قصتي مع وسواس السرطان

قصتي مع وسواس السرطان بدأت مع انتشار الإصابة بمرض السرطان في الآونة الأخيرة نتيجة تفاقم المسببات، فقد يصاب البعض بالرهاب من التعرض للمرض، بل قد يصل في بعض الأحيان إلى توهم الشعور بالأعراض وحتى بعد تأكيد الأطباء على صحة المتوهم يبقى متيقنًا من إصابته، وذلك ما يتبين عبر موقع زيادة.

قصتي مع وسواس السرطان

بدأت القصة منذ خمسة سنوات عندما بدأت أتابع الكثير من المقاطع التي تتحدث عن مرض السرطان وأعراضه وما شابه، استرسلت في متابعة هذه المقاطع حتى بدأت بأنني مصاب بسرطان الرئة.

ثم تبع ذلك الشعور بالإصابة بسرطان الأمعاء، حتى أنني شعرت بأني مصاب بسرطان الدماغ بل وأعراضه كلها أعاني منها معاناة شديدة.

رغم محاولة إقناع أهلي لي أنني لست إلا متوهم، لكنني لم أصدقهم وبقيت أعاني من الأعراض دون مساعدة من أحد، حتى أن أصدقائي وصفوني بالمريض النفسي، ومتطلب الاهتمام، والمتمارض.

هذا ما دفعني إلى زيارة طبيب أورام لأول مرة حتى أقطع الشك باليقين من أهل العلم، ولكن صدمني رد الطبيب الذي أخبرني بأنني لست مريضًا ولا يوجد ولو نسبة ضئيلة في إصابتي مستقبلًا بسرطان الدماغ، ولكنني لم أقتنع بما قاله، لأنه حتى لم يهتم بإجراء فحص بالأشعة السينية لرأسي.

لذلك كررت التجربة وزرت ما يقارب العشرين طبيبًا المختصين والبارعين في تشخيص وعلاج الأمراض وكلهم أكدوا أنني معافى تمامًا، ولكن هذا لم يدفعني للتصديق ولا الأمل في أن يكون كلامهم صحيحًا حتى.

هذا ما دفعني إلى زيارة طبيب مخ وأعصاب، حتى يضع يديه على المشكلة ويريحني من هذا القلق، ولكن بعد إجراء كافة الفحوصات والأشعة اللازمة، أكد لي أنني سليم ومعافى تمامًا.

اقرأ أيضًا: علاج الوسواس والخوف من الموت

الأسباب التي جعلتني أتوهم المرض

لم أستطع تصديق كل ما قاله الأطباء عن صحتي؛ وهذا لأنه يتعارض مع الأعراض التي أشعر بها.

  • الشعور بعدم الثبات أثناء الوقوف.
  • أصاب بثقل في الجسم عندما أقف لمدة طويلة، وأخشى الوقوع لهذا لا أصبحت لا أخرج من المنزل كثيرًا.
  • أشعر بفراغ في رأسي.
  • أشعر أيضًا بطنين داخل جمجمتي.
  • كما أنني أشعر وكأنه هناك تيارات كهربائية داخل رأسي.
  • بالإضافة إلى صداع تمامًا فوق عيني اليسرى، كما أنه يمتد إلى رقبتي.
  • أثناء أداء الصلاة أو الوقوف ثابتًا لفترة طويلة أشعر وكأن الأرض تدور من حولي، وأبدأ التركيز على عدم الوقوع.
  • أتصبب عرقًا بكثرة.

فكرت بعد فترة عندما مللت من زيارات الأطباء، وبعد أن ضجر مني أهلي ووصفوني بالمجنون، أن ألجأ لاستعمال بعض الأدوية النفسية علها توقف ما أشعر به.

فاستعملت أدوية مثل سربالكس، وجماتيل، وفلوناكسول ولوبرا، وانتابرو، ولكن جميعها لم تجدي نفعًا ولم تفعل شيئًا سوى تدمير نفسيتي.

زيارتي لطبيب نفسي

بعد مللي ممن المحاولات العدة دون جدوى قررت زيارة الطبيب النفسي، ومتابعة حالتي الصحية معه حتى أصل لنهاية واضحة حيال الأمر.

