حديث الرسول عن الأم

حديث رسول عن الأم حيث أنها أفضل إنسان في الوجود، كرمها الإسلام ووضعها في مكانة عالية، وذكرها الرسول الكريم في كثير من أحاديثه الشريفة، الأم تمتلك المكانة الخاصة في قلوب أبنائها، فهي تقدم لهم الحب والاهتمام، من ذلك نستعرض لكم حديث الرسول عن الأم من خلال موقع زيادة.

حديث الرسول عن الأم

الأم لها مكانة عظيمة في الأسرة والمجتمع بأكمله، فهي التي تهتم بأبنائها من حيث التربية والتعليم والصحة، وتنشئتهم على أساس التربية الحميدة، استنادًا إلى القرآن والسنة، فهي التي تعد الأجيال لبناء المستقبل المشرق في العالم.

تعد الأم من معجزات الله سبحانه وتعالى للبشر، فهي من وضِعت الجنة تحت أقدامها، وقامت باحتضان جنينها لتسعة أشهر، وقامت بالتعب والسهر على أبنائها، ولكنها لم تكتك قط، وقابلت كل تلك الأوجاع والتعب بكل حب.

قام الإسلام بإدراك الدور القوي للأم في المجتمعات، ومن ذلك ذكر الرسول الكريم –صلى الله عليه وسلم- فضل الأم وقام بتوعيتنا به، ودعا الناس إلى برها وطاعتها، وذكرها في الكثير من الأحاديث الشريف، ومن حديث الرسول عن الأم ما يلي:

  • عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:” جَاءَ رَجُلٌ إلى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَقالَ: مَن أَحَقُّ النَّاسِ بحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قالَ: أُمُّكَ قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أُمُّكَ قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أُمُّكَ قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أَبُوكَ. وفي حَديثِ قُتَيْبَةَ: مَن أَحَقُّ بحُسْنِ صَحَابَتي وَلَمْ يَذْكُرِ النَّاسَ”

في ذلك الحديث الشريف قام الرسول –صلى الله عليه وسلم- بوضع الأم في المكانة العظيمة، حيث كرر كلمة “أمك” ثلاث مرات تأكيدًا ع7لى ذلك، وبالتالي يجب علينا طاعة الأم وبرها وتقديرها واحترامها.

عن بريدة بن الحصيب الاسلمي قال:” أنَّ رجلًا كان في الطوافِ حاملًا أمَّه يطوفُ بِها، فسألَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ: هل أدَّيْتُ حقَّها؟ قال: لا، ولا بِزَفرةٍ واحدةٍ

من خلال التعرف إلى حديث الرسول عن الأم، يشير هذا الحديث الشريف إلى فضل الأم العظيم على أبنها، حيث إن كل ما يفعله لأجلها لا يضاهي ألم واحد من آلام الطلق والولادة، ولا من التعب والسهر لرعاية ابنها.

اقرأ أيضًا: حديث عن سوء الظن بالناس

أحاديث أخرى عن الأم

كذلك فقد أضاف النبي الكريم العديد من الأحاديث يذكر فيها عظم مكانة الأم وقدرها عند الله تعالى، ومن تلك الأحاديث ما سيتم ذكرها في النقاط التالية:

