تفسير الآية الكريمة ” وعسى ان تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا “
وعسى ان تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا ، هذه الآية تتكرر علينا بشكل مستمر طوال حياتنا وبالأخص عندما يتمنى الإنسان أحد الأشياء ولكن لا يعطيها الله له، ومن المؤكد بأن الله هو المعطي وإليه يرجع كل شئ لذلك عندما يأخذ الله منا أحد الأشياء أو يبعدها عنا فربما في ذلك بلاء كبير وانصرف بعيداً عن طريقنا وحياتنا ويكون ذلك خير كبير جداً، وسوف نوضح لكم في هذا الموضوع عبر موقع زيادة تفسير الآية الكريمة ” وعسى ان تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا ” سورة النساء الآية 19.
ومن هنا سنتعرف علي موضوع رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي.. تفسير الأيةوإعرابها: رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي.. تفسير الأيةوإعرابها
وعسى ان تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا
تعد هذه مقولة وعسى ان تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا من أهم التفسيرات التي وردت عن الكثير من العلماء والمفسرين، حيث تعتبر من أهم القواعد والأساسيات التي تعطي وتمنح أثر كبير جداً في حياة العديد من الأشخاص وبالأخص الأشخاص الذين يتبعون هذه المقولة في حياتهم كقاعدة أساسية وأولوية، ويؤمنون بها بشكل كبير، ويؤمنون أيضاً بقضاء الله وقدره، وما قسمه لهم من أشياء.
فقد ذكر الله – سبحانه وتعالى- في بعض الآيات هذا المعنى بشكل واضح فمثلاً في سورة البقرة قال الله – سبحانه وتعالى-: بسم الله الرحمن الرحيم”وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون” صدق الله العظيم.
حيث يعتبر التفسير الخاص بهذه الآية هو أن الله يعلم ما لا نعلمه، فهناك العديد من الأشياء التي نتمناها، ونطلبها من الله -سبحانه وتعالى- ونحبها بشكل كبير ولكن الله يعلم بأن هذه الأشياء سوف تشكل لنا أضرار كبيرة في حياتنا القادمة فيأخذها منا.
فهناك العديد من الأشخاص التى ترضى بقضاء الله اعتماداً على كلامه العظيم في قرآنه الكريم وتتمنى من الله أن يعطيها خير من ذلك ويصبرها على الرضا بالقضاء والقدر حتى تأخذ ثواب المؤمنين الواثقين في اختيار الله – سبحانه وتعالى-.
ومن هنا يمكنكم قراءة موضوع تفسير قراءة سورة الفاتحة على الجن في المنام لابن سيرين: تفسير قراءة سورة الفاتحة على الجن في المنام لابن سيرين
تفسير هذه المقولة كما فسرها المفسرون
مما لا شك فيه بأن الإنسان عندما يمر بالكثير من الأشياء الصعبة التي لا يتحملها والتي لا تريدها نفسه سواء كان حزن أو مصيبة كبيرة أو فقدان لأحد الأشخاص المقربين إليه، أو المرور ببعض الأزمات المالية أو الصحية، أو غيرها، عندها يشعر الإنسان بالحزن.
وأن هذه الأشياء ربما تقضي عليه وعلى كل أحلامه، ولكن بعد ذلك يهدأ ويتأمل في الآية الكريمة ” وعسى ان تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا ” بشكل كبير ويفهمها فيعرف بعدها بأن بعض هذه المصائب ما هي إلا فوائد كبيرة له لا يعرف قيمتها.
وذلك لأن الله – سبحانه وتعالى- لا يريد أن يحزن عبده المؤمن ولكن يمتحنه ويختبر صبره على قضائه وقدره، فهناك الكثير من الأشخاص التي تبحث دائماً عن بعض الأمور التي تبان كأنها خير.
ولكنها بداخلها الكثير من الشرور لهذا الإنسان ولأن الله يحب عبده يعمل على إبعاد هذه الشرور عنه حتى وإن كان يتمناها، وبعد ذلك يكتشف الإنسان مدى قدرة الله – سبحانه وتعالى- في حمايته من نفسه عندما منعه من بعض الأشياء التي كان يريدها لكي يحقق له ما هو أعظم وأفضل.
