ما هي العلمانية؟

ما هي العلمانية تشير العلمانية إلى مجموعة من المعتقدات التي لا تجوز أن يشارك الدين في المجالات الاجتماعية والسياسية في الدول، وهي نظام فلسفي اجتماعي وسياسي يمنع كافة الطقوس الدينية، لذا أدعوك للتعرف على المزيد عبر موقع زيادة .

 حقيقة العلمانية

  • العلمانية كلمة لا صلة لها مطلقاً بمعني مشتقات العلم، وتعد مصطلح غربي يخرج منه انتصار العلم على الكنيسة النصرانية.
  • وباسم دينهم المحرف حاربت التحضر في الجانب الغربي الذي يمنع العلم التجريبي والاكتشافات المتواجدة له.
  • وانتشر التعبير عنها بالعديد من المصنفات التابعة للإسلام أنها تعني فصل الدين عن الدولة، وهذا المعنى قاصر لا يتجسد فيه معنى العلمانية وشمولها لأفراد الدولة، والسلوك الذي ليس له ارتباط بالدولة.
  • يمكننا التعبير عن معناها ودلالتها بعبارات أكثر تشابه لحقيقة العلمانية بأنها إنشاء حياة على غير الدين.
  • وبغض النظر عن عقيدة وفلسفة العلمانية التي قد نشأت وسط الحضارة الغربية المتأثرة بالنصرانية الاشتراكية.
  • إن العلمانية اللادينية مذهب دنيوي قديم يرمي إلى ابتعاد الدين عن الحياة في الدنيا، ويدعونا لإنشاء حياة مادية في مختلف نواحيها الاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية والقانونية وغيرها من النواحي.
  • وعلى أرضية العلم الدنيوي وتحت حكم العقل والتجريب، يجب مراعاة المصلحة بتنفيذ مبدأ النفعية في جميع ميادين الحياة معتمداً على المبدأ الميكيافيلي الذي يعني الغاية تبرر الوسيلة في الحكم والأخلاق والسياسة.
  • بعيدًا عن شروط الدين وموانعه التي تبقى داخل ضمير الفرد لا تتعدي الحدود بينه وبين ربه، ولا يحق له بالتعبير عن ذاته إلا في شعائر الدين ومراسم الأعراس والولائم والمآتم.
  • فتقوم العلمانية على النزعة المادية لم تلبث إلا أن فاضت عن المذهب اللاديني وجعل رغبته في أن يحارب الدين عن مختلف جوانب الحياة العامة، وإقصاء أهالي الدين، وتقليل تأثيرهم عن طريق عزلهم عن المرافق التربوية والمعاهد العلمية ومنع التعاليم الدينية.
  • وتكون غاية العلمانية في إقامة مجتمع ينحصر فيه الدين على الصعيد الفردي.
  • وجعل أبناء المجتمع يشعروا بالأخوة في الوطن بغض النظر عن كونهم ليسوا إخوة بالدين.

