ما هي الآية التي جمعت كل حروف اللغة العربية
ماهي الاية التي جمعت كل حروف اللغة العربية تعد الآية 29 من سورة الفتح من مظاهر الإعجاز البياني والنظم فى القرآن الكريم حيث أن هذه الآية قد جمعت كل حروف اللغة العربية وفى هذا المقال سوف نتناول الحديث عن ما هي الآية التي جمعت كل حروف اللغة العربية.
تعرف على حكم القرآن الكريم عن ابرز علماء الدين والمثقفين من خلال قراءة هذا المقال: حكم عن القران الكريم من أبرز علماء الدين والمثقفين
سورة الفتح
سورة الفتح هي من السور المدنية نزلت على النبيّ محمد بعد صلح الحديبية عام 6هـ وكان في طريقه من الحديبية إلى المدينة، وهي من المثاني، عدد آياتها 29، وترتيبها في القرآن الكريم 48، في الجزء السادس والعشرين، بدأت بأسلوب قصر: (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا)، نزلت بعد سورة الجمعة.
سبب التسمية بسورة الفتح
يعود تسميتها بسورة الفتح “لأن الله عز ومجل بشّر المؤمنين بالفتح المبين ” إنا فتحنا لك فتحا مبينا ” .
تعرف على آيات قصيرة من القرآن الكريم من خلال قراءة هذا المقال: ايات قصيره من القران الكريم وعشرة تفاسير من أقصر الايات
ما هي الآية التي جمعت كل حروف اللغة العربية
آية فضيلة جمعت كل حروف اللغة العربية فيها وهي الآية 29 من سورة الفتح، نزلت السورة الكريمة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فى طريقه عند رحيله من الحديبية، ولما نزلت هذه السورة قال صلوات الله عليه: ( لقد أُنزلت علي الليلة سورة هي أحب إلى من الدنيا وما فيها ” إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُّبِيناً ” ) أخرجه الإمام أحمد.
قال تعالى: ( مُحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وَجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً ) [الفتح آية: (29)].
تعرف على الصور التي تسمى بإسم الفاضحة وما هو سبب نزولها من خلال قراءة هذا المقال: ما هي السورة التي تسمى بالفاضحة؟ وما هو سبب نزولها؟
سبب نزول سورة الفتح
- الوقت الذي نزلت فيه سورة الفتح هو الوقت الذي اطمأن فيه نفس النبي إلى الهام ربه، فجرد نفسه من كل إرادة إلا ما يؤتيه هذا الإلهام الجليل الصادق، وظل الرسول يواصل مع هذا الالهام في كل خطوة وفي كل حركة يقوم بها، لايستفزه عنها مستفز، سواء كان من المشركين أو من أصحابه الذين لم تطمئن أنفسهم في بداية الأمر لقبول استفزاز المشركين وشدتهم الجاهلية، ثم أنزلت السكينة في قلوبهم، فاهتدوا إلى الرضى واليقين والقبول الخالص لله وحده.
- كما جاء في الفتح، الامتنان على المؤمنين بالسكينة والتبشير لهم بالمغفرة والثواب، وعون السماء بملائكة الله: (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا)، ذلك مع ما أقام الله لأعدائه من المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات من غضب وعذاب: (وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا).
- ثم التنويه ببيعة رسول الله واعتبارها بيعة لله، وترابط قلوب المؤمنين بربهم مباشرة من خلال هذا الطريق، بهذا الرباط المتواصل دائماً بالله الحي الباقي الذي لا يموت: (إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا).
- وفي ختام هذه السورة بالصفة الكريمة التي تميز هذه المجموعة المختارة من الخلق، وتنفرد بسمتها الخاصة، وتدل على تنويه عام في الكتب السماوية: التوراة والإنجيل، وبوعد الله الكريم بالمغفرة والأجر العظيم: (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا).
- وهكذا تصبح معاني السورة مفهومة، تعيش في الحدث الذي نزلت فيه، وتصوره بأقوى تصوير، من خلال أسلوب القرآن الرفيع الذي لا يقوم بتفصيل الحوادث بترتيبها وتسلسلها، ولكنه يحفظ منها بعض اللمحات التي تتضمن شيء من التوجيه والتعليم، ويقوم بربط الحادثة المفردة بالقاعدة الكاملة، والموقف المحدد بالأصل الكوني بشكل عام، كما يخاطب النفس والقلب المسلم بطريقته الخاصة ومنهجه الفريد.
