الإعجاز العلمي في القرآن الكريم
الإعجاز العلمي في القرآن الكريم لا يمكن حصره، وذلك لكثرة المعجزات العلمية التي توجد في القرآن الكريم ، وهذه المعجزات حيرت العالم منهم من استطاع العلماء تفسيرهم، ومنهم ما لم يتم تفسيره إلى الآن، حيث إن القرآن الكريم يحتوي على العديد من المعجزات من أوله إلى آخره، ومن خلال موقع زيادة سنقوم بعرض بعضًا من الإعجاز العلمي في القرآن الكريم.
الإعجاز العلمي في القرآن الكريم
يتنوع الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، بداية من الجبال التي هي كالأوتاد إلى خلق السماوات والأرض والمحيطات والأمواج، والكثير من الظواهر، وفيما يلي من خلال الفقرات التالية سنقوم بعرض هذه المعجزات.
1ـ الإعجاز العلمي في الجبال التي كالأوتاد في القرآن الكريم
الإعجاز العلمي في القرآن الكريم في خلق الجبال، يقول الله تعالي في القرآن الكريم: (وَالْجِبَالَ أَوْتَاداً) [النبأ: 7]، الوتد هو الشيء الذي يتم غرسه في الرمال ليقوم بتثبيت الخيمة، وتصل امتدادات الجبال إلى أسفل الطبقات الصخرية الموجودة في القارات، فأصبحت الجبال هي المصدر الرئيسي التي تقوم بتثبيت القارات على سطح الكرة الأرضية كما تثبت أوتاد الخيمة.
ذلك لأن الجبال تقوم بحمل الطبقات الصخرية المكونة للقارات، ولولا الجبال لكانت جميع القارات في حالة اضطراب دائم ومن ثم الكرة الأرضية بالكامل، فهذا من أحد أعظم صور الإعجاز في القرآن الكريم حيث اكتشفه العالم مؤخرًا، وهذه دلالة من الدلات على صدف الرسول صلى الله عليه وسلم، وما جاء به القرآن الكريم.
اقرأ أيضًا: ما هو النجم الثاقب في القرآن الكريم
2ـ الإعجاز العلمي في التلقيح والرياح في القرآن الكريم
الإعجاز العلمي في القرآن الكريم في تسخير الرياح لخدمة البشرية، يقول الله تعالى في القرآن الكريم: (وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ) [الحجر: 22]، من أهم وسائل التلقيح التي أقرها العلم الحديث هي وسيلة تلقيح النبات من خلال الرياح حيث يقوم الرياح بنقل العضو الذكري إلى العضو الأنثوي في النباتات، فيقوم بحمل الملقحات كما قال الله تعالى في القرآن الكريم.
3ـ الإعجاز العلمي في الدم والفرث
الإعجاز العلمي في القرآن الكريم في خلق الله للدم والفرث، يقول الله تعالى في القرآن الكريم: (وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَّبَناً خَالِصاً سَآئِغاً لِلشَّارِبِينَ) [النحل: 66]، أثبت العلم حديثًا أن اللبن الموجود في ضرع الأنثى يكون نتيجة لعملية الهضم، حيث أن جسم الإنسان يبدأ في إنتاج اللبن بعد الانتهاء من عملية هضم الطعام؛ لأن مكونات الطعام تسير في جسم الإنسان من خلال مجرى الدم حتى يصل إلى الغدد اللبنية.
حيث تقوم الغدد البنية بأخذ تلك المكونات في صورتها الصافية أي بدون أن تخلط بالدم ثم تقوم الحويصلات بإضافة مادة السكر إلى اللبن ليصبح طعمه مقبولًا وسائغًا.
4ـ الإعجاز العلمي للقرآن في شكل الأرض الكروي
الإعجاز العلمي في القرآن الكريم في خلق الله للأرض بشكلها الكروي، حيث يقول الله تعالى: (وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا) [الشمس: 6]، أثبت القرآن الكريم من قديم الزمان أن الشكل الأصلي للأرض هو الشكل الكروي، فالطّحو في اللغة هو ذهاب الشيء وبسطه، وقام العلم الحديث بوصف الأرض عن طريق كلمة دحو، والدحو مكون من حركتين: الأولى في جهة ما، والثانية هي حركة الدوران حول النفس.
عندما يتم قياس أي شيء على الأرض فستكتشف أن الأرض تدور حول الشمس في حركة دائرية، وينتج عن هذه الحركة الفصول المناخية الأربعة، وهذا هو السبب في نزول المياه من السماء في صورة أمطار، والسبب في إنبات النباتات من التربة، وحركة الكرة الأرضية حول نفسها ينتج عنها النهار والليل.
