ماذا تعني حركة الجنين الكثيرة
ماذا تعني حركة الجنين الكثيرة؟ وما الأسباب التي تؤدي إلى حدوث ذلك؟ حيث إن هناك العديد من التغيرات المختلفة التي من الطبيعي أن تمر بها المرأة طوال فترة الحمل، ومن أهم هذه التغيرات هي حركة الجنين ومدى نشاطه، لذا لا يوجد داعٍ للقلق عند ملاحظة أن الجنين بدأ في الحركة، فهي إشارة تنبئ بالخير، ولكن هناك بعض السيدات اللاتي يلاحظن في أحد الفترات أن هذه الحركة أصبحت زائدة عن المعدل الطبيعي لها، فماذا يعني ذلك هذا ما سنتعرف عليه من خلال موقع زيادة.
ماذا تعني حركة الجنين الكثيرة
إحدى أهم التغيرات الطبيعة التي تمر بها أي سيدة خلال الحمل هي حركة الجنين، والتي تشير بطبيعة الحال إلى نمو الجنين وبدء تكون العضلات والغضاريف بشكلٍ جيد، وحدتها قد تكون دلالة على مستوى نشاطه في الرحم، وغالبًا ما يبدأ الشعور بحركة الجنين في الفترة من الأسبوع الثامن عشر وحتى الأسبوع العشرين.
يحدث هذا الأمر بمعدل شبه ثابت وطبيعي، ومن الجدير بالذكر أن شدة حركته قد تزداد في بعض الأوقات عن غيرها، حيث إن الأجنة تكون لهم دورة نشاط ونوم منفصلة عن دورة نشاط الأم، فلا ينام الطفل عندما تنام الأم كما يظن البعض ولا يهدأ عند استلقائها، بل يمكن أن يكون وقت نشاطه هو وقت نومها، وقد تزيد حركته داخل الرحم خلال بعض ساعات اليوم أكثر من غيرها.
حيث إن هناك أحد الدراسات التي أكدت أن النشاط العام للجنين يكون في الصباح الباكر بدايةً من الساعة التاسعة وحتى الثانية ظهرًا، وخلال الليل من الساعة التاسعة مساءً وحتى الرابعة فجرًا، وقد تتعلق حركته بالعديد من العوامل الأخرى مثل مدى نشاط الأم ووضعية جلوسها أو استلقائها، ومرحلة الحمل وغيرها من العوامل والأسباب.
لذا لا يوجد داعٍ للقلق عند ملاحظة أن حركة الجنين تزداد في بعض الأوقات عن غيرها ما دامت هذه الحركة في إطار المعدل الطبيعي لها، لكن نجد أن هناك بعض الأمهات اللاتي تكمن شكواهنّ في اضطراب وزيادة حركة الجنين أكثر من الطبيعي، وربما تكون هذه الحركة مؤلمة للغاية ولا يمكن تحملها، وهنا يبدأن في التساؤل عن ماذا تعني حركة الجنين الكثيرة.
في هذه الحالة يجب على المرأة ملاحظة حركته لبضعة أيام وتعرف ما إذا كانت الحركة الزائدة مستمرة أم لا، وما عدد الركلات التي يمكن أن يقوم بها الطفل في الساعة، وإذا انتابها الشك بوجود اضطرابٍ ما في جنينها يكون من الضروري استشارة الطبيب حول الأمر، وذلك لأنها قد تكون بحاجة للخضوع لبعض الفحوصات والأشعة للتأكد من سلامة طفلها وتعرف السبب وراء هذا النشاط الزائد كيف يمكنها التعامل معه.
اقرأ أيضًا: تجارب مع حركة الجنين الذكر
أسباب زيادة حركة الجنين
بعد التعرف على إجابة ماذا تعني حركة الجنين الكثيرة، فيكون من الضروري أن تتعرف كل امرأة على الأسباب التي من دورها أن تزيد من حركة جنينها، وذلك لكيلا تشعر بالقلق إذا زادت حركته نتيجة هذه الأسباب التي تتضمن كلٍ مما يلي:
1ـ بدء الثلث الأخير من الحمل
كما سبق وذكرنا أن مراحل الحمل المختلفة لها دور هام في زيادة أو انخفاض معدل حركة الجنين، ومما لا شك فيه أنه كلما زاد نمو الجنين زاد نشاطه وزادت حركته، لذا من الطبيعي أن يزداد معدل الحركة كلما تقدمت المرأة في حملها.
