من أول من صام من البشر

من اول من صام نجيب عليه اليوم عبر موقعنا زيادة حيث أن الصيام في اللغة العربية هو اسم الفعل الثلاثي صام، وتعني التخلي والإمساك عن إتيان أمر ما، فعندما نقول “صامت الفرس” فنعني أنها أمسكت عن الأكل، ونقول “صمت عن الكلام” بمعنى لم أتحدث.

من اول من صام

أما الصيام في الفقه فقد قدم له أكثر من مفهوم، حيث ذكر ابن حجر أن الصيام هو إمساك معين في وقت معين عن أمر معين وفق شروط معينة، فالإنسان المسلم البالغ العاقل هو من يقوم بالإمساك المعين ما لم يكن لديه ما يمنعه كمرض ونحوه، والوقت المعين يبدأ من آذان الفجر وحتى آذان المغرب، والشروط المعينة هي الامتناع عن كل ما يبطل الصوم، مثل: الأكل والشرب وغيره.

ويمكن القول أن الصيام عمومًا يقصد به الإمساك عن شهوات الفرج والبطن، وكل ما يحل محلهما، امتثالًا لأمر الله عز وجل، طوال النهار، على أن ينوي المسلم الصيام قبل آذان الفجر أو مع الآذان، ولا يجوز الصيام للحائض أو النفساء، وفي الأعياد.

وقد جاء في آيات الذكر الحكيم ونصوص السنة النبوية ما يفيد بأن الصيام فرض على المسلمين لا يسقط، حيث يقول الله تعالى في سورة البقرة: ” يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون”، ويقول أيضًا: ” شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، فمن شهد منكم الشهر فليصمه”، ويقول رسوله الكريم عليه صلوات الله وسلامه: ” بني الإسلام على خمس، شهادة أن لا اله إلا الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلًا”.

ويتضح من ذلك أن الصيام فرض واجب وركن من أركان الإسلام، ويخرج من الملة كل من يقول بعد فرضيته، كما ذكر ابن تيمية أن من لا يصوم رمضان قاصدًا منكرًا فرضيته فيتعين قتله، ولو كان امرؤ فاسق فيجب إنزال العقاب به لردعه عن جرمه.

ويتساءل الكثير من الناس حول عدد من الأمور العامة المتعلقة بفرض الصيام، وسوف نقوم بتناولها فيما يلي.

ويمكن التعرف على إجابة العديد من الأسئلة أيضًا من خلال: أول من أسلم من الأنصار وأول من أسلم من العرب بعد الأنصار

كما نرشح لك أيضًا: من أول من قال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وفضل التحية بالسلام عليكم

أولًا: من أول من صام من البشر؟

أورد الإمام السيوطي في مؤلفه ” الوسائل إلى معرفة الأوائل”، أن نبي الله آدم عليه السلام كان أول من صام من الناس، حيث كان آدم عليه السلام يصوم 3 أيام شهريًا، وهي الأيام البيض التي توافق يوم 13 و 14 و 15 من كل شهر هجري، وقد ذكر ذلك أيضًا ابن عساكر والخطيب عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.

كما ذكر ابن أب حاتم عن الضحاك أن نبي الله نوح عليه السلام كان أول من صام من البشر، وبعده بدأ الناس في الصيام حتى نصل إلى رسول الله محمد عليه وعلى آله وصحبه السلام، حيث كان يصوم ثلاثة أيام شهريًا، طوال النهار، إلى أن أمر الله تعالى المسلمين بالصيام في شهر رمضان المعظم، وقد قال مجاهد أن جميع الأمم السابقة كانت تصوم رمضان، كما ذكر المؤرخون أن نوح وغيره من السابقين كانوا يصومون في شهر رمضان.

وقد أورد الفقهاء أن نبي الله آدم عليه السلام كان يصوم من قبيل شكر الله عز وجل أنه من عليه بالتوبة واجتباه وسمع دعاءه، وذلك بعدما نزل آدم من الجنة إلى الأرض لأنه خالف أمر الله عز وجل وأكل هو وحواء من الشجرة الملعونة.

وعلى نهج آدم في الصيام، صام من بعده، حتى أرسل الله تعالى نوح عليه السلام، فكان عليه السلام يصوم الأيام البيض كصوم آدم، بالإضافة إلى يوم الطوفان، شكرًا لله عز وجل أن أنقذه ومن كان معه على الفلك.