5ـ الإعجاز العلمي للقرآن في النجم الطارق
الإعجاز العلمي في القرآن الكريم في خلق الله للنجوم، يقول الله تعالى: (وَالسَّمَاء وَالطَّارِقِ* وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ* النَّجْمُ الثَّاقِبُ) [الطارق 1-3]، قام العلماء بتفسير النجم الثاقب أنه نجم ذو إضاءة شديدة، يقوم باختراق الطبقات الجوية من شدته، هناك أيضًا قول الله تعالى: (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى) [النجم: 1] فهذا النجم هو نجم آخر مختلف عن الشهب التي تسقط، والشهب أوردها الله في مواضع مختلفة أخرى من كتاب الله.
6ـ الإعجاز العلمي للقرآن الموجود في المحيطات والبحار
الإعجاز العلمي في القرآن الكريم لصنع الله للمحيطات والبحار،يتضح في قول الله تعالى: (وَآيَةٌ لَّهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ) [يس: 41]، أحد أهم إعجازات الله تعالى التي ذكرها في قرآنه الكريم هي خاصية طفو الأجسام على سطح المياه في البحار والمحيطات.
كذلك فالله جعل من البحار والمحيطات مصدر لاستخراج الطعام والحلى المستخدم في الزينة قال الله تعالى: (وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُواْ مِنْهُ لَحْماً طَرِيّاً وَتَسْتَخْرِجُواْ مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [النحل: 14] ومن الخواص التي حباها الله للبحار والمحيطات، والتي تساعد على ذلك هي خاصية عدم التجمد إلا السطح، فإذا تجمدت البحار والمحيطات بالكامل لماتت جميع الكائنات البحرية.
إذا ماتت الكائنات البحرية لا يستطيع الإنسان أن ينتفع بها، وبالإضافة إلى انتفاع الإنسان فإن عدم تجمدها ووجودها في الحالة السائلة يساعد السفن على أن تجري في الماء.
7ـ الإعجاز العلمي في القرآن عن النباتات
الإعجاز العلمي في القرآن الكريم في خلق الله للنباتات، يقول الله تعالى: (انظُرُوا إِلَىٰ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكُمْ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) [الانعام: 99]، أشار القرآن الكريم إلى أحد الظواهر التي اكتشافها العلم الحديث في التكوين النباتي، حيث إن النبات يحتوي على مادة خضراء تعمل على إفراز مادة الكربوهيدرات وهي المادة الأساسية التي يتكون منها النبات، حيث إن هذه المادة تعمل على نمو النباتات وبدونها يتحول النبات إلى اللون الأصفر ومن ثم يموت.
اقرأ أيضًا: ما الفرق بين القلب والفؤاد في القرآن والسنة
8ـ الإعجاز العلمي في القرن عن معدن الحديد
الإعجاز العلمي في القرآن الكريم لمعدن الحديد، يقول الله تعالى في كتابه الكريم: (وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ ۚ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) [الحديد: 25]، قام الله تعالى بقدرته بإنزال الحديد من السماوات.
ففي العصر الحديث قام العلماء بالبحث والاستكشاف عن كيفية وجود مادة الحديد وتوصلوا في النهاية إلى أن أغلب الكون مكون من الهيدروجين والهيليومن بنسبة تصل إلى 98% وهذه العناصر تعد من أخف العناصر الموجودة في الجدول الدوري، و2% فقط هي نسبة باقي العناصر وعددها 150 عنصر، وهذه العناصر هي العناصر الثقيلة في الجدول الدوري.
حيث تتكون تلك العناصر الثقيلة من الاندماج النووي الذي يصاحبه طاقة عالية، فدرجة حرارة النجوم مثلًا تصل إلى 300000 مليون درجة، وتلك الحرارة تعد من البيئات المناسبة لتكون معدن الحديد.
9ـ الإعجاز العلمي للقرآن في الجبال الركامية
يقول الله تعالى: (وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاءُ ۖ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ) [النور: 43]، يقصد الله تعالى بلفظ السماء كلًا من الفضاء والسحاب.
فعندما يحدث تكاثف للسحب فتشبه في ضخامتها الجبال، لذلك سماها الله بالسحب الركامية لأنها تشبه الجبال في الضخامة، كما أن العلماء أكدوا أن السحب الركامية تشبه الجبال؛ لأن شكلها هرمي من جهة القاعدة من الأسفل وكذلك من الرأس، وهذا ما قاله الله في القرآن الكريم.
