توزيع الأضحية حسب الشرع
توزيع الأضحية حسب الشرع الذي نص عليه القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة وهو الأمر الذي سار عليه الأئمة الأربعة باختلاف بعض الأحكام الفرعية حول طريقة توزيع الأضحية، حيث تتمثل الأضحية في أحد الأعمال الصالحة التي أمرنا الله بها سبحانه وتعالى لكل مقتدر ومستطيع وهو ما جاء في كتابه العزيز وعلى لسان نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وهو ما يتضح في موقع زيادة.
توزيع الأضحية حسب الشرع
اختلف الأئمة الأربعة في بعض الأحكام التي تدور حول طريقة توزيع الأضحية حيث قد أوضح كلًا منها الطريقة التي قد فهمها من الأحاديث النبوية الشريفة وهو الأمر الذي أنتهي إلى جواز توزيع الأضاحي على ثلاث أقوال.
1- قول الشافعية
جاء رأي الإمام الشافعي في توزيع الأضحية إلى أن الأفضل يتم توزيع النصيب الأكبر من الأضحية على الفقراء والمحتاجين ومن ثم يأكل صاحبها القليل منها وذلك كون الأضحية الغرض الأساسي منها هو إطعام الفقراء والمساكين.
2- قول الحنابلة والحنفيّة
سارت الحنابلة والحنفيَة على أن الأضحية يتم تقسيمها على ثلاث أثلاث، حيث يأخذ الفقراء والمساكين ثلث ومن ثم يأخذ المضحي ثلث له بالإضافة إلى ثلث يمكن للمضحي توزيعه على الأقارب وغيرهم كإهداء منه.
3- قول المالكية
جاء قول المالكية على أنها لا يوجد ما يوجب عملية تقسيم الأضحية إلى قسمة معينة، حيث يمتلك المضحي الحرية الكاملة في توزيع الأضحية على الفقراء أو أن يأخذها كلها لنفسه أو حتى يقوم بتوزيع جزء وأخذ الجزء الأخر حيث له الحرية المطلقة في ذلك.
اقرأ أيضًا: حكم الاضحية في عيد الاضحى وأهم شروطها
شروط توزيع الأضحية
يوجد بعض الشروط التي لا بد على المضحي اتباعها حتى يتكون مطابقة لما جاءت به الشريعة الإسلامية حيث يمكن الاطلاع على هذه الشروط بعد معرفة طريقة توزيع الأضحية حسب الشرع.
- لا بُد من أن يكون الشخص المضحي مسلم بالغ وعاقل.
- يجب أن يكون الحيوان الذي سيضحي به خالي من العيوب التي تخل من صحة التضحية بها.
- كما يجب إخلاص النية قبل التضحية ومن ثم الالتزام بكافة الأحكام الشرعية أثناء التضحية كاستقبال القبلة ومن ثم استخدام الأدوات المناسبة للذبح.
السنن المتبعة في توزيع الأضحية
يوجد بعض السنن التي قد اعتاد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أن يفعلها أثناء توزيع الأضحية حيث تدخل هذه الأفعال في إطار السنن المؤكد التي لا بد على المضحي من معرفتها قبل توزيع أضحيته.
- يفضل أن يقوم المضحي بنفسه بتوزيع الأضحية على الفقراء والمساكين وما غيرهم من المستحقين لها.
- كما يفضل ايضًا أن تكون الأضحية مقطعة قطعًا صغيرة حتى يسهل على المستحق الاستفادة منها دون بذل عناء في تقسيمها.
- ويسن أن يتم توزيع الأضحية على أثلاث أجزاء متساوية على أن يكون هناك جزء للفقراء وجزء للمضحي ومن ثم جزء أخر للأصدقاء والأقارب.
اقرأ أيضًا: شروط المضحي من الرجال والنساء
الفئات المستحقة للأضحية
عند النظر إلى السنن النبوية المتبعة في توزيع الأضحية ومن ثم الاطلاع على ما قد جاء في القرآن الكريم حول الأحكام المتعلقة بتوزيع الأضحية يمكن من خلال هذه الأدلة معرفة من هم المستحقين للأضحية وهم الذين يجب مراعاتهم عند توزيع الأضحية.
