ترك الصديق بدون سبب
ترك الصديق بدون سبب من أكثر الأزمات الحياتية التي تؤثر على الإنسان، خاصةً حال كان هذا الصديق عشرة طويلة، فقد يبدو هذا الترك بدون سبب على عكس ما يكون كامنًا بداخل الصديق الذي تخلى عن صديقه، فيكون لديه منظور آخر للعلاقة دفعه إلى اتخاذ هذا القرار، وهو ما سنناقشه معكم عبر موقع زيادة.
ترك الصديق بدون سبب
الكثير من العلاقات بين الأصدقاء وبعضهم البعض تبدأ وتنتهي، ولكن قد لا يعرف أحد الطرفين ما السبب وراء انتهائها، هل هذا ناتجًا عن تقصير منه تجاه صديقه؟ أم أن الأمر يدل على خسة وندالة صاحبه! الأمر مُحير للغاية.
فانتهاء العلاقات غير مُقتصر على الأحبة فقط، فها نحن نتحدث عنه الآن بشأن الأصدقاء وترك الصديق بدون سبب يا من تُريد معرفة المزيد عن تلك المشكلة هل ظننت يومًا أن هُناك علاقات تنتهي دون سبب ولا يشترط وجوده.. يؤسفني التوضيح أن ذلك المفهوم خاطئ، فبكل تأكيد هُناك سبب وراء ذلك قد لا يكون ظاهرًا أمام عينيك مما يجعل الأمر يبدو غامضًا لك.
لا تُكثر من قول “صديقي تغير فجأة لمَ تركني ورحل، ماذا فعلت لكي يفعل بي هذا! صديقي النذل، كيف له بخيانة العشرة هكذا” فلا يوجد ما يُسمى بالتغيير المفاجئ، ولكن يوجد عوامل خفية أدت إلى ذلك، ونحن الآن نتخذ من ترك الصديق بدون سبب عنوانًا لمقالنا لكي نوضح لكم تلك العوامل الخفية:
1- تواصل سيئ
الصديق دائمًا ما يكون بحاجة إلى وجود صديقه بجانبه، فالصاحب هو السند والحياة وشخص تبناه الآخر ليكون فرد من أفراد عائلته بل وأقربهم، وقلة التواصل تدل على سوء العلاقة، فلا تجد من العلاقات الدائمة طريقة تواصل سيئة أو ضعيفة.
كذلك التواصل على مواقع التواصل الاجتماعي له تأثير قوي على العلاقة من حيث نجاحها أو فشلها، وتأكدوا أن كل ما يقوم به الإنسان مع صديقه يُحتسب له إما له أو عليه في تلك العلاقة.
اقرأ أيضًا: كلام عن الصديق الأخ
2- الضغوط المتراكمة
قد تستمر العلاقة بشكل جيد حال كان كل طرف يُفرغ كافة الطاقات والضغوطات السلبية التي يتعرض لها من الآخر في كل موقف يحدث دون أن يُخبئ بداخله شيء، فالاستمرار يحتاج إلى الدفاع والتمسك.
لكن وفي مرحلة من المراحل التي يمرون بها سويًا قد يتعرضون إلى الكثير من الأعباء، وإن كان كلًا منهم لا يتحمل الآخر فيُعرضهم ذلك إلى خسارة بعضهم البعض، وذلك لا يحدث بشكل مباشر، والتغيير المفاجئ الذي تتحدث عنه بطرح قول ترك الصديق بدون سبب هو في الأساس تدريجي، ولكنه يبدو لك مفاجئ لأنك تنتقل إلى النتيجة النهائية دون الأخذ في الاعتبار بما سبق لك المرور به.
3- ضعف الاهتمامات المشتركة
في البداية وأول ما يدفعنا إلى تكوين علاقات الصداقة هو ملاحظة وجود اهتمامات مشتركة بين كلا الطرفين، وهو ما يجذب كلًا منهما للآخر، لكن وبمرور الوقت وكلما ازداد العُمر كلما أصبح لكل طرف منهم اهتماماته الخاصة.
هذا ما يؤثر على العلاقة بالسلب، وخاصةً هؤلاء الذين كانوا يجمعهم علاقتهم المشتركة وكانوا يرتبطون ببعضهم البعض كثيرًا ناتج الارتباط القوي وعدم القيام بالأنشطة المشتركة بينهما.