  • أن حالتي بدأت منذ علمت عن وجود مرض يدعى بالسرطان، وبدأت أطارده واتتبع معلوماته بنهم، وبدأت في رسم صورة خاصة بي من المعلومات التي تحصلت عليها.
  • على الرغم من أن هذه الصورة لم تتوافق مع حقيقة مرض السرطان إلا أنني رفضت التصديق ولم أقبل سوى بأنني مصاب بمرض السرطان وأحتاج علاجًا له.
  • كما أخبرني أنه توجد مجموعة من الناس يمرضون بسبب أفكارهم، كما أنهم مثلي تمامًا يزورون الأطباء حتى يشتكوا مما يتخيلونه، دون الالتفات لما يشعر به جسدهم حقًا.
  • لذلك أهم وأول خطوة في العلاج أن تحول تحجيم عقلك في مكانه، ولا تتركه يتجول بين أعضاءك ويبيعك وهم المرض.
  • إن ما تعاني منه يشبه تمامًا الأشخاص الذين يأتون بصحبة بعض الأعراض ويتبينون أنها لمرضٍ ما، ولكن بعد إجراء الفحوصات نؤكد لهم إصابتهم بإحدى السرطانات، ومنذ سماعهم لكلمة السرطان يثورون، وينكروا، ويرفضوا تشخيصهم بمثل هذا المرض.
  • بل وتصل مع بعض الأشخاص في بعض الأحيان إلى إدعاء أن الفحوصات كاذبة، وأنهم لا يعانون من أي أمراض.
  • على عكسهم تمامًا قد تجد شخصًا آخر يزور العيادات مدعي أنه مريض سرطان، بل وأن أعراض لمرض كلها تمامًا تتمثل فيه، ولكن قد تكون العلامات التي أوهمتك أنها سرطانًا، ما هي إلا علامات لأمراض أخرى.
  • لكن عندما يسمع الشخص المصاب بوسواس السرطان أنه لا يعاني من أي نوع من السرطان يبدأ في الإنكار وزيارة عدد من الأطباء، وفي كل مرة يزيد إصراره على أن ما يعانيه من أعراض هي ترجمة لوجود مرض السرطان.
  • كما أن اختلافات تسمية الأمراض والتشخيصات بين الأطباء قد تدفع المريض إلى زيادة تأكيد الوهم لديه وجعله لا يرى أمامه سوى أنه مريض بالسرطان.

اقرأ أيضًا: التخلص من الوسواس

أسباب الإصابة بوسواس السرطان

بعد أن شرح لي الطبيب ما أشعر به وتفسيره بشكل كامل، بقي بداخلي بعض الشكوك الذي دفعتني إلى سؤال لماذا إذًا أشعر بهذه السرطان وأشعر على الدوام أنني مصاب بمرض السرطان، فأخبرني الطبيب أن هُناك أسباب عِدة.

  • قد يكون السبب الرئيسي إلى الإصابة بوسواس المرض عمومًا هو وجود وقت فراغ ضخم في حياة الفرد، وابتعاده عن أداء أي هواية تشغل وقته.
  • كما أن أعراض القلق والخوف، والأعراض الأخرى التي شعرت بها وفسرتها على أنها مرض السرطان هي ما جعل معاناتي أكثر صعوبة وإزعاج.
  • بالإضافة إلى ذلك أخبرني أنه في بعض الأحيان قد يخلف الشعور بالقلق والخوف بشكل مفرط بعض الأعراض.

أعراض وسواس السرطان

  • الصداع.
  • تشوش الرؤية.
  • ارتعاش اليدين.
  • الإحساس بوجود فراغ في الرأس.
  • سماع طنين في الأذن.
  • جفاف في الفم.
  • الاختناق الذي يدفعك إلى الشعور بوجود ورم في الحنجرة.
  • ضيق التنفس وزيادة ضربات القلب.
  • شعوري الدائم أنني قريب من فراش الموت.
  • الإصابة باضطرابات المعدة والقولون.
  • عسر الهضم.
  • كثرة التبول أو عسر البول.
  • الشعور بعدم الاتزان.

