صاحب رواية الحرب والسلم
صاحب رواية الحرب والسلم يعد من أعظم كُتاب الأدب الروسي، وذلك كان في القرن التاسع عشر الميلادي، وكانت كتاباته في الأدب الواقعي الذي يمثل الحياة كما هي دون تجميل أو تزين، وفيما يلي من خلال موقع زيادة سنقوم بعرض كل ما يتعلق بصاحب رواية الحرب والسلم.
صاحب رواية الحرب والسلم
إن صاحب رواية الحرب والسلام هو الكاتب الروسي ليو تولستوي، كان ليو تولستوي من أعظم وأكبر كتاب روسيا في القرن التاسع عشر الميلادي في الأدب الواقعي، وعده الكُتاب في ذلك العصر الأب الروحي لهم، حيث كان لكتابته أثر كبير في تكوين شخصياتهم، وإلهامهم بالمزيد من الأفكار.
كان ليو تولستوي بمثابة القدوة والمثل الأعلى للكُتاب في ذلك الحين، وكانت كتاباته تمثل الواقع كما هو، ويقل فيها التخيل والمجاز كان يهتم أن يصور الأشخاص كما هي في الحقيقة وطبائعها وعاداتها دون تجميل.
بالإضافة إلى الواقعية التي تمتاز بها كتاباته كانت اللغة سهلة وبسيطة التي يفهمها عامة الناس، كان ليو تولستوي يصور الأحداث بوضوح ودقة، ويمزج بين الحوادث اليومية للإنسان دون مبالغة أو ابتذال.
كانت كتاباته تتميز بالمحاكاة الصادقة للتفاصيل بل أدق التفاصيل، وكانت كتاباته قريبة من المجتمع ويرغب بقراءتها الكثير من الناس نظرًا؛ لأنها تمثلهم وتحكي عن حالهم الذي لا يستطيعون التعبير عنه.
كان مذهبه أن يعرض القضايا الإنسانية المختلفة، ويمثلها أحيانًا من خلال النقد الساخر حيث كان ذلك النقد ليس استهزاءً بمجتمعه بالتأكيد، ولكن كان أسلوب ليخفف عنهم أعباء الحياة من خلال الكوميديا الساخرة، حيث إن ذلك يعتبر من السمات التي يتميز بها الأدب الواقعي.
أحيانًا يجد في المشهد ذاته مشاهد تعبر عن الحزن والفرح معًا في نفس اللحظة، وكانت تتمتع أعماله بالحيوية حيث إن الأدب الواقعي شهد بعض من الأدب الرومانسي فيعد ذلك من آثاره.
اقرأ أيضًا: أفضل الروايات العالمية
كيف عرف العالم ليو تولستوي؟
تعرف العالم إلى ليو تولستوي كونه روائيًا ومفكرًا أخلاقيًا وداعيًا للسلام وقد كان أيضًا مصلحًا اجتماعيًا، كان بارعًا في كل حقل يدخله من حقول الأدب، فقد أبداع وعرفه العالم بذلك.
كان من أهم وأعظم الروائيين في تاريخ الأدب الروسي في القرن التاسع عشر، كما أنه يعد من أهم الروائيين والكتاب والمؤلفين على مدى تاريخ الحضارة الإنسانية.
حيث إن صاحب رواية الحرب والسلم ليو تولستوي، كان كثيرًا ما يفكر في الطبقة الكادحة، ويحمل هموم الفقراء والعاملين الذي لا يجدون قوت يومهم، وكان مهتمًا بتعليم الفقراء والفلاحين.
قد هاجم ليو تولستوي مبدأ العنصرية والتفرقة بين طبقات المجتمع الروسي، والذي كان مصدره السلطة في ذلك الوقت.
حرص ليو تولستوي من خلال تعاملاته وكتاباتهم وتفاعله في المجتمع على أن ينزع الكراهية من القلوب ويعمل على تطهير النفوس وصفاءها، وكان يحاول أن يجعل بوصلة الجميع هي ضميره الإنساني وأخلاقه.
حاول أن يفرق بين الحق والباطل وغيرها من السمات الأخلاقية النبيلة، هكذا عرف العالم ليو تولستوي صاحب رواية الحرب والسلم، حيث إن المشاعر النبيلة والعدل والدعوة إلى المساواة بين البشر والطبقات الاجتماعية والأخذ بين الفقراء.
على الرغم من أنه كان يعد من الطبقات الثرية فعندما كان عمره 82 كان يعاني من التناقض بين مبادئه ومشاعره، وبين الحياة الثرية التي يعد فرد من أفرادها ونتيجة لذلك حدثت خلافات بينه وبين زوجته، حيث إنها رفضت تلك المبادئ التي أدت به إلى التخلي عن ثروته وممتلكاته.