  • في حديث الرسول عن الأمي ،يقوم النبي صلى الله عليه وسلم برواية قصة فرد قد انطبقت عليه صخرة في الغار مع أصحابه، وكان من الصالحين فدعا لله تعالى ليخرجه من محنته، وكان بره لأمه وابيه هو السبب الرئيسي في زوال تلك الصخرة من الغار والتمكن من الخروج منه، ومن ذلك الحديث ما يلي:” اللَّهُمَّ إنَّه كانَ لي والِدانِ شيخانِ كَبِيرانِ، ولِي صِبْيَةٌ صِغارٌ، كُنْتُ أرْعَى عليهم، فإذا رُحْتُ عليهم فَحَلَبْتُ بَدَأْتُ بوالِدَيَّ أسْقِيهِما قَبْلَ ولَدِي، وإنَّه ناءَ بيَ الشَّجَرُ، فَما أتَيْتُ حتَّى أمْسَيْتُ فَوَجَدْتُهُما قدْ ناما، فَحَلَبْتُ كما كُنْتُ أحْلُبُ، فَجِئْتُ بالحِلابِ فَقُمْتُ عِنْدَ رُؤُوسِهِما، أكْرَهُ أنْ أُوقِظَهُما مِن نَوْمِهِما، وأَكْرَهُ أنْ أبْدَأَ بالصِّبْيَةِ قَبْلَهُما، والصِّبْيَةُ يَتَضاغَوْنَ عِنْدَ قَدَمَيَّ، فَلَمْ يَزَلْ ذلكَ دَأْبِي ودَأْبَهُمْ حتَّى طَلَعَ الفَجْرُ، فإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنِّي فَعَلْتُ ذلكَ ابْتِغاءَ وجْهِكَ فافْرُجْ لنا فُرْجَةً نَرَى مِنْها السَّماءَ. فَفَرَجَ اللَّهُ لهمْ فُرْجَةً حتَّى يَرَوْنَ مِنْها السَّماءَ
  • جاء في حديث عن الرسول –صلى الله عليه وسلم بأنه اتاه رجل اسمه جاهمة ليسأله عن ذهابه على الغزو، ولكن سأله الرسول عن وجود امه، فلما أجاب بأنها معه، أمره الرسول الكريم بألا يذهب إلى الغزو والبقاء مع امه، لأن الجنة تحت أقدامها، وجاء ذلك في الحديث الشريف:يا رسولَ اللَّهِ، أردتُ أن أغزوَ وقد جئتُ أستشيرُكَ؟ فقالَ: هل لَكَ مِن أمٍّ؟ قالَ: نعَم، قالَ: فالزَمها فإنَّ الجنَّةَ تحتَ رِجلَيها

أحاديث شريفة عن الأم

خلال تعرفنا إلى حديث الرسول عن الأم، قام الإسلام بدعوة أبنائه إلى بر الوالدين ومعاملتها بالإحسان، ولكن كان للأم الاهتمام الخاص في الإسلام، وفي الأحاديث الشريف، حيث قام النبي –صلى الله عليه وسلم- بذكر الأم في العديد من الأحاديث، ومن تلك الأحاديث ما يلي:

  • خلال سردنا لحديث الرسول عن الأم، يذكر بأن عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:” خَيْرُ نِساءٍ رَكِبْنَ الإبِلَ، صالِحُ نِساءِ قُرَيْشٍ أحْناهُ علَى ولَدٍ في صِغَرِهِ، وأَرْعاهُ علَى زَوْجٍ في ذاتِ يَدِهِ
  • عن انس بن مالك رضي الله قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” إنِّي لَأَدْخُلُ في الصَّلَاةِ، فَأُرِيدُ إطَالَتَهَا، فأسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ، فأتَجَوَّزُ ممَّا أَعْلَمُ مِن شِدَّةِ وجْدِ أُمِّهِ مِن بُكَائِهِ
  • في حديث الرسول عن الأم، ذكر الرسول –عليه الصلاة والسلام- فضل بر الوالدين وسببه في دخول الفرد للجنة، حيث وصى الفرد بأنه يجب أن يبر والديه رغمًا عنه، خاصة في الكبر، لان العمر الكبير للوالدين هو أكثر الأوقات التي يحتاجونا فيها لكي يدخل الجنة، لأن لا يدخل الجنة من يقوم بعقوق والديه في عمرهم الصغير ثم برهما في الكبر، ومن قصر في حقهما سيحرم من الجنة، ويأتي ذلك في الحديث الشريف الذي جاء في رواية ابي هريرة عن الرسول الكريم:” رَغِمَ أنْفُهُ، ثُمَّ رَغِمَ أنْفُهُ، ثُمَّ رَغِمَ أنْفُهُ قيلَ: مَنْ؟ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: مَن أدْرَكَ والِدَيْهِ عِنْدَ الكِبَرِ، أحَدَهُما، أوْ كِلَيْهِما، ثُمَّ لَمْ يَدْخُلِ الجَنَّةَ”
  • وصى الرسول –صلى الله عليه وسلم- ببر الام، حتى وان كانت على غير دين الإسلام، حيث يجب الاحسان إليها في جميع الأحوال بالقول والفعل والمواساة، ويظهر ذلك في حديث أسماء بنت أبي بكر إلى النبي-صلى الله عليه وسلم فقالت:قَدِمَتْ عَلَيَّ أُمِّي وَهي مُشْرِكَةٌ في عَهْدِ قُرَيْشٍ إذْ عَاهَدَهُمْ فَاسْتَفْتَيْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، قَدِمَتْ عَلَيَّ أُمِّي وَهي رَاغِبَةٌ، أَفَأَصِلُ أُمِّي؟ قالَ: نَعَمْ، صِلِي أُمَّكِ”

