حروف النصب والجزم
حروف النصب والجزم وما يتعلق بهما من أحكام وشروط، ومتى تكون عاملة في الجملة ومتى لا تعمل؟
وهل يمكن أن ترفع الفعل المضارع بدلًا من نصبه أو جزمه؟
هذا ما سنعرفه سويًا في هذا الموضوع.
حروف النصب والجزم
في بادئ الأمر يجب أن نذكر حروف النصب والجزم إجمالًا ثم نتطرق في السطور القادمة لتفصيلها تفصيلًا دقيقًا حتى يسهل للقارئ فهمهما وفهم قواعدها.
فحروف النصب إجمالًا هي: (أن – لن – إذن – كي – لام التعليل – لام الجحود – حتى – فاء السببية – واو المعية – أو)
وهي التي ذكر ابن مالك بعضها في ما يعرف عند النحويين بـ “ألفية ابن مالك” فقال:
وَبِلَنْ انْصِبْهُ وَكَيْ كَذَا بِأَنْ لا بَعْدَ عِلْمٍ وَالّتِي مِنْ بَعْدِ ظَنِ
فَانْصِبْ بِهَا وَالرَّفْعَ صَحِّحْ وَاعْتَقِدْ تَخْفِيفَهَا مِنْ أنَّ فَهْوَ مُطَّرِدْ
وأما حروف الجزم فهي: (لا الناهية – لام الأمر – لم – لمّا – إن – من – ما – مهما – متى – أي – أيان – أين – إذما – حيثما – أنّى)
وهي التي ذكرها ابن مالك قائلًا:
بِلَا وَلَامٍ طَالِباً ضَعْ جَزْمَا فِي الْفِعلِ هكَذَا بِلَمْ وَلَمَّا
وَاجْزِمْ بِإنْ وَمَنْ وَمَا وَمَهْمَا أيٍّ مَتَى أيَّانَ أيْنَ إذْ مَا
وَحَيْثُمَا أنَّى وَحَرْفٌ إذْ مَا كَإِنْ وَبَاقِي الأَدَوَاتِ أَسْمَا
وسنبدأ الآن بيان شروط استعمال كل حرف من حروف النصب والجزم.
اقرأ أيضًا : حروف الجزم والنصب وأمثلة متعددة عليها
حروف النصب وشروط استعمالها
(أن)
وهذا الحرف له ثلاثة أنواع في لغة العرب وهي:
- أن المخففة من الثقيلة: وهي ما وقعت بعد الفعل (عَلِمَ) وما شابهه مما يدل على يقين المتحدث بما يحدِّث به، وفي هذه الحالة تكون (أن) موجبة لرفع الفعل الذي يليها، مثل: “عَلِمْتُ أَنْ يَعْمَلُ”، وتقدير الكلام هنا: “عَلِمْتُ أَنَّهُ يَعْمَلُ”، فقد خففت “أنّ” بمعنى أنه أزيلت عنها الشَدّة فسميت بالمخففة من الثقيلة لذلك السبب.
وهنا يجب رفع الفعل (يعمل) بعدها لأنه وقع بعد (أن) المخففة من الثقيلة والواقعة بعد الفعل (عَلِمَ).
- أن الجائزة الوجهان: وهي التي تقع في الجملة بعد الفعل (ظن) ونحوه من الأفعال مما يدل على عدم اليقين المطلق، وفي هذه الحالة يكون في إعراب الفعل الذي بعد (أن) وجهان هما:
- الرفع ومعاملتها على أنها (أن المخففة من الثقيلة).
- النصب على أنها (أن الناصبة).
ومثالها: “ظَنَنْتُ أَنْ يَعْمَل” وتقديرها “ظَنَنْتُ أَنّهُ يَعْمَلْ” فأزيلت الشدّة عن (أَنّ) وحذفت الهاء أيضًا، ولكن دخول الفعل (ظنّ) عليها جعل الفعل بعدها جائز الوجهين (النصب والرفع)، فجاز في الفعل (يعمل) الوجهان.
- أن الناصبة: وهي التي لم يكن قبلها الفعل (ظَنَّ ونحوه) أو الفعل (عَلِمَ ونحوه) ومواضعها وأمثلتها كثيرة في اللغة، مثل: (أُحِبُّ أَنْ تَعْمَلْ) أو (أَوَدُّ أَنْ تَقُومْ)، وحكم الفعل بعدها واضح من اسمها، فهي تجعل الفعل بعدها واجب النصب، لذلك فهي من حروف النصب التي ذكرناها في افتتاحية موضوعنا.
