هل الأحلام المزعجة تتحقق
هل الأحلام المزعجة تتحقق؟ وهل هناك وسيلة لعدم تحقيقها؟ إن أكثر ما يشغل الناس عند رؤيتهم لأحلام تزعجهم وتخيفهم أنهم يتمنون عدم تحققها لخوفهم منها، وبالتالي يبحثون عن دفعها بالوسائل الشرعية التي تجنبهم إياها وتصرفها عنها وتعتبر كأن لم تكن، ونعرض التفاصيل على موقعكم زيادة.
هل الأحلام المزعجة تتحقق؟
للأحلام التي يراها الإنسان في منامه أحوال متعددة فمنها الحسن، ومنها السيء، ومنها ما يعبر عن أمر لا يذم ولا يكره، وهو حديث النفس الذي يفكر فيه الإنسان أثناء يومه، وربما أكثر تفكيره في اللحظات التي تسبق نومه.
بالتالي يرى أكثر الأشياء التي تشغله، ولا قيمة لهذه الأحلام ولا ينصح العلماء بشيء تجاهها، فإن الأحلام التي تتحقق فقط هي الرؤى، لذلك الإجابة الصريحة على سؤال هل الأحلام المزعجة تتحقق هي لا.
أنواع الرؤى القابلة للتحقق
إن القيمة الحقيقية والقابلية للتحقق في نوعين من الاحلام والرؤى فقط، وهما الرؤى الحسنة والرؤى المزعجة، وبالتالي يختلف تعامل الإنسان الرائي لهما وفقا للشرع الإسلامي، فما الواجب تجاههما؟
اقرأ أيضًا: هل الأحلام المزعجة من أعراض السحر
أولًا: الرؤى الحسنة
الرؤيا الحسنة من الله وفيها بشارة للرائي بتحقيق أمر كان ينتظره أو دفع شيء كان يكرهه بما يحقق له الفرج فيه، يقوم الرائي بعد الرؤيا الحسنة وهو مستبشر ومنشرح الصدر ومنبسط الأسارير، بعدها يحب الرائي أن يقصها على كل من حوله ممن يحبهم ويحبونه ليبشرهم بما بشر به في الرؤيا.
وصية الرسول صلى الله عليه وسلم للرائي أن يقص رؤياه على من يحب فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا رأى أحدكم رؤيا يحبها، فإنما هي من الله، فليحمد الله عليها وليحدث بها”.
الرؤيا الصالحة هي رسالة من الله فيخبرنا بها الرسول صلى الله عليه وسلم كما قال أبو قتادة: قال النبي: ” الرؤيا الصالحة من الله”.
يحكي المسلم الرؤيا الصالحة لمن يحبونه ويحبون له الخير فإن نبي الله يعقوب نصح ابنه نبي الله يوسف أن يكتم رؤيا الخير التي رآها عن إخوته الذين كانوا لا يحبون له الخير، فقال الله: إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ”.
فقال له يعقوب عليه السلام آمرًا وناصحًا ” قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا ۖ إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ“، وبالتالي فالرؤية لا تحكى إلا لمن يحب لك الخير حتى لو كانت في ذاتها رؤيا صالحة فصلاح الرؤيا لا يجعلك رائيها يقصها لمن لا يحب له الخير.
ثانيًا: الرؤيا السيئة
يتخوف كثير من الناس من أحلامهم التي يرونها، ويظل التساؤل في داخلهم هل الأحلام المزعجة تتحقق، فماذا عن الرؤيا السيئة والأحلام المزعجة فماذا يفعل الإنسان معها إذا وقعت له كي يتجنب وقوعها في أرض الواقع بعد انزعاجه منها في الأحلام حينما رآها.
اقرأ أيضًا: هل الأحلام المزعجة من أعراض العين
سمات الأحلام المزعجة في المنام
إن سمات الأحلام المزعجة والرؤى السيئة الخبيثة في منام الإنسان سمات تكاد تكون واضحة جدًا للرائي أن هذه من الأحلام أو أنها من الرؤي ومنها:
- إنها أولًا من الشيطان كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق الذي رواه أبو سعيد الخدري “وإذا رأى غير ذلك مما يكره، فإنما هي من الشيطان”.
- ان صدر الرائي يضيق بها ويتمنى الخلاص منها والاستيقاظ لكي تنتهي ويفرح أولًا بعودته الى واقعه لتنتهي هذه الرؤيا بكل تفاصيلها، ويقوم وهو من منتهى الضيق منها ويتذكر تفاصيلها بكل ألم ورعب وضيق منها.
- نصحنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث أبي سعيد الخدري ” فليستعذ من شرها، ولا يذكرها لأحد، فإنها لا تضره” أي نستعيذ بالله منها فهي لن تضرنا ما دمنا قد استعذنا بالله منها بلفظ ” أعوذ بالله من الشيطان الرجيم” أو بأي لفظ آخر مثل “أعوذ بالله من هذه الرؤيا ومن شرها وشر ما فيها.
- كما نصحنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كما جاء في حديث أبي قتادة قال “إذا حلم أحدكم حلماً يخافه، فليبصق عن يساره، وليتعوذ بالله من شرها، فإنها لا تضره” أي أن الرائي يبصق على يساره ثم يتعوذ بالله من وقوع هذه الرؤيا، وألا يبني على مثل هذه الرؤيا أحداثًا أو ردود أفعال فهي من الشيطان الذي يريد أن يكدر عليه حياته.
اقرأ أيضًا: السبب في الأحلام المزعجة بالرغم من قراءة الأذكار
ما الذي يجب فعله بعد رؤية الأحلام المزعجة
لكي لا تتحقق الاحلام المزعجة بعد رؤيتها لابد من بعض الأفعال التي ينصح ويقوم بها لكي يجنب وقوعها مثل:
- عند الاستيقاظ مباشرة يجب على من رأى حلمًا مزعجا أن يبصق على يساره ثلاثًا بصقًا خفيفًا بغير سائل كالذي يسمى ” التفل” وهو خروج هواء بغير سائل من الفم على يسار الإنسان وهو نائم مع الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم.
- الاستعاذة بالله من هذه الرؤيا ومن كافة تفاصيلها ويحاول عدم التفكير فيها ويطردها من مخيلته، ويذكر نفسه بأنها من الشيطان، ليفسد عليه حياته فيستعين بربه سبحانه فربه رب الخير ولا يأتيه إلا بالخير فيذكر الله ليطرد الشيطان ووساوسه.
- إذا أراد أن يعاود نومه فليغير الجهة التي كان نائمًا عليها أي يتقلب في فراشه فلا يعاود النوم على نفس الجهة لتغيير المكان الذي تسلط عليه الشيطان بوساوسه فيه.
- ألا يحاول ذكرها بعد استيقاظه من نومه فلا يحاول استعادة أحداثها بينه وبين نفسه ولا محاولة جهد نفسه لتذكرها فيتناساها حتى ينساها بالفعل.
- أحد أهم أركان التعامل الصحيح مع الأحلام المزعجة لا تتحقق عدم ذكرها لأحد لا للمحبين ولا للكارهين، فالأحلام جميعها معلقة لن تقع إلا إذا عبرت، ويأتي وقوعها على النحو الذي عبرت به، فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (الرؤيا تقع على ما تعبر، ومثل ذلك مثل رجل رفع رجله فهو ينتظر متى يضعها، فإذا رأى أحدكم رؤيا فلا يحدث بها إلا ناصحاً أو عالماً) رواه الحاكم.
- يحذر المسلم عامةً من عدم روايته لحلمه للمشعوذين الذين لا يتقنون تفسير الرؤى لأن الرؤيا من الفتوى والحذر كل الحذر من التدخل بفتوى بغير علم، فالإمام مالك بن أنس إمام دار الهجرة كان يقول محذرًا أي أحد من تفسير الرؤى ما لم يكن صاحب عليم فيها فيقول “أتتلاعبون بتراث النبوة“، فالإمام مالك كان يعتبر تفسير الرؤى من مهام النبوة وميراثها.
- كما يكون التحذير من التفسير بغير علم يتم التحذير أيضًا من الكذب في الرؤى ممن لم يرها فقد ورد وعيد شديد فيها ما نقله ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من تحلّم بحلم لم يره كُلِّّف أن يعقد بين شعيرتين، ولن يفعل) رواه البخاري وقال “إن من أفرى الفرى أن يُري عينيه في المنام ما لم ترى) رواه أحمد.
يمكن للمسلم إذا وجد في نفسه عدم رغبة في النوم مباشرةً بعد تلك الأحلام المزعجة أن يقوم للوضوء وأن صلى بوضوئه هذا، فنعم العمل ليطرد بقايا الشيطان المتحكم فيه وإن لم يصل ففعل حسن أيضًا لكي يعاود النوم على وضوء.