حوار بين شخصين عن الوطن
حوار بين شخصين عن الوطن، نحاول فيه تقديم بعض الكلمات البسيطة والتي لا تكفي لتوضيح معني ومفهوم الوطن، وما هو دورنا في حماية ورفعة ذلك الوطن، والذي لا تكفي تقديم أروحنا فداء له ولترابه، وبعد سرد ذلك الحوار نتناول بعض الطرق والوسائل التي تساعد الآباء في غرس وتنمية مشاعر الحب لأوطانهم.
حوار بين شخصين عن الوطن
حوار بين شخصين عن الوطن، هو حوار دار بين طفل في المرحلة الإعدادية، كان يكتب موضوع تعبير عن الوطن حينما داخل عليه والده.
الأب: السلام عليكم يا عمر، كيف حالك؟
عمر: وعليكم السلام يا أبي، أنا بخير الحمد لله.
الأب: ماذا تكتب يا عمر؟
عمر: أنا أحاول كتابة موضوع تعبير عن الوطن.
الأب: هل تريد مني مساعدتك؟
عمر: أجل يا أبي، أريد كتابة تعريف للوطن، ولكن لا أدري ماذا أكتب؟
الأب: الوطن يا عمر هو المكان الذي ولدنا فيه، ونشأنا وكبرنا بداخله، المكان الذي فيه ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا، الوطن هو الأمان والسكنية، مكان نعيش فيه ويعيش فينا، نحيا فيه ونحيا لأجله.
عمر: يبدو من صوتك التأثر يا أبي.
الأب: نعم يا عمر، فلا يعرف معني الوطن إلا من اضطر لفراق أراضيه، وذاق مرارة الغربة، فانا في وقت من الأوقات اضطرتني ظروف العمل لترك بلدي كما تعلم يا بُني، فكنت وقتها كالطير الذي يحن لعشه، فالإنسان لا يشعر بالأمان والحرية سوي في وطنه.
عمر: وما وجبنا نحو وطننا يا أبي؟
الأب: يجب علينا المحافظة عليه، والعمل بجد واجتهاد للرفع من شأنه بين الأوطان، فحبك لوطنك يجب أن ينعكس بالإيجاب على سلوكك، ويجب أن يحفزك على العمل بجد لرفع شأنه عالياً، وأن تكون مستعداً لبذل نفسك من أجله، إذا اعتدى عليه أحد أو أرد به السوء.
يجب علينا التعبير عن حبنا لوطننا متى سمحت الفرصة لذلك، وعلينا قبل ذلك الالتزام بقوانينه، ونشر المحبة والتكافل بين بعضنا البعض.
عمر: كلامك جميلٌ يا أبي، والآن هل لديك شيء من الشعر في حب الوطن، أُضيفه لموضوعي؟
الأب: نعم، أذكر قصيدة لأمير الشعراء أحمد شوقي في حب الوطن:
أيا وَطَني لَقَيتُكَ بَعدَ يَأس
كَأَنّي قَد لَقيتُ بِكَ الشَبابا
وَكُلُّ مُسافِرٍ سَيَئوبُ يَوما
إِذا رُزِقَ السَلامَةَ وَالإِيابا
وَلَو أَنّي دُعيتُ لَكُنتَ ديني
عَلَيه أُقابِلُ الحَتمَ المُجابا
أُديرُ إِلَيكَ قَبلَ البَيتِ وَجهي
إِذا فُهتُ الشَهادَةَ وَالمَتابا
عمر: شكراً لك على مساعدتي يا أبي.
الأب: تصبح على خير يا عمر سأترك لتكمل موضوعك.
قد تكون مهتم بالاطلاع على:
كيف يغرس الوالدين حب الوطن في أبناءهم؟
تقع مسئولية غرس حب الوطن، وتنمية الحس الوطني لدي الأبناء في المقام الأول على الوالدين، فهم وحدهم القادرين على غرس ذلك الشعور بالانتماء للوطن داخل الأبناء، وجعلهم يشعرون بأن لهم دور كبير في رفعة الوطن وتقدمه، وجعل حب الوطن وخدمته هدف يعيشون لأجله، ويغلبون المصلحة العامة على مصلحتهم الشخصية.
