تعبير عن حسن الخلق
تعبير عن حسن الخلق وأهميته في التعامل مع الناس، فقد حثت جميع الأديان وأوصت بحسن الخلق مع جميع الناس، حتى مع من يختلفون معك في الرأي والأفكار والمعتقدات، فعلى سبيل المثال إذا اختلفت مع أحدهم في شيء وأدى ذلك لحدوث مشكلة بينكما، فسوء الخلق لا يؤدي إلى حل للمشاكل، بل على العكس تمامًا، فسوء الخلق يؤدي إلى تعقيد المشكلة أكثر وأكثر.
حسن الخلق تعبّر عن رقي صاحبها وتأدبه والتزامه بتعاليم دينه في معاملة البشر، ولهذا فسوف نتحدث اليوم عن حسن الخلق لكونه من أعظم الفضائل التي يمكن للمرء أن يتحلى بها.
تعبير عن حسن الخلق
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
هكذا قال أمير الشعراء أحمد شوقي في التشديد على أهمية حسن الخلق، وكونه ذا تأثير كبير في بناء الأمم وتقدمها.
والعكس أيضًا صحيح، فالأمم التي لا تهتم بقضية حسن الخلق بين أفرادها تضمحل وتندثر وتصير هباءً منثورًا كما لو لم تكن.
إقرأ أيضًا: موضوع تعبير عن السياحة للصف الرابع الابتدائي وأنواع السياحة
موقف القرآن الكريم من حسن الخلق
قد شدد القرآن الكريم على هذه القضية أيضًا ومدح الله-تعالى- نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم في كتابه العزيز حيث قال:( وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ)، ولو لم تكن هذه الصفة على قدر كافي من الأهمية لما ذكرها الله في كتابه وخصصها هي دون غيرها في مدح نبيه.
وهذا وعد من رب العزة -جل وعلا- لمن استطاع أن يكظم غيظه، ويعفو عن من أساء إليه عند مقدرته على ذلك، وهي كلها علامات على حسن الخلق والتأدب بأدب النبي صلى الله عليه وسلم، فيقول الله عز وجل: (سَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)، فيا له من وعد وعرض لا يستطيع عاقل أن يرفضه ولا يعمل على تحسين خلقه من أجل الجنة.
موقف نبينا محمد من حسن الخلق
ها هو النبي صلى الله عليه وسلم يؤكد على شدة هذه القضية وخطورتها وأهميتها بالنسبة لما يتعلق بمستقبل هذه الأمة، فيعلي من شأن حسن الخلق ويقول:(مَا مِنْ شَيْءٍ أَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ مِنْ حُسْنِ الْخُلُقِ).
كما علًق كمال الإيمان على حسن خلق العبد بقوله صلى الله عليه وسلم: (أَكْمَلُ المُؤمِنِينَ إِيمَاناً أَحسَنُهُم خُلُقاً).
فضل حسن الخلق
من الفوائد التي تعود على الشخص صاحب الأخلاق الحسنة أنه قريب من الله، وقريب من قلوب الناس خاصة المقربين منه، وصاحب الأخلاق الحميدة أحرص على أهل بيته بمن فيهم زوجته، فهو لا يظلمها ولا يهينها ولا يحطً من قدرها، وهو أيضًا مصدق عند الناس، وذو هيبة وكلمة مسموعة، وذلك بفضل أمانته وصدقه، وتلك هي نتيجة حسن الخلق، فكلنا نعرف أن النبي صلى الله عليه وسلم لما دعا قومه إلى الإسلام من أعلى جبل سلع بمكة قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: (لو أخبرتكم أن خيلًا بالوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مصِّدقي؟ قالوا: ما جربنَّا عليك كذبًا قط)، وهذا دليل على أن صاحب الأخلاق الحسنة كالصدق والخلق الرفيع هو شخص ذا قيمة عالية عند الله أولًا ثم عند الناس.
إقرأ أيضًا: موضوع تعبير عن الصدق وما فضل الصدق في الإسلام
الدعوة إلى الله بمكارم الأخلاق
ومن أعظم الأشياء التي يكون الخلق الحسن فيها ذا فائدة ملموسة هي الدعوة إلى الله عز وجل بالحكمة والموعظة الحسنة، فقد أمرنا الله تعالى بالدعوة إلى دين الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة، وهذا من مكارم الأخلاق وأحسنها، وفي ذلك يقول الله-تعالى- : “ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ”.
