علامات التي تدل على أنك في علاقة سامة

إن العلامات التي تدل على أنك في علاقة سامة ما هي إلا دلالة على اختيارك الخاطئ للشريك في بادئ الأمر.. فهناك من العلامات المبكرة التي تخول لك الحكم على مجريات العلاقة قبل دخولها، حتى لا تسمح لمشاعرك بالاستنزاف والإهدار في علاقة لن يُكتب لها النجاح بأي حال، ومن خلال موقع زيادة نساعدك على الحكم على علاقتك العاطفية.

علامات التي تدل على أنك في علاقة سامة

بعض العلاقات العاطفية قد تُكلل بالنجاح ويُكتب لها أن تكون مثالية لا تشوبها شائبة ولا ينتقصها شيء، فيكون الطرفان في تمام الرضا عن علاقتهما معًا.. لا ننفي وجود العيوب بطبيعة الحال فتلك من صميم الطبيعة البشرية ليست كاملة، إلا أن العلاقات الناجحة هي التي من شأنها التغلب على العيوب وإظهار المحاسن والتعامل مع الجانبين على أفضل نحو.

ثمّة علاقات سامة تنشأ عن علاقة مثالية في بادئ الأمر، فتتحول العلاقة رويدًا رويدًا إلى ما أشبه بالمستحيلة، حيث تصل إلى درجة من عدم التفاهم والاستقرار ما لا يُمكن تخطيه، من هنا يُمكن توضيح تلك العلاقات.. التي لا مفر فيها من الانفصال، فهي “علاقات سامة”.

على الأرجح تجد المتسببين في كون العلاقة سامة، هم أصحاب مرض نفسي، على اختلاف درجته تأتي حدة العلاقة، فالمصابون بالاكتئاب، والنرجسية، والاضطراب ثنائي القطب.. كل تلك الأمراض لها تأثير بالغ في التعامل مع الطرف الآخر ومدى قبوله من عدمه.

أولئك الأشخاص لديهم من المشاعر السلبية المنفرة ما لا يُمكن تحملها، فيصاب الطرف اللآخر بالإحباط من نتائج العلاقة، بل ويدرك أنه بصدد علاقة عاطفية ستبوء في نهاية المطاف إلى الفشل.

تتعدد العلامات التي تدل على أنك في علاقة سامة، إلا أن أغلبها لا يظهر بوضوح أمام العيان.. فقط الشخص الذي نال منها الكثير هو ما يكون بوسعه الشعور بعلاماتها، والتي تأتي أشهرها على النحو التالي:

1- التعرض إلى الإساءة الجسدية أو اللفظية

غنى عن البيان أن مثل ذلك النوع من التعامل لا يُقبل بأي حال في علاقة ناجحة، حيث إن هناك طرف عادة ما يكون شاعرًا بالنقص تجاه الطرف الآخر، فتدفعه نفسه إلى التقليل من شأنه، وإشعاره بالانحطاط.. من خلال لفظ جارح، أو ربما إساءة أخرى أكثر شدة لاسيما إن كان السام في العلاقة هو الرجل.

كما أنها علاقة يشوبها انعدام الاحترام بين الطرفين.. ذلك الركن الداعم لأي علاقة عاطفية ناجحة، فإن لم يكن موجودًا لا يُعتقد أن تشهد مثل تلك العلاقة منجاحًا قط.. بيد أن هذا النوع من العلاقات إن كُتب له الاستمرارية فحتمًا سيكون الطرف الآخر متنازل عن كثير من حقوقه، أو هو من الضعف ما لا يخول له مواجهة تلك الإساءة أو التعامل معها.

اقرأ أيضًا: علامات العلاقات السامة في الزواج

2- الشعور بالاستنزاف

نسمع عن الاستنزاف المادي.. لكن هل مرة سمعت عن استنزاف المشاعر؟ نهنئك إن لم تُجربه بعد فأنت لم تتعرض إلى علاقة سامة، حيث إن أكثر ما يشوبها هو أن أحد الأطراف يستنزف الطرف الآخر في مشاعره، ومعنوياته، يستنزفه كُليًا إن صحّ القول.

هذا النوع من العلاقات يشوبه عدم الثقة في النفس وفي الغير، والاضطرار إلى بذل الكثير من الجهد والوقت للوصول إلى آلية يُمكن من خلالها التعامل مع الطرف المُستنزف.. ربما تجد أن تلك العلاقة تأخذ منك أكثر مما تعطيك.

3- حب التملك

إنها تلك الصفة التي لا يُمكن السيطرة عليها بأي حال، لا تتغير ولا تتجزأ في أمر ما دون الآخر، فيريد أحد الأطراف تملك الآخر في كل النواحي، لا يترك له مُتنفسًا.. فلا تبحث عن خصوصية ولو بنسبة في ظل تلك العلاقة.. هذا ما ينافي الفطرة السوية بطبيعة الحال، فكيف لأحدهم أن يمتلك زمام الآخر؟ إن الأمر أشبه بالتبعية إن صحّ القول، ومن الناحية النفسية لا يعول عليه في النجاح.

حيث إن التملك الشديد من زاوية أخرى يُمكننا النظر إليه على أنه ينطوي على فقدان ثقة، غيرة مفرطة، شك زائد.. وإن تمحصنا نجد أن كلها طبائع زائدة عن الحد الطبيعي لما يجب أن تكون عليه العلاقات.

