حديث شريف عن الوطن للإذاعة المدرسية

حديث شريف عن الوطن للإذاعة المدرسية يحصل منه الطلاب على الوازع الديني الذي يقوي مبدأ الانتماء للوطن، ويحثهم على تقديم الغالي والنفيس في سبيله، وخلال السطور الآتية نتعرف على نماذج من السنة النبوية الشريفة تدور حول هذا الموضوع، وتبين لنا مدى حرص الرسول – صلى الله عليه وسلم – على ترسيخ هذا المبدأ، وذلك من خلال موقع زيادة.

حديث شريف عن الوطن للإذاعة المدرسية

إن الإذاعة المدرسية تمثل إحدى الوسائل المعرفية للطلاب، والتي يمكن من خلال فقراتها المتنوعة والقصيرة منحهم جرعات مكثفة وسريعة في آنٍ واحد، تتعلق بأكثر من ناحية من نواحي الحياة، وتساعدهم في اكتساب معارف إضافية إلى جانب ما تتم دراسته على مدار يومهم الدراسي.

لذلك فإن تضمين الإذاعة المدرسية حديثًا شريفًا يدور حول الوطن وحبه وما يمكن تقديمه في سبيله يُعد فرصة رائعة لزرع مجموعة من القيم والمبادئ الحميدة، يحتاج الطلاب إليها ليكونوا مواطنين صالحين أسوياء، ولن يكون أبلغ تأثيرًا في نفوسهم وأصدق في توصيل هذه المعاني السامية من أقوال النبي – صلى الله عليه وسلم – التي تعززها من أكثر من وجه.

قال النبي – صلى الله عليه وسلم: “ما أطيبَكِ من بلَدٍ وأحبَّكِ إلَيَّ، ولولا أنَّ قومِي أخرجوني منكِ ما سكنتُ غيرَكِ“؛ وفي هذا الحديث الشريف إشارة واضحة إلى مدى تعلق قلب النبي – صلى الله عليه وسلم – بموطنه والمكان الذي نشأ وترعرع فيه؛ مكة المكرمة.

نستشهد من هذا الحديث على موقف النبي الصريح في البوح بحب وطنه، ووجود استعداده لتقديم كافة ما كان بالإمكان تقديمه من أجل تنفيذ أمر الله تعالى الذي اقتضى اختيار أهلها ليكونوا أول من تتم فيهم الدعوة إلى الله تعالى، ولولا أنه – صلى الله عليه وسلم – أُخرج من مكة بالإكراه ما كان قد خرج، ولا ابتغى غيرها موطنًا وسكنًا.

رغم البيئة القاسية التي تتسم بها مكة – خاصةً في العهد القديم – من صحاري وجبال وسكان تأخذهم النزعة القبلية والانتماء للعشيرة قبل أي شيء؛ إلا أن قلب النبي – صلى الله عليه وسلم – تعلق بها، واهتم بإظهار تمسكه بتوصيل مبدأ الوطنية لأتباعه، من خلال القول الصريح الثابت على مدار أجيال.

مرر لنا الرسول صلوات الله عليه رسالةً هامة من خلال هذا الحديث؛ وهي أن سوء أوضاع الوطن وتقلب أحواله لهو من سنن البلاد، وليست بمسوغٍ أو مبررٍ بحالٍ من الأحوال للإنسان أن يضمر الضغينة والكره لوطنه، فهو مهما بلغ به لم يكن ليتعرض لأقسى مما تعرض له الرسول الكريم وأتباعه الأطهار على أيدي مشركي مكة وكفارها؛ وهي من الرسائل الجليلة التي يُقصد توصيلها من قول حديث شريف عن الوطن للإذاعة المدرسية.

اقرأ أيضًاحديث عن الصدق للأطفال

أحاديث شريفة تدور حول حب الوطن

تُعد السنة النبوية المطهرة ثاني مصادر التشريع، ويؤخذ منها ما لم يتم ذكره صراحةً في القرآن الكريم، فقد كانت السنة (قولًا وفعلًا وتقريرًا) مكمل للمسلمين لما يجب اعتباره في دينهم من واجبات وسنن، وفيما يخص حديث شريف عن الوطن للإذاعة المدرسية فالأمثلة على ذلك كثيرة.

يُذكر أنه كما اهتم النبي – صلى الله عليه وسلم – بإظهار حبه للوطن وهو في مكة؛ فقد أولى ذلك اهتمامًا مماثلًا أثناء وجوده في المدينة المنورة، ليس لأن المدينة هي وطن النبي – صلى الله عليه وسلم – بالمعنى المتبادر إلى الأذهان، لكن لأنها تمثل موطن الدعوة، والمكان الذي كتب الله للمسلمين والإسلام النجاة على أراضيه المقدسة، فكان حقًا أن يأخذ مكانة الوطن – محل الميلاد – في القلوب.

