَلَى الزِّنَا مَعَ عِلْمِهِ بِهِمْ . وَالرَّجِلَةُ بِفَتْحِ الرَّاءِ وَكَسْرِ الْجِيمِ هِيَ الْمُتَرَجِّلَةُ الْمُتَشَبِّهَةُ بِالرِّجَالِ .

اقرأ أيضًا: أسباب عقوق الوالدين وحلولها

أقوال الرسول عن عقوق الوالدين

مازلنا نتحدث في نطاق حديث شريف عن عقوق الوالدين، وذلك لأن بر الوالدين من الأمور التي قد حثنا عليها الدين الإسلامي بشكل خاص، بالإضافة إلى أن العقوق من الأمور التي حرم الإسلام فعلها، وقد حثنا على الابتعاد عما كل ما يتسبب في الضيق أو الأذى إلى الوالدين ما عد في الشرك بالله عز وجل.

حيث عقوق الوالدين من الأسباب التي قد تساعد على دخولك النار في الحياة الآخرة، حيث ورد عن النبي الكثير من الأحاديث التي تفيد أن أبواب جهنم تفتح إلى الشخص العاق لوالديه، بالإضافة إلى أن الله سبحانه وتعالى لا ينظر إلى وجهه يوم القيامة، ناهيك على العقوبات والأذى والأضرار التي سوف يحصل عليها في الحياة الدنيا، بالإضافة إلى أنه يحرم من غفران ذنوبه مهما قلت أو كبرت.

حيث وردت الكثير من الأحاديث الشريفة التي تفيد أن الإنسان العاق لا يوسع رزقه ولا يكسب، كما أن سعيه في أمور الحياة يبات بالفشل، ولا تقبل أعماله إلى الله عز وجل، ولعنة الله والملائكة في كل وقت وحين، ولا يوجد له دعاء مستجاب، كما أنه سوف يلقى من أولاده وأحفاده مثلما عامل والديه في المستقبل.

هناك العديد من الصور عقوق الوالدين والتي من بينها عدم القدرة على البر بالوالدين على الرغم من أن ليس في معصية الله عز وجل، بالإضافة إلى عدم تنفيذ أوامرهم في حالة إذا كان الشخص قادر على الطاعة والاستماع إلى الأوامر فضلًا عن أنها أوامر ليست في معصية الله عز وجل.

كما أن خيانة الأمانة مع الوالدين تعد من العقوق، حيث من أهم الأمور التي تؤدي إلى العقوق بين الوالدين، والذهاب إلى الجهاد أو الأعمال الأخرى دون الحصول على إذن الوالدين من مظاهر العقوق بشكل عام، بالإضافة إلى الغياب لفترات طويلة عن الوالدين دون عذر ولكن في حالة إذا كان الأبن يغيب عن والديه بسبب أنه يدرس في الخارج أو يعمل من أجل توفير الحياة الكريمة، فإن ذلك من الأمور النافعة، وفي هذه الحالة يعذر الأبن على الغياب ولا يعد ذلك من عقوق الوالدين.

قول الشتائم والسب إلى الوالدين بطريقة مباشرة أو غير مباشرة من عقوق الوالدين، بالإضافة إلى العبوس في وجههم وتقطيب الوجه، مع التأفف والتضجر، وممارسة أمور البخل عليهم وعدم الإنفاق على الرغم من قدرة الإنسان على الإنفاق بسبب رزق الله له.

كما أن هناك بعض المظاهر التي قد تبين أن هذا الشخص عاق إلى والديه وذلك في حالة المشى أمام الوالدين وعدم احترام ذلك، بالإضافة إلى الجلوس أمامهم والرجل فوق الرجل، كل هذه من تصرفات العقوق للوالدين والتي يجب أخذها في الاعتبار والحرص من تكرارها.

لا تعتقد أنه بعد موت الوالدين يتوقف برهم، فإنك على الاعتقاد الخاطئ، حيث في حالة إذا امتنعت عن الدعاء والاستغفار وقراءة القرآن الكريم لهم بعد الموت فذلك يعد من العقوق، بالإضافة إلى الامتناع عن صلة القرابة أو قطع العلاقات مع أصدقاء الوالدين يعد من العقوق.

