قصيدة حزينة عن الرسول مكتوبة
قصيدة حزينة عن الرسول مكتوبة من شأنها أن تعرفنا على مدى حب الصحابة لرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، فهو خاتم الأنبياء والمرسلين، والذي عاصر الكثير من الأحداث الحزينة في حياته، كذلك حال وفاته كانت الصحابة تبكي دمًا وليس دمعًا لفراقه.
لذا ومن خلال موقع زيادة دعونا نقدم لكم أجمل قصائد حزينة عن رسولنا الكريم.
قصيدة حزينة عن الرسول مكتوبة
رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، خاتم الأنبياء والمرسلين، والذي اقترن اسمه باسم المولى عز وجل، ففي كل يوم من خلال الأذان نسمع قول لا إله إلا الله، محمد رسول الله، فهو نور الأرض، حيث ولد الهدى فالكائنات ضياء.
من منا لا يقشعر بدنه حين يسمع إحدى قصص الرسول، سواء عن علاقته بزوجاته أو أبنائه أو الصحابة وغيرهم ممن أحاطوا به، حيث نشعر برغبة جامحة في العودة إلى تلك الأيام، حتى نرى رسولنا الكريم صلوات ربي وسلامه عليه، الذي من فرط حب أصحابه له، شرعوا في كتابة قصيدة حزينة عن الرسول مكتوبة.
فها هي قصيدة (يا آلَ بَيتِ رَسولِ اللَهِ حُبَّكُمُ)، والتي كتبها الشافعي، أحد الأئمة الرواة لأحاديث الرسول الكريم، فلم يكن يفارقه إلا قليلًا، مما دفعه لإطلاق تلك الأبيات المؤلمة.
يا آلَ بَيتِ رَسولِ اللَهِ حُبَّكُمُ *** فَرضٌ مِنَ اللَهِ في القُرآنِ أَنزَلَهُ
يَكفيكُمُ مِن عَظيمِ الفَخرِ أَنَّكُمُ *** مَن لَم يُصَلِّ عَلَيكُم لا صَلاةَ لَهُ
إِذا نَحنُ فَضَّلنا عَلِيّاً فَإِنَّنا *** روافِضُ بِالتَفضيلِ عِندَ ذَوي الجَهلِ
وَفَضلُ أَبي بَكرٍ إِذا ما ذَكَرتُهُ *** رُميتُ بِنَصبِ عِندَ ذِكري لِلفَضلِ
فَلا زِلتُ ذا رَفضٍ وَنَصبِ كِلاهُما *** بِحِبَّيهِما حَتّى أُوَسَّدَ في الرَملِ
إِنَّ المُلوكَ بَلاءٌ حَيثُما حَلّوا *** فَلا يَكُن لَكَ في أَبوابِهِم ظِلُّ
ماذا تُؤَمِّلُ مِن قَومٍ إِذا غَضِبوا *** جاروا عَلَيكَ وَإِن أَرضَيتَهُم مَلّوا
فَاِستَغنِ بِاللَهِ عَن أَبوابِهِم كَرَما *** إِنَّ الوقوفَ عَلى أَبوابِهِم ذُلُّ
لا يُدرِكُ الحِكمَةَ مَن عُمرُهُ *** يَكدَحُ في مَصلَحَةِ الأَهلِ
وَلا يَنالُ العِلمَ إِلّا فَتىً *** خالٍ مِنَ الأَفكارِ وَالشُغلِ
لَو أَنَّ لُقمانَ الحَكيمَ الَّذي *** سارَت بِهِ الرُكبانُ بِالفَضلِ
بُلي بِفَقرٍ وَعِيالٍ لَما *** فَرَّقَ بَينَ التِبنِ وَالبَقلِ
اقرأ أيضًا: من هو أمير الشعراء
رثاء عن رسول الله
حسان بن ثابت وهو حبر الأمة وصاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذي كان على أهبة الاستعداد لفداء الرسول بروحه ودمه، فهو من الصحابة الأبرار الذين عاصروا معه فترات انتشار الإسلام والغزوات، وكل ما تعرض له من أجل أن ينتشر ديننا الحنيف ويصل إلينا من غير مجهود منها.
