قصة خيالية قصيرة عن القمر
قصة خيالية قصيرة عن القمر هي التي تحتوي على الكثير من العِبر لتسعد من يقرأها، فالقصص الخيالية ليست للأطفال فقط بل هي مناسبة للكبار أيضًا، فهي تعطي معنى حقيقي لحياتنا ونتعلم منها الكثير من العِبر، أما بالنسبة للأطفال فالقصص الخيالية تنمي مهاراتهم الفكرية والعقلية وتقوّم سلوكهم، أي أن القصص بالنسبة للأطفال لا تقتصر فائدتها على المساعدة في النوم سريعًا كما يعتقد الكثير، واليوم سنتحدث عن قصة بها الكثير من المواعظ من خلال موقع زيادة.
قصة خيالية قصيرة عن القمر
كثير من الأمهات والآباء يجهلون للأسف قيمة القصص الخيالية المختلفة في تربية الأولاد تربية سليمة ويظنون أهمية القصص الخيالية تكمن في أنها تُحكى لهم قبل النوم لتساعدهم على نوم هادئ سريع.
ذلك بالرغم من أنها تقوّم سلوكهم بطريقة غير مباشرة لأن معظم الأطفال يكرهون الطريقة المباشرة في الوعظ، فالقصة تعمل على جذب انتباه الطفل وتنمية المهارات الفكرية والعقلية لديه وتعديل السلوك من خلال اختيار قصة مناسبة تناسب عمر الطفل وما يحب ليلتفت إليها ويحبها ويفهم معناها.
الحكايات القصيرة عن القمر يحبها الأطفال كثيرًا فهي من القصص التي تنمي روح الخيال والإبداع في نفوس أطفالنا وتساعد في تخطي صعوبة التصور والتخيل، فمعظم الأطفال يواجهون مشكلة في التخيل لأن كل شيء موجود أمامهم مما يصعب قدرتهم الخيالية.
اقرأ أيضًا: قصة قوم عاد ودعوة سيدنا هود
سليم والقمر
يُحكى أنه في يوم من الأيام كان هناك طفل صغير يُدعى (سليم) لا يتجاوز عمره السادسة من عمره، كان طفل هادئ جميل ذو شعر أسود وبشرة بيضاء يحبه أهله وأصدقاءه والجميع، وكان يحب أن يخرج ويلعب مع أصحابه في الشارع، وكانت أمه تحدد له وقت العودة.
ذات يوم خرج الطفل سليم ليلعب مع صديقه ابن الجيران، أحب سليم اللعب فنسى الوقت الذي حددته أمه وتأخر كثيرًا حتى دخل الليل، لذلك غضبت الأم بشدة منه.
نادت الأم على طفلها ليدخل البيت وهي غاضبة جدًا بسبب تأخره الشديد، أجاب الطفل بسرعة على أمه وهو خائف وأخبرها أنه سيودع صديقه ويأتي، دخلت الأم إلى البيت وتركت الباب مفتوحًا حتى يستطيع أن يدخل دون إصدار صوت لأن أخته الصغيرة(تقى) نائمة.
أثناء عودة سليم إلى المنزل لفت نظره الضوء المنبعث من السماء، في البداية أندهش من جمال هذا الشيء الصغير المضيء ولكن سرعان ما تحولت ملامح الإعجاب والدهشة التي كانت تزين وجه سليم إلى علامات خوف عندما لاحظ أن هذا الشيء يلاحقه أينما ذهب، ففر سريعًا مهرولًا إلى البيت وصعد إلى غرفته.
نظر سليم من النافذة ليطمئن أن هذا الشيء المستدير الجميل والمخيف في الوقت نفسه قد اختفى، لكنه وجده مرة أخرى يلاحقه، مما جعل الخوف يزداد في داخلة وبكى كثيرًا مما جعل الأم تسرع
إليه وهي خائفة من أن يكون قد أصابه شيء سيء، وأخبرها سليم عن الشيء المستدير الذي يخيفه ويلاحقه من السماء، لم تستطع الأم أن تكبح ضحكتها فضحكت بشدة وقالت له تعالى لنستنشق بعض الهواء الطلق فوق السطح، كان سليم خائفًا في البداية لكن سرعان ما امتثل لكلام أمه.
