هل الميت يشتاق للأحياء
هل الميت يشتاق للأحياء وهل يعلم بأحوالهم؟ يذهب أقارب المتوفى لزيارته في قبره ويوجهون له الحديث ويتمنون لو استطاعوا سماع رده عليهم، ومثل هذه الأسئلة تدور في أفكار المشتاقين إلى لقاء أحبتهم والمفتقدين لهم، وعبر موقع زيادة نعرفكم بتفاصيل هذه المسألة من الناحية الدينية.
هل الميت يشتاق للأحياء
من المتفق عليه أن الميت عند زيارة قبره يشعر بالراحة والطمأنينة.
الميت إذا انتقل إلى البرزخ لا يأكل ولا يشرب ولكنه يمر على أربعة مراحل هي السؤال، الحساب، النعيم والعذاب، ويختلف مرور المتوفى بهذه المراحل حسب دينه وتقواه.
اقرأ أيضًا: هل الميت يشتاق لأهله
هل يعلم الميت بأحوال أهله
نعم، الميت يطلع على أحوال أهله، وذلك حسبما أشار إليه العلماء والعرافين، ويكون ذلك لدى تلاقي أرواح الموتى في الدار الآخرة حيث يتناولون أحاديث الأحياء وما تجدد فيها مؤخرًا.
تعد معرفة الميت بأمر الحي ورغبته في رؤياه من المسائل الخلافية، يذهب الفريق المنكر لذلك إلى أنه لم ترد أحاديث أو نصوص قاطعة تفيد دراية الميت بأحوال الحي.
أما بالنسبة للفريق الذي يفيد اطلاع الموتى على أمور الأحياء فهم يستندون إلى نصوص غير متواترة من الحديث أو إلى ما ذكره ابن القيم في كتابه عن الأرواح.
المسألة ما زالت خلافية ومناط التأكيد هو ما أورد ابن قيم في كتاب الروح الذي تحدث فيه عن التقاء الأرواح في العالم الآخر.
يشير المختصون إلى عدم قدرة روح الميت على سماع كلام الأحياء وأن ذلك لم يرد فيه ما يقطعه بالنفي أو الإثبات.
لا يصح إذًا أن نطلب المسامحة من المتوفى في حالة الاذناب في حقه قبل الوفاة، فهو بدوره لا يسمع ما يتردد على لسان الأحياء، ومن المفيد أن نورد هنا ما أشار إليه الحديث الذي رواه أبي هريرة ويقول فيه:
“مَن كانَتْ عِنْدَهُ مَظْلِمَةٌ لأخِيهِ فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْها، فإنَّه ليسَ ثَمَّ دِينارٌ ولا دِرْهَمٌ، مِن قَبْلِ أنْ يُؤْخَذَ لأخِيهِ مِن حَسَناتِهِ، فإنْ لَمْ يَكُنْ له حَسَناتٌ أُخِذَ مِن سَيِّئاتِ أخِيهِ فَطُرِحَتْ عليه“
فيما يرى الفريق الثاني أن الرسول وقف لدى قتلى الكفار يوم بدر وخاطب فيهم وهم أموات غير أحياء، ولكنها حالة خاصة استثنائية باتفاق العلماء.
يحرص الكثيرون على زيارة قبور أهلهم والحديث معهم تخفيفًا لألم الفراق ومحاولة لاستبقاء الصلة التي انقطعت وهو ما يدفعهم للسؤال عن هل الميت يشتاق للأحياء؟ وهي توجد طريقة يمكن للمتوفى أن يسمع بها الحي؟
في الحالتين نورد الحديث المروي عن أبي هريرة الذي يقول: “إذا مات ابنُ آدمَ انقطع عملُه إلا من ثلاثٍ: صدقةٍ جاريةٍ، وعلمٍ ينتفعُ به، وولدٍ صالحٍ يدعو له.“ فالمنفعة المرادة بالميت وصفحه عن ذنب الحي يكون عبر المسالك الثلاثة التي تجلب له الخير والنفع في داره الآخرة.
اقرأ أيضًا: هل الميت يرى أهله في الدنيا
هل يرى الميت جنازته
لا يرى الميت منذ لحظة فراق روحه عن جسده أي مشهد من مشاهد الأحياء، فهو بيد الله، كما أن المشاع من أن الميت يجالس أهله أربعين يومًا منذ يوم الوفاة في منزلهم أمرٌ باطل لا صحة فيه.
الميت يشعر فقط بأهله إذا وقفوا على قبره، ويأنس لهم ويزيلون عنه الوحشة، وكذلك إذا فعل أي شخص من غير أهله.
يمكن أن يجتمع الميت والحي في المنام، حيث أن خلال النوم تكون الأرواح في عالم الملكوت، وبذلك يستطيع الميت في بعض الحالات تبليغ رسالة للحي خلال نومه.
هل الميت يشتاق للأحياء وهل توجد طريقة يسمع بها الميت كلام الأحياء كما يزور الناس بعامة أهلهم وأحبائهم في القبور ليخففوا عنهم وحدتهم ويدفؤونهم ببعض الأنس.