فمن منا يستطيع أن يصف حجم المعاناة التي عاشها نبينا الكريم حتى تصل إلينا دعوته، الأمر الذي دفع الصحابة لرثاء الرسول عقب وفاته، حيث قال عنه حبر الأمة ما يلي من أبيات شعر قصيدة حزينة عن الرسول مكتوبة، تسمى (بطيبة رسم للرسول ومعهد).
بَطَيبَةَ رَسمٌ لِلرَسولِ وَمَعهَدُ *** مُنيرٌ وَقَد تَعفو الرُسومُ وَتَهمَدِ
وَلا تَمتَحي الآياتُ مِن دارِ حُرمَةٍ *** بِها مِنبَرُ الهادي الَذي كانَ يَصعَدُ
وَواضِحُ آثارٍ وَباقي مَعالِمٍ *** وَرَبعٌ لَهُ فيهِ مُصَلّى وَمَسجِدُ
بِها حُجُراتٌ كانَ يَنزِلُ وَسطَها *** مِنَ اللَهِ نورٌ يُستَضاءُ وَيوقَدُ
مَعارِفُ لَم تُطمَس عَلى العَهدِ آيُها *** أَتاها البِلى فَالآيُ مِنها تُجَدَّدُ
عَرِفتُ بِها رَسمَ الرَسولِ وَعَهدَهُ *** وَقَبراً بِها واراهُ في التُربِ مُلحِدُ
ظَلَلتُ بِها أَبكي الرَسولِ فَأَسعَدَت *** عُيونٌ وَمِثلاها مِنَ الجِنِّ تُسعَدُ
يُذَكِّرنَ آلاءَ الرَسولِ وَما أَرى *** لَها مُحصِياً نَفسي فَنَفسي تَبَلَّدُ
مُفَجَّعَةً قَد شَفَّها فَقدُ أَحمَدٍ *** فَظَلَّت لِآلاءِ الرَسولِ تُعَدِّدُ
وَما بَلَغَت مِن كُلِّ أَمرٍ عَشيرَهُ *** وَلَكِن لِنَفسي بَعدُ ما قَد تَوَجَّدُ
أَطالَت وُقوفاً تَذرِفُ العَينُ جُهدَها *** عَلى طَلَلِ القَبرِ الَذي فيهِ أَحمَدُ
فَبورِكتَ يا قَبرَ الرَسولِ وَبورِكَت *** بِلادٌ ثَوى فيها الرَشيدُ المُسَدَّدُ
وَبورِكَ لَحدٌ مِنكَ ضُمِّنَ طَيِّباً *** عَلَيهِ بِناءٌ مِن صَفيحٍ مُنَضَّدُ
تَهيلُ عَلَيهِ التُربَ أَيدٍ وَأَعيُنٌ *** عَلَيهِ وَقَد غارَت بِذَلِكَ أَسعُدُ
لَقَد غَيَّبوا حِلماً وَعِلماً وَرَحمَةً *** عَشِيَّةَ عَلَّوهُ الثَرى لا يُوَسَّدُ
قصيدة مؤلمة عن رسول الله
لم يكن حب رسول الله صلى الله عليه وسلم في قلوب الصحابة فقط، فكل من يقرأ في السيرة الذاتية الخاصة برسول الله صلى الله عليه وسلم يقع في عشقه، كونه الصادق الأمين، والذي لم يتكبر أو يتعامل مع أي من الطبقات بتعنت.
فها هو شاعر العصر الأيوبي اللواح، كتب أجمل قصيدة حزينة عن الرسول مكتوبة، والتي تحمل بين طياتها الكثير من المعاني الطيبة التي تأسر القلوب، حيث حملت اسم (يا رسول الله هذي أجملي).