كل هذه الأعراض تدفع المريض إلى الشعور بأنه مصاب بالسرطان، والبدء في القلق والخوف أكثر مما يدفع الأعراض إلى الزيادة، ويجعل المريض متيقنًا من الإصابة بالمرض.

كما أن وصف المحيطين بك أنك مريض نفسي أو مجنون زاد من الأثر النفسي السيء عليك، مما جعلك تتمسك بوجود المرض فعلًا، ومحاولة إثبات أنه ليس وهم.. أو أنه يمكن أن يكون السبب الرئيسي لشعوري بأعراض السرطان والخوف منه هو مرور أحد أفراد عائلتي أو المحيطين بي بمثل هذه التجربة، التي دفعتني للخوف منها.

كما أنه بسبب سوء التوعية، ونشر أن السرطانات قد تنتقل بالعدوى د يكون سببًا في توهمي الدائم بالإصابة، لكن على الرغم من الأعراض التي تشكو منها هي حقيقية فعلًا وتستوجب علاجًا دوائيًا، إلا أنها ليس لها علاقة بأي سرطان.

كما أنني أرى أنك ترفض تلقي علاج لمرض آخر غير السرطان، لذلك من واجبي كطبيب نفسي أن أنصحك على التركيز على تلقي العلاج لما تعاني منه دون التركيز مع الأعراض.

بالإضافة إلى الاستمتاع بالسنوات القادمة من عمرك، وعدم تركها تذهب هباءً وأنت تتوهم المرض حتى يزورك الزائر الذي نكرهه جميعنا، واترك الأيام تثبت لك صحة ما نقوله.

إلى جانب كل هذا عليك أخذ أدوية للتخفيف من الألم وحدة الأعراض التي تشعر بها، قم بالتقليل أيضًا من زيارة الأطباء سعيًا للبحث على الحقيقة، أكتفي بزيارة طبيب واحد فقط، حتى يقوم بإعطائك أدوية تتناسب مع حالتك، إلى جانب زيارة طبيب نفسي حتى تستطيع العبور من هذه المشكلة.

مع الأيام سوف تتمكن من الاقتناع، والتركيز على أفكارك الإيجابية، أو حتى الواقعية، وسوف تتمكن من تغيير طريقة تفكيرك.

اقرأ أيضًا: علاج الوسواس والخوف من الموت بالقران الكريم

كيف تخلصت من مرض السرطان؟

بعد زيارتي للطبيب ومنذ ذلك اليوم أخذت عهدًا على أن أبدأ في رحلة علاجي النفسية حتى أوقف هذه الأعراض التي تنهي حياتي بالبطيء، لذلك طلبت من الطبيب أن يصف لي بعض الأدوية، حتى تساعدني على أن أكون شخصًا أهدأ وأبدأ في التخلص من الوسواس.

تتمثل هذه الأدوية في مضادات الاكتئاب والمهدئات وغيرها من الأدوية الأخرى التي تساعدني على التقليل من أعراض الخوف والتوتر.

بالإضافة إلى العلاج النفسي، قمت باللجوء إلى العلاج المعرفي السلوكي، والعلاج العقلاني الانفعالي، حتى أتمكن من علاج وسواس مرض السرطان والقضاء عليه.

كما أنني اتبعت بعض الطرق التي ساعدتني على التخلص من وسواس المرض.

  • بدأت أفكر في الأمور من منظور إيجابي.
  • ابتعدت تمامًا عن الأسباب التي تدفعني إلى القلق والتوتر.
  • كما أنني ابتعدت عن الأفكار السلبية.
  • بدأت في التفكير بطريقة متأملة بدلًا من توقع حدوث الأسوأ.
  • اتبعت التظاهر بالتفاؤل بشكل دائم.
  • كما قمت بالتركيز على أن أكون بعافية وصحية جيدة دومًا، بدل من تتبع المرض.

قد يصاب بعض البشر أحيانًا باضطرابات وأعراض مختلفة، وعند البحث والتقصي بمفردهم وسماع الاجتهادات من رواد مواقع التواصل الاجتماعي يزيد من إصابتهم بوسواس المرض، والذي يسحبهم إلى الموت بطيئًا دون شعور منهم.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.