تفسير سورة الزلزلة وسبب نزولها
إذا زلزلت الارض زلزالها في الدين الإسلامي يعني قيام يوم القيامة، ويوم التناد، ويوم الفصل، وغيرها من المصطلحات التي تشير إلى قيام الموتى، و ندائهم حتى يتلقوا حسابهم، وهو يوم إنتهاء الحياة سواء للبشر أو لجميع المخلوقات، وبداية لحياة أخرى بعد حساب البشر على أعمالهم، ومن علامات يوم القيامة هي انشقاق السماء، وتزلزل الأرض، وتظلم الشمس، والقمر، والنجوم، وتعد سورة الزلزلة من السور التي تصف هول ذلك اليوم، وتتكلم عن الأرض، وما سيصيبها، وما سيحدث بها، لذلك سنقوم بذكر كافة المعلومات التي ذكرها القرأن الكريم عن هذا اليوم في هذا المقال عبر موقع زيادة.
إذا زلزلت الارض زلزالها
- هي الآية رقم (1) من سورة الزلزلة من أصل ثماني آيات، و يكون ترتيبها في القران الكريم التسعة وتسعين، وعدد كلماتها ستة وثلاثون كلمة، وعدد حروفها مائة وستة وخمسون حرفًا بدون الهمزات، وهي في آخر الجزء الثلاثين.
- هناك اختلاف حول مدنية أو مكية السورة فيقول قتادة، ومقاتل أنها سورة مدنية لأن أبا سعيد الخدري حينما نزلت السورة سأل عن معني الآية رقم (7)و (8) ويذكر أن أبا سعيد الخدري قد التحق بالرسول في المدينة المنورة، ويقول عباس، ومجاهد وعطاء أنها سورة مكية لأنها جاءت على نفس السور المكية، ولكن المرجح أنها سورة مدنية.
- تتحدث سورة الزلزلة عن أهوال يوم القيامة، ومن تلك العلامات هي زلزلة الأرض أي أن عندما سيأمر الله الملك إسرافيل بالنفخ في الصور ففي النفخة الأولي ستهتز الأرض بشدة بدرجة تؤدي إلى إخراجها لكل ما في باطنها من كنوز، وموتى، وقبور، وترج ما عليها.
- أتت كلمة زلزلة مع الأرض لأنها تعد صفه من صفات الأرض.
إقرأ أيضًا: سورة الزلزلة في المنام وقراءة سورة الزلزلة سورة الزلزلة لرؤية ما تريد في المنام
ما هو سبب تسمية سورة الزلزلة بهذا الاسم
قد سميت سورة الزلزلة بذلك الاسم نظرًا لبدئها بلفظ الزلزلة في الآية (1)( إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا) فتكون أسماء السور لها الدلالة على مضمون ما تحتويه آيات السورة نفسها، وتعد كلمة الزلزلة من الأسماء المتعارف عليها ليوم القيامة مثل القارعة، والغاشية، والحاقة، والتغابن، وكل تلك السور تتحدث عما سيحدث يوم القيامة من أهوال بعد النفخ في الصور وتقدم التحذير من الله، وإضافة إلى ذلك توجد الأسماء الأخرى ليوم القيامة التي ذكرت في آيات القرآن الكريم مثل الصاخة، واليوم الموعود، ويوم التلاق، ويوم التناد.
سبب ومناسبة نزول سورة الزلزلة
- كان الكفار كثيرًا ما يسألون عن ميعاد يوم القيامة، ومتى هذا الوعد من الله بقيام الساعة إن كان دين الإسلام على حق كما جاء في سورة القيامة (يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ) وفي سورة الملك (وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ).
- فنزلت آيات السورة التي تشير بعلامات الساعة منها زلزلة الأرض بدأت بالآية إذا زلزلت الأرض زلزالها، وبالرغم من أن الأرض معرضة كثيرًا لحدوث الزلازل، ولكن ذكرت زلزالها بدل من زلزال لتدل على عظمة، وقوة الزلزال فهو زلزال لم يحدث بقوته من قبل.
- فقد ضرب الله الأمثلة عن علامات يوم القيامة، ولا يمكن ذكر اليوم بالتحديد لأنه يعد من أسرار الغيب لا يعلمها إلا الله فهو عالم الغيب والشهادة.
- سورة الزلزلة، وغيرها من السور كالقارعة والواقعة، وغيرهم من الآيات التي تصف أهوال يوم القيامة أنزلها الله في الأصل بغرض تحذير الناس من إرتكاب المعاصي، وحثهم على الإيمان
ذهول الناس من الموقف
- (قَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا) يتعجب الخلق جميعًا من زلزلة الأرض، ويتسألون حول ما يروه من ذلك الموقف الذي لم يروه من قبل.