فأبيات شعر تلك القصيدة من شأنها أن تخبرنا أن حب رسول الله صلى الله عليه وسلم مقترن بقلوبنا منذ الولادة على الفطرة الإسلامية، وكأن الله اختصه بذلك من بين البشر أجمعين، لذا أترككم مع أجل أبيات قصيدة حزينة عن الرسول مكتوبة، والتي تتمثل فيما يلي:
يا رسول اللَه هذي أجملي لا *** عقلت عند حماك المعقل
يا رسول اللَه كم كلفتها *** لك تطوي مجهلاً في مجهل
يا رسول اللَه كم أودعتها *** وهي سر قلب ليلٍ أليل
يا رسول اللَه كم صيرتها *** سفناً تجري ببحر العسقل
يا رسول اللَه كم أوردتها *** منهلاً مراً لعذب المنهل
يا رسول اللَه كم قد واصلت *** غدواتٍ وضحى بالأصل
يا رسول اللَه كانت لدنة *** فغدت مثل الشنان الفحل
يا رسول اللَه لما سمعت *** فيك مدحي مرحت محرت بي تعتلي
يا رسول اللَه لما بركت *** بعد أينٍ لك حسبي تجتلي
يا رسول اللَه سارت مرحاً *** ووأنيخت وهي خوص المقل
يا رسول اللَه حبي قائدي *** لك والسائق حسن الأمل
يا رسول اللَه يا مزمل *** حبذا من مصطفى مزمل
يا رسول اللَه يا مولى الورى *** خير حاف كان أو منتعل
قصيدة موجعة عن فراق رسول الله
فراق رسول الله صلى الله عليه وسلم من أكثر الأشياء التي خلفت الحزن البالغ في نفوس الصحابة، فمن غيره خير صديق، ومعين على نواكب الحياة، فتلك القصيدة التي سنتعرف عليها سويًا من كتابة الصحابي الجليل كعب بن مالك.
ذلك الصحابي الذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم على خلاف معه في يوم من الأيام جراء تخلفه عن غزوة من غزوات الرسول، حتى نزلت فيه آية من آيات القرآن الكريم، والتي أشارت إلى أن الله جل في علاه قد عفا عنه، لكثرة حزنه على ما ارتكب.
فقد كان يحب الرسول حبًا جمًا، لا يمكن وصفه، ولا يمكن أن نجده في عصرنا هذا، فمن منا الآن لديه صديق يخشى من حزنه، ويتألم ويأن قلبه جراء إصابته بأي من المشكلات أو العواقب، فحب الصحابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، لا يمكن أن تصفه الكلمات.
فبالنظر على أبيات قصيدة (يا عيني فابكي بدمع ذري) نجد أنها قصيدة حزينة عن الرسول مكتوبة، من شأنها أن تدمي قلوبنا بالحزن كوننا لم نرى رسولنا الكريم على الرغم من صدق محبتنا له، لذا أترككم مع القصيدة الجميلة التي كتبها واحد من الصحابة الكرام، رضوان الله عليهم أجمعين.
يا عَيْني فَابكي بدَمْعٍ ذَرَى *** لِخَيْرِ البَريَّةِ والمُصْطَفَى
وبَكِّي الرَّسُولَ وحُقَّ البكاءُ *** عَلَيْهِ لَدَى الحَرْبِ عِنْدَ اللِّقا
على خَيْرِ مَنْ حَمَلَتْ نَاقَةٌ *** وأَتْقَى البَرِيَّةِ عِنْدَ التُّقَى
على سَيٍّدٍ ماجدٍ جَحْفَلٍ *** وَخَيْرِ الأَنَامِ وخَيْرِ اللُّها
لَهُ حَسَبٌ فوقَ كُلِّ الأَنا *** مِ مِنْ هاشمٍ ذلِكَ المُرْتَجَى
نُخْصُّ بما كَانَ مِنْ فَضْلِهِ *** وَكَانَ سِرَاجاً لَنَا فِي الدُّجَى
وكانَ بَشِيراً لَنَا مُنْذِراً *** وَنُوراً لَنَا ضَوْؤُهُ قَدْ أَضَا
فأنْقَذَنا اللهُ في نُورِهِ *** وَنَجَّى بِرَحْمَتِهِ مِنْ لَظَى
اقرأ أيضًا: اجمل ما قيل عن القدس
رثاء حزين على فراق الرسول
من منا لا يعرف قصة الفداء المتعلقة بعلي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه، وهو ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، حين نام في مضجع النبي الأمي، حين همت قبائل الكفار بتدبير المكيدة للرسول بهدف القتل.
لم يخشى على عمره أو يخاف أو يقول إنني ما زلت صغيرًا في السن، لماذا أعرض نفسي للخطر، بل قال فداك يا رسول الله، فقد قدم روحه إلى نبي الله بهدف إنقاذه، حتى أنقذه الله بتدبيره من فوق سبع سماوات.