كانَ النَّاسُ إذَا رَأَوْا أَوَّلَ الثَّمَرِ جَاؤُوا به إلى النبيِّ – صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَإِذَا أَخَذَهُ رَسولُ اللهِ – صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، قالَ: اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا في ثَمَرِنَا، وَبَارِكْ لَنَا في مَدِينَتِنَا، وَبَارِكْ لَنَا في صَاعِنَا، وَبَارِكْ لَنَا في مُدِّنَا، اللَّهُمَّ إنَّ إبْرَاهِيمَ عَبْدُكَ وَخَلِيلُكَ وَنَبِيُّكَ، وإنِّي عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ، وإنَّه دَعَاكَ لِمَكَّةَ، وإنِّي أَدْعُوكَ لِلْمَدِينَةِ بمِثْلِ ما دَعَاكَ لِمَكَّةَ، وَمِثْلِهِ معهُ، قالَ: ثُمَّ يَدْعُو أَصْغَرَ وَلِيدٍ له فيُعْطِيهِ ذلكَ الثَّمَرَ. [رواه: أبو هريرة].

في هذه الكلمات المعدودات مما ورد عن النبي – صلى الله عليه وسلم – يعلمنا الرسول أن حب الوطن له دوافع وأسباب ومسوغات، ووقتما توفرت هذه الدوافع والأسباب وجب حب الوطن والتعبير عن ذلك بالوسائل المتاحة، والتي من أجلها التوجه إلى الله له بالدعاء الخالص.

فقد دعا الرسول – صلى الله عليه وسلم – الله أن يبارك في المدينة المنورة وأهلها وثمرهم، وأن يفيض عليها بالخير والبركة، متبعًا في ذلك سنة خليل الله – إبراهيم عليه السلام – بل أنه زاد عنه زيادةً في التعبير عن الحب والتقدير للمدينة المنورة وأهلها؛ إذ دعا لهم بأضعاف ما قد دعا به نبي الله إبراهيم – عليه السلام – لمكة وأهلها حين قال “رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ“. [البقرة: 126]

نأخذ من دعاء النبي – صلى الله عليه وسلم – للمدينة وأهلها شعوره العميق بالامتنان نحو الخير الذي ساقه الله لهم على أراضيها، والذي أتبع شعور الأمان الذي لم يذقه المسلمون المهاجرون إلا فيها وبين أهلها، بعد أن تم دفعهم للهروب من مكة.

في هذا دلالةٌ أخرى لأحد أسباب حب الوطن؛ وهو الخير القائم في نفوس العباد بها، وما يلقاه الإنسان منهم من أُلفة ومحبة، ومشاركة في السراء والضراء تُسري عن المهموم همه، وتزيد في فرح صاحب الفرح، فهي من الأسباب التي تدفع الناس إلى الشعور بالامتنان نحو أوطانهم والتمسك بالمكث فيها والذود عنها إذا تطلب الأمر.

اقرأ أيضًاحديث شريف عن التعاون مع الشرح

أحاديث شريفة في فضل الجهاد من أجل الوطن

في سبيل العثور على حديث شريف عن الوطن للإذاعة المدرسية؛ فإن لنا في هجرة النبي – صلى الله عليه وسلم – وأتباعه الكثير من الدروس والعبر فيما يتعلق بحب الوطن، ليست من الأحاديث الشريفة وحسب؛ بل من مواقف عدة للنبي صلى الله عليه وسلم يأخذ منها اللبيب الإشارة الواضحة لوجوب الاعتزاز بالوطن.

لعلنا بالنظر في قوله تعالى “قَالُوا وَمَا لَنَا أَلا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا” [البقرة: 246] نرى الدلالة الواضحة على وجوب القتال في سبيل الدفاع عن الوطن والذود عن أراضيه.

فلقد استخدم هذه الحجة اليهود للدفاع عن أنفسهم بعد أن اتهمهم النبي المبعوث فيهم بالتقاعس عن تلبية النداء للجهاد في سبيل الله، إذًا فإن الدفاع عن أراضي الوطن يُعد وجهًا من أوجه الجهاد في سبيل الله، ولقد دلت أحاديثُ كثيرة على هذا منها:

قوله صلى الله عليه وسلم: “عَينانِ لا تمَسَّهما النَّارُ: عينٌ بكت من خشيةِ اللهِ، وعينٌ باتت تحرسُ في سبيل اللهِ” [رواه: عبدالله بن عباس].

كذلك قوله: “مَنْ قُتِلَ دُونَ مالِهِ فهوَ شَهيدٌ، ومَنْ قُتِلَ دُونَ دِينِهِ فهوَ شَهيدٌ، ومَنْ قُتِلَ دُونَ دَمِهِ فهوَ شَهيدٌ، ومَنْ قُتِلَ دُونَ أهلِهِ فهوَ شَهيدٌ” [رواه: سعد بن زيد].

في الأحاديث السابقة إشارات إلى عِظَم منزلة المجاهد في سبيل الله على مختلف أحواله، والتي تجتمع جميعها في الجنود المحاربين دون أراضي أوطانهم وأهاليهم، والعيون الساهرة التي تبيت لحراسة كل ذلك وهي على استعداد لبذل الروح لقاءه.

من خلال حديث شريف عن الوطن للإذاعة المدرسية نرى مواقف النبي وأتباعه تعزز مفهوم الانتماء، وتدفعنا إلى تقدير الوطن؛ الذي كان محلًا وسببًا بشكلٍ من الأشكال لكل خير ونعمة أنعم الله بهما علينا.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.