وفي هذا العصر الذي طغت فيه الأنانية وحب الذات، وأصبح الكثير يبحثون عن مصلحتهم الشخصية في أي مكان كان، دون وجود أي شعور للانتماء لأوطانهم، كل ذلك صعب من عملية التربية والتنشئة الوطنية للأبناء، ومن أجل التسهيل على الوالدين عملية التربية الوطنية، وضع الأخصائيون في التربية وعلم الاجتماع بعض الوسائل التي تساعد في تربية الأولاد على حب الوطن وتعميق مفهوم المواطنة لديهم، ومن تلك الوسائل:
- القدوة العملية:
التقليد من الصفات التي تميز الطفل في مراحله الأولى، فإن رأى الطفل من أبويه اهتمام بالأمور التي تخص الوطن، كاهتمام الوالدين بسماع ومتابعة الأخبار والقضايا التي تخص الوطن، والمشاركة في الفاعليات كالاحتفالات باليوم الوطني، كل تلك الأشياء تجعل الطفل يرغب في تقليد والديه، وتنتقل إليه مشاعر والديه الصادقة، حتى يصبح حب الوطن جارياً في دمه.
- تربيتهم على أن حب الوطن من الإيمان:
الربط الدائم بين حب الأوطان والإيمان، من الوسائل التي تساعد بشكل كبير في تنمية حب الوطن لدي الأبناء، فيمكن للآباء عن طريق رواية بعض القصص، التي تعزز مفهوم أن الوطن جزء لا يتجزأ من إيمان الفرد بربه، ولنا في رسول الله صل الله عليه وسلم، خير مثال لحب الفرد لوطنه، حين قال عند خروجه من مكة (وَاَللَّهِ إنَّكِ لَخَيْرُ أَرْضِ اللَّهِ، وَأَحَبُّ أَرْضِ اللَّهِ إلَى اللَّهِ، وَلَوْلَا أَنِّي أُخْرِجْتُ مِنْكِ مَا خَرَجْتُ). رَوَاهُ أَحْمَدُ وَابْنُ مَاجَهْ وَالتِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ.
- تشجيع الأبناء على إظهار محبتهم لأوطانهم:
ويمكن تفعيل تلك الوسيلة عن طريق الذهاب مع الأولاد للأماكن التي يتم فيها الندوات والمؤتمرات التي تقام في حب الوطن.
شراء الأعلام والرايات الخاصة بالوطن، والتي تشعر الأطفال بالفرحة وتعزز روح الانتماء والحب لأوطانهم.
تحفيظ الأطفال الأناشيد الوطنية والتغني معهم بها، يترك أثر كبير في نفوس الأطفال ،وتنمي الحس الوطني لديهم.
تشجيعهم في التعبير عن حبهم لوطنهم عن طريق كتابة بعض الشعر أو الكلمات الخاصة بحب الوطن، ومناقشتهم فيما تم كتابته.
- الوصول ببعض المصطلحات والمفاهيم لمستوي إدراك الطفل:
هناك بعض المصطلحات والمفاهيم الخاصة بالمواطنة، التي يجب تبسيطها وتقريب معناها حتى يستطيع الطفل فهمها، كمصطلح الثورات والمواطنة، وغيرها من المصطلحات التي يمكن من خلال رواية بعض القصص توصيل معناها للطفل بطريقة مناسبة لمستوي إدراكه.
- غرس مفهوم المواطنة لديهم وحب الغير:
يجب على الآباء تربية الأولاد على أن لديهم شركاء في الوطن، هم إخوان لهم رغم اختلاف الدين، يجب علينا معاملتهم معاملة طيبة فيها الإحسان كما أمرنا ديننا الحنيف، فهم شركاء لنا في الوطن لهم ما لنا وعليهم ما علينا.
وللمزيد من القالات الخاصة بحب الوطن إليك التالي:
موضوع تعبير عن حب الوطن والدفاع عنه
كلمة عن الوطن للاذاعة المدرسية
كانت هذه بعض الوسائل التي تساعد في زرع وتعزيز الروح الوطنية لدي الأبناء، قدمنها لكم إلى جانب حوار بين شخصين عن الوطن، وفي النهاية ندعو الله أن يحمي وطننا الغالي وكل بلاد المسلمين من كل سوء وشر.