صعد سليم مع أمه لاستنشاق بعض الهواء، وجد سليم الشيء المستدير فتخبى في أمه سريعًا أخرجته الأم وقالت له: إن هذا الشيء المستدير لا يُخيف بالمرة فهو جميل جدًا، سأحكي لك ما هو هذا الشيء، لكن لنجلس أولًا.
اقرأ أيضًا: قصة قصيرة خيالية للكبار
معلومات عن القمر
بدأت الأم في تعريف القمر إلى سليم قائلة: سليم يا ولدي، الله سبحانه وتعالى خلق لنا الكثير من النِّعم ومن هذه النِّعم التي لا حصر لها الشمس والقمر جعلهم الله عز وجل آيتين من آيات هذا الكون العظيم.
القمر يدور حول الأرض في مسار حدده الله له وكذلك الأرض تدور حول الشمس حددها الله لها، ونتيجة لهذا الدوران تعاقب الليل والنهار وهذه من معجزات الله ونعمه.
هذا التنوع والاختلاف بين الليل والنهار جعلنا نعمل بالنهار في نور الله ونرتاح في سكينة الليل، وقد جعل الله القمر من آيات الجمال في هذا الكون الكبير، وهذا القمر كالطفل يبدأ صغيرًا ثم يكبر ويكبر حتى يصبح بدرًا مكتملًا في منتصف الشهور القمرية.
كما أن القمر علامة من علامات نبوّة سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- حين أمره الله أن يشق القمر فانتشق القمر إلى نصفين، وقد كرمه الله عز وجل وأنزل صورة كاملة اسمها القمر ترتيبها في المصحف في الجزء السابع والعشرين وهي سورة مكية أي أنها نزلت على رسول الله –صلى الله عليه وسلم- في مكة المكرمة وعدد آياتها 55 آية.
بالحديث عن انشقاق القمر الذي أمر الله عز وجل رسوله سيدنا محمد –صلى الله عليه وسلم- كما قلت لك منذ قليل تبدأ هذه السورة به، فعندما شككوا الكفار في نبوّة سيدنا محمد وسألوه أن يريهم آية ومعجزة إذا كان فعلًا رسول الله فأمره الله عز وجل بأن يشق القمر فأراهم رسول الله-صلى الله عليه وسلم- انشقاق القمر ولكن الكفار كذبوه أعرضوا عنه وقالوا إن هذا سحر وإن محمد ساحر.
فأنزل الله سبحانه وتعالى في كتابه الحكيم سورة باسم القمر حيث قال تعالى (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ (1))
كان سليم في هذا الوقت يجلس بالقرب من أمه ويستمع لها بحرص فقد جذبه القمر بجمال منظره وضوئه، وفهم أنه كان يخاف من شيء جميل لأنه تسرع في الحُكم.
سرح سليم في السماء فمسحت أمه على ظهره وسألته: هل أنت سعيد بعد أن عرفت حكاية القمر المستدير؟
بدا على سليم السرور: وقال إنه يتمنى لو يستطيع لمس القمر بيديه، وطلب من أمه أن تحكي له أكثر عن القمر.
الأم تعدد صفات القمر
أكملت الأم حديثها عن القمر وقالت: القمر أصغر من الأرض والشمس، وهو جسم مُعتم ومُظلم لكنه يستمد ضوئه من الشمس لكي يقدر على أن يُنير لنا الحياة ليلًا بعد غروب الشمس.
فهو قمر مجتهد ونشيط مثلك يا سليم الصغير يقوم بعمله بجد دون ملل أو كلل.
فرح سليم كثيرًا أن أمه شبهته بالقمر النشيط الجميل.
سمعت الأم صوت صراخ (تُقى) بعد أن استيقظت من النوم، فنزلت لها سريعًا تاركة سليم سارحًا في القمر الجميل.
قال سليم ببراءة الأطفال: كم أنت جميل أيها القمر! كم أتمنى أن أستطيع لمسك والاقتراب منك أكثر!