فعندما يحدث فصل لتلك الأنشطة وتختلف الاهتمامات يحدث فصل للعلاقة أيضًا، وبناءً على ذلك التغيير يحدث اتصال بشكل أقل من الطبيعي، وبالتالي كلًا منهم ينشغل بحياته الخاصة والأصدقاء الجُدد الذين قد تعرفوا عليهم بموجب اهتماماتهم الجديدة.
4- التباعد الجغرافي
على الرغم ان المسافات لا علاقة لها بقوة ترابط العلاقات، إلا أن هُناك من الأصدقاء من يتأثرون ببُعد المسافات ويرون به أن الصديق قد افترق عنهم وابتعد عن المسافات المسموح بها، وأصبح بمكان ليس من السهل الوصول إليه وقت الحاجة؛ مما يصعب التواصل المباشر بينهم.
فهذا يجبرهم على أن تكون علاقتهم مُقتصرة في بعض الأحيان على التواصل عبر الإنترنت أو هاتفيًا فحسب، وهو ما قد يؤثر عليهم سلبًا في بعض الأحيان، خاصةً في الأوقات التي من الضروري الالتقاء بها، ولكن تباعد المسافات يمنع ذلك الالتقاء أن يحدث.
5- الرغبة في الحرية
الصداقة قد تكون سببًا من أسباب القيود التي يرغب الإنسان في بعض الأحيان بالتحرر منها، فالبعض يرى ان علاقته بصديقه تُقيده عن فعل ما يريد، لأن ما يريده قد يكون الصديق الآخر راغبًا به مما يجعله في انتظار لحين أن يتوافق الموعد معه لتنفيذ ما يرغبان سويًا والعكس.
فلكي يصل الإنسان إلى أهدافه بشكل أسرع يحتاج إلى أن يكون بمفرده غير مُقيد بآخرين أبدًا، وهو ما يجعل الصديق يُفكر بالابتعاد عن صديقه راغبًا في تحقيق أحلامه وأهدافه بشكل أسرع.
6- أزمة الثقة
قد يكون الإنسان مولود بالفطرة يعاني من عدم الثقة بمن حوله، ولكي يكون له صديق يعاني كثيرًا لحين أن يستطيع كسب ثقته، ويوجد آخرين قد تعرضوا للغدر من الأصدقاء، وعلى الرغم من الاتفاق معهم لبلوغ أعلى منازل الصفاء والتخلص من كافة الأفكار السلبية إلا أنه في بعض الأحيان يُفكر فيما حدث مما يخلق الاستفسار عن ترك الصديق بدون سبب لأنه يتركك بُناءً على ذكريات سيئة قد بدت أمامك مُنتهية.
7- الغدر بالصديق
التعرض للغدر من الأصدقاء من أسوأ ما قد نواجهه في حياتنا، وأنت الآن تتساءل بقول ما سبب ترك الصديق بدون سبب، ولا تعلم أن غدرك به لاحقًا أو حديثك عنه بالسوء من خلفه قد يكون بدى واضحًا أمامه من قِبل أحد الأوفياء، فلا تقل دون سبب ما دمت لا تصون الصداقة ومعايير استدامتها.
اقرأ أيضًا: عبارات عن الصداقة
8- التغيّر بنمط الحياة
قد تختلف أنماط الحياة وتتبدل من حال إلى حال من وقت إلى آخر، فتأكدوا أن هذا التغيير يصنع ويُشكل تغييرًا قويًا أيضًا في شخصية صاحبه، فمثلًا بين الفتيات قد تتزوج واحدة وتنشغل بحياتها وزوجها وأطفالها وتشعر الأخرى أنها تركتها بدون سبب أو لأنها تزوجت وهي لم تفعل.
فيا عزيزتي اعتقادك في تلك المرحلة خاطئ فهي فقط انشغلت بحياتها، ولم تتغير، لذا يجب عليكِ مراعاة ذلك التغيير وتقديره جيدًا قبل الحُكم عليها بكونها غير وفية أو خانت العشرة او ما شابه ذلك.
9- اكتشف شيء سيئ عنك
غير مشروط أن يكون هذا الأمر مُرتبط بسُمعتك أو طباعك السيئة مع من حولك، وإنما قد يكون في طبع تمارسه معه شخصيًا مثل التخلي عنه في أبسط المواقف فلم يعُد يشعر معك بالأمان، أو أنك قد أخفيت سرًا عنه فهو يراك بذلك خبيث على عكس ما يفعله هو معك.