حيث ذكر أنه في بعض الأحيان يتوفى الوالدين وهم عليهم ديون إلى الأشخاص، في حالة عدم قيام الأبناء بسداد هذه الديون فإن ذلك يعد من العقوق الواضحة، والتي يحاسب عليها الله سبحانه وتعالى، لذا من خلال موضوعنا اليوم سوف نقدم لكم حديث شريف عن عقوق الوالدين، وذلك عبر النقاط التالية:

  • وَأَخْرَجَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ وَاللَّفْظُ لَهُ وَالنَّسَائِيِّ وَالْبَزَّارُ وَالْحَاكِمُ وَقَالَ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ { ثَلَاثَةٌ حَرَّمَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَيْهِمْ الْجَنَّةَ : مُدْمِنُ الْخَمْرِ , وَالْعَاقُّ , وَالدَّيُّوثُ الَّذِي يُقِرُّ الْخَبَثَ فِي أَهْلِهِ } . وَرَوَى الطَّبَرَانِيُّ فِي الصَّغِيرِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ يَرْفَعُهُ { يُرَاحُ رِيحُ الْجَنَّةِ مِنْ مَسِيرَةِ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ وَلَا يَجِدُ رِيحَهَا مَنَّانٌ بِعَمَلِهِ , وَلَا عَاقٌّ , وَلَا مُدْمِنُ خَمْرٍ } حَدِيثٌ ضَعِيفٌ . وَرَوَى ابْنُ عَاصِمٍ بِإِسْنَادِ عَاصِمٍ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه مَرْفُوعًا { ثَلَاثَةٌ لَا يَقْبَلُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْهُمْ صَرْفًا وَلَا عَدْلًا : عَاقٌّ , وَمَنَّانٌ , وَمُكَذِّبٌ بِقَدَرٍ } . وَالْحَاكِمُ وَقَالَ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا { أَرْبَعٌ حَقٌّ عَلَى اللَّهِ أَنْ لَا يُدْخِلَهُمْ الْجَنَّةَ وَلَا يُذِيقَهُمْ نَعِيمَهَا : مُدْمِنُ الْخَمْرِ , وَآكِلُ الرِّبَا , وَآكِلُ مَالِ الْيَتِيمِ بِغَيْرِ حَقٍّ , وَالْعَاقُّ لِوَالِدَيْهِ } . وَالطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ عَنْ ثَوْبَانَ رضي الله عنه مَرْفُوعًا { ثَلَاثَةٌ لَا يَنْفَعُ مَعَهُنَّ عَمَلٌ : الشِّرْكُ بِاَللَّهِ , وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ , وَالْفِرَارُ مِنْ الزَّحْفِ } . وَأَخْرَجَ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : { مِنْ الْكَبَائِرِ شَتْمُ الرَّجُلِ وَالِدَيْهِ . قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَهَلْ يَشْتُمُ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ ؟ قَالَ نَعَمْ يَسُبُّ أَبَا الرَّجُلِ فَيَسُبُّ أَبَاهُ , وَيَسُبُّ أُمَّهُ فَيَسُبُّ أُمَّهُ } . وَفِي رِوَايَةٍ لِلشَّيْخَيْنِ { أَنَّ مِنْ أَكْبَرِ الْكَبَائِرِ أَنْ يَلْعَنَ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ . قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَيْفَ يَلْعَنُ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ ؟ قَالَ يَسُبُّ أَبَا الرَّجُلِ فَيَسُبُّ أَبَاهُ , وَيَسُبُّ أُمَّهُ فَيَسُبُّ أُمَّهُ } .
  • وَأَخْرَجَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ وَالطَّبَرَانِيُّ بِإِسْنَادَيْنِ أَحَدُهُمَا صَحِيحٌ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ الْجُهَنِيِّ رضي الله عنه قَالَ { جَاءَ رَجُلٌ إلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ شَهِدْت أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَأَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ , وَصَلَّيْت الْخَمْسَ , وَأَدَّيْت زَكَاةَ مَالِي , وَصُمْت رَمَضَانَ . فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم : مَنْ مَاتَ عَلَى هَذَا كَانَ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ هَكَذَا , وَنَصَبَ أُصْبُعَيْهِ مَا لَمْ يَعُقَّ وَالِدَيْهِ } . وَرَوَاهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ وَابْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحَيْهِمَا بِاخْتِصَارٍ . وَأَخْرَجَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله عنه قَالَ { أَوْصَانِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِعَشْرِ كَلِمَاتٍ قَالَ لَا تُشْرِكْ بِاَللَّهِ شَيْئًا وَإِنْ قُتِلْت وَحُرِّقْت , وَلَا تَعُقَّنَّ وَالِدَيْك وَإِنْ أَمَرَاكَ أَنْ تَخْرُجَ مِنْ أَهْلِكَ وَمَالِكَ } الْحَدِيثَ .
  • وَرُوِيَ عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه قَالَ { خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ مُجْتَمِعُونَ فَقَالَ يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ اتَّقُوا اللَّهَ وَصِلُوا أَرْحَامَكُمْ فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ ثَوَابٍ أَسْرَعَ مِنْ صِلَةِ الرَّحِمِ , إيَّاكُمْ وَالْبَغْيَ فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ عُقُوبَةٍ أَسْرَعُ مِنْ عُقُوبَةِ بَغْيٍ , إيَّاكُمْ وَعُقُوبَةَ الْوَالِدَيْنِ فَإِنَّ رِيحَ الْجَنَّةِ يُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَلْفِ عَامٍ وَاَللَّهِ لَا يَجِدُهَا عَاقٌّ وَلَا قَاطِعُ رَحِمٍ وَلَا شَيْخٌ زَانٍ وَلَا جَارٍّ إزَارَهُ خُيَلَاءَ . إنَّمَا الْكِبْرِيَاءُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ . وَالْكَذِبُ كَلِمَةُ إثْمٍ إلَّا مَا نَفَعْت بِهِ مُؤْمِنًا أَوْ دَفَعْت بِهِ عَنْ دِينٍ . وَأَنَّ فِي الْجَنَّةِ لَسُوقًا مَا يُبَاعُ فِيهَا وَلَا يُشْتَرَى لَيْسَ فِيهَا إلَّا الصُّوَرُ فَمَنْ أَحَبَّ صُورَةً مِنْ رَجُلٍ أَوْ امْرَأَةٍ دَخَلَ فِيهَا } رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ .

اقرأ أيضًا: بحث عن عقوق الوالدين

عقوق الوالدين في السنة النبوية

بر الوالدين من الفطرة الإنسانية السليمة التي خلقها الله سبحانه وتعالى بداخل الإنسان، حيث اتفقت جميع الأديان السماوية على بر الوالدين، ويعد بر الوالدين من الدلائل الواضحة التي تعبر عن الإيمان بداخل الإنسان بشكل صحيح، حيث يتذكر إلى الخير والعرفان والكرم الذي حصل عليه من والديه طوال مشوار حياته في الدنيا.

لذا قد نجد أن الله عز وجل حثنا على بر الوالدين من خلال العديد من الآيات القرآنية الشريفة، بالإضافة إلى حث رسول الله إلينا من خلال الأحاديث النبوية الشريفة، فعقوق الوالدين هي الإساءة وعدم الاحترام إليهم في كل وقت ومكان، أو التحدث معهم بطريقة غير لائقة، بالإضافة إلى أنه ظهر في الفترة الأخيرة الكثير من الأشخاص الذين يسبون ويضربون والديهم في الحياة، فإن كل ذلك يدل على انتشار عقوق الوالدين بشكل كبير بين الناس.

لذا قد نجد أن هناك العديد من الأسباب التي من شأنها أن تؤدي إلى عقوق الوالدين، وسوف نتعرف سويًا على هذه الأسباب فيما يلي:

  • الجهل من أهم الأمور التي من شأنها أن تؤدي إلى عقوق الوالدين، بالإضافة إلى ارتكاب الكثير من الذنوب والمعاصي في حقهم في الحياة.
  • بالإضافة إلى أن هناك الكثير من الأهالي الآن أصبحوا يربون أولادهم بطريقة خاطئة للغاية، بشكل بعيد عن تقاليد وتعاليم ومبادئ الدين الإسلامي بشكل عام، مما يجعلهم يتعرضون إلى العقوق بمختلف صوره وأشكاله.
  • في الكثير من الأحيان يقبل بعض الأهالي التعامل مع أولادهم بصيغة عدم الاحترم والعناد، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى العقوق بمظاهره الكبيرة فيما بعد.
  • كما أن اختيار أصدقاء السوء في الحياة يعد من أكثر الأمور التي من شأنها أن تؤدي إلى العقوق والكثير من الكبائر الأخرى في الحياة.
  • الجزاء من جنس العمل، بمعنى أن كل من قام بعقوق والديه في الحياة، سوف يتلقى هذه التصرفات مرى أخرى من أولاده في الحياة.
  • كما ثبت من خلال الكثير من الدراسات الاجتماعية في هذا الموضوع أن هناك الكثير من المشكلات العائلية التي من شأنها أن تؤدي إلى انتشار العقوق والتي من أهمها المشاحنات أو التفرقة بين الأبناء مما قد يؤثر بشكل سلبي على حياة الأبناء وبالتالي يجعلهم يشعرون بالجفاء تجاه والديهم.
  • الرغبة في الاستسهال، فهناك الكثير من الأشخاص يتساهلون مع أنفسهم ويضعون والديهم في دار المسنين، وذلك للتقليل من حملهم في الحياة، وعدم الشعور بالواجبات تجاههم، وذلك يعد من مظاهر العقوق أيضًا.
  • فِي مَرْفُوعِ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ عِنْدَ الطَّبَرَانِيِّ وَالْحَاكِمِ وَقَالَ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ { مَلْعُونٌ مَنْ عَقَّ وَالِدَيْهِ } . وَفِي مَرْفُوعِ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ عِنْدَ ابْنِ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ { وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ سَبَّ وَالِدَيْهِ } .
  • وَأَخْرَجَ الْحَاكِمُ وَالْأَصْبَهَانِيّ وَقَالَ الْحَاكِمُ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ عَنْ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه مَرْفُوعًا { كُلُّ الذُّنُوبِ يُؤَخِّرُ اللَّهُ مِنْهَا مَا شَاءَ إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إلَّا عُقُوقَ الْوَالِدَيْنِ فَإِنَّ اللَّهَ يُعَجِّلُهُ لِصَاحِبِهِ فِي الْحَيَاةِ قَبْلَ الْمَمَاتِ } . وَرَوَى الطَّبَرَانِيُّ بِسَنَدٍ ضَعِيفٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى رضي الله عنه قَالَ : { كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَأَتَاهُ آتٍ فَقَالَ شَابٌّ يَجُودُ بِنَفْسِهِ قِيلَ لَهُ قُلْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ فَلَمْ يَسْتَطِعْ , فَقَالَ كَانَ يُصَلِّي ؟ فَقَالَ نَعَمْ , فَنَهَضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَنَهَضْنَا مَعَهُ فَدَخَلَ عَلَى الشَّابِّ فَقَالَ لَهُ قُلْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ , فَقَالَ لَا أَسْتَطِيعُ , فَقَالَ لِمَ ؟ قَالَ كَانَ يَعُقُّ وَالِدَتَهُ , فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَحَيَّةٌ وَالِدَتُهُ ؟ قَالُوا نَعَمْ , قَالَ اُدْعُوهَا , فَدَعَوْهَا فَجَاءَتْ , فَقَالَ هَذَا ابْنُك ؟ فَقَالَتْ نَعَمْ . فَقَالَ لَهَا أَرَأَيْت لَوْ أُجِّجَتْ نَارٌ ضَخْمَةٌ فَقِيلَ لَك إنْ شَفَعْت لَهُ خَلَّيْنَا عَنْهُ وَإِلَّا حَرَقْنَاهُ بِهَذِهِ النَّارِ أَكُنْت تَشْفَعِينَ لَهُ ؟ قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إذَنْ أَشْفَعُ , قَالَ فَأَشْهِدِي اللَّهَ وَأَشْهِدِينِي أَنَّك قَدْ رَضِيت عَنْهُ , قَالَتْ اللَّهُمَّ إنِّي أُشْهِدُك وَأُشْهِدُ رَسُولَك أَنِّي قَدْ رَضِيت عَنْ ابْنِي , فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَا غُلَامُ قُلْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَاشْهَدْ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ , فَقَالَهَا , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْقَذَهُ بِي مِنْ النَّارِ } وَرَوَاهُ الْإِمَامُ أَحْمَدُ مُخْتَصَرًا . { وَيُرْوَى أَنَّ اسْمَ الشَّابِّ عَلْقَمَةَ , وَأَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمَّا أَمَرَ أُمَّهُ بِالرِّضَى عَلَيْهِ أَبَتْ , فَدَعَا بِحُزَمِ الْحَطَبِ وَالنَّارِ , فَقَالَتْ مَا تَصْنَعُ بِذَلِكَ ؟ قَالَ أُحْرِقُ وَلَدَك عَلْقَمَةَ , فَرَضِيَتْ عَلَيْهِ } , أَوْ كَمَا وَرَدَ .
  • وَرَوَى الْأَصْبَهَانِيُّ وَغَيْرُهُ عَنْ الْعَوَّامِ بْنِ حَوْشَبٍ قَالَ نَزَلْت مَرَّةً حَيًّا وَإِلَى جَانِبِ ذَلِكَ الْحَيِّ مَقْبَرَةٌ , فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ الْعَصْرِ انْشَقَّتْ مِنْهَا قَبْرٌ فَخَرَجَ مِنْهُ رَجُلٌ رَأْسُهُ رَأْسُ حِمَارٍ وَجَسَدُهُ جَسَدُ إنْسَانٍ فَنَهَقَ ثَلَاثَ نَهْقَاتٍ ثُمَّ انْطَبَقَ عَلَيْهِ الْقَبْرُ فَإِذَا عَجُوزٌ تَغْزِلُ شَعْرًا أَوْ صُوفًا , فَقَالَتْ امْرَأَةٌ تَرَى تِلْكَ الْعَجُوزَ ؟ قُلْت مَالَهَا ؟ قَالَتْ تِلْكَ أُمُّ هَذَا . قُلْت وَمَا كَانَ قِصَّتُهُ ؟ قَالَتْ كَانَ يَشْرَبُ الْخَمْرَ فَإِذَا رَاحَ تَقُولُ لَهُ أُمُّهُ يَا بُنَيَّ اتَّقِ اللَّهَ إلَى مَتَى تَشْرَبُ هَذَا الْخَمْرَ ؟ فَيَقُولُ لَهَا أَنْتِ تَنْهَقِينَ كَمَا يَنْهَقُ الْحِمَارُ . قَالَتْ فَمَاتَ بَعْدَ الْعَصْرِ . قَالَتْ فَهُوَ يَنْشَقُّ عَنْهُ الْقَبْرُ بَعْدَ الْعَصْرِ كُلَّ يَوْمٍ فَيَنْهَقُ ثَلَاثَ نَهْقَاتٍ ثُمَّ يَنْطَبِقُ عَلَيْهِ الْقَبْرُ . قَالَ الْأَصْبَهَانِيُّ حَدَّثَ بِهِ أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ إمْلَاءً بِنَيْسَابُورَ بِمَشْهَدٍ مِنْ الْحَافِظِ فَلَمْ يُنْكِرُوهُ , وَاَللَّهُ أَعْلَمُ .