عرف العالم ليو تولستوي صاحب رواية الحرب والسلم كونه رافضًا للظلم وداعيًا لتطبيق العدل والمبادئ الإنسانية بين البشر، ورفض التحكم والتسلط من قِبل السلطات، فقد كان يدعو إلى السلام وعد الاستغلال.
موقف الكنيسة من ليو تولستوي
طردت الكنيسة ليو تولستوي على الرغم من أنه كان مسيحيًا مؤمنًا بالله طوال حياته، إلا أنه تم طرده بسبب آرائه الصريحة، فقد كان يعبر عن آرائه بكل حرية دون النظر إلى سلطة الكنيسة أو السلطة الحاكمة.
كان يقوم بعرض جميع المواقف الظالمة من قبل جميع السلطات تجاه الشعب، وكان من المدافعين الأقوياء عن ذلك الشعب.
نشأة ليو تولستوي
ولد صاحب رواية الحرب والسلم عام 1828 ميلاديًا، وكان في ذلك الوقت هناك مقاطعة تسمى مقاطعة تولا في روسيا، ولد في قرية من قرى الريف تسمى ياسنايا بوليانا.
كانت عائلته من أغنى العائلات حيث كان ينتمي إلى الطبقة الأرستقراطية الروسية، كانت والدته من الطبقات الحاكمة قديمًا في روسيا.
برغم من أنه من الطبقات الأرستقراطية في روسيا إلا أنه تعرض لموت والدته في سن مبكر فقد توفيت بعد ولادته بعامين ثم توفى والده بعدها بخمس سنوات حينما كان عمر ليو تولستوي سبع سنوات ثم انتقل ليو تولستوي مع أخوته إلى مدينة كازان الروسية عند عمته.
على الرغم من النجاح الكبير الذي حققه ليو تولستوي من كتابات في الأدب الواقعي الروسي، إلا أنه لم يكن ناجحًا على الإطلاق على المستوى الدراسي، فقد كان يتلقى تعليمه من خلال المنزل على يد المعلمين.
ثم التحق بالبرامج التعليمية في جامعة كازان الروسية، وقد كان أولى البرامج التي تلقاها في تلك الجامعة هو برنامج تعلم اللغات الشرقية.
لم يبدي ليو تولستوي أي شغف ببرنامج اللغات الشرقية الذي ألتحق به، ولذلك لم يحقق فيه نجاحًا ملحوظًا، ثم ألتحق ببرنامج آخر لدراسة القانون وهذا أيضًا لم ينجح فيه.
بعد ذلك أدرك ليو تولستوي أنه لم يستطع أن يحقق أي نجاح على المستوى الجامعي، فقد فشل في الحصول على الشهادة الجامعية.
قرر ليو تولستوي أن يعود إلى مسقط رأسه في ياسنايا بوليانا، ويتفرغ إلى رعاية الأرض الزراعية التي ورثها من والده، وأيضًا لم يستطع النجاح في ذلك، حيث إن معرفته بأمور الزراعة ومشكلات الأراضي الزراعية كانت شبه منعدمة.
التحاق ليو تولستوي في الجيش الروسية
بعد أن فشل ليو تولستوي صاحب رواية الحرب والسلم على المستوى المهني في أهل والده والمستوى الدراسي في جامعة كازان، قرر أخاه أن يعود من الجيش في تلك الفترة وعرض عليه فكرة الانضمام على صفوف الجيش الروسي.
كان الرد من ليو تولستوي بالاستجابة وكانت أول حرب يدخلها في عام 1855ميلاديًا، وكانت هذه الحرب في مدينة القرم.
لقد كان التحاق ليو تولستوي بصفوف الجيش الروسي ذات أثر كبير في تكوين شخصيته، وتحول حياته إلى الحياة الأدبية، حيث بدأ في هذا الوقت شغفه بالكتابة فكان يكتب أثناء توقف المعارك في فترات الهدنة والسلام.
اقرأ أيضًا: رواية الحب في زمن الكوليرا
رواية الحرب والسلام للكاتب ليو تولستوي
ذاع صيت هذه الرواية كثيرًا، وتعد من أهم وأشهر روايات ليو تولستوي بجانب روايته آنا كارنينا نشرت هذه الرواية في عام 1865م في مجلة من المجلات الروسية تسمى المراسل تم نشرها على شكل أجزاء، واستمر نشرها حتى عام 1869م فقد أخذت حوالي خمس سنوات.
تعد هذه الرواية من الروايات الملحمية العظيمة في تاريخ الأدب الروسي، وتتنوع فيها الشخصيات بين الرئيسي والثانوي، وتحتوي أيضًا على شخصيات تاريخية حقيقية وخيالية.