يمكن التعرف على معلومات عن معنى صلى الله عليه وسلم وفضل الصلاة على النبى محمد أضغط هنا: معنى صلى الله عليه وسلم وفضل الصلاة على النبى محمد
ما يحمله معنى الآية من أثر عظيم لنفس الإنسان
عند التأمل في كل كلام الله ورسوله العظيم عن مقولة وعسى ان تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا نشعر وقتها بالكثير من الراحة النفسية والاطمئنان الذي يسكن القلب.
وذلك نظراً لما تحمله هذه المقولة من تفسير لبعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تدل على مدى قدرة الله – سبحانه وتعالى- في حماية عبده من بعض الأضرار والمصائب التي كانت سوف تقع عليه إذا استمر معه هذا الشيء الذي يكرهه.
وأيضاً هناك بعض الأشياء والأمور التي لا نتمناها في الحياة ولكن يمنحها الله لنا ولكن بعد ذلك نعرف ونتأكد من أن الله كان يخبئ لنا الكثير من الخير والفضل الكبير عما فقدنا وكان مقرب من قلبنا.
هناك بعض الآيات التي يمكن استخدامها في ارجاع الزوج لزوجته، وإذا كنت ترغب في التعرف على أهمية دعاء تسخير الزوج لزوجته مجرب وما هي الآيات؟، يمكنك زيارة مقال: ايات قرانية لارجاع الزوج لزوجته وأهمية دعاء تسخير الزوج لزوجته مجرب
بعض الشواهد والوقائع الدينية التي تؤكد لنا هذه المقولة
وعسى ان تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا الكثير منا يعرف بعض قصص القرآن الكريم التي تؤكد لنا حكمة الله -سبحانه وتعالى- في إعطاء الإنسان بعض الحزن والأسى لكي يبدله بعد ذلك بالفرحة والأمل.
ومن أهم قصص القرآن الكريم التي تؤكد لنا بأن الله لا يأخذ شيئاً إلا إذا كان يخبئ لنا الأفضل، ولا يعطي شيئاً إلا وإذا كان يحمل الكثير من المنافع والخير للإنسان هي:
هناك العديد من التفسيرات القرآنية التي عليها تشرح لنا أحكامنا الشرعية، ومنها ما يتعلق باليتامى وقد جمعناها لك عبر مقال: وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى .. تفسير الآيات القرآنية
أولاً: قصة سيدنا موسى
عندما أمر الله – سبحانه وتعالى- أم موسى أن تلقي ولدها في البحر، جميعنا يعرف بأن أم موسى عندما أنجبت ابنها كان فرعون يقتل كل طفل ذكر يولد في هذا التوقيت فعندها أمرها الله – سبحانه وتعالى- بأن تقوم بإلقاء ابنها في اليم ومن الطبيعي أن تحزن الأم عند التخلي عن ابنها، ولكن كان ذلك من الأشياء التي كانت تخبئ له الكثير من الآثار الطيبة في حياته ومستقبله لأنها عملت على حمايته من القتل في هذا الوقت كما وفرت له حياة كريمة ورفعت من شأنه بشكل كبير فيما بعد.
يمكن التعرف على معلومات عن وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب وتفسير الاية الكريمة أضغط هنا: وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب وتفسير الاية الكريمة
ثانياً : قصه يوسف عليه السلام ويعقوب وما مروا به من حزن شديد
وتحكي القصة تفاصيل البلاء الشديد الذي وقع فيه سيدنا يعقوب بعد فقدانه لابنه نبى الله يوسف وحزنه الشديد عليه بعد أن ألقاه إخوته في البئر ، وكيف أبدل الله – سبحانه وتعالى- ذلك الحزن بما هو أفضل فيما بعد.