كما أن الصدق والصبر هما من سبل الدعوة المثلى إلى الطريق الصحيح حيث يصدق الناس صاحب الكلم الصادق والنبي صلى الله عليه وسلم خير دليل على ذلك، فقد صدقه كثير من الصحابة وآمنوا به ونصروه في دعوته لمجرد أنه كان الصادق الأمين في الجاهلية.
ومن الواضح أن حسن الخلق مصطلح شامل يحمل في طياته أخلاقًا ومعاني كثيرة، منها:
الصدق من وصايا النبي
الصدق هو سيد الأخلاق كلها بلا منازع، فعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (تقبلوا لي ستًّا، أتقبل لكم الجنة: إذا حدَّث أحدكم فلا يكذب، وإذا وعد فلا يخلف، وإذا اؤتمن فلا يخن، وغضوا أبصاركم، وكفوا أيديكم، واحفظوا فروجكم)، فقد وعد من يصدق في أقواله وأفعاله بالجنة وهذا مما يدل على عظم شأنه وعلو مقامه.
وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عليكم بالصدق؛ فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرَّى الصدق حتى يكتب عند الله صدِّيقًا…)إلى آخر الحديثَ.
فضل التحلي بالأمانة
وكم ضاعت أمم افتقدت الأمانة في أقوالها وأفعالها، فها هم قوم نبي الله شعيب -عليه السلام- يغشُون في المكيال والميزان ويقللون من قيمة هذا الفعل الآثم ولا ينتهون عنه، فأتاهم شعيب -عليه السلام- يحذرهم من خطر ما يفعلون حتى لا ينزل بهم العذاب من الله فقال لهم:(ويا قوم أوفوا المكيال والميزان ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين)، فامتنعوا عن سماع نصيحته قائلين لغيرهم:(لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْبًا إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ).
فكان ذلك سبب هلاكهم كما قال الله -تعالى-:(وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ)، وهو أمر في عبرة لمن يتفكر ويتدبر آيات الذكر الحكيم، فقد أهلك الله قومًا بأكملهم لأنهم لم يكونوا أصحاب أمانة.
إقرأ أيضًا: تعبير عن كرة القدم ومعلومات عن كرة القدم
فضل التسامح والعفو عند المقدرة
ويكفي إثبات حسن هذه الصفة ذكر قصة رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما دخل مكة فاتحًا بعد أن أخرجه قومه منها وأذاقوه الويلات في بعده عن وطنه وأرضه، وبعد كل ذلك يرى رسول الله – صلى الله عليه وسلم- أهل مكة المكرمة ينتظرون يريدون أن يعرفوا ماذا سيفعل بهم رسول الله، فهم أعداء الأمس الذين حملوا السلاح في وجه المسلمين وقاتلوا ضدهم وقتلوا من الصحابة من قتلوا، ولكنهم يفاجئون بردة فعل النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال لهم :”لا أقول لكم إلا كما قال أخي يوسف لإخوته لا تثريب عليكم اليوم، اذهبوا فأنتم الطلقاء”.
وقد عفا النبي صلى الله عليه وسلم أيضًا عن صناديد قريش الذين حاربوا الدعوة بكل ما أوتوا من قوة وجبروت ومنهم: أبو سفيان صخر بن حرب سيد قريش، وقائدهم في العديد من الغزوات ضد الرسول والمسلمين، وعكرمة بن أبي جهل، وصفوان بن أمية.
ولكن الله -سبحانه وتعالى- كافئ نبيه على مسامحته لهم بأن جعلهم من أشد المدافعين عن الإسلام وعن دعوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم في حياته وبعد مماته.
فهذه نتيجة حسن الخلق والتحلي بالأخلاق الكريمة والتمسك بها حتى وإن تغير جميع من في الكون وحادوا عن أخلاقهم.
وفي نهاية هذا المقال نتمنى أن نكون قد زودناكم بمعلومات مفيدة عن حسن الخلق وعظم ثوابه عند الله.