السنة النبوية عن الأم

في إطار التعرف إلى حديث الرسول عن الأم، نرى أن رد الجميل إلى الأم من الأمور الصعبة في الحياة، حيث لا يمكن اتمامه على أكمل وجه، مهما تم برها وتقديم كل الخير إليها، فمن معجزاتها العطاء، لأنها قامت بظلم نفسها فنصاف أبنائها، وتتعب نفسهم لكي يرتاحوا عم، فهي صابرة على تربيتهم، ليكونوا في اعلى الدرجات، ومهما تبدلت الأحوال فحبها غليهم لا يتغير أبدًا.

خص الرسول -صلى الله عليه وسلم- الأم في أحاديث الشريفة، والوالدين أيضًا بشكل عام، ومن تلك الأحاديث ما يلي:

  • عن أبو أيوب الأنصاري، قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-:” من فرَّق بين والدةٍ وولدِها فرَّق اللهُ بينه وبين أَحِبَّتِه يومَ القيامةِيشير الحديث الشريف إلى رحمة دين الإسلام، ومراعاته لمشاعر الناس إلى أقصى حدج، حيث منع جلب الضرر على الآخرين، وحذر الرسول –صلى الله عليه وسلم- من التفريق بين الأم وابنائها لكيلا يفجع قلبها بهم.

يوجه الرسول صلى الله عليه وسلم توجيه على مالكين الأمة، بأنه من كان يمتلك أمة ولها أبناء، ويريد بيع تلك الأمة أو بيع إحدى أبنائها والتفريق بينهم، سوف يقوم الله سبحانه وتعالى برد ما فعله بتلك المرأة، ويفرقه عن أحبائه يوم القيامة.

  • في ضوء معرفتنا لحديث الرسول عن الأم، سأل عبد الله بن مسعود النبي –صلى الله عليه وسلم وقال:أيُّ الأعمالِ أحَبُّ إلى اللهِ تعالى؟ قال: الصَّلاةُ لِوَقتِها، فقُلتُ: ثم أيُّ؟ قال: ثم بِرُّ الوالدينِ، ثم قُلتُ: ثم أيُّ؟ قال: الجِهادُ في سَبيلِ اللهِ عزَّ وجلَّ ولوِ استَزَدتُه لزادَني.
  • عن انس بن مالك رضي الله عنه، قال رسول –صلى الله عليه وسلم: “مَن سرَّه أن يُمَدَّ له في عمرِه ويُزادَ في رزقِه فليبَرَّ والدَيْه وليَصِلْ رحِمَه