قد كانت هذه الرواية أثناء حكم نابليون في دولة فرنسا، فحاول نابليون أن يحتل روسيا خلال هذه الفترة، وقد نجح بالفعل ولكن الشعب والجيوش الروسية واجهته ببسالة، ولم تمكنه من الاستيلاء عليها واحتلالها من المرة الأول، فقد صمدت لذلك افتخروا بأنفسهم في ذلك الوقت رغم دخول قوات الاحتلال.
اقتباسات من الرواية الأدبية الحرب والسلام للكاتب ليو تستوي
بعد أن تعرفنا إلى صاحب رواية الحرب والسلام، دعونا نوضح لكم الموضوعات الهامة التي اشتملت عليها تلك الرواية، مثل الحرب والسلام والموت والحياة والحب والكره والكثير من المتناقضات، وقد أشارت إليها من خلال بعض المشاهد المؤثرة، وسنقوم بعرض بعض من هذه المشاهد من خلال الاقتباسات التالية:
- “لو أن كل الرجال خرجوا للحرب حسب غايتهم ولأهدافهم لما قامت الحرب“
- “ إنني أكره حياتي. فإذا كنت تكرهها فبدلها. طهر نفسك. وعلى قدر تطهيرك نفسك ستعرف الحكمة “
- “ كيف تحسن صحة المرء وهو معذب النفس؟ هل يستطيع الإنسان في هذه الأيام أن يحتفظ بهدوئه وطمأنينته إذا كان ذا قلب؟“
- “ لم يجد بطرس لهذه الأسئلة كلها إلا جوابًا واحدًا ليس بجواب لسوف تموت في ذات يوم، فينتهي كل شيء. سوف تموت فتعلم كل شيء، أو تكف عن إلقاء أسئلة على نفسك”
- “ عشت من أجل الآخرين، فحطمت حياتي كلها نهائياً. إنني منذ أن بدأت أعيش من أجل نفسي شعرت، على العكس، بأعظم قسط من الراحة والهدوء“
- “ حين أقول أحبك وأنا أعنيها سيكون الأمر مثل الجنرال المنهزم الذي يسلّم السيف لعدوه.”
- “ وبصورة عامة لن يكون البارود صاحب الكلمة الأخيرة.. بل إن الكلمة ستكون للذين اخترعوا البارود “
- “ لا تعتقد أن الألم من صنع البشر. إن البشر ليسوا إلا أدوات للألم.”
- “ إنني أذهب إلى الحرب لأن الحياة التي أحياها هنا لا تناسبني”
- “ كان الأمير آندره وهو ينظر إلى نابوليون يفكر في غرور العظمة، وفي غرور الحياة التي لا يفهم أحد معناها، وكذلك في غرور الموت الذي لا يستطيع أي حب أن ينفذ إلى سره وأن يفسر دلالته“
- “ لا شيء في العالم يجعلها أو يجعلني أقل خضوعًا للشر وللموت”
اقتباسات أخرى من رواية الحرب والسلام للكاتب الروسي ليو تستوي
من الاقتباسات التي تعبر عن مضمون الرواية والتي تحفر على قراءتها ومعرفة ما بها من أمور تعد مناقشتها من الأمور الجريئة، هي الاقتباسات التالية:
- “ كانت موسكو كلها تردد أقوال روستويتيشن: إن الجندي الفرنسي يجب أن يقاد إلى المعركة بكلمات فخمة، أما الجندي الألماني فإنه لا ينقاد إلا لأوامر المنطق: فيجب أن تشرح له أن القرار أشد خطرًا على حياته من الهجوم. وأما الجندي الروسي فهو على خلاف ذلك يحتاج إلى أن تصده وتنهاه وتحمله على الهدوء”
- “ كان شأنه في ذلك المكان كشأنه في كل مكان يحس بأن جوًا من العبودية يحيط به، ويخيم عليه”
- “الإنسان بطبعه بربري دموي، ولو أردت تحقيق السلام في الأرض، فعليك أن تُغير دماء الناس إلى ماء، وهذا لن يتم. “
- “ يا للعزاء لو عرف المرء أين يجد العون في هذه الحياة وما كان ينتظره فيما وراء القبر، يا للسرور ويا للهدوء الذي سأشعر به لو استطعت القول مولاي رحمةً بي. لكن لمن اتقدم بهذا الابتهال؟ هل إلى تلك القوة الغير محدودة الغير ملموسة التي لا أستطيع توجيه الكلام إليها ولا التعبير عن أفكاري في وصفها؟ وهل هي العدم أم كل شيء؟ لا يوجد شيء ثابت سوى أن ما أعلمه قليل وأن ما أجهله كثير، وأن ذلك الجزء الغير مفهوم مني بالرغم من ذلك فهو عظيم الأهمية”
- “ أنا أعرف آرائك، وما هي بالآراء الشخصية كما تظن، وإنما هي ثمرة الزهو والجهل وكسل الفكر“
- “ ولكن كيف يمكن أن يعيش المرء من أجل نفسه فقط؟ وابنك، وأختك، ووالدك؟ إنهم يدخلون في ال((أنا))، إنهم ليسوا الآخرين، المجتمع، كما تسميهم أنت وماريا، هم السبب الجوهري للخطأ والشر.“
وصف الكاتب ليو تولستوي لرواية الحرب والسلام
وصف صاحب رواية الحرب والسلم رائعته والتي لا حاجة للحديث عنها فهي تتحدث عن نفسها بمقطع من المقاطع المثيرة والمشوقة، فاختزل شطرًا من أحداث الحرب والسلام في ذلك المقطع، حيث تخطى ليو تولستوي حاجز الشخصيات وتغلغل في أعماقهم بدقة وشفافية.
