من حفر بئر زمزم
من حفر بئر زمزم نقدم لكم إجابته اليوم عبر موقعنا زيادة حيث أن بئر زمزم له مكانة خاصة عند المسلمين ويحظى باهتمام شديد من جانب المسلمين لمكانته الدينية، وله رواية مقدسة في الإسلام حيث ورد ذكر البئر في بعض أحاديث الرسول (صلى الله عليه وسلم)، وتعد مياه هذا البئر مبارك، وهو عين ماء تَصُب في بئر، ويوجد داخل الحرم المكي في مكة المكرمة، ويبعد عن الكعبة مسافة 21 متراً في اتجاه شرق الكعبة، والرواية الإسلامية التي تقص حفر هذا البئر من أجمل الروايات، وفي الفقرات التالية يمكننا معرفة من حفر بئر زمزم.
من حفر بئر زمزم
لقد شهد بئر زمزم أحداثاً متعددة وحُفِرَ مرتين، المرة الأولى حَفرَهُ جبريل عليه السلام و المرة الثانية حَفرَهُ جد الرسول صلى الله عليه و سلم)عبد المطلب)
ظهور بئر زمزم: كان أول ظهور لبئر زمزم في عهد نبي الله إبراهيم عليه السلام وهذا ما رواه البخاري في صحيحه، عندما جاء إبراهيم عليه السلام برفقة زوجته هاجر و ابنهما إسماعيل إلى مكة نزلوا في وادي يفتقر للماء و الزرع بالقرب من الكعبة التي لم تكن مُشيدة حينئذ.
كانت هاجر تحمل قربة ماء صغيرة نفدت سريعاً، و اشتد الوضع سوءاً عندما نفد الماء والطعام معهما فتركهما سيدنا إبراهيم وودعهما و مضى في طريقه دون أن يلتفت لهما لأن الله أمره بذلك و كانت هاجر على علمٍ بأمر الله فلم تعترض و امتثلت لأمر الله تعالى، وبعدما وصل سيدنا إبراهيم إلى مكان بعيد عنهما حيث لا يستطيعان رؤيته دعا الله لكي يحفظ الله زوجته وابنه من العطش والجوع، لأنه تركهم في مكان يسوده القحط والجفاف ولا يسكنه بشر، وكانت إجابة الله لدعائه هي معجزة عظيمة ونعمة.
بدأ الطفل في البكاء عندما نفدت الماء والطعام وكان وقع بكائه أليما على نفس أمه هاجر، ولم تستطع رؤيته يبكي فصدت عنه حتى لا تسمع بكائه، وأخذت تسعى بين جبلي الصفا والمروة سبع مرات، وأصبح هذا السعي بعد ذلك من شعائر الحج عند المسلمين، ومن ثم سمعت صوتاً في المرة الأخيرة من سعيها بين الصفا والمروة عندما عادت الى ابنها فقالت ( أغث إن كان عندك خير)، كان هذا صوت جبريل عليه السلام فضرب بعقب قدمه، أي الجزء الخلفي من قدمه، موضع البئر فاندفعت الماء وأخذت أم إسماعيل عليه السلام تحيط الماء بالرمال، وتعمل على تُكومها حوله فتحفظ الماء لحين تحضر وعائها، وشربت بعد ذلك وأشربت ابنها، فكان أول من حفربئر زمزم هو جبريل عليه السلام.
كيف كان بئر زمزم سبباً من أسباب عمران مكة المكرمة؟
نقلاً عن ما رواه الطبري في كتاب تاريخ الرُسل و الملوك، وما رواه الأزرقي في كتاب تاريخ مكة أنه أثناء مرور قبيلة جرْهم من مكة خلال عودتهم من بلاد الشام رأوا طيوراً على الماء، وكان هذا أمراً عجيباً لأنهم يعلمون أن هذا الوادي لا يوجد فيه ماء ولا زرع ولا يسكنه بشر، فذهبوا إلى موضع البئر فوجدوا هاجر رضي الله عنها عند الماء، واستأذنوا هاجر لكي ينزلوا ويقيموا عند موضع الماء فأذنت لهم، ومن هنا بدأ عمران مكة المكرمة.
ازداد العمران في مكة بعد بناء سيدنا إبراهيم وابنه سيدنا إسماعيل عليهما السلام للكعبة، وأصبحت قبيلة جرْهم هي المسئولة عن أمور الحرم وعن ماء زمزم، حيث أن بعد مجيء قبيلة خزاعة من اليمن بسبب تدمير سد مأرب حدثت حرب بين القبلتين، وانتصرت قبيلة خزاعة على جرْهم، وأصبحت أمور الحرم وماء زمزم تحت مسئوليتها حتى القرن الخامس الميلادي، وحينما جاء قصي بن كلاب قام بطرد قبيلة خزاعة من مكة وتولى هو أمر الحرم وماء زمزم.