فعلي بن أبي طالب كان يهيم عشقًا برسول الله، مما كان سببًا في حزنه الشديد حيال خبر وفاته، فما كان منه إلا أن كتب في ذلك أجمل قصيدة حزينة عن الرسول مكتوبة، والتي تتمثل فيما يلي:
أَلا يا رَسولَ اللَهِ كُنتَ رَجائيا *** وَكُنتَ بِنا بَرّاً وَلَم تَكُ جافيا
كَأَنَّ عَلى قَلبي لِذِكرِ مُحَمَّدٍ *** وَما جاءَ مِن بَعدِ النَبِيِّ المَكاويا
أَفاطِمَ صَلَّى اللَهُ رَبُّ مُحَمَّدٍ *** عَلى جَدَثٍ أَمسى بِيَثرِبَ ثاويا
فَدىً لِرَسولِ اللَهِ أُمي وَخالَتي *** وَعَمّي وَزَوجي ثُمَّ نَفسي وَخاليا
فَلَو أَنَّ رَبَّ العَرشِ أَبقاكَ بَينَنا *** سَعِدنا وَلَكِن أَمرُهُ كانَ ماضيا
عَلَيكَ مِنَ اللَهِ السَلامَ تَحيَةً *** وَأُدخِلتَ جَناتٍ مِنَ العَدنِ راضيا
وَمُحتَرِسٍ مِن نَفسِهِ خَوف ذِلَّةٍ *** تَكونُ عَلَيهِ حُجَّةٌ هِيَ ماهِيَا
فَقَلَّصَ بَردَيهِ وَأَفضى بِقلبِهِ *** إِلى البِرِّ وَالتَقوى فَنالَ الأَمانيا
وَجانِبَ أَسبابَ السَفاهَةِ وَالخَنا *** عَفافاً وَتَنزيهاً فَأَصبِح عاليا
وَصانَ عِن الفَحشاءِ نَفساً كَريمَةً *** أَبَت هِمَّةً إِلا العُلى وَالمَعالِيَا
تَراهُ إِذا ما طاشَ ذو الجَهلِ وَالصِبى *** حَليماً وَقوراً صائِنَ النَفسِ هاديا
لَهُ حِلمُ كَهلٍ في صَرامَةِ حازِمٍ *** وَفي العَينِ إِن أَبصَرَت أَبصَرَت ساهيا
يَروقُ صَفاءَ الماءِ مِنهُ بِوَجهِهِ *** فَأَصبَحَ مِنهُ الماءُ في الوَجهِ صافيا.
قصيدة عن حال المسلمين بعد وفاة الرسول
على الرغم من أن المسلمين في رباط إلى يوم القيامة بأمر الله عز وجل، إلا أنه ظهرت الكثير من المفاسد التي أدت إلى ارتكاب الذنوب بعد أن رحل عنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكنه حشاه أن يرحل من قلوبنا.
فهو الإنسان الوحيد الذي زرع الله محبته في القلوب دون أن نراه، فماذا لو رأيناه، إننا نهيم برسولنا حبًا على الرغم من كوننا لا نلتزم بتعاليمه الجليلة التي تركها لنا، ويجب أنى نسير على خطاها.
فها هي قصيدة (ابن المقري) شاعر العصر المملوكي، والتي تعتبر
قصيدة حزينة عن الرسول مكتوبة، والتي تحمل الكثير من المعاني التي نستشعرها من الأبيات التي تتمثل فيما يلي:
ألا يا رسول الله غارة ثائر *** غيور على حرماته والشعائر
يحاط بها الإِسلام ممن يكيده *** ويرميه من تلبيسه بالفواقر
فقد حدثت في المسلمين حوادث *** كبار المعاصي عندها كالصغائر
حوتهن كتب حارب الله ربها *** وغر بها من غر بين الحواضر
تجاسر فيها ابن العريبي واجترى *** على الله فيما قال كل التجاسر
فقال بأن الرب والعبد واحد *** فربي مربوبي بغير تغاير
وأنكر تكليفا إذ العبد عنده *** إله وعبد فهو إنكار جائر
وخطأ إلا من يرى الخلق صورة *** هويته لله عند التناظر
وقال يحل الحق في كل صورة *** تجلى عليها فهي إحدى المظاهر
وأنكر أن الله يغنى عن الورى *** ويعنوه عنه لاستواء المقادر
كما ظل في التهليل يهزا بنفيه *** واثباته مستجهلا للمغاير
فقال الذي ينفيه عين الذي أنا *** به مثبتا لا غير عند التحازر
فأفسد معنى ما به الناس أسلموا *** وألغاه ألغا بينات التهاتر
فسبحان رب العرش عما يقوله *** أعاديه من أمثال هذي الكبائر
وقال عذاب الله عذب وربنا *** ينعم في نيرانه كل فاجر
اقرأ أيضًا: شعر حسان بن ثابت في مولد الرسول
قصيدة ألم عن رسول الله
ما زلنا بصدد أجمل قصة صداقة بين رجلين من أعظم رجال الكون بأكمله، فرسول الله صلوات ربي وسلامه عليه، وحسان بن ثابت، رضوان الله عليه، من أجل قصص الصداقة التي يجب أن نتعلم منها كيف تكون الصداقة الحقيقية.
