هل يجوز رجوع الزوجين بعد الخلع
هل يجوز رجوع الزوجين بعد الخلع الحكم الذى يتم إصداره بقرار الخلع هو طلاق بائن بينونة صغرى، فلا يمكن فيه الرجوع بين الزوجين إلا بمهر جديد وعقد زواج جديد، وإذا كان الحكم بالخلع كامل لثلاث طلقات فهنا أصبح الطلاق بائن بينونة كبرى لا يمكن لهما الرجوع إلا إذا قامت المرأة بالزواج من شخص آخر زواجًا شرعيًا كاملاً، وبعد إنهاء هذه العلاقة الجديدة يجوز للمرأة أن تعود لزوجها الذي اختلعت منه، ومن خلال هذا المقال سوف نتعرف على تفاصيل أكثر تتعلق بهذا الموضوع.
يمكنك التعرف على كافة المعلومات الهامة عن الخلع وشروطه من خلال قراءة هذا الموضوع: ما هو الخلع وما هي شروطه
هل يجوز رجوع الزوجين بعد الخلع
- تحدث الشيخ أحمد وسام، مدير إدارة البوابة الإلكترونية بدار الإفتاء، إن الخلع ليس حرام شرعاً، بل هو أمر مشروع في الإسلام.
- كما قال لحديث مباشر له بقناة دار الإفتاء، على الصفحة الرسمية على “فيس بوك”، ردًا على جميع اسئلة: هل خلع الزوج حرام؟، حيث أن الصحيح في الخلع ما جاء في صحيح البخاري عن ابن عباس أن امرأة ثابت بن قيس: جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، ثابت بن قيس ما أعتب عليه في خلق ولا دين، ولكني أكره الكفر في الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتردين عليه حديقته، قالت: نعم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقبل الحديقة وطلقها تطليقة”، وأكد بذلك أن الخٌلع يعتبر طلقة واحدة بائنة.
الطلاق البائن والرجعي
- أعلن الشيخ أحمد وسام، مدير إدارة البوابة الإلكترونية بدار الإفتاء، إن للطلاق البائن في الإسلام شكلين، حيث وضح أن الطلاق البائن إما أن يكون بائنًا بينونة صغرى أي تطليقة واحدة، أو بائنًا بينونة كبرى اي ثلاثة طلقات،
- حيث أضاف «وسام» في رده عن سؤال: ما هو الطلاق البائن والرجعي في الإسلام؟ أن الرجل إذا قام بإطلاق زوجته ثلاث طلقات فهي البينونة الكبرى، ولا تحل له إلا أن ينكحها رجلاً آخر ثم إذا طلقها هذا الرجل يجوز لزوجها السابق الزواج بها.
يمكنك التعرف على كيف يتم الطلاق فى المحكمة وكيفية توثيقه: كيف يتم الطلاق في المحكمة وكيف يتم توثيقه
عدة الخلع عند الشافعية
- ضرورية العدة على المختلعة إذا تم الخُلْع بعد الدخول، فينبغي على المرأة المختلعة أن تكن بنفسها فترة العدة بعد القيام بالخُلْع، واختلف العديد من الفقهاءُ في حقيقة عدة المختلعة إلى رأيين مختلفين:
- الرأي الأول: يرى أن المختلعة من الصحيح أن يعد عليها حيضة واحدة تستبرئ بها رحِمَها، وهو رأيُ عثمان بن عفان وأبي ثور، ورواية عند الإمام أحمد بن حنبل.
واستدل قائلين هذا الرأي بما يلي:
- أولًا من السنة: بما رُوي عن الرُّبيِّع بنت معوذ أن ثابت بن قيس بن شماس ضرب امرأته فكسر يدها، فجاء أخوها يشتكيه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأرسل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إلى ثابتٍ فقال: «خُذِ الذي لها عليك وخلِّ سبيلها»، فقال: نعم، فأمرها الرسولُ أن تتربص حيضة واحدة وتلحقَ بأهلها، فقد جعل النبيُّ صلى الله عليه وسلم عدتَها حيضة واحدة.
- ثانيًا: من العقل أن عدة المختلعة ما هي إلا عدة استبراءٌ للرحم، ويكتفى بذلك حيضة واحدة، والمقصود ببراءة الرحم هي حدوث حيضة واحدة، فإذا كان المعنى من عدة المختلعة هو التحقق من استبراء الرحم، فقد حدث ذلك بالحيضة الواحدة.
- الرأي الثاني: هو عدة الخلع عند الشافعية والذي عليه دار الإفتاء المصرية، أن المختلعة تكون عدتها تتساوى بعدة المطلقة، وهو ثلاثة أشهر إن كانت من أصحاب الحيض، أو من ذوات الحمل إن كانت حاملًا أو غير ذلك، وبهذا الرأي قال الشافعي وأحمد في الرواية الثانية والظاهرية.
واستدل قائلين هذا الرأي بما يلي:
- أولًا: من الكتاب حيث قال الله سبحانه وتعالى: «وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ» [البقرة: 228]، ويقول جل شأنه: «وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ» (الطلاق: 4)، ويقول عزَّ مِن قائل: «وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ» (الطلاق: 4).