كما قد يتعرض لمعرفة بعض المعلومات عنك التي تتسبب له في الصدمة بك، أو أنه قد علم عنك شيئًا لم يعرفه منك ولكن عرفه من شخص آخر وكان ينتظر أن تخبره به، فجميعها قد تبدو مواقف بسيطة ولكن تؤدي إلى ترك الصديق بدون سبب في النهاية.
10- الإصابة بالحرج من الصداقة
قد تكون سببًا له في التعرض للكثير من المواقف المُحرجة بين من حولكم، لذا فإنه يرى أن يُحافظ على كرامته بالابتعاد عنك، كما أن الفروقات الاجتماعية بين الأشخاص وبعضها البعض تخلق نوع من الفجوة بين الأصدقاء.
فالشخص الأقل اجتماعيًا قد يصل إلى مراحل عدم الثقة في النفس، وهو ما يؤثر عليه سلبًا مما يجعله أكثر رغبة بالابتعاد عنك حتى لا يتسبب لنفسه في الإهانة ناتج انفتاحك على فئة مُعينة من الأشخاص وهم أصحاب الأموال وغيرهم ممن يتمتعون بحياة أكثر استقرارًا من حياته.
اقرأ أيضًا: أجمل أقوال وحكم عن الصداقة الحقيقية
11- الرغبة في إخفاء سر عنك
علاقتكما ذات الكتاب المفتوح مُنذ البداية لا تُتيح له الخصوصية، وهو الآن يرى أن كل ما يرغب في الاحتفاظ به لنفسه من الصعب أن يتحقق، لذا يتخذ جانبًا ويبتعد عنك وهو ما يبدو أمامك في صورة ترك الصديق بدون سبب فقط من أجل الاحتفاظ بهذا السر لنفسه بعيدًا عنك؛ حتى لا تسأله عن تفاصيل حياته التي لا يرغب في إخبارك بها.
12- التحريض على تركك
ألم تسمع يومًا عن مثل “الزن على الودان أمر من السحر”؟ فقد يكون تعرض له في الأيام السابقة، فهُناك من سعى نحو فصل تلك العلاقة التي تبدو أمام الجميع مُستقرة بقول بعض الادعاءات وهي ما تجعله أكثر رغبة في تركك والابتعاد عنك دون أن يضع لك المبررات الكافية.
فتفحّص علاقتكما جيدًا، هل يوجد طرف ثالث بها؟ هل يوجد أشخاص يشعرن بالغيرة منكما؟ هل يوجد من تلاحظ أنه يحاول الدخول بينكما والسيطرة عليكما ولكن لم تتيحا له تلك الفرصة؟ بكل تأكيد هذا الشخص هو من سعى لفشل تلك العلاقة تأكدوا من ذلك.
13- قلة التفاهم
كثرة المواقف بين الأصدقاء قد تكون أكثر مما يحدث بين الفرد وأهله، لذا يتطلب الأمر استحضار حُسن النية وترك مساحة للطرف الآخر بالتبرير وتوضيح وجهة نظره التي يرغب في توضيحها.
فذلك التوضيح هو ما سيساعدك على المحافظة على علاقتك به في صورة جيدة دون أن تُهدد استقرار العلاقة، فتأكد أن عدم التفاهم لا يقتصر فقط على العلاقة بين المرتبطين، وقد يحتاج إليه الأصدقاء أيضًا للمحافظة على علاقتهما سويًا.
14- كبت المشاعر فترة طويلة
تقول ماذا عن ترك الصديق بدون سبب وأنتَ لا تعلم المشاعر المكنونة بداخله تجاهك، فقد تكون تلك المشاعر عبارة عن غيرة، واستمرت فترة طويلة ولم يرى نفسه في إطار تحملها لأكثر من ذلك لذا تركك وحدك في منتصف الطريق.
كذلك قد تكون تلك المشاعر السلبية مبنية على المواقف والذكريات السيئة العديدة التي قد مررتما بها معًا، وحينها يكون اتخاذ القرار بالابتعاد عنك مبنيًا على أسس لا بدون سبب مثلما تظن، وتأكد أن الخطأ هُنا يعود على رد فعلك في المواقف السيئة وما إذا قد سعيت لمراضاته أم تركته بمفرده لتفكيره.