- عن أنس قال: لما رجعنا من غزوة الحديبية وقد حيل بيننا وبين نسكنا فنحن بين الحزن والكآبة أنزل الله عز وجل: (إنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا ) فقال رسول الله: ( لقد أُنْزِلَتْ عَليَّ آية هي أحب إليَّ من الدنيا وما فيها كلها ) وقال: عطاء عن ابن عباس: أن اليهود شمتوا بالنبي والمسلمين لما نزل قوله ( وَمَا أدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي ولاَ بِكُمْ ) وقالوا: كيف نتبع رجلا لا يدري ما يُفْعَلُ به، فاشتد ذلك على النبي، فأنزل الله تعالى (إنَّا فَتحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا لِيغفرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبكَ وَمَا تَأخَّرَ ).
- عن أنس قال: لما نزلت (إنَّا فَتحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا لِيغفرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبكَ وَمَا تَأخَّرَ)، هنيئا لك يا رسول الله ما أعطاك الله فما لنا ؟ فأنزل الله تعالى ( لِيُدْخِلَ المُؤْمِنينَ وَالمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنْهَارُ).
- عن أنس قال: أن ثمانين رجلا من أهل مكة هبطوا على رسول الله من جبل التنعيم متسلحين يريدون غرة النبي وأصحابه فأخذهم اسرى فاستحياهم فانزل الله تعالى (وَهُوَ الَّذي كَفَّ أيْديهُمْ عَنْكُم وَأَيديكُمْ عَنْهُم بِبَطْنِ مَكَّة بَعْدَ أن أظْفَرَكُمْ عَلَيهِمْ )، وقال عبد الله بن مغفل الهوني: كنا مع رسول الله بالحديبية في أصل الشجرة التي قال الله في القران فبينا نحن كذلك إذ خرج علينا ثلاثون شابا عليهم السلاح فثاروا في وجوهنا فدعا عليهم النبي فأخذ الله تعالى بأبصارهم وقمنا إليهم فأخذناهم فقال لهم رسول الله: هل جئتم في عهد أحد ؟ وهل جعل لكم أحد أمانا ؟ قالوا: اللهم لا، فَخَلَّى سبيلهم فأنزل الله تعالى (وهو الذي كفَّ أيديهم عنكم).
تعرف على الصورة التي بها سجدتان من خلال قراءة هذا المقال: ماهي السورة التي بها سجدتان وما هو تفسيرها وسبب تسميتها ونزولها
فضل سورة الفتح
- عن عبد الله بن مغفل قال: قرأ رسول الله عام الفتح في مسيرة سورة الفتح على راحلته فرجع فيها.
- عن أبي بردة أن النبي قرأ في الصبح ” إنا فتحنا لك فتحا مبينا “.
- روى أحمد في مسنده: عَنْ أَنَسٍ أَنَّ السورة نَزَلَتْ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرْجِعَهُ مِنْ الْحُدَيْبِيَةِ وَأَصْحَابُهُ يُخَالِطُونَ الْحُزْنَ وَالْكَآبَةَ وَقَدْ حِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَسَاكِنِهِمْ وَنَحَرُوا الْهَدْيَ بِالْحُدَيْبِيَةِ إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا، قَالَ: لَقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ آيَتَانِ هُمَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ الدُّنْيَا جَمِيعًا.
تعرف على أثر سورة البقرة على المعارض ومقاصدها من خلال قراءة هذا المقال: أثر سورة البقرة على العارض ومقاصدها والسبب في نزولها وأسبابها
تفسير الطبري
- القول في تأويل قول الله تعالى: إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا.
- يعني بقوله تعالى ذكره لنبيه محمد صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم ( إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا ) يقول: إنا حكمنا لك يا محمد حكما لمن سمعه أو بلغه على من خالفك وناصبك من كفار قومك، وقضينا لك عليهم بالنصر والظفر، لتشكر ربك، وتحمده على نعمته بقضائه لك عليهم، وفتحه ما فتح لك، ولتسبحه وتستغفره، فيغفر لك بفعالك ذلك ربك، ما تقدّم من ذنبك قبل فتحه لك ما فتح، وما تأخَّر بعد فتحه لك ذلك ما شكرته واستغفرته.
- وإنما اخترنا هذا القول في تأويل هذه الآية لدلالة قول الله عزّ وجلّ، ( إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ، وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا، فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا) على صحة ذلك، إذ أمره تعالى في ذكره أن يسبح بحمد ربه إذا جاءه نصر الله وفتح مكة، وأن يستغفر، وأعلمه أنه توّاب على من فعل ذلك، ففي ذلك معنى واضح أن قول الله تعالى.
تعرف على السورة التي تسمى المنجية من خلال قراءة هذا المقال: ما هي السورة التي تسمى المنجية ومسميات بعض السور القرآنية
فى نهاية هذا المقال نكون قد قدمنا كل المعلومات الهامة عن ما هي الآية التي جمعت كل حروف اللغة العربية والحديث عن سورة الفتح وسبب نزول سورة الفتح.