حيث لم يكتفي حبر الأمة بإلقاء قصيدة شعرية واحدة عن رسول الله حال وفاته ومضى في طريقه لنشر الدعوة، بل ظل يكتب الكثير من القصائد على غرار قصيدة حزينة عن الرسول مكتوبة، فها نحن بصدد قصيدة أخرى من قصائده، والتي تسمى (ما بال عيني لا تنام).
ما بالُ عَيني لا تَنامُ كَأَنَّما *** كُحِلَت مَآقيها بِكُحلِ الأَرمَدِ
جَزَعاً عَلى المَهدِيِّ أَصبَحَ ثاوِياً *** يا خَيرَ مَن وَطِئَ الحَصى لا تَبعُدِ
جَنبي يَقيكَ التُربَ لَهفي لَيتَني *** غُيِّبتُ قَبلَكَ في بَقيعِ الغَرقَدِ
أَأُقيمُ بَعدَكَ بِالمَدينَةِ بَينَهُم *** يا لَهفَ نَفسي لَيتَني لَم أولَدِ
بِأَبي وَأُمّي مَن شَهِدتُ وَفاتَهُ *** في يَومِ الاِثنَينِ النَبِيُّ المُهتَدي
فَظَلِلتُ بَعدَ وَفاتِهِ مُتَلَدِّداً *** يا لَيتَني أُسقيتُ سَمَّ الأَسوَدِ
أَو حَلَّ أَمرُ اللَهِ فينا عاجِلاً *** مِن يَومِنا في رَوحَةٍ أَو في غَدِ
فَتَقومُ ساعَتُنا فَنَلقى طَيِّباً *** مَخصاً ضَرائِبُهُ كَريمَ المَحتِدِ
يا بِكرَ آمِنَةَ المُبارَكَ ذِكرُهُ *** وَلَدَتكَ مُحصَنَةٌ بِسَعدِ الأَسعَدِ
نوراً أَضاءَ عَلى البَرِيَّةِ كُلِّها *** مَن يُهدَ لِلنورِ المُبارَكِ يَهتَدِ
يا رَبِّ فَاِجمَعنا مَعاً وَنَبِيَّنا *** في جَنَّةٍ تُنبي عُيونَ الحُسَّدِ
في جَنَّةِ الفِردَوسِ وَاِكتُبها لَنا *** يا ذا الجَلالِ وَذا العُلا وَالسُؤدُدِ
وَاللَهِ أَسمَعُ ما حَيِيتُ بِهالِكٍ *** إِلّا بَكَيتُ عَلى النَبِيِّ مُحَمَّدِ
يا وَيحَ أَنصارِ النَبِيِّ وَرَهطِهِ *** بَعدَ المُغَيَّبِ في سَواءِ المُلحَدِ
ضاقَت بِالاَنصارِ البِلادُ فَأَصبَحوا *** سوداً وُجوهُهُمُ كَلَونِ الإِثمِدِ
وَلَقَد وَلَدناهُ وَفينا قَبرُهُ *** وَفُضولَ نِعمَتِهِ بِنا لَم نَجحَدِ
وَاللَهُ أَكرَمَنا بِهِ وَهَدى بِهِ *** أَنصارَهُ في كُلِّ ساعَةِ مَشهَدِ
رثاء الأعشي لرسول الله
رسولنا الكريم لم يتوانى أبدًا في بذل روحه فداء نشر الدعوة، فقد تلقى من الألم والتعذيب ما لا يتحمله بشر، ولم يأن أو يشكو، بل كان صامدًا، حتى انتشر الدين الإسلامي في العالم أجمع، وهو ما دفع الأعشي لرثاء رسول الله من خلال قصيدة حزينة عن الرسول مكتوبة.
