خطبة مكتوبة مؤثرة عن بر الوالدين

خطبة مكتوبة مؤثرة عن بر الوالدين من أكثر الخطب التي يحب الكثير من المسلمين سماعها، وذلك ناتج عن حبهم لوالديهم، فمن منا لا يحب والديه ويبرهم، ويعد دين الإسلام من أكثر الأديان التي حثت على بر الوالدين، حيث هناك العديد من آيات القرآن الكريم والأحاديث الشريفة التي تحثنا على بر والدينا، ونحن الآن من خلال موقع زيادة سنعرض لكم خطبة مكتوبة مؤثرة عن بر الوالدين.

خطبة مكتوبة مؤثرة عن بر الوالدين

خطبة مكتوبة مؤثرة عن بر الوالدين من الخطب الذهبية، حيث يعد بر الوالدين من أساس عبادة الله سبحانه وتعالى، حيث إنه إن غضب الوالدين على الابن لا يدخل الجنة ولا يشفع له رسولنا الكريم (عليه أفضل الصلاة والسلام) يوم القيامة، وبالأخض رضا الأم فمن المهم على الأبناء أن ينالوا رضا أمهم حتى يسلموا في الدنيا والآخرة.

فقد أوصى رسولنا الكريم على ذلك الأمر من خلال حديثه الشريف عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (جاء رجل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟

 قال: (أمك) قال: ثم من؟

قال:(أمك)، قال: ثم من؟

قال: (أمك)، قال: ثم من؟

قال: (أبوك)، صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، متفقًا عليه.

بالإضافة إلى العديد من الآيات الكريمة التي ذكرت في القرآن الكريم سوف نذكرها لكم من خلال خطبة مكتوبة مؤثرة عن بر الوالدين الذي هو محور حديثنا.

اقرأ أيضًا: بر الوالدين في الاسلام

خطبة مؤثرة عن بر الوالدين

الصلاة والسلام على أفضل المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليمًا كبيرًا، والحمد لله حمدًا طيبًا كثيرًا مباركًا فيه تطيب به الحياة وتدوم به النعم إن شاء الله، يا رب اغفر لنا ذنوبنا ما تقدم منها وما تأخر إنك أنت الغفور الرحيم، يا رب اعفُ عنا إنك أنت العفو الكريم.

اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين يوم يقوم الحساب، يا رب ناولنا شفاعة نبيك محمد أشرف خلقك، أما بعد فسنتحدث اليوم في خطبتنا يا أحبائي عن أهمية بر الوالدين في ديننا الإسلامي دين الله ونبينا محمد.

فإن بر الوالدين من ضمن أسس دين الإسلام وعبادة الله الواحد الأحد، ومن ضمن شعائر الإسلام التي أمرنا بها الله سبحانه وتعالى هي بر الوالدين فهو واجب علينا، لأن للوالدين علينا حق، حيث أحب الأعمال إلى الله بر الوالدين والإحسان لهما بعد صلاة الفروض، وقد ثبت ذلك في حديث نبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام عن عبد الله بن مسعود قال سألت النبي: (أي العمل أحب إلى الله؟)

 قال: (الصلاة على وقتها)

قال: (ثم أي؟)

قال: (بر الوالدين).

حيث كان هناك رجل يريد أن يكون في الغزو للجهاد في سبيل الله مع الرسول (صلى الله عليه وسلم)، ولكن لم يوافق الرسول قبل أن يأذن له والديه.

كما حثنا الله على بر الوالدين من خلال العديد من الآيات الكريمة، ومن ضمن هذه الآيات قال الله تعالى:

 (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا)

[الإسراء: 23].

حيث حثنا الله في هذه الآية الكريمة على أنه لا نقول كلمة أف لوالدينا ولا نتحدث معهم بطريقة سيئة، وأن نحدثهم بطريقة مهذبة ونقول لهم أفضل الكلمات، بالإضافة غلى أن نرحمهم وندعو لهم كما يدعون لنا، فقد بذل الوالدين لنا الكثير من المجهود في توفير كل ما نحتاج إليه، وتعبوا في تربيتنا حتى يكون لدينا أخلاق كريمة ونحمل صفات نبيلة.

