هل الميت يحس بزوجته

هل الميت يحس بزوجته نقدمه لكم اليوم عبر موقعنا زيادة حيث أن الموت في الإسلام يعني أن شخصًا ما قد حان أجل تركه للدنيا، وانتقاله إلى حياة أخرى، وهي الحياة المسماة ” عالم البرزخ”، أي الفترة بين وفاة الإنسان وحتى الآخرة، وهو مصير جميع الناس على اختلافهم.

والحياة بعد الموت من الغيبيات التي تشغل بال الكثيرين، غير أننا لا نعلم أنها الكثير من الأشياء، فالله عز وجل لم يكشف لنا أسرارها وذلك لحكمة يعلمها جل وعلا.

هل الميت يحس بزوجته

وما نعرفه عن هذه الحياة هو ما أخبرنا به الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم عن حياة الناس بعد أن يتوفاهم الله ويسكنون القبور، وفي هذا المقال سوف نقوم بتناول بعض تلك الأمور حتى نجيب على التساؤلات الكثيرة التي يطرحها الناس في هذا الشأن.

  • أولًا: هل الميت يحس بزوجته؟

يعتبر سؤال شعور الميت بزوجته من أكثر الأسئلة التي تطرح في هذا الأمر، وقد ورد في الصحيحين من كلام أنس بن مالك عليه رضوان الله، أن الرسول عليه صلوات الله وسلامه، يقول: ” إذا وضع العبد في قبره وتولى عنه أصحابه، وإنه ليسمع قرع نعالهم…” إلى آخر الحديث.

ونفهم من ذلك أن الإنسان حين يموت يظل قادرًا على الإحساس بالناس حوله، وبالطبع من بينهم زوجته، ويتعين عليها في ذلك الوقت أن تدعو الله له كثيرًا بأن يرحمه ويغفر له ويعفو عنه ويثبته عند السؤال، عملًا بكلام سيدنا محمد عليه صلوات الله وسلامه: ” استغفروا لأخيكم، وسلوا له التثبيت، فإنه الآن يسأل”.

وعندما يسمع الإنسان في قبره صوت خطوات الناس، فهو لن ينتفع بشيء، فالله سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم: ” وما أنت بمسمع من في القبور”، ولكن هذا أيضًا لا يعني أنهم لا يسمعون أبدًا، حيث روي عن ابن عمر عليه رضوان الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على أهل القليب، فسألهم: وجدتم ما وعد ربكم حقا؟، فسألوه: هل تدعو أمواتًا؟، فأجاب: ” ما أنتم بأسمع منهم، ولكن لا يجيبون”.

ولا يجب أن يفهم الناس من ذلك أنها دعوة لزيارة الموتى والكلام إليهم، وإنما يتعين أن تكون زيارة الميت من أجل الدعاء وطلب المغفرة له، لا غير.

لأننا نرى الناس يذهبون لزيارة مقابر ذويهم، ويتكلمون معهم كلام أهل الدنيا، بل قد يتجاوزن أحيانًا كثيرة ويقولون أمورًا لا تجوز، مثل مت وتركتني، ماذا أفعل بدونك؟ وأمور على هذه الشاكلة، وهو كلام محرم بالطبع، فقد روي عن النبي عليه صلوات الله وسلامه أنه أتى على قبر فكانت هناك امرأة تبكي، فأخبرها أن ” اتق الله واصبري”.

إذن فيما يخص سؤال هل الميت يحس بزوجته؟ فالإجابة هي : نعم يحس بها، وتظل رباطة زواجه بها قائمة حتى بعد موته، بل ويتاح لأي من الزوج أو الزوجة الذي مات شريكه أن يقوم الحي منهم بوداع الآخر بالقبل والسلام وكذلك المشاركة في غسله والوقوف عليه، عملًا بحديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم للسيدة عائشة رضي الله عنها: ” وما ضرك لو مت قبلي، فقمت عليك، فغسلتك، وكفنتك، وصليت عليك، ودفنتك”، وفي هذا تأكيد على أن رابطة الزوج بزوجته تظل موجودة حتى بعد الوفاة.

ويمكن الترعف على المزيد من التفاصيل من خلال: دعاء لأمي المتوفية يوم الجمعة وفضل وحكم الدعاء للميت والأعمال التي يصل إلى الميت ثوابها

ونرشح لك أيضًا: دموع الميت عند الاحتضار وماهي سكرات الموت

  • ثانيًا: هل الميت يحس بمن يبكيه؟

لقد أجابت نصوص السنة النبوية وآيات الذكر الحكيم عن تساؤل ما إذا كان الميت يحس بمن يبكيه ويحزن عليه أم لا، حيث يقول رسول الله عليه صلوات الله وسلامه: ” إن العبد إذا وضع في قبره، وتولى عنه أصحابه، وإنه ليسمع قرع نعالهم”.