15- تأثير العلاقة عليه بشكل سلبي
حينما يصل الصديق مع صديقه إلى مرحلة التأثر به بشكل انفعالي وقوي سواءً كان بالإيجاب او السلب فيرى أنه قد وصل إلى مرحلة خطر من التعلق بك، وهو ما يجعله راغبًا في الابتعاد عنك قدر الإمكان ليتوقف عن تلك المشاعر الجياشة المكنونة بداخله لك.
خاصةً حال كنت تتعرض إلى الكثير من المواقف السيئة في حياتك وكان شديد التأثر بك، أو كان يتأثر كثيرًا بالسلب ناتج الأوقات الصعبة التي تمرون بها سويًا، فيرى أن راحته لن تتحقق سوى في الابتعاد عنك ويتخذ القرار بمفرده ويقوم بتنفيذه.
16- ملاحظة تدخل المصلحة في العلاقة
بمجرد أن يشعر منك صديقك أن المصلحة هي ما تقود علاقتكما فإنه يكون أكثر رغبة في الابتعاد عنك، فترك الصديق بدون سبب قد يبدو لك في تلك الحالة وكأنه أمر لا يحق له القيام به، ولكن تأكد أن تعاملك وفقًا للمصلحة في علاقتك معه سيكون السبب في أن يتركك ودون سابق إنذار، لأن تلك المعاملة من أسوأ أنواعه المعاملات بين الأصدقاء.
17- انعدام الاهتمام
“الاهتمام مبيتطلبش” أساس نشأة تلك الكلمة كان بين الأصدقاء وبعضهم البعض وبعد ذلك انتقلت إلى الأحبة والمرتبطين، وهو الدليل الأكبر أنه ومن أجل دوام علاقة الصداقة لا بُد من المحافظة على درجة الاهتمام ذاتها التي تم اتباعها في بداية العلاقة، فالاهتمام من أكثر الأشياء التي إما ان تؤثر بالسلب أو الإيجاب على كافة العلاقات خاصة مع الأهل.
اقرأ أيضًا: شعر عن الصديق الخاين
كيفية إصلاح علاقة الصداقة
تأثر البعض من الأشخاص بعلاقات الصداقة التي تنتهي فجأة، وبعد قول لمَ يحدث ترك الصديق فدائمًا ما يتبعها قولهم بكيف لنا استعادة تلك الصداقة مرة أخرى حال كنا كثيرين التعلق بهم، وفي ذلك سنضع لهم بعض الحلول التي قد تكون مُناسبة في أغلب الحالات، وهي:
- التفكير الجيد في سبب ترك الصديق والوصول إلى أسباب منطقية لمعالجتها.
- مصارحة الصديق والتواصل معه وتوضيح أنك قد تأثرت بتركه لك، وعده بالتواصل الفعال حال كان عدم الاهتمام هو السبب الرئيسي في فشل تلك الصداقة.
- خذ موقفًا إيجابيًا مما حدث وذلك من خلال المبادرة بالإصلاح، وكف عن رد الفعل السلبي لما حدث، وتأكد أن إصلاح العلاقة من طرفك لا يُقلل من شأنك بل يؤكد على صفاء نيتك وشدة ارتباطك بهذا الشخص.
- تسامح وتفاهم معه، وفي حال كان مُخطئ فخذ القرار بمواجهته وكُن صريحًا أثناء التحدث إليه.
- اعتذر حال كنت على خطأ ولا تتكبر وتتعالى على خطأك، وحاول أن توضح موقفك من الأمر لتكون أكثر إيجابية، ولا تحاول التجريح به لتخبئة حرجك من الاعتذار.
- ضع أسس جديدة صحيحة يتم وفقًا لها بناء العلاقة مرة أخرى لكي يشعر كلًا منكما بالاستقرار في تلك العلاقة.
- لا تلومه، واجعل جلستك معه لتوضيح الجوانب التي تسببت له في اتخاذ هذا القرار، ولا تتحدث عن خطأ رد فعله، ووضح له أنك قادر على تفهم سبب اتخاذ ذلك القرار.
- اترك له مساحة شخصية ولا تكون مُلحًا باستعادة العلاقة مرة أخرى حال كان لا يريد الاستمرار في علاقته معك ولا يريد الإباحة بما دفعه إلى ذلك.
البعض من الأصدقاء قد يتخذون القرار بالبُعد ويكون لهم الأسباب الخاصة، فرجاءً اتركوا لهم مساحتهم الشخصية ولا تظنوا أنه لا يوجد سبب، ولكن يوجد ما يُقال عنه الترك دون الرغبة في التصريح عن الأسباب.