- الأقارب والأصدقاء.
- المعارف والجيران.
- الفقراء والمساكين وكل محتاج.
- الجمعيات والمؤسسات الخيرية.
رأي الأئمة في التصدق من الأضحية
انقسم رأي الأئمة الأربعة على رأيين حول حكم تصدق المضحي من الأضحية وهو الأمر الذي يمكن إيضاحه بعد الاطلاع على طريقة توزيع الأضحية حسب الشرع.
1- قول الشافعية والحنابلة
جاء قول الشافعية إلى أنه يجب على المضحي التصدق من الاضحية وذلك استنادًا إلى أن الأصل في الأضحية هو إطعام الفقراء والمساكين حيث لا تجزأ الأضحية وفقًا لرأيهم في حالة إذا لم يتم التصدق بها.
وقد استدلوا على هذا القول من القرآن الكريم بقوله تعالى “ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ“
2- قول المالكية والحنفيَة
اتجه الحنفيّة والمالكية إلى استحباب التصدق من الاضحية وهو الأمر المتروك إلى المضحي حيث لا يوجد ما يوجب ذلك حيث قد استدلوا على هذا الرأي بأن الله سبحانه وتعالى قد شرع الأضحية تقربًا له وشكرًا على نعمة.
اقرأ أيضًا: هل يجوز الأضحية عن الميت
حكم أكل الأضحية الواجبة وغير الواجبة
من خلال توضيح آراء الأئمة الأربعة في عملية توزيع الأضحية حسب الشرع يمكن أيضًا توزيع ما جاء ت به المذاهب الأربعة في حكم أكل الأضحية الواجبة وغير الواجبة.
أولًا: حكم أكل الأضحية الغير الواجبة
- أجمع علماء الفقه على استحباب أكل الأضحية الغير الواجبة وهي الأضحية التي يتم ذبحها من أجل إطعام الفقراء أو غيره دون أن يوجد سبب شرعي يوجب على المضحي التضحية.
- وقد استدل الأئمة الأربعة على هذا الرأي بقوله تعالى ” فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ“.
- وهو ما قد جاء أيضًا على لسان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في قوله ” ذا ضَحَّى أحدُكم فلْيَأْكُلْ من أُضْحِيَتِهِ“.
ثانيُا: حكم الأكل من الأضحية الواجبة
وتتمثل الأضحية الواجبة في الأضحية الواجبة شرعًا على المضحي والتي قد تكون في إطار نذر قد نذره المضحي بالذبح ومن ثم استوجب عليه الوفاء بهذا النظر أو غيرها من الأمور التي تستوجب الاضحية.
قد أختلف العلماء في حكم أكل المضحي من الأضحية الواجبة عليه حيث جاء هذا الاختلاف على ثلاث أقوال.
1- قول الحنابلة والشافعية
جاء القول الأول لكل من الحنابلة والشافعية على أنه لا يجوز الأكل من الأضحية الواجبة على المضحي وذلك بسبب أنها واجبة عليها فقد أفقده ذلك أهلية الأكل منها.
2- قول الحنفيّة
وجاء رأي الحنفيّة إلى أنه يجوز للغني الأكل من الأضحية الواجبة على إذا كان المنذر من الأغنياء وذلك في حالة إذا كان الغاية من النذر هو الإخبار عن الشيء الواجب عليه أما في غير ذلك فلا يجوز له.
3- قول المالكية
سارت المالكية على جواز أكل المضحي من الأضحية الواجبة عليه ومن ثم إطعام المساكين منها وهو الأمر الذي استدلوا به من خلال ما قد جاز على غيرها من الأضاحي الشرعية والتي يجوز الأكل منها حسبما اتفق عليه العلماء.
جاءت الشريعة الإسلامية مفصلة لكافة الأحكام المتعلقة بالأضحية والتي من ضمنها أحكام توزيع الأضحية حسب الشرع هو الأمر الذي سار عليه الائمة الأربعة مستدلين بما جاء في القرآن والسنة النبوية الشريفة.