- لكن لن يتوقف تعجب الخلق من زلزلة الأرض فقط فإن الله سيوحي إلى الأرض لتتحدث عما جرى عليها سواء من خيرًا، أو شر منذ بداية البشرية إلى ذلك اليوم الموعود مما سيثير في نفوسهم الخوف، والرعب، أو الطمأنينة لمن آمنوا وصدقو بالله الواحد الأحد.
- حكمة الله من تكلم الأرض هي الشهادة بما ارتكبه كل إنسان من خير، أو شر حتى وإذا كان ذنب يظنه بسيط فستخبر الأرض بكل شيء فجميع الأعمال ستعرض بغض النظر عن جنس، أو عرق، ولن يستطيع أحد الإنكار.
إقرأ أيضًا: أسرار قراءة سورة الزلزلة 7 مرات والدروس المستفادة منها
مصير الخلق بعد زلزلة الأرض
- (يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ) بعد زلزلة الأرض، وإخراج ما بها يسير الناس متفرقين حتى يحاسبوا من الله سبحانه وتعالي فمنهم من سيأخذ كتابه بيمينه، أو بيساره وفق أعمالهم.
- (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)) تشير الآيتين على دقة، وعدل الله سبحانه وتعالي في محاسبة الخلق فكل عمل يحتسب عند الله، ويكتب في صحيفة العبد فهي تحذير من الله بضرورة التفكير في فعل أي عمل هل سيغضب الله أم لا حتى لا يندم العبد بعد فوات الأوان.
- ثم بعد ذلك يفرح، أو يحزن العبد على ما قدم في كتابه من أعمال، ويكون طريقه بعد ذلك الجنة، حيث النعيم، أو النار، وبئس المصير.
فضل قراءة سورة الزلزلة
- من فضل قراءة سورة الزلزلة أنها تساعد بالعلاج من أي مرض جسدي، أو نفسي عندما تقرأ بالرقية الشرعية فهي تعتبر حماية لمن يقرأها ضد أي مكروه، فذلك كما قال رسول الله (لا تملوا من قراءة إذا زلزلت الأرض زلزالها(
- كما يكون لسورة الزلزلة فضل في الاستخارة في شيء يشغل بال الإنسان فإذا نام المرء على وضوء، وباتجاه القبلة، وقام بقراءة سورة الزلزلة سبع مرات، ومن الأفضل أن يتم ذلك في يوم الخميس، أو الإثنين بإذن الله سيرشده قلبه إلى أخذ القرار الصواب.
- من أفضل السور التي يستحب قرأتها في صلاة الفجر هي سورة الزلزلة فهي تحصن للمؤمن.
- يكمن فضل سورة الزلزلة عند قراءتها مائة مرة مع سورة الواقعة تكون سبب لزيادة الخير، والرزق.
- كثرة تلاوة السورة، والإدمان على ذلك يكافئه الله بالجنة لتكون مسكنه في الأخرة.
- تقلل عليه من سكرات الموت حين يكشف الله عنه الغطاء ليرى مكانه في الجنة ثم يقبض ملك الموت روحه لتصعد، وتدخل الجنة.
- وقراءة السورة سبعة مرات بالبيت تطرد الجن، والشياطين، وتجعل البيت تسكنه الملائكة.
إقرأ أيضًا: سورة الزلزلة لترحيل الظالم سريعًا
كم تعادل سورة الزلزلة من القرآن الكريم
- قد اختلفت الأقاويل حول ما تعادله سورة الزلزلة من القرآن وعن النبي صل الله عليه وسلم قال (من قرأ السورة أعطي من الأجر كمن قرأ ربع القرآن) كما جاء عن الرسول صلي الله عليه وسلم قال (من قرأ إذا زلزلت أربع مرات، كان كمن قرأ القرآن كله)، وتأتي في أقاويل أخرى بأنها تعادل نصف القرآن كما جاء عن ابن العباس عن الرسول صل الله عليه وسلم (إذا زلزلت الأرض زلزالها تعدل نصف القرآن).
- فهناك اختلاف حول ما تعادله فيقول البعض قراءتها مرتين تعادل القرآن كله، والبعض الآخر يقول أنها سدسه، أو ربعه، ولكن تجتمع الأغلبية على أنها تعادل نصف القرآن.
- نظراً لأهمية يوم القيامة في العقيدة الإسلامية تتعدد سور القرآن التي تشمل وصف لذلك اليوم، وتقدم التحذير من الكفر أو الشرك بالله أو ارتكاب ما يغضب الله.
في نهاية مقالنا لقد قمنا بالتحدث عن إذا زلزلت الارض زلزالها والذي يعني يوم القيامة وبعض المعلومات لأخرى حول يوم القيامة.