(إذن)
وهي لها ثلاث شروط ينبغ أن تكون مجتمعة لا ينقص منها شرطٌ لكي تنصب الفعل بعدها وهذه الشروط تتمثل في الآتي:
- ألا يكون الفعل بعدها حالًا بمعنى أن يأتي في زمن المستقبل، فلو كان الفعل بعد (إذن) في زمن الحال فيجب رفعه، كأن تقول: “إذن أظنك صادقًا” لمن قال لك “أحبك”، فهنا يرفع الفعل “أظن” وجوبًا لأنه يدل على الحال وليس الاستقبال.
- ألا يكون هناك فاصل بين (إذن) وبين الفعل بعدها، كأن تقول: “إذن عمرو يُقِيمُك عنده” لمن قال لك: “سأزورك”، وهنا أيضًا يرفع الفعل بعدها وجوبًا؛ إلا إذا كان هذا الفاصل قسمًا كأن تقول: “إذن والله تقيم عندنا” لمن قال لك “سأزورك”
- أن تكون (إذن) متصدرة للجملة، فلو كانت (إذن) غير متصدرة للجملة فيجب رفع الفعل بعدها أيضًا نحو قولك: “عمرو إذن يُقِيمُك عنده” لمن قال لك “سأزورك”، فهنا لم تتصدر (إذن) للجملة فيجب رفع الفعل بعدها.
ومثال (إذن) المكتملة الشروط: “إذن تقيم عندنا” لمن قال لك “سأزورك”.
وفي ذلك قال صاحب الألفية:
وَنَصَبُوا بِإذَنِ الْمُسْتَقْبَلا إنْ صُدِّرَتْ والْفِعْلُ بَعْدُ مُوصَلا
أوْ قَبْلَهُ الْيَمِينُ وانْصِبْ وارْفَعَا إذَا إذَنْ مِنْ بَعْدِ عَطْفٍ وَقَعَا
(كي)
وشرط النصب بها أن يكون الفعل بعدها مستقبلًا لا في زمن الحال مثل قوله -تعالى-: (فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا)، فالفعل (تقرّ) منصوب بـ (كي) وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة لأنه وقع في زمن الاستقبال.
فإذا جاء الفعل بعدها في زمن الحال وجب رفعه.
(حتى)
وشرطها أيضًا هو الاستقبال في الفعل بعدها أيضًا كقوله -تعالى-: (وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً)، ومثل قولك أيضًا: “سرت حتى أدخل البلد”، فكلا الفعلين (نَرى) و(أدخل) منصوبين لوقوعهما بعد (حتى) الدالة على الاستقبال، وأما إذا كان الفعل بعدها حالًا أو مؤولًا بالحال وجب رفعه.
وفي هذا يقول ابن مالك:
وَبَعْدَ حَتَّى هَكَذَا إضْمَارُ أنْ حَتْمٌ كَجُدْ حَتَّى تَسُرَّ ذَا حَزَنْ
وَتِلْوَ حَتَّى حَالاً أوْ مُؤَوَّلاَ بِهِ ارْفَعَنَّ وانْصِبِ الْمُسْتَقْبَلا
(لن)
وهو حرف ناصب لما بعده بدون شروط، ومثاله قوله -تعالى-: (فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا)، فالفعل (أُكَلِّمَ) منصوب بحرف النصب (لن) وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
(لام التعليل)
وسميت بذلك لأن الفعل الذي يكون بعدها يكون سببًا لما قبلها، ومثالها من القرآن الكريم قوله -تعالى-: (وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى)، فكلمة (لِتَرْضَى) هنا فسرت جملة (وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ)، وعلى هذا فإن اللام هنا (لام تعليل) فيكون الفعل (تَرْضَى) هنا منصوبًا بالفتحة المقدّرة لوقوعه بعدها.
(لام الجحود)
وهي اللام التي تفيد التشديد على معنى النفي وتوكيده، ولذلك تسمى أيضًا “لام النفي” ومثالها قوله -تعالى- على لسان إبليس: (قَالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَأٍ مَسْنُونٍ)، فيكون الفعل (أَسْجُدَ) هنا منصوبًا بالفتحة الظاهرة على آخره لوقوعه بعد لام الجحود المسبوقة بكون منفي وهو قوله (لَمْ أَكُنْ).