حيث رثى فيها فراقه، كما ذكر حال المسلمين من بعده، مشيرًا إلى أنه يستنكر فعلاتهم، فكيف كان رسول الله يتلقى كل هذا العذاب، ويتعرض إلى كل تلك السبل التي من شأنها أن تودي بحياته، وكان يتحملها من أجل الدعوة، ثم تأتي أمة تعصي الله وتتبع الشهوات.
فإليكم الأبيات التي توضح ما نشير من قصيدة (ألم تغتمض):
أَلَم تَغتَمِض عَيناكَ لَيلَةَ أَرمَدا *** وَعادَكَ ما عادَ السَليمَ المُسَهَّدا
وَما ذاكَ مِن عِشقِ النِساءِ وَإِنَّما *** تَناسَيتَ قَبلَ اليَومَ خُلَّةَ مَهدَدا
وَلَكِن أَرى الدَهرَ الَّذي هُوَ خاتِرٌ *** إِذا أَصلَحَت كَفّايَ عادَ فَأَفسَدا
شَبابٌ وَشَيبٌ وَاِفتِقارٌ وَثَروَةٌ *** فَلِلَّهِ هَذا الدَهرُ كَيفَ تَرَدَّدا
وَما زِلتُ أَبغي المالَ مُذ أَنا يافِعٌ *** وَليداً وَكَهلاً حينَ شِبتُ وَأَمرَدا
وَأَبتَذِلُ العيسَ المَراقيلَ تَغتَلي *** مَسافَةَ ما بَينَ النَجيرِ فَصَرخَدا
فَإِن تَسأَلي عَنّي فَيا رُبَّ سائِلٍ *** حَفِيٍّ عَنِ الأَعشى بِهِ حَيثُ أَصعَدا
أَلا أَيُّهَذا السائِلي أَينَ يَمَّمَت *** فَإِنَّ لَها في أَهلِ يَثرِبَ مَوعِدا
فَأَمّا إِذا ما أَدلَجَت فَتَرى لَها *** رَقيبَينِ جَدياً لا يَغيبُ وَفَرقَدا
وَفيها إِذا ما هَجَّرَت عَجرَفِيَّةٌ *** إِذا خِلتَ حِرباءَ الظَهيرَةِ أَصيَدا
أَجَدَّت بِرِجلَيها نَجاءً وَراجَعَت *** يَداها خِنافاً لَيِّناً غَيرَ أَحرَدا
فَآلَيتُ لا أَرثي لَها مِن كَلالَةٍ *** وَلا مِن حَفىً حَتّى تَزورَ مُحَمَّدا
مَتى ما تُناخي عِندَ بابِ اِبنِ هاشِمٍ *** تُريحي وَتَلقَي مِن فَواضِلِهِ يَدا
نَبِيٌّ يَرى ما لا تَرَونَ وَذِكرُهُ *** أَغارَ لَعَمري في البِلادِ وَأَنجَدا
اقرأ أيضًا: قصيدة عن الرسول للإذاعة المدرسية
قصيدة حسان بن ثابت لرثاء رسول الله
من عظم حزن حسان بن ثابت فقد كان يشفق على عينيه كونها تبكي كثيرًا على فراق من كان له كل البشر، فمن خلال تلك القصيدة نرى الحزن وهو يفتك بقلب الصاحب الحقيقي الذي لا يمكنه البوح بما يشعر إلا من خلال قصيدة حزينة عن الرسول مكتوبة التي كتبها وتخبرنا بمدى أسفه على الفراق.
فقصيدة (ياعين جودي) من القصائد التي تحدث فيها حسان بن ثابت مع عينيه حيث حثها على فرط البكاء، حتى يستطيع إفراغ شحنة الحزن التي يشعر بها بدلًا من الكتمان، لذا أترككم مع أبيات القصيدة التي لا توجد كلمات يمكنها أن تصف روعتها.