هناك بعض الصفات التي قد أطلقت على بعض السور القرآنية، فما هي السورة التي يطلق عليها سنام القرآن وسبب تسميتها بهذا الاسم؟، كل هذا وأكثر يمكنك التعرف عليه عبر مقال: ما هي السورة التي تسمى سنام القرآن؟
ثالثاً: قصة الغلام الذي قام بقتله الخضر
ففي هذه القصة نجد بأن الكثير من الأشخاص تتمنى أن ترزق بولد ولكن هي لا تعلم بأن هذا الولد سوف يكون من الأبناء العاقين بهم عندما يكبر فيكون من الأفضل لهذا الشخص أن يمنعه الله – سبحانه وتعالى- من الإنجاب حتى لا يعرضه للكثير من المتاعب عندما يكبر وحفاظاً عليه من الحزن والهم في باقي حياته، فهنا نجد بأن في بعض الأوقات الحرمان من أحد النعم مثل الإنجاب يكون له فضل كبير جداً على الإنسان لا يعرف قيمته الإنسان في وقتها، فهذا يكون رحمة من الله – سبحانه وتعالى- به وحرصاً على سلامته وراحته باقي حياته حتى وإن كان لا يشعر بذلك.
تعطينا الآيات القرآنية الحكم والمواعظ والكثير من الأحكام الشرعية التي قد وضعها الله سبحانه لعباده لإعمار الأرض والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومنها ما قيل في الفاحشة والحكم الشرعي الذي يجب تطبيقه على صاحبها، وقد جمعنا لك عبر مقال: واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم.. تفسير الآيات
شواهد من الواقع تؤكد حكمة الله من الآية
عند النظر في الواقع المحيط نجد ما يؤكد صحة معنى وعسى ان تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا حيث توجد الكثير من الشواهد والدلائل التي توضح لنا ذلك، ومنها هذه الدلائل والشواهد الواقعية والحقيقة التي تحدث في حياتنا اليومية بشكل كبير وهي:
- عندما ذهب طالب إلى أحد البلاد الأجنبية للدراسة وعندما بدأت فترة الإمتحانات الخاصة به في ذهب هذا الطالب إلى أحد الأماكن المجاورة لكي يستطيع المذاكرة بشكل هادئ، فقطف بعض النباتات من هذا المكان وكانت محمية طبيعية فقبض عليه وحُبس يوم كامل.
- وكان الطالب يصرخ بشكل كبير، ويطلب منهم أن يخرجوه لكي يذهب إلى الإمتحان ولكن قضاء الله في هذا الوقت كان ألطف بهذا الطالب من أي شيء لأن السفينة التي نقلت الأشخاص من المكان إلى مكان الإختبار غرقت بأكملها ولم ينج من هذه الواقعة إلا هذا الطالب بلطف الله وحسن اختياره للإنسان.
يمكن التعرف على معلومات عن ماهي السورة التي بها سجدتان وما هو تفسيرها وسبب تسميتها ونزولها أضغط هنا: ماهي السورة التي بها سجدتان وما هو تفسيرها وسبب تسميتها ونزولها
الدروس المستفادة من هذه القاعدة
كما قلنا من قبل في تفسير لمعنى هذه الآية التي تخص شرح بعض آيات القرآن الكريم فنجد أنه ما هو إلا حب كبير جداً من الله – سبحانه وتعالى- للإنسان، وأحياناً يكون إنقاذ له من بعض المصائب والفواجع التي كانت سوف تمر به.
وبالفعل وعسى ان تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا لأن الله – سبحانه وتعالى- يحب عبده المؤمن ويكون ألطف عليه من نفسه في كل الأوقات لأنه يعلم ما نجهله نحن وأن مهما فعل الإنسان لكي يحصل على بعض الأمور لن ينال إلا ما أراد الله – سبحانه وتعالى- أن يعطيه مهما حاول وسعى لكي يحقق هذا الأمر.
وفي النهاية يجب على الإنسان أن يسعى إلى فعل الخير ويترك الباقي على الله – سبحانه وتعالى- ويرى الخير والسعادة التى سوف ينالها.
بعض السور القرآنية قد أطلق عليها بعض الصفات نسبة إلى سبب نزولها ومكان نزولها، فما هي سورة الفرائض؟ ولماذا سميت بهذا الاسم؟، إذا كنت تبحث عن التفاصيل يمكنك زيارة مقال: ما هي سورة الفرائض؟ ولماذا سميت بهذا الاسم؟
تعد قاعدة وعسى ان تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا من أهم القواعد التي يجب على الإنسان الإيمان والإيقان بها، وذلك بالرغم من كل ما يمر به الإنسان في حياته اليومية، فالرضا بما قسمه الله لنا كنز عظيم يبعد عنا الكثير من الأمور التي نجهلها ولا يعلمها إلا الله وحده لا شريك له.