وقد روى أنس بن مالك عليه رضوان الله عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه لما قدم على مكان غزوة بدر، أشار إلى الأرض، قائلًا: ” هذا مصرع فلان، وهذا مصرع فلان، فوالله ما أماط واحد منهم عن مصرعه وترك قتلى بدر” ثلاث مرات، ومن ثم أتاهم، قائلًا: ” يا أبا جهل بن هشام، يا أمية بن خلف، يا عتبة بن ربيعة، يا شيبة بن ربيعة، أليس قد وجدتم ما وعد ربكم حقًا؟ فإني قد وجدت ما وعد ربي حقًا”، فسمعه عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فتساءل عنهم، أيسمعون أو يردون وقد ماتوا؟، فأجابه الرسول الكريم: ” والذي نفسي بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم، ولكنهم لا يستطيعون جوابًا”، وبعد ذلك أمر بأن يقذفوا في قليب بدر.

وقد جاء عن السلف الصالح أن الإنسان عندما يتوفاه الله فإنه يستطيع الإحساس بالناس حين يذهبون لقبره وحين يبكونه، وما يرجح ذلك هو ما ذكرته السيدة عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه عندما كان يذهب في وقت متأخر من الليل قاصدًا أرض البقيع، فإذا وصل، ألقى التحية على موتى المسلمين هناك، قائلًا: ” السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وأتاكم ما توعدون غدًا مؤجلون، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون”، ثم يطلب لهم المغفرة والرحمة من الله عز وجل.

فإذا كان الميت يحس بمن يزوره، فهل يتأذى كذلك عندما يبكي عليه ذويه؟

ذكر عمر بن الخطاب عليه رضوان الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: ” إن الميت يعذب ببعض بكاء أهله عليه”، وهو جواب صريح على أن البكاء يؤذي الميت ولا ينفعه.

كما جاء عن عبد الله بن عمر عليهما رضوان الله، أنه عندما مات أباه عليه رضوان الله، أخبر السيدة عائشة عليها رضوان الله، فطلبت له الرحمة، ثم قالت: ” أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل إن المؤمن حين يموت يتأذي ببكاء ذويه عليه، وإنما ذكر أن الكافر حين يموت فإن الله تعالى يثقل في جزائه ببكاء ذويه عليه، ومن ثم دللت على ذلك بقول الله تعالى: ” ولا تزر وازرة وزر أخرى”، والله عز وجل أعلى وأعلم.

ويمكن أيضًا التعرف على المزيد من خلال: هل يرى الميت اهله بعد موته وهل الميت يشعر بمن يدعوا له

  • ثالثُا: هل يطلع الميت على أهله ويعرف ماذا يحل بهم؟

وفيما يخص هذا السؤال، وهو واحد من الأسئلة الشائعة كذلك حول حال الموتى، فالثابت أن الإنسان حين يسكن قبره فإنه يستطيع معرفة من جاء لزيارته في حال كانت تربطه به صلة قبل الموت، وأنه يحب زيارة أهله ويأنس بها، كما أنه قد يعرف ماذا حل بأهل بيته، عندما يسأل إنسانًا قد مات بعده، فيسأله ماذا عمل فلان، وما أخبار فلانة، وهكذا.

كما أورد السيوطي في مؤلفه ” بشرى الكئيب بلقاء الحبيب”، نقلًا عن بعض السلف قولهم أن الإنسان حين يموت يلقاه الموتى من أهله ويبتهجون لمقدمه، وأنه يستطيع رؤية ماذا يحدث ومن يقف على غسله، وذكر عن سعيد بن جبير أنه قال: عندما يموت الإنسان يستقبله ابنه كاستقبال الغائب.

وكذلك ذكر عن سفيان قوله أن الإنسان إذا مات فإن يعلم كافة الأمور، لدرجة أنه يطلب من مغسليه أن يتلطفوا في غسله، كما يسمع كلام الناس عنه، والله أعلم.

وبهذا نكون قد وفرنا لكم هل الميت يحس بزوجته وللتعرف على المزيد من التفاصيل يمكنكم ترك تعليق أسفل المقال وسوف نقوم بالإجابة عليكم في الحال.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.