- ووجه الدلالة هنا أن المقصود في هذه الآيات الكريمة هو الحديث عن العدة، حيث يتضمن كافة صور الفُرقة، كما أن كلمة المطلَّقات في الآية الأولى كلمة عامة تشمل المختلعة، فتدخل المختلعة في هذا الحُكم.
- ثانيًا من السنَّة: ما رواه الإمام مالك في الموطأ عن عبدالله بن عمر أن عدةَ المختلعة عدةُ المطلَّقة، وعن مالك أيضًا أنه بلَغه أن سعيد بن المسيّب وسليمان بن يسار وابن شِهاب الزهري، كانوا يقولون: عدةُ المختلعة مثلُ عدة المطلقة ثلاثة قروء.
يمكنك التعرف على حقوق المطلقة في السعودية وعدد مرات الطلاق فى الاسلام من خلال قراءة هذا الموضوع: حقوق المطلقة في السعودية وعدد مرات الطلاق في الإسلام
الحقوق المالية بين الزوجين عند الخلع
- أكدت دار الإفتاء، الحقوق المالية بين الزوجين عند حدوث الخلع، مؤكدة بذلك أن ما صدر من الفتوى هو المعمول به في القضاء المصري أنه ينبغي على المرأة المُختلعة أولًا: ردُّ كل ما ثبت لديها مَهرًا.
- كما أوضحت الإفتاء عبر الصفحة الرسمية لها على الفيس بوك، أن المرأة المُختلعة تتنازل تماماً عن حقوقها الشرعية المالية ومنها نفقة العدَّة والمتعة ومؤخر الصداق، ولا يسقط الحق لها في حضانة الأبناء، وما يترتب عليها من النفقة وما يعادلها.
- وأما حقوقُ الزوجةِ الماليةُ الشرعيةُ التي تتنازل عنها نهائيا عندما تطلب الخُلْع والتي ذكرت في نص المادة ٢٠ مِن القانون رقم 1 لسنة 2000م: “للزوجين أن يَتراضَيَا فيما بينهما على الخُلْع، فإن لم يَتراضَيَا عليه وأقامت الزوجةُ دعواها بطَلَبِه وافتَدَت نفسها وخالَعَت زوجَها بالتنازُل عن جميعِ حقوقِها الماليةِ الشرعيةِ ورَدَّتْ عليه الصداقَ الذي أعطاه لها، حَكَمَت المحكمةُ بتطليقها عليه”.
- فالمقصود بالسابق هو المهرُ كاملاً وهو ما كان تعويضا عن البُضع ومقابِلًا للتسليم، فكل ما ثَبَتَ كونُه مَهرًا يجوز ردُّه للزوج، وكذلك تدخل فيها نفقة المُتعة فيتم سقوطها بالخُلْع، وأيضا نفقة العِدَّة تَسقط به أيضًا.
- حيث أنَّ هدف الأحكام المشروعة مِن تنظيم قانون الخُلْع هو رحمةُ المرأةِ مِن زواجٍ استحال الاستمرارَ فيه مع عَدَم إثقالِ كاهِلِ الزوجِ بالتكاليف والمسئولية، غيرَ أنَّ الحقوقَ الماليةَ الشرعيةَ التي تَسقط بالخُلْع لا تتضمن حَقوقها في الحضانة ولا حقوقَ الأبناء.
تعرف على حقوق الزوجة بعد الطلاق وحقوق المطلقة من خلال قراءة هذا الموضوع: حقوق الزوجة بعد الطلاق وحقوق المطلقة في الصداق والنفقة
حكم الخلع عن طريق المحكمة
- وأوضح الشيخ عويضة عثمان أحد شيوخ دار الفتوى، أن خلع القاضي للزوجة يعتبر طلاق بائن ولا هناك أي خلاف في ذلك، والمشرع المصري يوضح القول، بأن الخلع يعتبر طلاق صحيح فيترتب عليه كافة الحقوق التي تترتب على الطلاق العادي.
- هل الخلع فسخ أم طلاق عند الفقهاء من جانب حديث الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، وضح أن أهل العلم اختلفوا في أن الخُلع فسخ للزواج أم طلاق، وقد أوضح دليلاً للإمام الشافعي كان له رأى في الفقه القديم أن الخلع فسخ، وغير رأيه بعد ذلك في الفقه الجديد بأنه طلاق وليس فسخ كما قال في السابق فتكون العدة ثلاثة قروء.
يمكنك التعرف على كفارة يمين الطلاق عند الغضب وانواعه من خلال قراءة هذا الموضوع: كفارة يمين الطلاق عند الغضب وأنواعه ورأي الإفتاء في كثرة التلفظ بالطلاق
ومن هنا وصلنا لنهاية المقال، وقمنا بشرح وافي ومفصل عن هل يجوز رجوع الزوجين بعد الخلع، فذكرنا لكم كافة التفاصيل الخاصة بهذا الأمر، كما وضحنا أيضا الطلاق البائن والرجعي، وعدة الخلع عند الشافعية، والحقوق المالية للزوجين عند الخلع، وحكم الخلع عن طريق المحكمة، وأتمنى أن ينال هذا المقال على إعجابكم.