ما أول سورة نزلت في مكة المكرمة

ما أول سورة نزلت في مكة المكرمة هي سورة العلق، وعندما نتحدث عن السور التي أنزلت في مكة والمدينة يتبادر إلى أذهاننا ما هي أول السور التي أنزلت..

تعتبر سورة العلق من أولى السور التي أنزلت على رسولنا الكريم وشفيع المسلمين يوم الدين، ولقد أنزلت عليه في أجمل الأماكن على وجه الأرض التي يتواجد به الكعبة المشرفة وهي مكة، فلقد أنزل الله عز وجل أعظم الكتاب وهو “القرآن الكريم” على رسولنا الكريم وسيد العالمين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وميزه عن خلقه وأنزله الله عز وجل هدايه للناس لمعرفه الطريق المستقيم، حيث قال الله تعالى:- (قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ)، لم ينزل القرآن مرة واحدة على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، بل استمر نزوله لمدة ثلاث وعشرون عامًا، ولقد أنزل القرآن بواسطة جبريل عليه السلام على رسولنا الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وهو يقوم بالتأمل في خلق الله والتعبد في أحد أجمل الأماكن على وجه الأرض وهو غار حراء، وسوف نتحدث عن أسباب نزول سورة العلق والحكمة منها.

ما أول سورة نزلت في مكة المكرمة والحكمة من نزولها ومن نزول القرآن

لقد أنزل الله عز وجل القرآن ليرشد المسلمين إلى أمور دينهم ودنياهم، وليكون طريقهم للهداية، ويبعدهم عن الجهل والجاهلية زمنًا وأفعالا، فكان انتشار الخرافات والجهل يظهر بشكل كبير في عهد الجاهلية قبل نزول الوحي على الرسول صلى الله عليه وسلم.

لقد أحتوى القرآن الكريم حلول للمسلمين في حياتهم، فعندما يعجز المسلمين عن تفسير شىء في أمور دنياهم يلجئوا إلى القرآن الكريم (الر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بإذنِ ربِّهِم إلى صِراطِ العزيزِ الحميدِ)، في هذه الآية تظهر أهمية نزول القرآن.

اقرأ أيضًا : ماهي السورة التي تسمى سورة الحواريين

نزول سورة العلق

  • تعتبر سورة العلق من أعظم السور التي أنزلت على رسولنا الكريم وتعتبر من السور المكية أى أنزلت قبل رحله الإسراء، أنزلت سورة العلق في شهر من أفضل شهور السنة الذي يقوم فيه المسلمين بالإخلاص في عبادتهم في شهر رمضان الكريم قال الله تعالى (شَهرُ رَمَضانَ الَّذي أُنزِلَ فيهِ القُرآنُ هُدًى لِلنّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الهُدى وَالفُرقانِ) صدق الله العظيم، ولقد أنزل في ليلة معظمة من ليالي رمضان وهي ليلة القدر..
  • قال الله تعالى “إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ.. وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ.. لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ.. تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ.. سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ)، فنزل الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم، وأمره بالقراءة فقال ما أنا بقارئ فأعاد عليه القول مرة أخرى، فقال صلاوة الله عليه: ما أنا بقارئ، فكرر الوحي مقولته: “أقرأ”.. ولما قال الرسول الثالثة: “ما أنا بقرئ”، فنزل الله على سيدنا محمد من القرآن: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ)، وهنا قد بدأ نزول القرآن على النبي ونزول أول سورة، وهي سورة العلق، ومن حكمة الله عز وجل أن الرسول كان لا يستطيع القراءة والكتابة حتى لا يتهمه البعض بتأليف القرآن الكريم.. فلقد تمت كتابة القرآن عن طريق كتبة الوحي، حتي نتجنب أقوال الكاذبون والمدعون أن الرسول هو كاتبه، في صحيح البخاري، عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال: سمعتُ النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (مَنْ يَقُلْ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ)، وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تَكْذبوا على؛ فإنه مَن كذَب علي فليلِج النار)، وفيهما أيضاً؛ أنه صلى الله عليه وسلم قال: (إِنَّ كَذِبًا عَلَيَّ لَيْسَ كَكَذِبٍ عَلَى غَيْرِي , فَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَده مِنْ النَّار).