10ـ الإعجاز العلمي في نظام الكون المتوازن
يقول الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً) [فاطر: 41]، التوازن الكوني الذي خلقه الله ناتج من قوة الجاذبية حيث تمنع سقوط الأشياء، ويوم القيامة ينزع الله تلك الجاذبية لتتساقط الكواكب وتحدث ظاهرة الانفطار أي التكوير والانشقاق فتلف الشمس ويذهب ضوؤها وتتساقط النجوم من السماء.. وغيرها من الظواهر الكونية وهي من المشاهد العظيمة ليوم القيامة.
11ـ الإعجاز العلمي في القرآن الموجود في ظلمة البحار والمحيطات في باطن المياه
يقول الله تعالى: (أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ) [النور: 40]، فمن آيات الله ومعجزاته أنه جعل الظلمة تشتد كلما نزلت إلى أسفل في الأعماق، ثم تنعدم الرؤية تمامًا عند أعمق نقطة في تلك المياه.
12ـ الإعجاز العلمي في القرآن في انفجار الكون عند بداية خلق الله للسموات والأرض
يقول الله تعالى: (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ) [الأنبياء: 30] حاول الذين لا يؤمنون بالله وبدينه إثبات أنه لا توجد بداية للكون ولا نهاية أيضًا، وكل هذه من الإدعاءات والافتراءات باطلة غير صحيحة، فكما قال الله تعالى فإن بداية الكون هو الرتق: فانفلق ذلك الرتق وتحول إلى سحابة من مادة الدخان، وبذلك خلق الله السماوات والأرض.
وصف الله مراحل خلقه سبحانه وتعالى للأرض والسماوات، يقول الله تعالى في كتابه الكريم:
(قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ* وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ* ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ* فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) [فصلت: 9-12] .
قد ربط الله تعالى بين خلق الكون وبين عقيدة التوحيد حيث إنها تقوم على نفس الحق الذي قام عليه خلق السماوات والأرض، وأوضح الله عز وجل من خلال هذه الآيات قدرته على الخلق وإبداع في صنع الكون فقد خلقه بصورة كاملة متكاملة، وجعل الله من كل شيء خلقع زوجين ليبقى وحده سبحانه هو المتفرد بالوحدانية، وهو القادر سبحانه على الموت والحياة من جديد.
اقرأ أيضًا: سبب نزول سورة التغابن وفضلها
13ـ الإعجاز العلمي في القرآن عن خلق الغلاف الجوي المحيط بالأرض
الغلاف الجوي المحيط بالأرض هو السماء الدنيا، وقد خلق الله السموات وأبدع خلقها، ويطلق لفظ السماء على ما يعلو رؤوسنا مما ندركه سواء كان هذا الإدراك من خلال الحواس أو من خلال الأجهزة، ويتكون الغلاف الجوي أي السماء من عدة خصائص وكلما صعدنا إلى أعلى قلت تلك الخصائص وتناقصت، كما أن الإنسان كلما ارتفع إلى أعلى كلما ضاق نفسه.
14ـ الإعجاز العلمي في القرآن عن خلق الشمس والقمر
الشمس والقمر آية من آيات الله التي تدل على قدرته و عظمته، والله سبحانه وتعالى قادر على أن ينفيهما بعد أن خلقهما، يقول الله تعالى: (فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ* وَخَسَفَ الْقَمَرُ* وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ) [القيامة: 7-9]، وقد أثبت العلم الحديث أن القمر كل عام يبتعد عن الأرض بمقدار 3 سم، وسيصل في يوم من الأيام إلى نقطة تنعدم فيها الجاذبية التي بينه وبين الأرض فتقوم الشمس بابتلاع القمر، وهذا اليوم هو يوم القيامة حيث تزول فيه الشمس والقمر .
كما اعتقد الناس قديمًا أن الشمس هي التي تدور حول كوكب الأرض، ثم جاء العلماء وأثبتوا عكس ذلك أي أن الكرة الأرضية هي التي تقوم بالدوران حول الشمس، واكتشف العلم الحديث مؤخرًا حقيقة علمية ذكرت في كتاب الله من مئات السنين وهي حقيقة أن الشمس تسير في حركة مستمرة، قال الله تعالى في كتابه الكريم: (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) [يس: 38]
15ـ الإعجاز العلمي في القرآن عن آية الليل
خلق الله نعمة النوم وهي من أعظم النعم التي أنعم الله بها على الإنسان، فالنوم يساعد جسم الإنسان على أن ينمو بشكل سليم ويجدد نشاطه وقد جعل الله الليل للنوم والراحة وهذه من رحمة الله بعباده أن جعل لهم وقت مخصص بالنوم وجعل فيه السكون والراحة، يقول الله تعالى في كتابه الكريم: (وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ) [الروم: 23].