(فاء السببية) و(واو المعية)
وشرط نصب الفعل بعدهما أن تأتيا في جواب نفي محضٍ أو طلبٍ محض.
ومعنى النفي المحض: هو ما لم يكن فيه معنى الإثبات نهائيًا، فمثال الفاء قوله -تعالى-: (لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا) فالفعل (يَمُوتُوا) منصوب لوقوعه بعد فاء السببية الواقعة في جواب نفي محض، ومثال الواو قوله -تعالى-: (وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ) فالفعل (يَعْلَمِ) منصوب لوقوعه بعد واو المعية في جواب نفي محض.
وأما الطلب المحض: فهو المشتمل على:
- الأمر: ومثال الفاء في الأمر (ائْتِنِي فأكرمك)، ومثال الواو قول الشاعر: فقلتُ ادعي وأدعوَ إنَّ أندى لِصوتٍ أن يُناديَ داعيانِ
فالفعل (أكرمك) منصوب لوقوعه بعد فاء السببية الواقعة في جواب طلب محض (أمر)، والفعل (أدعوَ) منصوب لوقوعه بعد واو المعية الواقعة في جواب طلب محض (أمر).
- النهي: ومثال الفاء في النهي قولك: (لا تضايق عُمَرًا فيضايقك)، ومثال الواو قول أبو الأسود الدؤلي مؤسس علم النحو:
لا تنهَ عن خلُقٍ وتأتيَ مثلَه عارٌ عليك إذا فعلت عظيم
فالفعل (يضايقك) منصوب لوقوعه بعد فاء السببية الواقعة في جواب طلب محض (نهي)، والفعل (تأتيَ) منصوب لوقوعه بعد واو المعية الواقعة في جواب طلب محض (نهي).
- الاستفهام: ومثال الفاء في الاستفهام: “هل تحترم عُمرًا فيحترمك؟” وقد ذكر في القرآن الكريم قوله -تعالى-: (قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا)، ومثاله في الواو قول الشاعر:
ألم أكُ جارَكم ويكونَ بيني وبينَكمُ المودةُ والإخاءُ
فالفعل (يحترمك) و(تُخْرِجُوهُ) منصوبان لوقوعهما بعد فاء السببية الواقعة في جواب طلب محض (استفهام)، والفعل (يكونَ) منصوب لوقوعه بعد واو المعية الواقعة في جواب طلب محض (استفهام).
- الدعاء: ومثال الفاء في الدعاء قول الشاعر:
ربِّ وفِّقني فلا أعدلَ عَنْ سننِ الساعينَ في خيرِ سننْ
ومثال الواو في الدعاء قولك “ربّ اهدني وأَفْعَلُ الصواب”
فالفعل (أعدلَ) منصوب لوقوعه بعد فاء السببية الواقعة في جواب طلب محض (دعاء)، والفعل (أَفْعَلُ) منصوب لوقوعه بعد واو المعية الواقعة في جواب طلب محض (دعاء).
- التمني: وللتمني أدوات أشهرها “ليت”، ومثال الفاء في التمني قوله -تعالى-: (يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا)، ومثال الواو قوله -تعالى-: (يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا)
فالفعل (َفُوزًا) منصوب لوقوعه بعد فاء السببية الواقعة في جواب طلب محض (تمني)، والفعل (نُكَذِّبَ) منصوب لوقوعه بعد واو المعية الواقعة في جواب طلب محض (تمني).
- العرض: ومعنى العرض هو الطلب بأسلوب فيه سهولة ولين في صوت المتحدث، وله أدوات أيضًا أشهرها (ألَا)، ومثال الفاء في العرض قول الشاعر:
يا بنَ الكرامِ ألا تدنو فتبصرَ ما قد حدَّثوكَ فما راءٍ كمَن سَمِعَا
ومثال الواو في العرض: “ألَا تبيتَ عندنا ونكرمك”.
فالفعل (تبصرَ) منصوب لوقوعه بعد فاء السببية الواقعة في جواب طلب محض (عرض)، والفعل (نكرمك) منصوب لوقوعه بعد واو المعية الواقعة في جواب طلب محض (عرض).
