طفلي عمره ٣ شهور يمص يده
طفلي عمره ٣ شهور يمص يده فما سبب ذلك؟ وكيف أعالج هذا الأمر، وهل هو أمر طبيعي في هذا السن؟ شاع كثيرًا استياء الأمهات وشكايتهن من وضع الطفل يده في فمه، ويخشون أن يتحول هذا التصرف معهم إلى عادة، مما يصعب علاجه في سن أكبر، نوافيكم الإجابة عن تلك التساؤلات عبر موقع زيادة.
طفلي عمره ٣ شهور يمص يده
لأن ولادتي بكرًا ولم أحظى بأية تجارب مسبقة.. كنت شديدة القلق وكثيرة التوتر حتى بعد ولادتي، فإني أجهد نفسي في التركيز مع طفلي خشية حدوث أمر سيء، وها هو طفلي عمره ٣ شهور يمص يده، وأشعر بالقلق الشديد حيال هذا الأمر.
عندما ذهبت إلى الطبيب أخبرني أنه لا داع للقلق، وأن مص اليد أو الإصبع في هذا العمر تحديدًا أمرًا طبيعيًا للغاية، لاسيما انه يستكشف العالم حوله، فلعق اليد أو الإصبع هي إحدى الحواس الاستكشافية لدى الرضيع.
كما أن وضع الرضيع يده في فمه قد تكون بمثابة طريقة يفعلها لتهدئة نفسه، لاسيما إن كان متعبًا.. وحينما يبدأ في النمو قليلًا فإنه ستلاحظين خروج لُعاب من فمه خلال لعق يده.. هذا دليل على التسنين، حال حدوث ذلك.. تأكدي أنه لا يوجد أي ضرر عليه من وضع يده في فمه.
حينها أخبرته أن طفلي ليس له وتيرة ثابتة، فأحيانًا يمص إصبعًا أو إثنين فحسب خلال نومه، أسرد قائلًا إن هذا من الأمور الشائعة عند الأطفال في هذا العمر، إذ إن تلك الوضعية تشعره بالأمان، وتبعث له السعادة.
أكثر ما أصابني بالدهشة حين أخبرني الطبيب أن الأطفال عادة ما يضعون إصبع الإبهام في فيهم وهم داخل الرحم، لذا قد تستمر معه تلك الحالة حتى بلوغه العام، ونصحني بضرورة التأكد من نظافة يديه، وخلوها من الجراثيم.
اقرأ أيضًا: علاج الكحة عند الرضع 3 شهور
أسباب مصّ الطفل يده
تبين من خلال تجربتي مع طفلي أنه توجد أسباب طبيعية عديدة تجعل الطفل يلعق يده أو يمص أصابعه، ساعدتني على فهم هذا السلوك حينما وجدت طفلي عمره ٣ شهور يمص يده.
- إن هذا السلوك مريح جدًا للأطفال، لاسيما في الأشهر الأولى، نتيجة للتوتر والخوف الذي يصيبها، فهذا السلوك يساعد على استرخائهم وتهدئتهم.
- قد يشير هذا السلوك في عمر أكبر إلى شعور الطفل بالإهمال من قبل والديه، أو عدم رضاه عن عنايتهما به، فيلجأ لهذا السلوك للشعور بالأمان.
- دلالة على الملل.
- قد يكون علامة على الجوع في بعض الأحيان.
- كوسيلة للمساعدة على النوم.
- قد يعود الطفل لهذا السلوك مرة أخرى بعد التوقف عنه بسبب حدوث مشكلة نفسية له، قد تتمثل في قدوم طفل جديد للعائلة، أو حدوث كمشكله تثير قلقه وخوفه.
إلى متى يستغرق مصّ الرضيع يده؟
حينما لاحظتُ أن طفلي عمره ٣ شهور يمص يده، وأخبرت صديقتي بذلك.. أخبرتني انه لا داع للقلق، فإن الأطفال عادة ما يتوقفون عن لعق اليدين أو الأصابع من تلقاء أنفسهم، وغالبًا ما يحدث ذلك حال بلوغهم ما بين 6 إلى 7 أشهر، وقد يطول الأمر إلى ما بين العامين إلى أربعة أعوام.