نشأة العلمانية

  • نشأت في أوروبا بسبب احتياجها إلى فصل الدولة عن الكنيسة في القرن السابع عشر الميلادي.
  • وتعزيز مبادئ العلمانية خاصاً بسبب تأثير الكنيسة ورجال الدين على الجانب السياسي والاقتصادي.
  • وبسبب الحروب التي نشأت بين العديد من الطوائف المسيحية الأوروبية.
  • ونشأت بمرحلة الطغيان الكنسي في أوروبا العلمانية بعد صراع طويل بين رجال الكنيسة ورجال الدين فيها وبين الشعب الأوروبي.
  • ولكن تحول رجال الدين إلى طواغيت مستبدين تحت مسمي الدين، وقال الراهب جروم إن عيش القسوس ونعيمهم كان يزري بترف الأمراء والأغنياء المترفين.
  • ولقد أنحطت أخلاقيات البابوات بالانحطاط العظيم، واستولت عليهم أخلاق الطمع وحب الأموال، وكانوا يبيعون المناصب الكبيرة والوظائف مثل بيع السلع التجارية بالمزاد العلني، وتأجير أرض الجنة عن طريق الوثائق والصكوك.
  • ودخلت الكنيسة بنزاع حاد مع الملوك ليس نزاع باسم الدين والأخلاق ولكن نزاع على الحكم والنفوذ.
  • وجدت الكنيسة معميات للعقيدة النصرانية لا مجال لإدراكها وتصورها أو تصديقها ومثال على ذلك العشاء الرباني.
  • يكون العشاء الرباني هو مسألة مستحدثة جاء بها الكتاب المقدس يعرف بها أن النصارى يأكلوا في عيد الفصح الخبز، ويشربوا الخمر، ويسموا ذلك العشاء بالعشاء الرباني.
  • وزعمت الكنيسة أن الخبز يستحيل لجسد المسيح والخمر يستحيل لدم المسيح المسفوك، فمن يأكلهما لقد دخل المسيح في جسده بلحمه ودمه.
  • وفرضت الكنيسة على الناس أن يقبلوا هذا الزعم وعدم مناقشته، وإلا سوف يعرضوا أنفسهم للطرد والحرمان.
  • صراع الكنيسة ضد العلم ووقوف الكنيسة ضد العلم والهيمنة على الفكر، والتشكيل لمحاكم التفتيش وقتل العلماء.
  • قتل العلماء مثل كوبر نيكوس الذي كتب كتاب حركات الأجرام السماوية وحرمت الكنيسة هذه الكتب، وجردانو الذي أنشأ التلسكوب وعذبوه عذاب شديد حتى توفى.
  • وخلاصة القول إن أوروبا ثارت على الدين المحرف وتكون ملابسات في أوروبا تحته وليست إنسانية عالمية متعلقة بنوع معين في الدين ولكن ليس بحقيقة الدين.
  • وتكون هذه نشأة العلمانية وهي رد فعل خاطئ لدين محرف فيه وأوضاع غير صحيحة، بمثابة نبات خرج من تربة خبيثة ونتيجة ليست جيدة لظروف وأخلاق غير طبيعية.
  • ولا شك في أن على أوروبا التي وافقت على هذا الدين المحرف، كان يجب أن تبحث عن الدين الصحيح ولا تكون مجتمع لا ديني.

مفاهيم العلمانية

  • العلمانية ليست الإلحاد يوجد فرق بينهما، حيث يعني الإلحاد هو إيمان الإنسان واعترافه بعدم وجود إله في السماء وإله للعالم والكون.
  • وتدعو لإن تبعد وتفصل الدين عن الدولة، لذلك من الممكن أن يكون العلماني حامل لمعتقدات دينية ويكون ملحداً.
  • ومن الممكن أن يكون السبب في اختلاط مفهوم الإلحاد ومفهوم العلمانية، أن الكثير من يدعوا العلمانية مُلحدين لا يؤمنون بالله.
  • العلمانية ليست بمعني الإنسانية حيث تعرف الإنسانية بأنها فلسفة أخلاقية تعرف بكيفية معيشة الإنسان لحياة كريمة بدون دين، على عكس العلمانية يمكن أن يكون بداخلك جزء من الإنسانية والإلحاد والعلمانية في الوقت ذاته إن رغبت بذلك.

أنواع العلمانية

  • أصبحت العلمانية مصطلح واسع سريع الانتشار ينتج عنه بنائها وتوظيفها عن طريق وسائل مختلفة ومتعددة تعتمد على أفكار وتوجهات متباينة تتبع العديد من الأشخاص.
  • العلمانية السياسية تدعو أن تفصل الدين عن الحياة وعن العمل الحكومي في الدولة بأي طريقة ممكنة.
  • حيث يقول العلمانيون السياسيون أن العلمانية ليست مرتبطة بالإلحاد بل لكي تضع الدين في مكان غير إدارة الدولة.
  • العلمانية الفلسفية تعني أن تعادي الدين وتنقده وتتحدي سلطات الدين والإساءة لرجال الدين والأشخاص المتدينة باعتبار أن الدين ظاهرة غير حقيقية ويجب على الدين التجاهل.
  • العلمانية الاجتماعية الثقافية تدعو هذه العلمانية التي تكون ظاهرة اجتماعية وتاريخية لتهميش الدين في الحياة اليومية للأشخاص وعدم الإيمان والصدق بأمور غير حقيقية مثل الآخرة والجنة والنار.
  • وفرض عليهم قلة المشاركة في الأنشطة الدينية وضعف الدين لديهم وفقدانه.