فقد جعل الله آية الليل ليستريح الناس بعد يوم طويل من العمل والجد في النهار والسعي على الأرزاق، وهيأ الله النهار للعمل فجعل فيه الشمس والضوء، وجعل الليل للراحه والنوم حتى يستريح الإنسان وينعم بنوم عميق، وعلى الإنسان أن يتبع سنة الله في الأرض فيعمل أثناء النهار وينام أثناء الليل.
16ـ الإعجاز العلمي في القرآن عن الطيور
خلق الله تعالى الكائنات ووهبها بالقدرات للتكيف مع الظروف المحيطة بها حتى تتمكن من السعي على رزقها في المأكل والمشرب والمسكن وأن تُراعى صغارها، ومن هذه الكائنات الطيور خلقها الله وجعل لها الذيل والريش لتتمكن من الطيران والارتفاع والهبوط لمسافات كبيرة.
قال الله تعالى: (أَلَمْ يَرَوْاْ إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاء مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ اللّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) [النحل: 79]، وقال الله تعالى: (وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ) [ الأنعام: 38].
17ـ الإعجاز العلمي في القرآن عن مراحل نمو الجنين
يقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ) [الحج:5].
يوضح الله عز وجل مراحل خلق الجنين منذ أن كان نطقة ثم علقة ثم مضغة مخلقة ومضغة غير مخلقة ثم ينشأ الله العظام ثم يكسوها لحمًا ثم يتحرك الجنين، وتبدأ حياته قبل خروجه من بطن أمه، وقد أكتشف العلم هذه المراحل بعد أن وصفها الله بهذه الدقة في كتابه الكريم.
18ـ إعجاز القرآن في وصف أغشية الجنين
يقول الله تعالى: (يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقاً مِن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ) [الزمر: 6].
أثبت العلم الحديث أن عدد الأغشية المحيطة بجسم الجنين هي ثلاثة أغشية، ولكن هذه الأغشية تظهر من خلال العين المجردة كغشاء واحد فقط، وهي: المنباري والخوريون والفائضي.
ما المقصود بكلمة الإعجاز العلمي للقرأن الكريم؟
المقصود بالإعجاز العلمي في القرآن الكريم هو إخبار الله لنا بالحقائق العلمية التي كانت تجهلها البشرية عندما نزلت على الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ، والتي أثبت معظمها العلم حاليًا، ويسعى في معرفة باقي تلك الحقائق.
حيث يعد هذا الإعجاز دليل على أن هذا الكلام هو كلام الله الذي أنزل على نبيه محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فقد كان الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أُميًا لا يكتب ولا يقرأ وتعد هذه القرآن الكريم معجزة في ذاته مليئة بالدلالات على قدرة الله وعظمته، ويعتبر القرآن الكريم أكبر دليل على صدق الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ونبوته.
فالقرآن الكريم كلام منزل من عند الله وهو الحق، يقول الله تعالى: (وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ) [ التوبة: 6].
اقرأ أيضًا: الإعجاز البياني في القرآن الكريم
أهمية الإعجاز العلمي في القرآن الكريم
يوجد في القرآن الكريم الكثير من المعجزات والإعجازات العلمية، وفي عصرنا الحالي يقتنع الناس من خلال العلم، فكثير ممن دخلوا الدين الإسلامي في العصر الواحد والعشرين دخلوا بعد الإقناع العلمي الذين حصلوا عليه من خلال القرآن الكريم، فصدقوا الله وصدقوا أنه الحق واطمئنت قلوبهم وأعلنوا إسلامهم.
حيث إن أكثر النظريات العلمية التي توصل إليها العلماء حتى عصرنا الحالي ذكرها الله في كتابه الكريم الذي أنزله على نبي الأمة محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ.
فمن أهمية الإعجاز العلمي في القرآن أنه يطمئن القلوب والعقول للإيمان بالله ودينه ورسوله، والعلم ما هو إلا وسيلة فقط لتعمق الإيمان بالله في النفوس وليس هو الأساس، ولكنه ومع الأسف أصبح الوسيلة شبه الوحيدة لهداية الناس وزيادة يقينهم بالله أنه الخالق القادر على كل شيء.
فالقناعة العلمية تعد حاليًا من أكبر القناعات فاعلية للإيمان بالله واليقين به؛ لأن العلم أصبح اللغة الوحيدة التي يفهمها الأجيال الحالية.
لو أننا تركنا أنفسنا للفطرة التي فطرنا الله لاهتدينا إلى طريق الله ولتمكنا من التعرف إليه والإيمان به، فقط علينا أن نتدبر في خلق السموات والأرض، فالإعجاز العلمي في القرآن الكريم ما هو إلا وسيلة لزيادة الإيمان واليقين بالله.