اقرأ أيضًا: طول الطفل في الشهر الرابع
كيف أمنع طفلي من مصّ يده؟
على الرغم من أن الطبيب طمأنني من هذا السلوك، بعدما أخبرته أن طفلي عمره ٣ شهور يمص يده.. إلا أنني أخشى أن يلازمه حال الكبر، لذا تساءلت عن الوقت الذي يجب أن أتدخل فيه لعلاج الأمر.. فأخبرني الطبيب أنه لا يوجد ضرر على الطفل من ذلك ما لم تتكون أسنانه، ويرتبط مدى خطورة هذا الأمر عادة بمدى تكرار حدوثه، ومدى استمرار الطفل في المص.
لذا فإن الأطفال يوصون بضرورة علاج الأمر حال وصول الطفل ين الثالثة من عمره، بينما بعض الأطباء يرون أن العلاج وضرورة التدخل يقتصر فقط على الأطفال الذين يداومون على مص أصابعهم بعد سن الخامسة.
بناءً على ذلك.. أيّ الأجلين يقضي الطفل _الثلاث أو الخمس_ ينبغي على الأم التدخل لمعالجة الأمر قبل تفاقم المشكلة، وملازمة الطفل هذا السلوك حال الكبر، مما يؤثر على نفسيته وتكوين شخصيته.
أضرار مصّ الأصابع للأطفال
على الرغم من أن مص الطفل أصابعه يعد أمرًا طبيعيًا، إلا أنه قد يشكل ضررًا عليه إذا استمرت معه لوقت طويل، فإن ذلك يوثر بشكل سلبي عليه على المدى البعيد، الأمر الذي يجعل بعض الأمهات ترغب في معالجته مبكرًا، ويتساءلن طفلي عمره ٣ شهور يمص يده ماذا أفعل.
الأسنان أكثر تأثرًا بهذا السلوك.. فقد يؤدي مص الإصبع إلى إحداث مشاكل خلال نموها، تحول دون ظهورها بشكل طبيعي، من تلك المشاكل:
- اندفاع الأسنان الأمامية؛ نتيجة وجود الإصبع، مما يحول دون ظهورها بشكل مرتب.
- حدوث تراجع للأسنان الامامية إلى الخلف، بينما تبرز الأسنان الأمامية العلوية.
- سوء إطباق الأسنان، مما يجعل الطفل يظهر بشكل غير طبيعي.
- التأثير السيء على نمو الفك وعظامه على المدى البعيد.
- انتقال الجراثيم إلى الطفل عبر يديه وأصابعه.
- التأثير السلبي على الكلام، إذ يصبح لدى الطفل لثغة تحول دون تلفظ الحروف بشكل صحيح؛ بسبب تأثير المص على عظمة الفك.
- حساسية سقف الفم.
- تأثر عظام اليد بهذا السلوك، وقد يؤدي ذلك إلى تشوها، لاسيما أن عظام الأطفال تكون لينة في مرحلة الطفولة.
اقرأ أيضًا: غذاء طفل عمره 3 شهور
نصائح للتخلص من مص اليد لدى الأطفال
إذا كان هذا السلوك ملازمًا للطفل حتى الثالثة أو ما بعدها، يتعين عليكِ إتباع بعض الأمور لمساعدة طفلك في التخلص من تلك العادة، لاسيما أنه أصبح في سنٍ يُدرك ويعي فيه ما يحدثُ حوله، وما يُقال له، من خلال بعض الأمور التحفيزية يمكنكِ القضاء على تلك العادة السيئة.
- تحدثي إليه: عندما تبدأ الأسنان في الظهور أو أصبح المص شديدًا ابدأي في التحدث معه، يمكنك الاستعانة ببعض العبارات التحفيزية مثل قول ” لقد أصبحت كبيرًا الآن، إن تركت تلك العادة تصبح أفضل” والحرص على تجنب صيغة الأمر، أو تعنيف الطفل، وأخبريه أن مص إصبعه يؤذيه.
- قد تحتاجين إلى استشارة طبية، أو مساعدة من مختص أو طلب المساعدة من الآخرين.
- يمكنكِ تبادل الحديث مع أسرة أخرى مرت بنفس التجربة، وسماع الحلول التي اتبعتها لأجل معالجة الأمر، ربما يحدث الامر ذاته معكِ، لكن احرصي على القيام بذلك في غياب الطفل.
- إياكِ ونزع الإصبع بنفسك من فم طفلك: إن هذا يُزيد الأمر سوءً، ويجعله يعاند ويتعمد وضعه، اطلبي منه برفق أن يزيل إصبعه من فيه، أو قومي بتنبيهه فقط.