اقرأ أيضًا: ما هو عقوق الوالدين

أهمية بر الوالدين في السنة النبوية

استكمالًا لحديثنا المستمر حول حديث شريف عن عقوق الوالدين، فنجد أنه يتوجب على الأبناء بشكل عام خدمة والديهم تحت أي ظرف من الظروف، وتقدم كافة الرعاية له، وبشكل خاص في حالة عدم وجود أي مصادر أخرى للدخل لديهم، لذا يتوجب على الأبناء الإنفاق على أهاليهم وقد يرى الإنسان كم الرزق الذي سوف يحصل عليه في المقابل، وذلك لأن الله سوف يرزقه البركة والصحة والعافية في رزقه ودينه ودنياه.

انتشرت الكثير من قصص عقوق الوالدين في المجتمع خلال الآونة الأخير، حيث تجد أن الشاب الأعزب يعيش يخدم في والديه لسنوات طويلة، إلى أن يجد المرأة المناسبة له للزواج منها، ومن هنا تبدأ المشاحنات في الأمر، حيث بعد الزواج يشعران بالملل والضيق والازعاج من وجود الوالدين، ويتطلب الأمر خلال هذه الحالة إلى ترك الوالدين في مكان ما بمفردهم أو وضعهم في دار المسنين.

على الرغم من اعتقادهم بأنهم قد أزالوا من على أكتافهم الحمل الثقيل، إلا أنه في حقيقة الأمر قد خسر الكثير من البركة والخير والثواب في الحياة، حيث من المفترض أن تعين الزوجة الصالحة زوجها لخدمة أهله وبرهم في الحياة الدنيا للحصول على رضاهم الذي يعد من رضا الله عز وجل.

الأمر لا يقتصر على أمور الطعام والشراب وتوفير الأساسيات في الحياة فقط، ولكن الأمر يتعلق بمساعدة الوالدين في أمور الحياة المختلفة، وشؤونهم الخاصة مثل القيام مع الأم بالأعمال المنزلية والتقليل من أعباء المنزل عليها، بالإضافة إلى الطهي بدالها في يوم من الأيام.

كما أنه يتوجب عليك مساعدة والدك في الأعمال خارج المنزل، ويمكن ذلك من خلال الذهاب معه إلى السوق وحمل الأشياء عنه، بالإضافة إلى الالتزام بمساندتك لوالدتك في حالة إذا أصبح ضرير فعليك بالذهاب معه في كل مكان، والمشي معه بشكل مستمر لعدم تعرضه إلى المخاطر والأضرار في طريقه.

بسبب التطورات الكبيرة للتكنولوجيا، فقد أصبح الكثير من الأبناء يلتفتون إليها وانشغالهم بها، والابتعاد عن الأمور التي من شأنها أن تقربهم من والديهم في الحياة، وبذكر هذا التطور، فقد نجد أنه هناك الكثير من الأجهزة والمنتجات الكهربائية المتطورة التي تساهم في التقليل من أعباء الحياة على الوالدين.

كما يفضل أنه في حالة إذا كان الابن ينشغل في حياته بشكل كبير وذلك بسبب دراسته أو عمله أو ما يقوم به في الحياة، فيتعين على الابن في هذه الحالة أن يحضر ممرضة أو شخص يلازم أهله في المنزل في وقت غيابه، وذلك من أجل تقديم الرعاية والاهتمام له بشكل مناسب من حيث الطعام والدواء والقيام بالأعمال المنزل، ورعايتهم بشكل عام، وذلك لأنه في أي وقت من الأوقات قد يتوفى الله الوالدين، وخاصة في حالة إذا كان الوالدان كبار في السن.

يجب مراعاة أن الوالدين كلما مر بهم العمر كلما أصبحوا أكثر عرضة إلى الإصابة بالأمراض المختلفة، وفي هذه الحالة يجب تقديم لهم كافة الرعاية الصحية والطبية، والعمل على توفير الأدوية المناسبة لهم، بالإضافة إلى الاهتمام بتقديم لهم نظام غذائي صحي متكامل، وذلك من أجل الحفاظ على صحتهم، حيث الإهمال بها يعد صورة من صور عقوق الوالدين.

أما في حالة إذا كان والديك متوفيين، ينبغي عليك في هذه الحالة التصدق عنهم، وقراءة القرآن الكريم بالإضافة إلى الدعاء المستمر في كل وقت وحين، ولا سيما الاهتمام بأقارب وأصدقاء الوالدين بعد الممات، والسؤال عنهم بشكل مستمر، وفي حالة إذا كانوا كبار في السن، فعليك الاهتمام بهم وتقديم كافة مظاهر الحب والخدمات وغيرها من الأمور الأخرى.

يجب العلم بشكل كبير أن خدمة الوالدين لا تقلل من قيمة الإنسان وإنما هي ترفع من قدره عند الله سبحانه وتعالى وأمام الناس أيضًا، فعادة ما يقال “من لم يكن لديه خير في أهله، فلا يكون لديه خير في أي شيء آخر” لذا من خلال موضوعنا اليوم، سوف نقدم لكم عدة أحاديث نبوية شريفة وذلك كما يلي:

  • جاء رجل اسمه جاهمة، فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: (يا رسولَ اللَّهِ إنِّي كنتُ أردتُ الجِهادَ معَكَ أبتغي بذلِكَ وجْهَ اللَّهِ والدَّارَ الآخرةَ، قالَ: ويحَكَ أحيَّةٌ أمُّكَ؟ قُلتُ: نعَم، قالَ: ارجَع فبِرَّها، ثمَّ أتيتُهُ منَ الجانبِ الآخَرِ، فقلتُ: يا رسولَ اللَّهِ إنِّي كنتُ أردتُ الجِهادَ معَكَ أبتغي بذلِكَ وجهَ اللَّهِ والدَّارَ الآخرَةَ، قالَ: وَيحَكَ أحيَّةٌ أمُّكَ؟ قلتُ: نعَم يا رسولَ اللَّهِ، قالَ: فارجِع إليْها فبِرَّها، ثمَّ أتيتُهُ من أمامِهِ، فقُلتُ: يا رسولَ اللَّهِ، إنِّي كنتُ أردتُ الجِهادَ معَكَ أبتغي بذلِكَ وجْهَ اللَّهِ والدَّارَ الآخرةَ، قالَ: ويحَكَ أحيَّةٌ أمُّكَ؟ قُلتُ: نعَم يا رَسولَ اللَّهِ، قالَ: ويحَكَ الزَم رِجلَها فثمَّ الجنَّةُ).[١٣]
  • سأل رجل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: (يا رَسولَ اللَّهِ، مَن أحَقُّ النَّاسِ بحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قالَ: أُمُّكَ قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أُمُّكَ قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أُمُّكَ قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أبُوكَ).[١٥]
  • وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “لا يجزي ولد والده إلا أن يجده مملوكا، فيشتريه فيعتقه»، وعن عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – قال: «سألت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقلت: يا رسول الله» «أي الأعمال أحب إلى الله؟، قال: «الصلاة على وقتها”، قلت: ثم أي؟ قال: “ثم بر الوالدين” قلت: ثم أي؟، قال: “الجهاد في سبيل الله».
  • وعن عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – قال: «قال رجل: يا رسول الله، إن لي أما وأبا، وأخا وأختا، وعما وعمة، وخالا وخالة، فأيهم أولى إلي بصلتي؟» فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “يد المعطي العليا، وابدأ بمن تعول، أمك وأباك، وأختك وأخاك، ثم أدناك أدناك».
  • وعن أبي عبد الرحمن السلمي قال: «كان فينا رجل لم تزل به أمه أن يتزوج، حتى تزوج، ثم أمرته أن يفارقها، فرحل إلى أبي الدرداء بالشام، فقال: إن أمي لم تزل بي حتى تزوجت، ثم أمرتني أن أفارق، قال: ما أنا بالذي آمرك أن تفارق، وما أنا بالذي آمرك أن تمسك، سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: “الوالد أوسط أبواب الجنة فإن شئت، فأضع ذلك الباب، أو احفظه قال: فرجع وقد فارقها».

اقرأ أيضًا: حديث شريف عن بر الوالدين

أضرار عقوق الوالدين

من ضمن تعرفنا اليوم حول حديث شريف عن عقوق الوالدين، نقدم لكم من خلال هذه الفقرة أهم الأضرار الناتجة عن عقوق الوالدين وذلك كما يلي:

  • توعد الله عز وجل بالذل إلى العاق لوالديه في الدنيا والآخر.
  • عدم القدرة على نطق الشهادتين عند الموت.
  • دعاء الوالدين مستجاب، فإذا دعا عليه بالسوء سوف يستجيب الله عز وجل.
  • الإصابة بالمصائب في الدنيا من جميع الجوانب المختلفة.
  • عقاب الله يسيطر على حياته.
  • يزيل الله النور والإيمان من وجه، ويصبح به الغضب.
  • داين تدان، بمعنى أنه سوف يحصل على نفس المعاملة من ابنائه في الكبر.
  • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “ثلاثة لا ينظر الله لهم يوم القيامة ولا يزكّيهم: العاقّ لوالديه، والمرأة المترجلة، والديّوث”، وفي هذا الحديث فإن الله لا ينظر لعاق والديه.
  • لا يقبل منه العمل الطبيب مهما فعل.
  • يؤخر الله عز وجل دخوله إلى الجنه.
  • يتلقى العذاب الشديد في القبر.

لا يمكن الاستهانة بعقوق الوالدين، حيث الله سبحانه وتعالى جعلها من الكبائر التي تعادل الشرك به، لذا يتوجب على الآباء بتعليم الأبناء أهمية وقيمة بر الوالدين منذ الصغر، بالإضافة إلى تعاليم وقواعد ومبادئ الدين بشكل صحيح.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.