فحسب ما ورد في الدراسات أنه بمجرد دخول المرأة في الثلاث أشهر الأخيرة من الحمل تزداد حركة جنينها وقد تصل إلى التحرك 30 مرة خلال الساعة الواحدة في اليوم، أي أنها أكثر الفترات التي يكون فيها الجنين نشطًا، ولكن بقرب موعد الولادة وفي نهاية الشهر الأخير ينخفض معدل الحركة تمامًا، وذلك لأن الجنين يكون كامل النمو تقريبًا ويزداد حجمه، ولا يكون حجم الرحم الصغير مناسب لحركته.
2ـ حدوث تغير في مستوى سكر الدم
باختلاف معدل السكر في الدم بجسم الأم يختلف مستوى نشاط الأجنة، وهذا هو السبب وراء زيادة الحركة في فترات مختلفة على مدار اليوم، وهي الأوقات التي يكون فيها سكر الدم مرتفع، ففي الصباح يكون سكر المرأة الحامل مرتفع، وكذلك الأمر بعد تناول الطعام وبالأخص الأطعمة المحتوية على السكريات التي تمد الطفل بالطاقة، وهي إحدى العوامل التي تجيب عن ماذا تعني حركة الجنين الكثيرة.
3ـ الدخول في المخاض
على الرغم من أن حركة الجنين تقل بشكل كبير قرب الولادة، إلا أن الأمر لا ينطبق على فترة المخاض، وهي أولى مراحل الولادة، وفيها تسقط السدادة المخاطية الموجودة في الرحم، ويتحرك الجنين ليكون موضع رأسه أسفل حوض الأم، وينزل الماء الذي يكون محيط به طوال فترة الحمل وهو ما يعرف بنزول ماء الرأس، فيتحرك الجنين وتبدأ الولادة.
4ـ تغيير وضعية الجسم
الكثير من السيدات يلاحظن اختلاف حركة الجنين في الوضعيات المختلفة، حيث تزداد الحركة بشكل ملحوظ عندما تستلقي على ظهرها، أما عند الوقوف أو الجلوس فهي بالكاد تشعر بحركته، فالجنين ينام في الفترة التي تستيقظ بها أمه ويكون جسدها نشط، ويستيقظ عند نومها وهذا هو السبب الذي يجعلها تشعر بزيادة حركته خلال الليل.
5ـ الانفعال والعصبية
عندما تتعرض الحامل لأي ضغوطات أو انفعالات فيرتفع لديها هرمون الأدرينالين أو ما يعرف بهرمون الإبينفرين الذي يفرز من الغدة الكظرية عندما تتعرض المرأة للتوتر، الإجهاد أو المواقف المفاجئة، وهو من الهرمونات التي عندما تفرز في جسم الحامل يكون لها تأثير كبير على الجنين، فتزيد من نشاطه وحركته.
اقرأ أيضًا: في اي شهر تقل حركة الجنين
التسلسل الزمني الطبيعي لحركة الجنين
في إطار التعرف على ماذا تعني حركة الجنين الكثيرة، فيأتي دور التعرف على العلاقة بين مراحل الحمل المختلفة ومعدل حركة الجنين، والذي من خلاله تكون المرأة قادرة على تحديد ما إذا كانت حركة جنينها طبيعية أم أنه خامل أو أكثر نشاطًا عما يفترض أن يكون عليه خلال كل مرحلة.
فكما ذكرنا سابقًا أنه غالبًا ما تبدأ حركة الجنين في الأسبوع العشرين من بداية الحمل، وتظل مستمرة بمعدلات مختلفة وصولًا إلى الأسبوع السابع والثلاثين، ومع التقدم أكثر في الحمل يبدأ معدل الحركة في الانخفاض تدريجيًا، وهذا الجدول الزمني يتضمن الآتي:
- الأسبوع الـ 12: في هذه المرحلة يبدأ الجنين بالفعل في الحركة، لكن يكون من الصعب على الأم ملاحظة الأمر أو الشعور به، ويرجع ذلك إلى صغر حجمه بالنسبة للرحم فلا تسبب حركته أي صدمات بجدارة.