في ذلك الحديث يقوم النبي بإخبارنا عن فضل صلة الرحم بالدنيا، وأن من يصل رحمه من أمه وابيه، يقوم الله تعالى بتوسيع رزقه ويبارك فيه، ويطول الله بعمره حيث الزيادة والبركة في عمر البار بوالديه والموفق في الطاعات

بر الوالدين في السنة النبوية

في صدد التعرف إلى حديث الرسول عن الأم، نشير الى أن الأب هو أيضًا مربي أبنائه، ويساعد الأم في تنشئة الأطفال، فهو العامل الساهر في خارج منزله ليجلب لأبنائه قوت يومهم، من ذلك فإن بر الأب من بر الأب متساويين، ونعرض في النقاط التالية بعض الأحاديث الشريفة الخاصة ببر الوالدين، ومنها ما يلي:

  • سأل عبد الله بن مسعود النبي –صلى الله عليه وسلم- وأجابه:” أيُّ العَمَلِ أحَبُّ إلى اللَّهِ؟ قالَ: الصَّلَاةُ علَى وقْتِهَا قالَ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: برُّ الوَالِدَيْنِ قالَ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: الجِهَادُ في سَبيلِ اللَّهِ قالَ: حدَّثَني بهِنَّ، ولَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِي.

كان دائمًا ما يحرص الصحابة التعرف إلى ما يقربهم إلى الله تعالى، فسأله عبد الله بن مسعود عن أفضل الأعمال التي يمكن أن يفعلها ليتقرب على الله عز وجل، فقال له النبي بأنها الصلاة التي يجب تأديتها في اوقاتها.

لكن أراد الصحابي التعرف إلى الفعل العظيم الذي يلي الصلاة، فأجابه النبي-صلى الله عليه وسلم- بانه بر الوالدين واحترامهما وتقديرهما والابتعاد عن عقوقهما، ويأتي الجهاد في سبيل الله في المرتبة الثالثة من الأمور العظيمة التي تقرب الإنسان إلى الله عز وجل.

  • خلال سردنا لحديث الرسول عن الأم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إنَّ اللهَ يُوصِيكُمْ بِأُمَّهاتِكُمْ، ثُمَّ يُوصِيكُمْ بِأبائِكُمْ، ثُمَّ يُوصِيكُمْ بِالأَقْرَبِ فَالأَقْرَبِ” بأن الله تعالى يقوم بتوصية عباده بأمهاتهم، ثم التوصية بآبائهم، ثم التوصية بمن هم في درجة القرب بعد الأم والأب.
  • في رواية بريدة بن الحصيب الأسلمي، عن النبي –صلى الله عليه وسلم بان جاءت غليه امرأة وقالت:” يا رسولَ اللهِ إنِّي كنتُ تصدَّقتُ على أمِّي بصدقةٍ فماتت ورجعت الصَّدقةُ إليَّ، قال: فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: وجب أجرُك ورجعت إليك صدقتُك، فقالت: يا رسولَ اللهِ إنَّ أمِّي ماتت ولم تحُجَّ أفأحجُّ عنها؟ قال: نعم حُجِّي عنها، قالت: إنَّ أمِّي ماتت وعليها صومُ شهرٍ أفأصومُ عنها؟ قال: نعم فصُومي عنها

يبين لنا الحديث بانه يستطيع المرء الصيام عن أمه المتوفية التي لم تصم بعض الأيام، ويمكن أداء فريضة الحج عنها، وتكتسب المتوفية ثواب ذلك، اما فيما يخص الصدقة، فهي تعود إلى التصدق على الام بجارية، ولكنها ماتت، في تلك الحالة يثبت اجر المتصدق عند الله تعالى بسبب تصدقه على أمه.