يا عَينُ جودي بِدَمعٍ مِنكِ أَسبالِ *** وَلا تَمَلِّنَّ مِن سَحٍّ وَإِعوالِ
لا تَعِدانِيَ بَعدَ اليَومِ دَمعَكُما *** إِنّي مُصابٌ وَإِنّي لَستُ بِالسالي
فَإِنَّ مَنعَكُما مِن بَعدِ بَذلِكُما *** إِيّايَ مِثلُ الَّذي قَد غُرَّ بِالآلِ
لَكِن أَفيضا عَلى صَدري بِأَربَعَةٍ *** إِنَّ الجَوانِحَ فيها هاجِسٌ صالِ
سَحَّ الشَعيبِ وَماءِ الغَربِ يَمنَحُهُ *** ساقٍ يُحَمَّلُهُ ساقٍ بِإِزلالِ
عَلى رَسولٍ لَنا مَحضٍ مَشارِبُهُ *** سَمحِ الخَليقَةِ عَفٍّ غَيرِ مِجهالِ
حامي الحَقيقَةِ نَسّالِ الوَديقَةِ فَك *** كاكِ العُناةِ كَريمٍ ماجِدٍ عالي
كَسّابِ مَكرُمَةٍ مِطعامِ مَسغَبَةٍ *** وَهّابِ عيدِيَةٍ وَجَناءَ شِملالِ
عَفٍّ مَكاسِبُهُ جَزلٍ مَواهِبُهُ *** خَيرِ البَرِيَّةِ سَمحٍ غَيرِ نَكّالِ
واري الزِنادِ وَقَوّادِ الجِيادِ إِلى *** يَومِ الطِرادِ إِذا شُبَّت بِأَجذالِ
وَلا أُزَكّي عَلى الرَحمَنِ ذا بَشَرٍ *** لَكِنَّ عِلمَكَ عِندَ الواحِدِ العالي
أَنّى أَرى الدَهرَ وَالأَيّامَ تَفجَعُني *** بِالصالِحينَ وَأَبقى ناعِمَ البالِ
يا عَينُ فَاِبكي رَسولَ اللَهِ إِذ ذُكِرَت *** ذاتُ الإِلَهِ فَنِعمَ القائِمُ الوالي
قصيدة عن فراق نبي الله خاتم المرسلين
ما زلنا بصدد أجمل قصيدة حزينة عن الرسول مكتوبة بيد حسان بن ثابت، فكما ذكرنا من قبل أنه من عظم حبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتوانى في كتابة الكثير من القصائد التي من شأنها أن تخبرنا عن مدى حبه وتأثره بذلك الفراق الذي ألم قلبه.
فالقصيدة التالية بعنوان (نب المساكين)، والتي كتبها ليرثي فيها حبيبنا المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه، ويخبر الأمة بزوال الخير مع وفاته، فهو كان كل الخير، ولن تشهد الأرض مثله ما حيينا.
فتلك القصيدة من شأنها أن تدمع العين، كونها تعبر عن حزن بالغ، وكتمان جرح اشتد ألمه من فراق الصاحب والأخ والأب والقدوة الحسنة.
نَبِّ المَساكينَ أَنَّ الخَيرَ فارَقَهُم *** مَعَ الرَسولِ تَوَلّى عَنهُمُ سَحَرا
مَن ذا الَّذي عِندَهُ رَحلي وَراحِلَتي *** وَرِزقُ أَهلي إِذا لَم يُؤنِسوا المَطَرا
ذاكَ الَّذي لَيسَ يَخشاهُ مُجالِسُهُ *** إِذا الجَليسُ سَطا في القَولِ أَو عَثَرا
كانَ الضِياءَ وَكانَ النورَ نَتبَعُهُ *** وَكانَ بَعدَ الإِلَهِ السَمعَ وَالبَصَرا
فَلَيتَنا يَومَ وارَوهُ بِمَحنِيَةٍ *** وَغَيَّبوهُ وَأَلقَوا فَوقَهُ المَدَرا
لَم يَترُكِ اللَهَ خَلقاً مِن بَرِيَّتِهِ *** وَلَم يُعِش بَعدَهُ أُنثى وَلا ذَكَرا
ذَلَّت رِقابُ بَني النَجّارِ كُلِّهِمُ *** وَكانَ أَمراً مِنَ اِمرِ اللَهِ قَد قُدِرا
وَاِقتُسِمَ الفَيءُ دونَ الناسِ كُلِّهِمُ *** وَبَدَّدوهُ جِهاراً بَينَهُم هَدَرا