وتجدر الإشارة إلى نوع آخر من الصيام، وهو صيام نبي الله زكريا والسيدة مريم عليهما السلام عن الحديث حينما أمرهم الله تعالى، وهي القصة التي أخبرنا إياها القرآن الكريم، ففي زكريا يقول الله تعالى: ” قال رب اجعل لي آية، قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاث ليال سويًا، فخرج على قومه من المحراب فأوحى إليهم، أن سبحوا بكرة وعشيًا”، وفي مريم يقول الله تعالى: ” فإما ترين من البشر أحدًا فقولي إني نذرت للرحمن صومًا، فلن أكلم اليوم إنسيًا”.

ويمكن التعرف على المزيد عبر: تضرب بلا سبب وتطير بلا جناح وتجلب الفرح والغضب وأول من لعب كرة القدم ووضع قوانين لها

ثانيًا: من أول من صام في الإسلام؟

يعتبر رسول الله محمد عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة والتسليم، هو أول من صام من المسلمين، كما كان وصحابته يصومون يوم عاشوراء، والأيام الثلاث القمرية من كل شهر، والاثنين والخميس من كل أسبوع، والعشر الأوائل من شهر ذي الحجة، كنوافل.

ثالثًا: ما هي الحكمة من فرض الصيام على الناس؟

لقد عرفنا فيما سبق أن آدم عليه السلام كان يصوم شكرًا وتعبدًا لله تعالى، فقد استقر في نفسه أنها طريقة لعبادة الله، وقد فرض الله عز وجل على المسلمين صوم رمضان، وفي ذلك حكم جمة، نذكر منها:

  • الصيام هو تمرين للنفس البشرية من أجل أن تترك كل ما نهى الله عنه، ففي حال أن الإنسان المسلم قد ترك المباحات من أكل وشرب طاعة لله تعالى، فسوف يتمكن من ترك الذنوب والآثام مرضاة له عز وجل.
  • الهدف الحقيقي من الصيام لا يتمثل في ترك الأكل والشرب فقط، ولكن في ترك كل ما يغضب الله تعالى، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: “رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش..”، ويقول أيضًا: “الصيام جنة، فلا يرفث، ولا يجهل، وإن امرؤ قاتله أو شاتمه، فليقل: إني صائم، إني صائم”، فالصيام الحق هو أن يترك اللسان ذكر كل ما يغضب الله من بذاءات وغيبة ونميمة، ويغض المسلم بصره عن كل حرام، ويمسك قلبه عن البغضاء والغل فيهدأ ويصير نقيًا مقبلًا على الطاعات.
  • الصيام يساعد في الإحساس بالفقراء والمساكين الذين يتضورون جوعًا وعطشًا، فعندما يشعر المسلم بهم وبحالهم يكون أسرع للعطف عليهم.
  • جميع المسلمين في الصيام سواء لا فرق بينهم، فهم يصومون في نفس الموعد ويفطرون في نفس الموعد.
  • للصيام الكثير من الفوائد الجسدية والروحية، لأن ترك الأكل والشرب فترة كبيرة يساعد في إراحة الجسد، ويعمل على تخلصه من السموم، ومن ثم يصفى الجسد وتهدأ الروح وتسكن.

رابعًا: ما هي أنواع الصيام في الإسلام؟

الصيام في الإسلام قد يكون فرض مثل صيام رمضان، وقد يكون نافلة في أي وقت غير رمضان، كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم.

وقد روي عن أن أحدهم جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليسأله عن أفضل الصيام، فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم: ” صم يومًا وأفطر يومًا، فهكذا كان يصوم داود عليه السلام، وذلك هو أفضل الصيام”.

ونفهم من هذا الحديث أنه يمكن للمسلم الصيام يومًا والإفطار يومًا، ويكره الصيام المتواصل ولا يباح، حيث إنه قد يضر بالجسم ويؤثر على طاقة الإنسان فلا يتمكن من تدبير شئونه وأعماله وعباداته، كالصلاة والعمل.

وبهذا نكون قد وفرنا لكم من اول من صام وللتعرف على المزيد من المعلومات يمكنكم ترك تعليق أسفل المقال وسوف نقوم بالإجابة عليكم في الحال.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.