خصائص العلمانية

  • الديمقراطية والعدل بين المواطنين بصرف النظر عن انتمائهم وميولهم الديني.
  • حرية التعبير عن الرأي.
  • المساواة في الخدمات العامة كالمدارس والمستشفيات وغيرهم.
  • البعد عن الدين وحماية كل من المتدينين وغيرهم والمساواة بينهم.
  • الحرية في الدين للأشخاص سواء اختيار الالتزام به أو التحرر عنه.
  • العلمانية ليس لها علاقة بالإلحاد ولا تفرض الإلحاد على المواطنين بالرغم من اهتمام الملحدين بالعلمانية.

مراحل العلمانية

  • مرت العلمانية بمرحلة العلمانية المعتدلة وهي المرحلة التي نشأت في الفترة الزمنية بين القرنين السابع عشر والثامن عشر الميلادي.
  • وعرفت بأن الدين من الأمور الخاصة للأشخاص، وأن تكون سلطة الدولة تطبق داخل حدودها، ولكن بشرط أن توفر الحماية للكنيسة، وخاصاً في وقت جمع الضرائب.
  • التفكير العلماني أعتمد في المرحلة المعتدلة للتأكيد على فصل الكنيسة عن الدولة إلا إن التفكير العلماني لم يتجاوز كل القيم الدينية المسيحية.
  • ظهرت مجموعة من الرغبات التي تسعي لإخضاع التعاليم المسيحية في العقل.
  • ومن أفضل وأشهر من دعا المرحلة العلمانية فولتير، وبيكون، وجان جاك روسو، وديكارت.
  • مرحلة العلمانية المادية أطلق عليها مسمى الثورة العلمانية التي ظهرت في القرن التاسع عشر.
  • اعتمدت مرحلة العلمانية المادية على إلغاء الدين، وليس فصل الدولة عن الدين كما في المرحلة العلمانية الأولى.
  • والأشياء المحسوسة في هذه المرحلة هي موجودة بشكل حقيقي، والدافع منها السيطرة على سلطان الدولة.
  • وعدم وجود المساواة مع سلطة الكنيسة، ومن أشهر من دعا لهذه المرحلة كارل ماركس، وهيجيل.

آثار العلمانية في مجال السياسة

  • استخدام المبدأ الميكافيلي وهو الغاية تبرر الوسيلة وجرد السياسة عن الأخلاق وأبعد عنها الدين، فأصبح استخدام كل وسيلة سواء حلال أو حرام أمر طبيعي.
  • استغلال الناس للوصول إلى النفوذ، بالديمقراطية ثم تسليط السلطة على فصل الناس عن الدولة وظلمهم.
  • إبعاد الناس من الحياة وخاصاً الدين الإسلامي من الوصول للحكم، ومحاربته واتهامهم بالإرهاب والتطرف.
  • ولاء النظم السياسية في البلاد المسلمة لدول الكفر، ولاء كامل على حساب الإسلام والمسلمين.

آثار العلمانية في الاقتصاد

  • نشر سلع العدو في البلاء المسلمة ليقوي الاقتصاد له ويضعف اقتصاد المسلمين.
  • وعرفت الثروة وقتها أنها ثورة بين عدد قليل من الأغنياء الذين لا تستفاد منه بلد المسلمين كثيراً.
  • أصبح المسلمون علة على غيرهم من الناس ويعتمدوا على عدوهم في كل شيء.

آثار العلمانية في الاجتماع والأخلاق

  • حرية المرأة من كل القيود التي تحفظ كرامتها.
  • التفكك الأسري وضياع أفراد الأسرة.
  • انتشار جرائم الأطفال وفساد أخلاقهم.
  • انتشار الخيانة الزوجية، وكثرة إنجاب أطفال الزنا.
  • انتشار ظاهرة الشذوذ الجنسي.
  • ضعف الصلة بين الأقارب بسبب التركيز على مصالح الحياة بين الناس.
  • انتشار ثقافة الشهوة، ونتج عنه كثرة فساد الأخلاق وانتشار الأمراض الفتاكة.

وفي المقال السابق نكون قد وضحنا حقيقة العلمانية ونشأتها، التي تعني في الحقيقة إبعاد الدين عن الحياة، إقامة حياة الأفراد على غير الدين وأنها عبارة عن معتقدات تسعي حول الدين أنه يجب ألا يشارك به في الجوانب السياسية والاجتماعية للحياة في أي دولة.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.