اقرأ أيضًا: بحث عن حياة الرسول ونشأته

بر الأم والاب في الاسلام

كرم الإسلام الآباء والأمهات، وخصهما بالذكر في الكثير من الأحاديث الشريفة، لأنهم يسهرون على راحة أبنائهم، ويبذلون اقصى جهدهم لتوفير الحياة الكريمة لهم، من ذلك نوضح حديث الرسول عن الأم والأب في النقاط التالية:

  • جاء على النبي –صلى الله عليه وسلم- رجلًا، وسأله بأن يقوم بالجهاد في سبيل الله، ولكن بعد أن عرف النبي بأن للرجل والدان، فحثه بأن يقوم ببرهما لأن ذلك من الجهاد، وسوف يأخذ ثوابه، ونص الحديث الشريف عن رواية عبد الله بن عمرو:”(أحَيٌّ والداكَ)؟ قال: نَعم قال: (ففيهما فجاهِدْ)
  • في رواية عبد الله بن عمرة، قال النبي –صلى الله عليه وسلم-:” رضا اللهِ في رضا الوالدينِ وسخطُ اللهِ في سخطِ الوالدينِ“، وفي ذلك الحديث يقوم النبي –صلى الله عليه وسلم- بالإشارة إلى المكانة العظيمة التي وضع بها الله عز وجل الأبوين، حيث إن إذا بر الابن والديه ورضوا عنه، فسوف يرضى عنه الله، وإذا لم يرضوا عنه، فغن الله تعالى سوف يغضب منه.
  • عن ابي هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-:” لاَ يجزي ولدٌ والدًا إلاَّ أن يجدَهُ مملوكًا فيشتريَهُ فيُعتقَهُيشير الحديث إلى عظمة حق الوالدين على أبنائهم، وان القرب على الوالدين من أعظم طرق التقرب الى الله تعالى في الإسلام.

جعل الله تعالى بر الوالدين من أسهل واوسع الطرق التي تؤدي إلى الجنة، وجعل الله تعالى عقوق الوالدين من أعظم الكبائر التي قد يقوم بها الإنسان في حياته، حيث تؤدي على عذابه المهين.

يشير الرسول صلى الله عليه وسلم في ذلك الحديث إلى أن الابن لا يستطيع أن يسدد حق أباه عليه إلا إذا كان ذلك الاب مملوكًا، ويقوم بشرائه من أمواله الخاصة ثم يعتقه ويحرره.

القرآن الكريم وفضل الأم

بعد التعرف إلى حديث الرسول عن الأم، نشير الى أن ذكر القرآن الكريم الأم في الكثير من الآيات التي توضح مدى عظمة الم، ومدى عظمة افعالها لكي تقوم بتربية أبنائها، وتوصي تلك الآيات الإنسان بأنه يجب أن يبر أمه وأبيه ولا يعقهما، ومن تلك الآيات ما يلي:

  • (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ، وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ۚ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) [سورة لقمان 14-15]

تشير تلك الآيات الكريمة الى أن قام الله تعالى بتوصية الابن على والديه، لأن قامت أمه بحمله تسعة أشهر، وارضعته وأنهت تلك الفترة خلال عامين، لذلك يجب عليه برهما، لمحاولة ان يوفي حق ما فعلته أمه معه.

يوصي الله عز وجل الإنسان بألا يطيع أبائه في الشرك والمعاصي، ولكنه يقوم بمعاملتهم بشكل جيد في الدنيا ولا يقوم بعقوقهما.

  • (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ۖ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ۖ وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ۚ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ۖ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) [سورة الأحقاق الآية 15]

بر الوالدين

أمرنا الله تعالى في تعاليم الإسلام ببر الوالدين، سواءً كانوا أحياء أو أموات، لأن برهما من طاعة الله عز وجل والتقرب إليه، ويعد بر الوالدين من أسباب دخول المسلم إلى الجنة، ومن خلال طاعة الوالدين واحترامهما لا نستطيع ان نعطي الوالدين حقهما فيما فعلوه معنا، وبر الوالدين بعود على المرء في مستقبله، لن سوف يقوم أبنائه ببره كما فعمل ما والديه في الماضي.

