أحاديث الرسول عن الظلم

تحرير: موقع زيادة في 19 سبتمبر 2022

اقوال الرسول عن الظلم

اقوال الرسول عن الظلم هو موضوع حديثنا اليوم من خلال مقالنا هذا، فقد انتشر الظلم بين الناس كثيرا وساءت أحوال البشر وتزداد سوءا يوما بعد اليوم، فكثرت المعاصي وانشغل الناس بارتكاب الأفعال المشينة التي تسيئون بها لبعضهم البعض، كثر الكذب والغش والغل والحقد والحسد والظلم، وتفشت الأخلاق السيئة في المجتمعات، وابتعد الناس عن تعاليم ديننا الحنيف ونسوا عقاب الخالق وأن الله تعالى يتوعد لعباده الذين لم يتبعوا ما يأمرهم به دينه بالعذاب الأليم، ومن بين المظاهر التي انتشرت كثيرا في عصرنا هذا وفي سالف العصور كذلك هي ظاهرة الظلم، فاستسهل الناس هذه المعصية واستقوى القوي على الضعيف، والكبير على الصغير، وكل من له سلطة أو نفوذ راح يستغله في إيذاء من حوله وإيذاء عباد الرحمن المستضعفين، ولقد جاءت أحاديث و أقوال الرسول عن الظلم والكثير من الأحاديث القدسية عنه، فنحن اليوم سنستعرض لكم هذه الأحاديث النبوية الشريفة، فابقوا معنا في السطور القليلة القادمة.

اقوال الرسول عن الظلم وتعريف الظلم لغة واصطلاحا

قبل أن نتناول مجموعة من الأحاديث التي تتحدث عن الظلم، سوف نتطرق لتعريفات الظلم لغة وشرعا، وهي كالآتي:

تعريف الظلم لغة: هو أن يوضع الشيء في غير محله، وهو أيضا الجور ومجاوزة الحد

ظلم، يظلم، والاسم ظالم

تعريف الظلم اصطلاحا: يعرف الظلم اصطلاحا على أنه وضع الشيء في غير محله سواء بالزيادة أو النقصان، وهو أيضا تعدي على ملك الغير والآخرين، كما أنه جور وتعدي عن الحق بالباطل

أنواع الظلم التي تناولها القرآن الكريم:

للظلم صور عديدة، كما أن له 3 أنواع جاء ذكرها في القرآن الكريم كما يلي:

ظلم بين العبد والله سبحانه وتعالى: حيث قال الله تعالى في محكم تنزيله: ” إن الشرك لظلم كبير “، وهنا يتمثل الظلم في الكفر بالله تعالى والشرك به والنفاق معه
ظلم العبد بينه وبين البشر: وذلك بأن يتعدي الإنسان على غيره من الناس وبجور عليهم ويتجاوز حده معهم
ظلم العبد لنفسه:حيث يقول الله تعالى: ” رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم “

اقوال الرسول عن الظلم

عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” اتقوا الظلم، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، واتقوا الشح، فإن الشح أهلك من كان قبلكم، حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم “
عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” اتقوا دعوة المظلوم، وإن كان كافرا، فإنه ليس دونها حجاب “
عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” انصر أخاك ظالما أو مظلوما، فقال رجل: يا رسول الله، أنصره إن كان مظلوما، أفرأيت إن كان ظالما كيف أنصره؟ قال: تحجزه، أو تمنعه من الظلم فإن ذلك نصره “
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” الظلم ثلاثة : فظلم لا يغفره الله، وظلم يغفره، وظلم لا يتركه فأما الظلم الذي لا يغفره الله : فالشرك ، وقال الله ” إن الشرك لظلم عظيم “، وأما الظلم الذي يغفره : فظلم العباد أنفسهم فيما بينهم وبين ربهم، وأما الظلم الذي لا يتركه : فظلم العباد بعضهم بعضا “
عن أبي موسى الأشعري عن الرسول صلى الله عليه وسلم : ” إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ثم قرأ : (وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة * إن أخذه أليم شديد ” )
عن أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” ثَلَاثَةٌ لَا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ الصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ وَالْإِمَامُ الْعَادِلُ وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ يَرْفَعُهَا اللَّهُ فَوْقَ الْغَمَامِ وَيَفْتَحُ لَهَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ وَيَقُولُ الرَّبُّ وَعِزَّتِي لَأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ”
عنالسيدة عائشة رضي الله عنها وأرضاها أنها قالت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” اتقوا دعوة المظلوم، فإنها تصعد إلى السماء كأنها شرارة “
عن أبي هريرة عن الرسول صلى الله عليه وسلم: ” دعوة المظلوم مستجابة وإن كان فاجرا، ففجوره على نفسه “
عن مروان بن الحكم أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ” من أخذ شبرا من الأرض ظلما طوقه الله إياه يوم القيامة من سبع أرضين “