اقرأ أيضًا: قصة ليلى والذئب
القمر يصادق سليم
وبعد أن أنهى سليم جملته تفاجئ أن القمر أرسل له شعاع من نوره إلى سطح المنزل، وقال له القمر: امسك بالشعاع بيديك الصغيرتين وتعالى لنجلس معًا قليلًا فأنا أريد أن أكون صديقك.
فرح سليم جدًا وأمسك بالشعاع بسرعة وتسلق حتى وصل إلى سطح القمر، قدّم له القمر بعض الحلوى اللذيذة التي يحبها سليم كثيرًا.
سأله سليم: كيف عرفت حلوتي المفضلة؟ ردّ القمر: لقد كنت أراقبك منذ زمن وكنت أريد أن نصبح أصدقاء فأنت ولد مهذب وهادئ ونشيط.
سأله سليم: هل سمعت كلام أمي عنك؟، ضحك القمر وقال: أجل سمعت كل شيء وفرحت كثيرًا بكلامها.
ظل سليم يلعب ويضحك مع القمر ويتبادلون الحديث لبعض الوقت، ثم قال القمر: حان وقت العودة إلى منزلك يا بطل، لكي تنام وتذهب إلى مدرستك بنشاط.
حزن سليم كثيرًا فهو يريد أن يبقى مع القمر لوقت أكثر ولا يريد أن يعود ويتركه، فخطرت في بال سليم فكرة، وقال للقمر: إذا كنت تريد أن أتركك وأعود إلى المنزل أعطني قطعة منك لتكون معي دائمًا.
ضحك القمر على براءة سليم الصغير وقال له: لا أستطيع أن أعطيك قطعة مني، ولكن إذا كنت تريد أن تتذكرني دومًا يمكنك أن تحتفظ بي كلّي لا جزء مني بسيط داخل غرفتك.
شعر سليم بالفرح كثيرًا وقال: كيف يمكن ذلك؟ هل ستترك السماء وتأتي لتعيش في منزلنا؟، ضحك القمر ضحكة كبيرة وقال له: لا أستطيع ذلك، ولكن سنفعل شيء جديد، الآن أنت رأيتني عن قرب تستطيع أن ترسم صورة لي واضحة، قُم برسمي الآن وعلّق الصورة في غرفتك الجميلة داخل غرفتك حتى تستطيع أن تراني في أي وقت.
أوصل القمر سليم إلى سطح منزله مرة أخرى، وشكره على هذه الرحلة الجميلة، وفي الصبّاح أخذ سليم الرسمة إلى المدرسة ليحكي القصة على جميع أصحابه.
اقرأ أيضًا: قصة خيالية عن الفضاء
من المواعظ المستخلصة من قصة خيالية قصيرة عن القمر
وراء كل قصة مجموعة من المواعظ والعِبر التي تعطي للقصة أهمية وتزيد من تشويق القصة، فمن خلال قصة خيالية قصيرة عن القمر يمكننا استخلاص هذه العِبر:
- يجب تقوية الروابط بين الأسرة خاصة بين الأم وأبنائها.
- يجب معرفة ما هي الأشياء التي تخيف أطفالنا والتحدث معهم بطريقة تثير انتباههم للموضوع.
- استخدام طريقة سهلة وبسيطة يسهل على الأطفال فهمها.
- تشجيع الأطفال أثناء القصة والثناء عليهم، كما فعت الأم عندما قالت (فهو قمر مجتهد ونشيط مثلك يا سليم الصغير يقوم بعمله بجد دون ملل أو كلل)، مما جعل الطفل يشعر بالفرح الشديد وحرص على الاستماع لباقي الكلمة.
- ربط الخيال بالواقع.
- التشجيع على الإبداع.
- توسيع مفرداتهم وثقافتهم.
- عدم الحكم على أحد أو الخوف من أشياء لا نعلم عنها شيء.
من المعروف للجميع أن قصص الخيال القصيرة المرتبطة بأشياء يحبه الأطفال مثل القمر كلها تفرح القلب والعقل لكل من الأطفال والكبار، حيث تٌنير فكرهم، فهي من الوسائل الناجحة لتوصيل أي معلومة للأطفال وغرس قيم أخلاقية في نفوسهم كما رأينا في قصة خيالية قصيرة عن القمر.