صور ليو تولستوي من خلال المقطع الذي وضعه وصفًا للرواية المشاعر والدوافع التي تقوم إلى الحب والكراهية والقوة والضعف داخل النفس البشرية، مزج الواقع بالخيال في صورة جمالية رائعة لا تكاد تنفك عن كونها جزء من لوحة فنية متكاملة.
نص وصف رواية الحرب والسلام كاملًا
يقول صاحب رواية الحرب والسلام في وصف رائعته:
“وكان نيكولا الصغير، وله من العمر الآن خمسة عشر عاماً، وهو فتى ذكي، ناحل، ممروض كستنائي الشعر المجعد، كثير جمال العينين، مغتبطاً لأن العم بيير، كما كان يناديه، هو عنده موضوع إعجاب وحب جموحين. ولم يجرب أي إنسان أن يوحي إليه بحب مخصوص لبيير الذي ما كان يراه إلا في النادر من الأحايين. وكانت الكونتيس ماري، التي أخذت أمر تربيته على عاتقها، قد جهدت بكل ما أوتيت من قوى كما تحمل نيكولا الصغير على حب زوجها بقدر ما كانت تحبه هي نفسها، وكان الصغير يحب عمه في الحقيقة، لكن بشيء غير محسوس من الازدراء، بينما هو يعبد بيير عبادة حقيقة. وما كانت به رغبة في الصيرورة فارساً، أو الحصول على صليب القديس جورج مثل عمه نيكولا.
كان يريد أن يكون عالماً، ذكياً، طيباً مثل بيير، وكان محياه يتألق سعاة على الدوام في حضرة بيير، لكنه يحمر خجلاً ويضيق نفسه عندما يخاطبه عمه، وما كان ينطق كلمة واحدة تسقط من شفتي بيير، ومن ثم يتذكر ذلك وحده أو مع ديسال، ويحاول أن يخمن معنى كل ما سمعت أذناه، وكانت حياة بيير الماضية، وأحزانه حتى عام 1812 (كان قد شكل عنها صورة غامضة شعرية بناء على الأحاديث التي سمعها) ومغامراته في موسكو، ووقوعه في الأسر وأفلاطون كاراتاييف (الذي حدثه بيير عنه) وحبه لناتاشا (التي كان الصبي يحبها أيضا بعاطفة خاصة)، وبصورة خاصة صداقته لأبيه الذي ما كان يستطيع أن يتذكره، هذا كله كان يجعل من بيير، في عينيه، بطلاً وقديساً”
اقرأ أيضًا: عبارات عن يوم السلام العالمي
مؤلفات ليو تولستوي
كتب صاحب رواية الحرب والسلم العديد من الكتب القيمة والتي تعبر عن إنسانيه وحب للتعبير عن واقعه، ومن هذه المؤلفات ما يلي:
- رواية آنا كارينا والتي كتب بين عامي (1873- 1877) م
- القصة القصيرة بعنوان الطفولة عام 1852م
- القصة القصيرة بعنوان الصبا عام 1854 م
- القصة القصيرة بعنوان الشباب عام 1857 م
- رواية الكوساكس عام 1863م
- القصة القصيرة بعنوان موت إيفان إلييتش عام 1886م
- القصة القصيرة بعنوان كريوتزر سوناتا عام 1889م
- القصة القصيرة بعنوان السيد والرجل عام 1895م
- مسرحية بعنوان قوة الظلام
- رواية بعنوان البعث عام 1899م
- ثلاث قصص قصيرة بعنوان سيفاستوبول
- رواية بعنوان الحرب والسلام بين عامي (1863-1869) م
يعد صاحب رواية الحرب والسلم وروايته من أعظم الأدباء، كما تُعد روايته أحد أعظم الأعمال الأدبية الروسية، وكذلك العالمية والتي أثرت بشكل كبير في الأدباء والكتاب وأيضًا عامة الشعب، حيث تعد من الروايات الممتعة والمشوقة المليئة بالأحداث والشخصيات.