تفسير سورة الإخلاص للشعراوي مكتوبة
تفسير سورة الإخلاص للشعراوي من أعظم ما قدم إلينا خلال مسيرته الحافلة بالتفسيرات القيمة والشروح العظيمة التي لا تنسى، يجد الكثير من المسلمين حول العالم أن الأمثلة المبسطة التي ضربها الشيخ الشعراوي جعلت القرآن مفهومًا لعوام الناس فلا حاجة لكي تكون عالمًا لكي تفهم مقصود الآيات وهذا ما نتناوله من خلال موقع زيادة.
تفسير سورة الإخلاص للشعراوي مكتوبة
تفسير سورة الإخلاص للشعراوي يتميز بالبساطة والتعمق في المعنى عبر تدقيق وتحليل المصطلحات والألفاظ اللغوية وصولًا إلى المقصد من النص القرآني الحكيم.
أولًا: تفسير قل هو الله أحد
يقول الشيخ الشعراوي رحمه الله إن السورة الكريمة التي تعدل ثلث القرآن تبدأ بتأكيد الله على مسألة الوحدانية بكافة أبعادها فقد ذكر الله لفظ الواحد في بعض القرآن الكريم وهنا ذكر لفظ الأحد.
عند النظر في قواعد اللغة العربية ومنطقها نجد أن هناك فرق بين لفظي الكل والكلي حيث إن كليهما يطلقان على الكثير ولكن يختلف اللفظ الأول (الكل) حيث يطلق على الأشياء الكثيرة المتباينة في الحقائق والخصائص، بينما لفظ (الكلي) يطلق على كثيرين متفقين في الحقائق.
ضرب الشيخ الشعراوي المثل بالكرسي وتساءل هل لفظ الكرسي يعبر عن شيءً واحدًا أم مجموعة من الأجزاء من أمثلة الأخشاب والمسامير والغراء وغيرها لذا تنطبق على هذه الأجزاء قاعدة لفظ (كل) لأنها لا تتفق في خصائصها، ولا يمكن أن يتم تعميم إحدى خصائص المسمار على الكرسي بالكلية.
يطلق لفظ كلي على البشر على سبيل المثال لأنهم كثيرين ولكن حقائقهم وخصائصهم النفسية والبدنية موحدة، ويصلح إطلاق ما يطلق على واحدٍ منها على الجميع بشكل كلي، فمحمد إنسان وبكر إنسان وزيد إنسان وهكذا.
بالعودة إلى تفسير سورة الإخلاص للشعراوي نجد أن الله قد وصف ذاته بالأحد دلالة على عدم وجود أجزاء تكون ذاته الإلهية، كما وصف ذاته بالواحد إشارة إلى عدم وجود أفراد يتفقون معه في الحقائق.
اقرأ أيضًا: فضل قراءة سورة الإخلاص 11 مرة بعد الفجر
ثانيًا: تفسير الله الصمد
من أعظم ما قيل في تفسير سورة الإخلاص للشعراوي أن لفظ الصمد الذي عجز الكثير من الناس عن فهمه يشير إلى أن الله كامل ولا يمكن أن يعوزه شيء، كما أن هذه الكلمة تعبر عن أن جميع المخلوقات تصمد إليه عز وجل أي تلجأ إليه.
قديمًا ما كان العرب يطلقون على بيت الزعيم أو الشيخ الكريم بيتًا صمودًا أي مقصدًا للجميع حيث يغيث الملهوف ويعطي المحتاج ويحمي الضعيف، وهذا هو المعنى من لفظ الصمد التي أطلقها الله عز وجل على ذاته.
عندما وصف الخالق ذاته بالصمد يُخبرنا بأن الله لا يحتاج إلى أحد وأنه عز وجل لا يعوزه شيء، وفي ذلك بما أن الله هو الأحد الصمد إذن يجب أن تلجأ في كل أمورك إليه، لأنه لا وجود على الحقيقة إلا وجوده ولا فعل في هذا الكون إلا فعله.
اقرأ أيضًا: معنى الصمد في سورة الإخلاص
ثالثًا: تفسير لم يلد ولم يولد
يقول الله جل في علاه استكمالًا لصفات كماله وغناه أن الذات الإلهية ليس لها مصدر ولا سبب في الوجود لأن في ذلك نقصان للكمال، كما أن هذه الصفات التي تنطبق على المخلوقات تتنافى مع الوحدانية والربوبية.
الآية جاءت ردًا على زعم اليهود بأن العزير ابن الله وردًا على النصارى الذين يدعون أن المسيح هو ابن الله وتوضيح للمسلمين بأن الله لا يسعه شيء ولا تدركه العقول وهو الغني عن الوالد والصاحبة والولد لأنه مسبب الأسباب.
روى الترمذي عن أبي بن كعب أن المشركين جاءوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا (انسب لنا ربك) فأَنزَل اللهُ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ. فالصَّمدُ الَّذي لَم يَلِدْ ولَم يُولَدْ، لأنَّه لَيس شيءٌ يولَدُ إلَّا سيَموتُ، ولا شيءَ يَموتُ إلَّا سيورَثُ، وإنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ لا يَموتُ ولا يُورَثُ. وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُؤًا أَحَدٌ. قال: لم يَكُنْ لَه شَبيهٌ ولا عَدلٌ، وَلَيس كَمِثلِه شيءٌ.
نزلت سورة الإخلاص ردًا على المشركين لعلهم يفقهون، لأن فيها توضيح بأنه الله سبحانه وتعالى لا تنطبق عليه قواعد البشر والمخلوقات الأخرى، لذا يقول الشيخ الشعراوي إن السورة هي نور القرآن، حيث جاء فيها بيان ترسيخ العقيدة الإسلامية في ضوء التوحيد والانقياد والولاية لله الحق.
اقرأ أيضًا: سبب نزول سورة الإخلاص
رابعًا: تفسير لم يكن له كفوًا أحد
استكمالًا لتفسير سورة الإخلاص للشعراوي نستوضح من تفسير آية لم يكن له كفوًا أحد من أبرز صفات الذات الإلهية والتي ترتبط بالوحدانية والتفرد لكي تكتمل معاني السورة الكريمة من الناحية العقائدية.
توضح الآية أنه لا وجود لند أو منافس له في الألوهية ولا يوصف بوصفه أحد ولا في أفعاله فاعل، وتشتمل السورة على كافة معاني التوحيد للأسماء والصفات، بالإضافة إلى نفي صفات النقصان من أمثلة الحاجة إلى عائلة أو وجود منافس.
في الآية ردًا ملجمًا على زعم المشركين بأن الأصنام يعبدون تقربًا إلى الله كما أن بعضهم كانوا يعتقدون بأن الملائكة أندادًا لله نظرًا إلى قدراتهم الخارقة للطبيعة، ونفهم من الآيات أن قدراتهم استثنائية مقارنةً بالبشر وليس بالذات الإلاهية.
لا عجب في أن هذه السورة الكريمة تعدل ثلث القرآن لأن فيها تأصيل للعديد من المعاني العقائدية، كما أن تدبرها يقوي الإيمان ويقرب العبد من الله عز وجل.
سورة الإخلاص للشعراوي تحمل العديد من المعاني العميقة، لذا يجب ألا ننسى معاني الوحدانية والربوبية والصفات التي اختص به الله ذاته لكي نجدد عقائدنا ونحافظ على قلوبنا من الفتن.