تفسير (وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا)

ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً لابد من العلم أن الله سبحانه وتعالى نهى عن أن يقوم المؤمنون بأكل أموال البعض عن طريق الحرام، ومعنى كلمة الباطل هو وجود مكسب غير شرعي، مثل أنواع الربا والقمار، وورد ذلك في القرآن الكريم في الآية ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ ۚ وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا) (29)، لذا تابعوا معنا السطور التالية عبر موقع زيادة .

التشهد هي أحد أساسيات الصلاة عند المسلمين، لذا يجب علينا تعلم كيفية قرائتها بشكل صحيح، ولهذا قد جمعنا لك كل ما تحتاجه عبر مقال: كيفية قراءة التشهد في الصلاة وصيغها والدعاء بعد التشهد الأخير

تفسير يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم

معنى تلك الآية هو عدم أكل طعام المسلمين لبعضهم البعض بالحرام، أي لابد أن يتم شراء الطعام على سبيل المثال مع رد حقه، ولا يتم أكل المال بغير حق وذلك يتم من خلال عدة طرق سواء كان عن طريق السرقة، أو الاختلاس، أو الظلم، أو الغصب، أو الاحتيال.

لابد من معرفة أن هناك استثناء في تلك الآية والتي تتمثل في أنه ما إذا كانت التجارة بين الرفين عن التراضي فهي لا تعتبر من أكل أموال الناس بالباطل ولا تعتبر من المحرمات.

هناك فضل عظيم يعم على الإنسان عند قراءة سورة البقرة، وقد جمعناه لك عبر مقال: فضل سورة البقرة في استجابة الدعاء وفضل آخر آيات سورة البقرة

تفسير ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً

  • من المهم معرفة أن الله سبحانه وتعالى نهانا عن أكل المسلمين أموال بعضهم بالباطل، والمحاولة على تجنب ارتكاب معاصي، ورد تفسير آخر لتلك الآية هو ألا نهلك أنفسنا ونلقى بها إلى التهلكة.
  • معنى ( ولا تقتلوا أنفسكم ) يعني ارتكاب الأفعال التي حرمها الله سبحانه وتعالى، والقيام بأكل الأموال بطريقة محرمة، أما معنى أن الله كان بكم رحيمًا يدل على الأوامر التي امرنا الله سبحانه وتعالى أن نقوم باتباعها والالتزام بها .
  • من المهم معرفة أنه أيضًا لا تقتلوا أنفسكم، تعني عدم قتل النفس سواء كان من خلال الانتحار على عدة طرق، أو أن يقوموا بقتل بعضهم البعض حيث أنه لا يجوز أن يقتل المسلم أخاه، ولهذا وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ يعني لا يقتل بعضكم بعضًا.
  • لابد من التأكيد على أن هناك تفسير أخر لتلك الاية وهى ألا يقوم قتل النفس بالمعاصي والتي تؤدي إلى الهلاك، كما أن قد تجتمع عليه المعاصي حتى يهلك حتى يختم على قلبه في طبع على قلبه.
  • قول الله سبحانه وتعالى في الآية القرآنية ( إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم )، يعني الا يكون اكتساب الأموال بطريقة محرمة وأن يكون هناك تراض وشرعية بين البائع والمشتري في العملية التجارية.
  • من الجدير بالذكر أنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” البيع عن تراض والخيار بعد الصفقة ولا يحل لمسلم أن يغش مسلما “، ذلك تأكيد أيضًا للآية القرآنية السابقة.
  • من المهم التأكيد على أن يتراحم المؤمنين، وأن يتعاطفون، وألا يقتل بعضهم بعضًا، وعلى كل مؤمن في نفسه أن يتقي الله، ولا يقتلها لا بالمباشرة أو من خلال الانتحار لأن فعل ذلك يعتبر من الكبائر، بل يرفق بها، ويرحمها، ويتقي الله فيها حتى تكون إلى الجنة لا إلى النار.
  • لابد من معرفة عقاب الله سبحانه وتعالى قيام الشخص بقتل نفسه حتى ما إذا اشتد عليه المرض أو لو اشتدت به الجروح يبتعد عن هذا، وليتق الله في ذلك لأن من قام بقتل نفسه يكون يكفر ويخلد في عذاب النار، قال رسول الله ﷺ: من قتل نفسه بشيء عذب به يوم القيامة.
  • لابد من أن يتم تجنب الكبائر التي نهانا الله عنها التي تؤدي إلى فساد وهلاك النفس، وهذا تهديد شديد، ووعيد أكيد، فليحذر منه كل عاقل لبيب ممن ألقى السمع، وهو شهيد.