- لا تقومي بإيقاظ الطفل حال نومه لأجل التوقف عن مص يده، ولا تقومي نزع يديه بنفسك، هذا الأمر يزعجه حال النوم، انتظري حتى يستيقظ.
- قومي بتنبيه طفلك بشكل متكرر إن لاحظتِ أنه يمص يده أو إصبعه، لكن بطريقة عطوفة، دون أمر أو حِدة، ابتسمي له خلال ذلك.
- إياكِ والوسائل العقابية: فإن هذا الأمر يساعد على تفاقم المشكلة وليس علاجها، كما يتسبب ذلك في بث الخوف والفزع في نفس الطفل، الأمر الذي قد يجعله يزيد إصبعًا آخر.
- اجعلي الطفل ينفر من هذا الفعل، ولا توصلي له أنك من تكرهي هذا السلوك، بل اجعليه يعلم أن سلوكه غير مرغوب فيه.. حرص على تركه.
- إذا كان طفلك كبيرًا، كأن بلغ من العمر ست أو أوشك عليها اتركِ له مجالًا لاختيار الحلول بنفسه، فإنه يدرك الأمر جيدًا، فإن هو وضع الحلول بنفسه كان أدعى للقضاء على هذا السلوك، ولا تفرضي عليه خِطتكِ العلاجية، أو تجعليها أفضل.
- حال ملاحظتكِ أنكِ قد تنفعلين أو لا تجيدي كيفية شرح الأمر له بشكل كافِ أشركي معكِ غيرك، واطلبي المساعدة من الآخرين، يمكن لطبيب الأسنان أن يساعد في ذلك أيضًا، فعادة ما يتقبل الطفل الكلام من الآخرين عن أهله.
- اتبعي دومًا أسلوب التشجيع، ولو لاحظت تغيرًا طفيفًا، هذا الأمر يدفعه للكف عن هذا السلوك.
- كافئيه بأمور يحبها: عادةً ما يحب الأطفال المكافآت المحسوسة، لذا يمكن إعطاؤه هدية في كل فترة لا يمص فيها إصبعه تشجيعًا له، أو اجعليه يضع نجمًا لنفسه في كل مرة ينام فيها دون إدخال إصبعه أو يديه.
- إياك ونقاش الطفل في هذا الأمر أمام أحد: ولا حتى أمام أخوته أو أي أحد، فهذا الأمر يُشعره بالإهانة، كما قد يكون سببًا في تفاقم المشكلة.
- إذا شعر الطفل انه يلفت انتباهك من خلال وضعه يده أو إصبعه في فيه، فإن هذا سيكون سببًا في استمراره في هذا السلوك؛ لذا إياكِ وإشعاره بذلك، لذا فالتجاهل في تلك الحالة أفضل علاج له، لا داع للتجاهل بشكل كامل، يكفي أن تبتسمي له، وألا تشعريه بغضبك من هذا التصرف، لا تعلقي على فعله.
- يمكن علاج الأمر بمبدأ الاستبدال: وذلك من خلال مراقبتك لتصرفاته، فعندما تلاحظين أنه يضع إصبعه في فمه، استبدليه بحلوى أو مصاصة، أو نحو ذلك، لكن لا تداومي على هذا الفعل، فقد يتعمد فعل ذلك حتى تكافئيه.
- قومي بتغطية يد الطفل ليلًا: فعند نومه يمكنك تغطية كلتا يديه بقفاز خفيف قد يساعدك الطبيب على اختياره، بيد أنه ينبغي إخبار الطفل أن هذا وسيلة لمساعدته، وليس عقابًا له.
- إن رأيتِ تعلق الطفل بهذا السلوك.. يمكنك التخلص من هذا السلوك تدريجيًا، وذلك من خلال الاتفاق معه على أوقات معينة يُسمح له فيها بوضع إصبعه في فِيه.
اعلمي أن عادة مص اليدين أو الأصابع على وجه التحديد من العادات التي يصعب الإقلاع عنها؛ لذا لا تقلقي وتحلي بالصبر، وإياك والضغط على طفلك في هذا الأمر، إذ ينتج عنه نتائج عكسية.
أثبتت الدراسات أن ما بين 75 إلى 90% من الأطفال يلعقون أصابهم، لذا لا يشكل الأمر ضررًا على الطفل إن كان في الأشهر الأولى، فإن ازداد عن المعتاد ولازمه بعد الثالثة من عمره وجب على الأم التدخل.