في صدد التعرف إلى حديث الرسول عن الأم، توجد العديد من الأحاديث الشريفة والآيات القرآنية التي تعرفنا إلى فضل بر الوالدين، ومنها ما يلي:

  • عن عبد الله بن عمرو:” جاءَ أعْرابِيٌّ إلى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، ما الكَبائِرُ؟ قالَ: الإشْراكُ باللَّهِ. قالَ: ثُمَّ ماذا؟ قالَ: ثُمَّ عُقُوقُ الوالِدَيْنِ. قالَ: ثُمَّ ماذا؟ قالَ: اليَمِينُ الغَمُوسُ. قُلتُ: وما اليَمِينُ الغَمُوسُ؟ قالَ: الذي يَقْتَطِعُ مالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ هو فيها كاذِبٌ.

يشير الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أن أعظم الكبائر هي الشرك بالله، وثاني أعظم تلك الكبائر هي القيام بعقوق الوالدين وعدم الإحسان اليهما وتقديرهما واحترامهما، ومن ثالث الكبائر في حياة الفرد هي القيام بالقسم وهو يعلم أنه كاذب.

  • في القرآن الكريم، ورد بر الوالدين في قوله تعالى:( وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا، وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا) [سورة الاسراء الآيات 24-25]

تشير الآيات الكريمة إلى الخضوع للوالدين واحترامهما والتذلل لهما، فمهما بلغت مكانة الإنسان من علو في المناصب العلمية والاجتماعية، فإن الفرد لا يعلو على والديه، حيث عن بسبب ما فعله الوالدين من التعب والسهر لتوفير الراحة وجميع احتياجاته، ما كان قد وصل الى المكانة التي بها الان.

أحاديث شريفة عن بر الوالدين بعد الوفاة

يعد بر الوالدين من أعظم أعمال الفرد في الدنيا، ومن أفضل الطرق ليتقرب الفرد في طاعته الى الله عز وجل، وبعد وفاتهما يستمر البر من خلال الدعاء، والاستغفار عنهما، والحرص على قضاء ديونهم، والإحسان على من أحبوه في حياتهم.

بعد سرد حديث الرسول عن الأم، قام الرسول صلى الله عليه وسلم بذكر بر الوالدين بعد وفاتهما في الأحاديث الشريفة التالية:

  • عن ابي هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-:” تُرفعُ للميِّتِ بعد موتهِ درجتُهُ فيقولُ أي ربِّ أيُّ شيءٍ هذه فيقالُ لولدِكَ استغفَرَ لك
  • عن ابي هريرة رضي الله عنه، قال النبي-صلى الله عليه وسل-:” إِذَا مَاتَ الإنْسَانُ انْقَطَعَ عنْه عَمَلُهُ إِلَّا مِن ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِن صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو له”

عقوق الوالدين

بعد التعرف إلى حديث الرسول عن الأم، نذكر بأن على الرغم من الفضل الكبير الذي يعود على البار بوالديه، وعلى الرغم من الأفعال العظيمة التي قام به الآباء تجاه أبنائهم، توفيًا للحياة الكريمة إليهم، إلا أن هناك الكثير من الأبناء الذين ينسون فضل الوالدين عليهم، ويقوموا بمعاملتهم بأبشع الطرق، ويظهر ذلك في النقاط التالية:

  • القيام بالأفعال او قول الكلام الذي يحزن قلبهما، أو يتسبب في بكائهم، ويدل الحديث الشريف التالي عن ذلك الفعل، حيث جاء في رواية عبد الله بن عمرو:” جاء رجلٌ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ فقال جِئتُ أُبَايِعُك علَى الهِجرةِ وتركتُ أبويَّ يبكِيانِ فقال: ارجِع إليهِما فأضْحِكْهُما كما أبكيْتَهُما
  • شتم الوالدين ولكن ليس بشكل مباشر، حيث التسبب في شتمهما من الآخرين، وجاء ذلك في الحديث الشريف، حيث قال الرسول –صلى الله عليه وسلم-:إنَّ مِن أكْبَرِ الكَبائِرِ أنْ يَلْعَنَ الرَّجُلُ والِدَيْهِ. قيلَ: يا رَسولَ اللَّهِ، وكيفَ يَلْعَنُ الرَّجُلُ والِدَيْهِ؟ قالَ: يَسُبُّ الرَّجُلُ أبا الرَّجُلِ، فَيَسُبُّ أباهُ، ويَسُبُّ أُمَّهُ”.
  • عدم الاهتمام بزيارتهم، أو القيام بالاطمئنان عليهم، أو السؤال عنهم.
  • التبرء منهما، والتخلي عنهم، حيث تركهم في دور المسنين، او عدم الاهتمام بأي طريقة.
  • النظر اليهما من خلال نظرة الازدراء أو الحقد في حالات الغضب، أو الجلوس في أوضاع غير لائقة عند دخول إحدى الوالدين على المجلس.
  • التكبر على الوالدين ومنعهما من الدخول إلى منزلهما أو الامتناع عن مقابلتهما.
  • ادخال المنكرات إلى المنزل، والقيام بها أمامهم، مثل: شرب الخمر والمسكرات، والحصول على المخدرات، ولعب الميسر.

اقرأ أيضًا: حديث عن فضل شهر رمضان

كيفية بر الأم

في إطار تعرفنا إلى حديث الرسول عن الأم، نعرف كيف نقوم ببر الأم؟ بعد التعرف على فضلها علينا، وما فعلته من أجل أن نكون في المكانة التي نحن بها الآن، في محاول لرد الجميل، على الرغم من أي فعل سوف نقوم به لا يوفي حقها، ومن تلك النصائح ما يلي:

  • طاعة الم في كل ما تامرنا به، إلا إذا كان ذلك الامر به معصية لله تعالى او به ضرر للنفس او إيذاء للغير.
  • الحفاظ على شرف الأم وسمعتها، والحرص أن تكون السبب في دعاء الناس لوالدتك بسبب حسن اخلاقك وتربيتك، ومعاملتك الحسنة مع الآخرين.
  • تجنب الضجر والتأفف والسب، سواءً كان للأم أو إلى شخص آخر في حضورها.
  • الحرص على مساعدة الأم في جميع اعمال المنزل، من حيث الترتيب والتنظيف، والطهي، والذهاب إلى السوف بدلًا عنها، والذهاب معها الى الطبيب.
  • السرعة في إجابة النداء إليها دون التعمد في التباطؤ أو التأفف.
  • الأخذ برأيها في العديد من الأمور، وفي حالة التخالف مع رأيها، يجب القيام بمخالفته بأسلوب ملئ بالاحترام والادب.
  • تجنب الدخول في النقاشات والجدال الحاد معها، لأن قدد يؤدي ذلك إلى غضبها، وفي حالة الاضطرار إلى ذلك يجب أن تتسم باللطف والود.
  • إدخال الفرحة إلى قلبها من خلال التفوق في الدراسة، والنجاح والتفوق الدائم في الدراسة والعمل.
  • الاصغاء الى حديثها، وعدم مقاطعتها، حيث احترام مجلسها وعدم فعل ما يغضبها.
  • عدم الكذب عليها، والحرص على ارضائها بشكل دائم.
  • الحرص على عدم القيام بتفضيل الزوجة على الأم، حيث منع الأم عن زيارتها لك، وأو الخضوع لمر الزوجة بألا تذهب إلى أمك، او رؤية الجدة للأولاد.

بر الأم من أعظم الأعمال التي يقوم بها الفرد في الحياة، فذلك البر تم ذكره في حديث الرسول عن الأم، وفي الكثير من الآيات الكريمة التي أمرنا الله عز وجل بها، بأهمية وفضل بر الأم والأب، وما سوف يعود علينا من القيام بذلك.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.