- التحضيض: وهو على خلاف العرض، فهو طلب بأسلوب فيه شدة وعنف، وله أدوات أيضًا مثل: (هلَّا – لولا)، ومثال الفاء في التحضيض قوله -تعالى-: (لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ)، ومثال الواو في التحضيض: هلَّا أسعدت عَمرًا ويفرح.
فالفعل (نَتَّبِعَ) منصوب لوقوعه بعد فاء السببية الواقعة في جواب طلب محض (تحضيض)، والفعل (يفرح) منصوب لوقوعه بعد واو المعية الواقعة في جواب طلب محض (تحضيض).
وفي (فاء السببية) و(واو المعية) يقول ابن مالك:
وَبَعْدَ فَا جَوَابِ نَفْيٍ أوْ طَلَبْ مَحْضَيْنِ أنْ وَسَتْرُهَا حَتْمٌ نَصَبْ
وَالوَاوُ كَالْفَا إنْ تُفِدْ مَفْهُومَ مَعْ كَلا تَكُنْ جَلْداً وَتُظْهِرُ الْجَزَعْ
اقرأ أيضًا : ادوات نصب الفعل المضارع علامات اعراب الفعل المضارع المنصوب
(أو)
وهناك شرط للنصب بها وهو أن تكون (أو) بإحدى معنيين:
- إما أن تكون بمعنى (حتى): بمعنى أنه إذا أزلت (أو) من الجملة ووضعت (حتى) موضعها، حصلت على نفس المعنى دون تغيير.
ومثال ذلك قوله -تعالى-: (لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ)، فلو قلنا على سبيل المثال: “ليس لك من الأمر شيء حتى يتوب عليهم” (بلاش تحطلها تشكيل عشان دي مش قرآن) لتطابق المعنيان، فيكون الفعل (يَتُوبَ) منصوبًا بـ(أو) التي بمعنى (حتى).
وقول الشاعر:
لأستسهلنَّ الصعبَ أو أُدرِكَ المُنَى فما انقادَتِ الآمالُ إلا لصابرِ
فلو افترضنا أنه قال: ” لأستسهلنَّ الصعبَ حتى أُدرِكَ المُنَى” لتطابق المعنيان، فيكون الفعل (أُدرِكَ) منصوبًا بـ(أو) التي بمعنى (حتى).
- أن تكون بمعنى (إلا الاستثنائية): مثل قوله -تعالى-: (لَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَةً) فلو قلنا أيضًا على سبيل المثال: “ما لم تمسوهن إلا أن تفرضوا لهن فريضة” لتطابق المعنيان، فيكون الفعل (تَفْرِضُوا) منصوبًا بـ(أو) التي بمعنى (إلا الاستثنائية).
وبعد هذا التفصيل الطويل لحروف النصب في اللغة العربية سنتعرف الآن إلى حروف الجزم وتفصيلها إن شاء الله.
حروف الجزم وشروط استعمالها
وحروف الجزم لها قسمان:
- ما يجزم فعلًا واحدًا: (لا الناهية – لام الأمر – لم ولمّا النافيتين للمضارع)
- ما يجزم فعلين: وهي باقي أدوات الجزم (إن – من – ما – مهما – متى – أي – أيان – أين – إذ ما – حيثما – أنّى)
وقد ذكرها الإمام ان مالك في قوله:
بِلَا وَلَامٍ طَالِباً ضَعْ جَزْمَا فِي الْفِعلِ هكَذَا بِلَمْ وَلَمَّا
وَاجْزِمْ بِإنْ وَمَنْ وَمَا وَمَهْمَا أيٍّ مَتَى أيَّانَ أيْنَ إذْ مَا
وَحَيْثُمَا أنَّى وَحَرْفٌ إذْ مَا كَإِنْ وَبَاقِي الأَدَوَاتِ أَسْمَا
وإليك بيانها عزيزي القارئ:
أولًا: حروف الجزم التي تجزم فعلًا واحدًا
- لا الناهية: أو كما يطلق عليها علماء النحو (“لا” الدالة على النهي) مثل قولك لأخيك: “لا تفعل الشرّ”
- لام الأمر: وهي التي يكون الفعل بعدها مضارعًا ولكنها تدل على معنى الأمر، مثل: “ليَحْضُرْ عُمَرْ”
- لم ولمّا النافيتين للمضارع: وفي حالة وجودهما في جملة فإن القارئ يتوهم أن هذه الجملة وقعت في زمن الماضي وذلك لأنهما يقلبان معنى الفعل المضارع إلى الماضي، مثل: “لَمْ يَأْتِ أحمد ولَمَّا يأتِ عمرو”
ثانيًا: حروف الجزم التي تجزم فعلين:
- إن: ومثالها قوله -تعالى-: (إِن يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ)، فالفعلين (يَكُونُوا) و(يُغْنِهِمُ) كلاهما مجزومان بحرف الجزم (إن) لأنه من الحروف التي تجزم فعلين (فعل الشرط وجواب الشرط)
- من: ومثالها قوله -تعالى-: (فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ)، ففعلي (يَعْمَلْ) وهو فعل الشرط، و(يَرَهُ) وهو جواب الشرط قد جُزِما بواسطة حرف الجزم (مَن) الذي يجزم فعلين.