لَقَد عَظُمَت فينا الرَزِيَّةُ إِنَّنا *** جِلادٌ عَلى رَيبِ الحَوادِثِ وَالدَهرِ
عَلى الجِسرِ يَومَ الجِسرِ لَهفي عَلَيهِم *** فَيا لَهفَ نَفسي لِلمُصابِ عَلى الجِسرِ
يَقولُ رِجالٌ ما لَحَسّانَ باكِياً *** وَمالِيَ لا أَبكي عَلى المَعشَرِ الزُهرِ
وَما لِيَ لا أَبكي عَلى خَيرِ فِتيَةٍ *** بِباروشَما أَضحَت دِماؤُهُمُ تَجري
فَإِنّي لَباكٍ ما حَيِيتُ وَلَو بَكى *** عَلى المَيتِ مَيتٌ جُدتُ بِالدَمعِ في قَبري
فَلَهفي عَلى الأَجلى سَليطٍ وَرَهطِهِ *** وَلَهفي عَلى لَيثِ الغَريفِ أَبي جَبرِ
اقرأ أيضًا: أجمل ما قيل عن الأخوة من أشعار وأحاديث
قصيدة عن صفات من يخلف رسول الله
أتى بعد رسول الله صلى لله عليه وسلم العديد من الخلفاء المسلمين، وهم من كان ينبغي أن يحملون من صفاته ما يمكنهم من حكم الدولة العربية دون الجور على الحقوق أو الواجبات، فيكفي الحزن الذي داهمهم في فراق أشرف خلق الله، محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
هذا الأمر هو ما دفع جرير، الشاعر القوي إلى إلقاء قصيدة حزينة عن الرسول مكتوبة، والتي تشير إلى حزنه على الحال بعد رسولنا الحبيب، على الرغم من محاولته لإخفاء الأمر، إلا أنه من الممكن إدراكه والشعور به من خلال قراءة القصيدة، والتي سميت (إن الذي بعث النبي محمدًا).
حيث وضح من خلالها الشاعر الصفات التي ينبغي أن يكون عليها من عليه أن يتحكم في أمور الوطن العربي، والذي تركه الرسول أمانة في أعناقهم، لذا أترككم مع أبيات القصيدة، والتي تتمثل فيما يلي:
إِنَّ الَّذي بَعَثَ النَبِيَّ مُحَمَّداً *** جَعَلَ الخِلافَةَ في الإِمامِ العادِلِ
وَلَقَد نَفَعتَ بِما مَنَعتَ تَحَرُّجاً *** مَكسَ العُشورِ عَلى جُسورِ الساحِلِ
قَد نالَ عَدلُكَ مَن أَقامَ بِأَرضِنا *** فَإِلَيكَ حاجَةُ كُلِّ وَفدٍ راحِلِ
إِنّي لَآمُلُ مِنكَ خَيراً عاجِلاً *** وَالنَفسُ مولَعَةٌ بِحُبِّ العاجِلِ
وَاللَهُ أَنزَلَ في الكِتابِ فَريضَةً *** لِاِبنِ السَبيلِ وَلِلفَقيرِ العائِلِ
أَغَرَّتنا أُمامَةُ فَاِفتَحَلنا *** أُمامَةَ إِذ تُنُجِّبَتِ الفُحولُ
إِذا ما كانَ فَحلُكَ فَحلَ سَوءٍ *** خَلَجتَ الفَحلَ أَو لُؤمَ الفَصيلُ
أَقولُ لِأَصحابي اِربَعوا مِن مَطِيِّكُم *** فَيَومٌ لَنا بِالقَريَتَينِ ظَليلُ
أُحِبُّ مِنَ الفِتيانِ مِثلَ مُحَرِّقٍ *** وَشَيبانَ إِنَّ الكامِلينَ قَليلُ
فَإِن يَشهَدا يَومَ الحَفيظَةِ يَطعُنا *** وَإِن يَكُ سُؤلٌ فَالعَطاءُ جَزيلُ
خبر وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان من الأخبار الموجعة، والتي أثرت في نفس الصحابة بشكل كبير، إلا أنها أوضحت مدى حبهم له من خلال سردهم لعدد من القصائد من شأنها أن تأخذ عنوان قصيدة حزينة عن الرسول مكتوبة.