تجنب الكبائر التي حرمها الله

  • لابد من معرفة أن هناك العديد من المحرمات والكبائر التي تعتبر من المحرمات على المؤمنين والتي منها جريمة العقوق، والشرك، وقتل النفس، وشهادة الزور، وأن هذه الجرائم من أكبر الكبائر نعوذ بالله، وأعظمها وأشدها خطرًا الإشراك بالله، لأنه أعظم ذنب عصي الله.
  • تعتبر تلك الأفعال من الكبائر لأنها ضد التوحيد حيث أن على سبيل المثال قتل النفس كما ورد في الآية القرآنية هو ضد التوحيد ويدل على الاعتراض على قدر الله سبحانه وتعالى، وتعتبر من أعظم الجرائم ومن أكبر الكبائر.
  • لم يبح الله سبحانه وتعالى لأن يقوم الإنسان بقتل نفسه أو إتلاف حياته التي يقدرها الله له، حيث أن قتل الرجل نفسه داخل في النهي.

ندعوكم للتعرف على فوائد القرآن في علاج الأمراض من خلال الإطلاع على هذا الموضوع: فوائد سور القران الكريم في العلاج من الأمراض

ولا تقتلوا انفسكم ان الله كان بكم رحيماً

من الجدير بالذكر أنه قول الله سبحانه وتعالى: وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ، يتضمن الابتعاد عن قتل الإنسان لنفسه أو أن يقوم الناس بقتل بعضهم البعض يشمل النهي عن قتل الإنسان نفسه، من الجدير بالذكر أن  قوله تعالى: وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ، فيه خمسة أقوال وهى كالتالى :

  • الأولى: أنه على ظاهره، وأن الله سبحانه وتعالى قال أن فعل ذلك وقتل المسلم لنفسه من المحرمات، وهذا الظاهر.
  • الثاني: معناه أن لا يقوم الاشخاص بقتل بعضهم البعض، الأمر الذي يؤدي إلى انتشار الدمار والجرائم، وهذا قول ابن عباس، والحسن، وسعيد بن جبير، وعكرمة، وقتادة، والسدي، ومقاتل، وابن قتيبة.
  • الثالث: معناه هو عدم قيام الشخص بأعمال قد تؤدى فيما بعد إلى الهلاك والدمار، وعلى هذا تأولها عمرو بن العاص في غزاة ذات السلاسل، حيث صلى بأصحابه جنبًا في ليلة باردة، فلما ذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم ، قال له: يا عمرو، صليت بأصحابك وأنت جنب؟ فقال له: يا رسول الله، إني احتلمت في ليلة باردة، وأشفقت إِن اغتسلت أن أهلك، فذكرت قوله تعالى: وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ، فضحك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
  • الرابع: معناه هو أن لا يقوم المؤمنين بالغفال عن حظ أنفسهم، من الجدير بالذكر أنه من غفل عن حظها، فذلك يعبر بالتماثل عن قيامه بقتل نفسه، هذا قول الفضيل بن عياض.
  • الخامس: وهو الأخير يدل على أن لا يقوم أي شخص بقتل نفسه بارتكاب المعاصي.

من الجدير بالذكر معرفة أنه قد يفعل الإنسان شيئًا يؤدى إلى هلاكه، وهو لا يقصد ذلك، كمن أكل أو شرب شيئًا يظنه طعامًا أو شرابًا وهو سم قاتل، فيموت بسببه، فهذا قتل نفسه، لكنه على سبيل الخطأ، كمن يقتل غيره على سبيل الخطأ.

قال القرطبي في تفسير قوله تعالى: وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ عُدْوانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا، قال: وَقُيِّدَ الْوَعِيدُ بِذِكْرِ الْعُدْوَانِ، وَالظُّلْمِ؛ لِيَخْرُجَ مِنْهُ فِعْلُ السَّهْوِ، وَالْغَلَطِ.

قوله تعالى:  وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ الله كَانَ بِكُمْ رَحِيماً، من المتفق عليه كما تم التأكيد سابقًا من المحرمات والافعال التي نهانا الله عن ارتكابها، لأن الله سبحانه وتعالى وهو الصارف عنه ما زال قائم .

لابد من معرفة أنه في حالة ارتكاب أي قيام الشخص بذلك فإنه يستحق الألم الشديد والذم العظيم والعذاب العظيم، لأنه تسبب في التعارض مع قدر الله سبحانه وتعالى وقيامه بإنهاء حياته بنفسه.

لم يترك القرآن الكريم أمر إلا وقد اعطانا الحل له وكيفية التعامل معه، ومن ضمن هذه الأمور الرغبة في الزواج بمن نحب، لذا يمكنك زيارة الرابط التالي والتعرف على أهمية قراءة سورة الإنشراح وابرز أيات وأجعية تساعدك بالزواج بمن تحب عبر موضوع: سورة الانشراح للزواج بمن تحب وأبرز آيات الزواج والأدعية

في النهاية لابد من التأكيد على أن الله سبحانه وتعالى أنه رحيم بكل عبادة وانه من اجل رحمته نهى تمامًا عن ارتكاب أي فعل يؤدى في النهاية إلى المشقة أو تعرض الشخص إلى محنة، وقيل : إنه تعالى أمر بني إسرائيل بقتلهم أنفسهم ليكون توبة لهم وتمحيصا لخطاياهم وكان بكم يا أمة محمد رحيم ، حيث لم يكلفهم تلك التكاليف الصعبة .”

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.