- الأسبوع الـ 16: هنا تبدأ المرأة بالشعور بحركة غريبة داخل رحمها، لكنها لا تكون على دراية بأنها حركة الجنين، وذلك لأنها تكون حركة شبيهة بوجود الفراشات داخل الرحم أو الحركة الناتجة عن تراكم الغازات.
- الأسبوع الـ 20: هذا هو الأسبوع الذي تبدأ فيه المرأة بالشعور بالحركة الفعلية للجنين، حيث تشعر بحركة تشبه الركلات وهي ما يعرف بحركة الجنين الأولى أو الارتكاض.
- الأسبوع الـ 24: تبدأ حركة الجنين بالظهور بشكل واضح في هذه المرحلة، ويصاحب هذه الحركة الشعور بتشنجات المتتالية داخل الرحم، والتي تكون ناتجة عن الحازوقة التي يصاب بها الجنين داخل الرحم.
- الأسبوع الـ 28: يزيد نشاط الجنين بشكل كبير خلال هذه المرحلة، فتبدأ ركلاته ولكماته تكون أكثر قوة وإيلامًا بالنسبة للأم، ويكون عليها أخذ نفس عميق لتحملها.
- الأسبوع الـ 36: بسبب ضيق مساحة الرحم في هذه الفترة مقارنةً بحجم الجنين تبدأ معدلات حركة الجنين في الانخفاض بشكل كبير، وانخفاض معدلها لا يعني توقفها، فمن الممكن الشعور بها طوال اليوم لكن بمعدل أقل من الطبيعي الذي اعتادت عليه المرأة خلال الفترات السابقة.
نصائح للتقليل من حركة الجنين
يكون من الجدير بالذكر أيضًا أن هناك بعض النصائح التي في حال اتبعتها الأم يكون لها دور ملحوظ في التقليل من شدة حركة الجنين، وتتمثل أبرز هذه النصائح فعالية في الآتي:
- الانتباه إلى أنواع الطعام التي تتناولها الأم، والتي من الممكن أن تزيد من نشاط الطفل.
- تغير الأم للوضع الذي تجلس فيه من الجلوس إلى الاستلقاء على سبيل المثال.
- فرك البطن بلطف، مما يجعل الجنين يهدأ ويقلل نشاطه.
- يقال إن التحدث إلى الجنين وجعله يستمع إلى بعض الموسيقى الهادئة من دوره أن يساعده على الشعور بالهدوء والراحة.
اقرأ أيضًا: هل حركة الجنين اسفل البطن تدل على جنسه
أعراض خطيرة لحركة الجنين
في نهاية الحديث حول إجابة تساؤل الأمهات عن ماذا تعني حركة الجنين الكثيرة، فهناك مجموعة من الحالات التي تكون فيها زيارة الطبيب أمرًا واجبًا، وذلك لأنها قد تكون إشارة إلى وجود اضطراب في صحة الأم ونمو الجنين، ومن أهم هذه الحالات:
- في الحالات التي تتغير فيها معدلات حركة الجنين بشكل واضح ومفاجئ دون وجود أي سبب من الأسباب التي سبق ذكرها.
- إذا لاحظت الأم أن حركة الجنين المؤلمة التي تشعر بها تكون مصحوبة بحدوث نزيف مهبلي.
- أن تكون الحركة مقترنة بألم شديد لا تكون الأم قادرة على تحمله.
- إذا كانت حركة الجنين مستمرة على مدار ساعات أو طوال اليوم ولا تتوقف.
- في الحالات التي يتحرك فيها الجنين عند تعرض الأم لحادث مثل السقوط أو الاصطدام.
- إذا كانت المرأة بالفعل في الثلاث أشهر الأخيرة من الحمل ولاحظت أن حركة جنينها تتزامن مع الشعور بانقباضات شديدة ومنتظمة في الرحم، أو عندما تنزل مياه الرحم بشكل مفاجئ، فالأمر غالبًا يشير إلى أنها على وشك الولادة.
لا داعٍ للقلق والتساؤل حول ماذا تعني حركة الجنين الكثيرة، فمن الطبيعي أن تتغير حركة الجنين وشدتها خلال اليوم وباختلاف فترات الحمل، ولا يجب على المرأة استشارة الطبيب إلا ترافقت هذه الحركة مع أعراض خطيرة مثل النزيف أو الانقباضات الحادة في الرحم.