حيث نهانا الله عن الحديث معهم بصوت عالٍ، لأنه ليس من آداب التحدث مع الوالدين، فيجب علينا يا أحبائي الاقتداء بما أمرنا الله سبحانه وتعالى هو ورسوله الكريم، حتى يرزقنا الله جنة الفردوس الأعلى مع الأنبياء والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

اقرأ أيضًا: تفسير الآية الكريمة ” وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه ” وما هو فضل الوالدين علينا ؟

خطبة ثانية مؤثرة عن بر الوالدين 

الحمد لله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم نستغفره ونستعينه في قضاء حوائجنا، فهو المدبر ونحن لا نحسن التدبير، حسبي ربي لا إله إلا أنت عليك توكلت وأنت رب العرش العظيم، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن إن الله على كل شيئًا قدير، وصلِّ وسلم وبارك على محمد أشرف المرسلين.

أما بعد فنعلم جميعًا أن بر الوالدين من أوامر الله سبحانه وتعالى، وأن طاعة الله تكتمل في طاعة الوالدين والدعوة لهما إذا توفاهما الله، فيجب أن نعلم أنه كما نتعامل نحن مع والدينا سوف يتعامل أولادنا معنا، ليجازيك الله خيرًا عن طاعة وبر والديك، وإن أذيتهما فسوف يعاقبك الله بأذيتك من أولادك، فكلنا نعلم أنه كما تدينً تدان.

فهذه حكمة من عند الله سبحانه وتعالى، إن أطعنا والدينا فسوف يجازينا الله ببركة في حياتنا، فلهم حقًا علينا مثلما نحن حقًا عليهم، ورضا الأم من أهم أسباب طاعة الله، فالجنة تحت أقدام الأمهات، وقد أمرنا الله برضا الوالدين في العديد من الآيات الكريمة.

حيث قال الله تعالى:

(وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ۖ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ۖ وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ۚ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ۖ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ)

[الأحقاف: 15].

فمن أطاع والديه وأحسن إليهما وبرهما جزاه الله خيرًا في الدنيا والآخرة ورزقه بالكثير من النعم في الدنيا، حيث إن بر الوالدين أن ننفق عليهما إن احتاجوا شيئًا، فيجب علينا نحن الأبناء أن نبر والدينا وإن توفهما الله ندعو لهم بالرحمة والمغفرة، حتى يرزقنا الله بولدًا صالح يدعو لنا.

فيجب على المسلم أن يبقى عمره كله في رعاية والديه فهذا أفضل جهاد، حيث جعل الله بر الوالدين والإحسان إليهما أعظم الأعمال الصالحة، مما جعله الله تعالى في المرتبة الأولى لصلة الرحم، حيث أمرنا الله بصلة الأرحام وعدم المقاطعة، ومن أسوء الأعمال عند الله سبحانه وتعالى بعد الشرك والكفر هو عقوق الوالدين.

فيعد عقوق الوالدين من الذنوب الكبرى التي نهانا الله عنها، وهناك في سورة مريم آية تدل على أهمية بر الوالدين والإحسان إليهما، قال الله تعالى:

(قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا * وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا * وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا * وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا * ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ)، [سورة مريم، من الآية 30 إلى الآية 34].

في نهاية خطبتنا أقول أن خطبة بر الوالدين من أكثر الخطب أهمية فهي تعد من الخطب الذهبية المهمة التي يجب أن نفعل بها، فاستغفروا ربكم وبروا والديكم لتطيعوا الله ويبارك لكم في حياتكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

اقرأ أيضًا: بر الوالدين بعد الموت

من عرضنا لخطبة مكتوبة مؤثرة عن بر الوالدين، يجب علينا أن نقتدي بها حتى يرضى الله سبحانه وتعالى عنا ويبارك لنا في أولادنا وحياتنا.