اقرأ أيضًا : ما هي سورة التوديع معلومات هامة عنها

تفسير سورة العلق وأسباب نزولها

لقد سميت سورة العلق بهذا الأسم لتشير إلى قدرة الله العظيمة في خلق الإنسان لأنه خلق الإنسان من علقة وهي نقطة الدم، التي تزرع في بطن الأم ويصبح جنين وبقدره الله سبحانه وتعالي يظهر الإنسان بشكله الحالي، ويعد من أسباب نزول هذه الآيات إلى أبي جهل عندما رأي الرسول يقيم إحدي فروضه وهي الصلاة وحاول منعه، قال للنبي: ألم أنهك عن هذا؟ فانصرف إليه النَّبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- فَزبرهُ، فقال أبو جهل: واللهِ إنَّكَ لتعلم ما بها نادٍ أكثر مني، فأنزل الله تعالى: “فليدع ناديه سندع الزبانية”، قال ابن عباس: والله لو دعا ناديه لأخذته زبانية الله تبارك وتعالى، ويظهر هذا الحديث محاولات أبي جهل لمنع النبي من تأديه صلاته، وتوعده له بأنه سوف يجلب له رجال من عشيرته، وإذا دعاهم سينزل عليه الله ملائكة النار تعاقبه وتدمره هو ومن يتبعوه ويعارضوا الإسلام.

تفسير سورة العلق

  • لقد بدأت سورة العلق بالدعوة إلى القراءة (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) وهنا أمر الوحي الرسول عليه الصلاة والسلام بالقراءة مستعيناً باسم الله، ثم أظهر مدي قدرة الله على خلق الإنسان (الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ)، حيث يخلق الإنسان من نطفة، ثم يتغير شكلها وتصبح علقة (وهي نقطه من الدم) وهذا يظهر مدي عظمة الله عز وجل.
  • (أقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ) وهنا يأمره بالقراءة على الرغم من أنه لا يعرفها، ويظهر صفة من صفات الله عز وجل وهي الجود والكرم.
  • (الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) تشير هذه الأية أن الله عز وجل خلق الإنسان للعلم ولإنارة العقل فلقد دعي الدين الإسلامي بشدة للعلم والتعلم، ومن حكمة الله انه منح الإنسان عقل حتي يستطيع تعلم القراءة والكتابة، ويعد دين الإسلام من أكثر الأديان دعوة للقراءة والتعلم والتفقه بشكل عام.
  • (كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى أَن رَّآهُ استغنى) تشير تلك الآية أن الإنسان يفسد ويطغي في الأرض إن توفر له أساليب الراحة والمال، وسيحاسب كل إنسان على أعماله.
  • (إِنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ الرُّجْعَىٰ) جميعنا سوف نرجع في النهاية إلي الله عز وجل.
  • (أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَىٰ عَبْدًا إِذَا صَلَّىٰ) وهذه الآية تشير إلى موقف أبي جهل عندما حاول منع الرسول عن الصلاة.
  • (أَرَأَيْتَ إِن كَانَ عَلَى الْهُدَىٰ) تشير هنا إلي أن العبد المؤمن الذي يتمسك بإمانه والمحافظة على صلاتة ولا يعرض عنها ويسير على الطريق القويم.
  • (أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَىٰ) المؤمن الذي يحافظ على دينه وعبادة الله وحده لا شريك له.
  • (أَرَأَيْتَ إِن كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ) يعني التكذيب بما جاء بما يؤتي به الرسول، وهذا عقابه عسير.
  • (أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ اللَّهَ يَرَىٰ) تشير إلي أن الله عز وجل يرانا في جميع أحوالنا، ولكل عمل جزاء، فيجب الخوف من عقاب الله وجزاءه.
  • (كَلَّا لَئِن لَّمْ يَنتَهِ) وهنا تهديد من الله عز وجل للعبد فإذا لم يتوقف عن فعل تلك الأمور التي نهانا الله عنها، سوف يكون جزائه النار.
  • (نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ) أي أن كل ما تزعم قوله كذب وأدعاء.
  • (فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ) فليأتي هذا الكاذب بأحد من قومه ليصدقوا على كذبه.
  • (سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ) فيرسل الله عليه وعلى اهله الكاذبون، ملائكة من النار.
  • (كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ) وهنا دعاء للرسول بالصلاة وعدم الأهتمام بمحاولات أبي جهل بمنعه من الصلاة.

اقرأ أيضًا : السورة التي تعدل ربع القرآن وآياتها وأهميتها

وفي نهاية الموضوع أرجو أن نكون استطعنا الوصول للإجابة على سؤال ما أول سورة نزلت في مكة المكرمة، واستطعنا توفير معلومات كافية عن سورة العلق، وتفسيرها وأسباب نزولها ومكان نزولها، وهي تعتبر من أولى السور التي أنزلت على سيدنا محمد عليه الصلاه والسلام.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.