حفر بئر زمزم بواسطة عبد المطلب:
حدث في العصر الجاهلي في زمن قصي بن كلاب ضمور لبئر زمزم، وأصبحت لا أثر لها حتى قام عبد المطلب جد الرسول صلى الله عليه وسلم بإعادة حفر البئر، وكان قد حفر عبد المطلب البئر بعد أن رأى في منامه شخص غريب يناديه ويخبره أُحفر زمزم، وتكررت مناداته له قائلاٌ (أحفر زمزم بين الفرث والدم عند نقرة الغراب، في قرية النمل مساقبلة الأنصاب الحمر).
بعد هذه الرؤية ذهب عبد المطلب إلى المسجد الحرام وأثناء جلوسه عند جزار، وقد هربت بقرةٌ منه فلحق بها وقام بذبحها في الحرم، ومن ثم وقع غراب في فرثها، وحشد من النمل اجتمع حول البقايا، فحفر عند هذا الموضع وأخذ يحفر حتى تدفقت ماء زمزم، وقد تم بناء حوضاً عند موضع البئر ويتم سقاية الحجاج منه حتى الآن.
ويمكن التعرف على المزيد من التفاصيل من خلال: طريقة التضلع بماء زمزم وقت الدورة وحكمه
ونرشح لك المزيد من التفاصيل أيضًا عبر: اول من شرب من ماء زمزم وفوائدها الصحية
سقاية الحجاج من ماء زمزم:
كان يتم توفير المياه للحجاج عند مجيئهم إلى مكة أثناء الحج، وكانت تتولى قريش هذا الأمر وبعد ذلك تولى عبد المطلب جد الرسول صلى الله عليه وسلم أمر سقاية الحجاج، وبعدما تولى بنو عباس الخلافة لم يهتموا بأعمال السقاية قدر اهتمامهم بأمور الحكم، وكان آل زبير هم المسئولين عن أعمال السقاية في الحرم الشريف، فكانوا ينيبون عن العباسيين حتى أصدر العباسيون موجب منشور تركوا فيه السقاية للزبيريين.
تسمية بئر زمزم بهذا الاسم:
هناك العديد من المسميات لبئر زمزم حيث نقل عن ياقوت الحمدي في معجم البلدان عدة أسماء لها ( زمز، وزَمَمُ، وزُمازمُ، وركضة جبرائيل، وهزمة جبرائيل،…..الخ)، ويرجع سبب تسميتها زمزم هو أن هاجر أم إسماعيل رضي الله عنها عندما تدفقت المياه من البئر وأخذت تشرب منها كانت تقول زم زم.
كما يمكن أيضًا التعرف على المزيد عبر: تفسير حلم رؤية وشرب ماء زمزم أو الاغتسال به في المنام
حوض زمزم:
كانت زمزم لفترة طويلة تتكون من حوضين، الحوض الأول يقع بينها وبين الركن ويشرب الماء من خلاله، أما الحوض الثاني يذهب إليه الماء عن طريق السرب، وكان يحيط بالبئر سور حجري بسيط البنية، كان هذا هو شكل الحوض حتى عصر أبو جعفر المنصور الذي شيد قبة زمزم سنة 145 هجريا، وفي عصر أبوعبد الله محمد المهدي تم وضع سقف لحجر زمزم، وقام بوضعه عمر بن فرج، ووضع كساء الفسيفساء على القبة الصغيرة وهكذا تم حدوث التجديد في الشكل المعماري لزمزم.
فوائد ماء زمزم:
إن بئر زمزم من معجزات سيدنا إسماعيل عليه السلام، فقد جعله الله تعالى له ولأمه السيدة هاجر من أجل الحياة والبقاء، كان الله معهم وجلب لهم الناس لكي يشعروا بالونس وعدم الوحدة، وبجانب أهميتها الدينية عند المسلمين وأنها كانت إجابة لدعاء نبي الله إبراهيم لله عز وجل، وأنها آية من آيات الله وموجودة في بيت الله الحرام، فإن شرب ماء زمزم يعد شفاءً من الأسقام وتغذية للروح والجسد، ونبي الله محمد شرب منها وهو قائم.
لا شك أنها من أهم وأعظم نعم الله التي أعطاها لعباده، وأنها ستظل من الأماكن المقدسة لدى المسلمين، فقد أعطاها الله تشريفاً وتعظيما لنبي الله إسماعيل عليه السلام، حينما جعل سيدنا جبريل يحفرها بعقب قدمه واندفعت مياهها لأول مرة تحت أقدام سيدنا إسماعيل عليه السلام، ومن خلالها تم تعمير مدينتنا المحبوبة مكة المكرمة، وأخيراً شرب منها رسولنا الكريم سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام .
وبهذا نكون قد وفرنا لكم من حفر بئر زمزم وللتعرف على المزيد من المعلومات يمكنكم ترك تعليق أسفل المقال وسوف نقوم بالإجابة عليكم في الحال.