- ما: ومثالها: “ما تقرأْه تستفد منه”، فقد جزمت (ما) الفعلين (تقرأ) و(تستفد).
- مهما: ومثالها: “مهما تَكتُمْ خلائقَكَ تُعْلَمْ”، فالفعلين (تَكتُمْ) و(تُعْلَمْ) كلاهما مجزومان بحرف الجزم (مهما) الذي يجزم فعلين (فعل الشرط وجواب الشرط).
- متى: ومثالها: قول النابغة الذُبياني:
مَتى تَأتِهِ تَعشو إِلى ضَوءِ نارِهِ تَجِد خَيرَ نارٍ عِندَها خَيرُ مَوقِدِ
فقد جزم حرف الجزم (متى) فعلين هما فعل الشرط (تَأتِهِ)، وجواب الشرط (تَجِد).
- أي: ومثالها: ” أَيَّ رجل تكرمْ يحببْك”، فقد جزمت (أي) الفعلين (تكْرِم) و(يحببْك).
- أيّان: ومثالها: ” أيّان يَصُنْكَ القانون تُصَنْ”، وحرف الجزم (أيَّان) يعطي نفس معنى (متى)، وفي هذا المثال قد جزم حرف الجزم (أيَّان) الفعلين (يَصُنْكَ) وهو فعل الشرط، والفعل (تُصَنْ) وهو جواب الشرط.
- أين أو أينما: ومثالها قوله -تعالى-: (أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ)، فالفعلين (تَكُونُوا) و(يُدْرِككُّمُ) كلاهما مجزومان بحرف الجزم (أينما) الذي يجزم فعلي الشرط والجواب.
- إذ ما: ومثالها قول الشاعر:
وإنّك إذ ما تأت ما أنت آمر به تلف من إيّاه تأمر آتيا
فقد جزمت (إذ ما) الفعلين (تأتِ) و(تلف).
- حيثما: ومثالها: “حيثما تذهب أكون معك”، وهنا قد جزم حرف الجزم (حيثما) فعلين هما فعل الشرط (تذهب)، وجواب الشرط (أكون).
- أنّى: ومثالها قول الشاعر:
خليلي أنى تأتياني تأتيا أخا غير ما يرضيكما لا يحاول
فالفعلين (تأتياني) و(تأتيا) كلاهما مجزومان بحرف الجزم (أنَّى) الذي يجزم فعلين (فعل الشرط وجواب الشرط).
اقرأ أيضًا : ترتيب حروف الهجاء العربية صوتيًا ووجه الشبه بين اللغتين العربية والعبرية
نصائح لمن أراد الاستزادة من باب النواصب والجوازم
- عليك بقراءة الكتب التالية:
- شرح ابن عَقِيل على ألفية ابن مالك لقاضي القضاة بهاء الدين عبد الله بن عقيل الهمداني المصري، وهو كتاب يشرح معاني أبيات ألفية ابن مالك التي تضم كل قواعد النحو في اللغة العربية ومن ضمنها النواصب والجوازم.
- النحو التطبيقي للكاتب خالد عبد العزيز.
- شرح متن الأجرومية لمؤلفه الشيخ محمد بن صالح العثيمين.
إلى هنا نكون قد انتهينا من ذكر حروف النصب والجزم وأمثلتها وشروط استعمالها، على أمل أن نكون قد ساهمنا في إثراء معرفتكم بالشيء الكثير إن شاء الله.