بعض صور الظلم التي وردت في الأحاديث النبوية

هناك بعض الأحاديث النبوية التي تحدثت عن معنى الظلم دون التصريح بكلمة الظلم بالنص، ولكنه تندرج تحت مسمى الظلم، وعلى سبيل المثال:

ما رواه أبو هريرة – رضي الله عنه – أنَّ النَّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: ” أتدرون ما المفلِسُ؟ قالوا: المفلِسُ فينا من لا درهمَ له ولا متاعَ فقال: إنَّ المفلسَ من أمَّتي، يأتي يومَ القيامةِ بصلاةٍ وصيامٍ وزكاةٍ ، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مالَ هذا، وسفك دمَ هذا، وضرب هذا فيُعطَى هذا من حسناتِه وهذا من حسناتِه، فإن فَنِيَتْ حسناتُه قبل أن يقضيَ ما عليه، أخذ من خطاياهم فطُرِحت عليه ثمَّ طُرِح في النَّارِ”
روي عن النبي صل الله عليه وسلم أنه قال: ” أشد الناس عذابا يوم القيامة من أشركه الله تعالي في سلطانه فجار في حكمه “
عن أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ما من أمير عشرة إلا يؤتى به مغلولا يوم القيامة ؛ حتى يفكه العدل ، أو يوبقه الجور”
وعن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” إذا رأيتَ أُمَّتِي تَهَابُ الظالِمَ أنْ تقولَ له أنتَ الظالِمُ فقدْ تُوُدِّعَ مِنْهُمْ “
عن أوس بن شرحبيل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” من مشى معَ ظالِمٍ ليُقَوِّيَهُ وهوَ يعلمُ أنَّهُ ظالِمٌ ، فقد خرجَ مِنَ الإسلامِ”

بعض الأحاديث القدسية عن الظلم

عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربِه عز وجل أنه قال: ” وعزتي وجلالي لأنتقمن من الظالم في عاجله وآجله ولأنتقمن ممن رأى مظلوماً فقدر أن ينصره فلم يفعل “
عنأبي ذر الغفاري رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربِه عز وجل أنه قال: ” يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي ، وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا ، يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته ، فاستهدوني أهدكم ، يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته ، فاستطعموني أُطعمكم ، يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته ، فاستكسوني أكسكم ، يا عبادي إنكم تخطئون بالليلِ والنهار ، وأنا أغفر الذنوب جميعا فاستغفروني أغفر لكم ، يا عبادي إِنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني ، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا ، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجرِ قلب واحد منكم ما نقص من ملكي شيئا ، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني ، فأعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر ، يا عِبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها ، فمن وجد خيرا فليحمد الله ، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه ” رواه مسلم .

وفي ختام مقالنا عن أقوال الرسول عن الظلم، ما يسعنا عزيزي القارئ إلا أن نتمنى لك قراءة ممتعة راجين من الله تعالى أن يبعدنا كل البعد عن الظلم والظالمين ويجعلنا من عباده الصالحين الذين يتبعون ما يأمرنا به ونبتعد عن ما ينهانا عنه، ونتمنى حسن الخاتمة وصالح الأعمال.