من ناحية أخرى.. نجد أن التعلق الشديد وما يستتبع من تملك أشد ما ينعكس إلا من خلل في العلاقة، هذا الخلل كان واضحًا لأحد الأطراف دون الآخر، ويستتبعه أيضًا الرغبة في السيطرة، والتحكم في زمام الأمور ومجرياتها.

فعلى سبيل المثال: رجل يشعر بأن حبيبته هي الأفضل، هي من تستحق من هو أفضل منه، لا ينتابه في تلك الحالة إلا شعورًا بالنقص يدفعه إلى أن يتملكها، دافعًا يجعله متأهبًا على الدوام لإبعادها عن الآخرين.. لا يثق في ذاته حتى يتركها لعاطفتها نحوه، فتلك هي العلامات التي تدل على أنك في علاقة سامة.

اقرأ أيضًا: علامات الحب المزيف عند المرأة

4- دور الضحية

من أكثر ما يشوب العلاقات السامة من خلل يُرهق الطرف الذي يعاني من طرف آخر دائمًا وأبدًا ما يعيش في دور الضحية! ذلك الشخص الذي إن أخطأ لا يعترف بخطأه بل يعزو به إلى الغير والظروف، فما هو إلا ضحية خطأ لا يُصنف بكونه مخطئًا.

ذلك أيضًا هو الشخص الذي ما إن غفلت عنه دون قصد يُشعرك بأن الدنيا قد انقلبت رأسًا على عقب، فأنت لا تعيره اهتمامًا.. وهو الضحية، لا يسعنا أن نذكر كمٍّ من الناس نتعامل معهم في حياتنا على أنهم ضحايا، وما ذلك إلا انعكاسًا من ذواتهم أمامنا.. والحقيقة أننا الضحية في العلاقة مع أناس غير أسوياء.

5- الشك وعدم الثقة والغيرة الزائدة

شملنا تلك الصفات تفصيلًا لكونها الأكثر ذيوعًا في العلاقات السامة، كما قصدنا جمعها معًا لأنها عادةً ما تأتي مترابطة، تستدرج كل واحدة الأخرى كأنهم حلقات متواصلة.. لنكون بصدد علاقة سامة إلى أقصاها.

من المفترض والطبيعي أن يكون الطرف الآخر في العلاقة أهلًا للثقة.. وإن كان كذلك لزامًا على الآخر أن يترك له مساحات خاصة، فتكون الغيرة بحدود المحبة، وتكون الثقة بقدر الاحترام، أما عن مخالفة تلك الأمور الطبيعية مع المزيد من المبالغة فيها.. فأنت بصدد علامة من العلامات التي تدل على أنك في علاقة سامة.

6- نقص الدعم والتجاهل

هناك من العلامات التي تدل على أنك في علاقة سامة تكون واضحة جليّة، لكن هناك علامات أخرى تفتقد الوضوح.. وتحتاج إلى قليل من الفطنة والتأنى لإدراكها، فهي خفيّة لا تظهر إلا عند المزيد من التعاملات.

نتطرق هنا إلى عارض آخر يدلل على أنك في علاقة سامة، وهو أن تكون أمام طرف يسعى حثيثًا إلى بث المشاعر السلبية في نفسك.. إحباط وسلبية إلى أبعد حد، غير داعم هو، ولا مؤيد، فقط يحبط من روحك المعنوية تجاه الحياة.. وتجاهه.

تجده لا يرغب في أن يراك ناجحًا، ولا يشغله الأمر برمته، كذلك لا يقدم لك الدعم الذي تحتاجه من طرف مثله، وأيضًا لا يقدم لك الاحتواء والتضحية وما إلى ذلك من صور العطاء.. وعلى الأغلب تجد هذا النوع من الأنانية ما تجعله يطلب الدعم والاهتمام ولا يأبه أن يقدم أيّا منهما لك.

طابع آخر ينجلي هنا وهو التجاهل.. يتجاهل الطرف الآخر كل ما يجب ألا يتجاهله على الإطلاق، ونكون هنا بصدد علاقة عاطفية بين رجل وأنثى، حيثما يكون الاهتمام واجبًا تجد التجاهل بديلًا مجحفًا عنه.

اقرأ أيضًا: علامات تدل على أن الرجل يشتهيك ولا يحبك

التعامل مع العلاقة السامة

عند إدراك أنك في علاقة سامة، هذا مدعاة بأن تأخذ ردة الفعل المناسبة.. ما بين الفرار، المواجهة أو التجاهل، الأمر يعتمد على شدة العلاقة ومدى رسوخها، كذلك يعتمد من جانب آخر على المدى الذي تصل إليه لننعتها بالسامة!

كثيرٌ من حولنا تجمعنا بهم علاقات سامة، وإدراكنا لها يكمن في مدى قرب العلاقة، فهناك علاقة الصداقة التي لا يُمكنك تحمل المزيد من الإرهاق النفسي فيها، وهناك العلاقة الزوجية التي يجب أن تتأنى فيها مرارًا قبل أن تفر منها.. كما أن هناك علاقة كزمالة في العمل، لا تُشكل على كاهليك عاتقًا كسابقتها.

من هنا.. يُمكن تجاهل علاقة الزمالة، والفرار من علاقة الصداقة، والمواجهة في العلاقة الزوجية.. فطريقة التعامل تختلف باختلاف العلاقة، وهذا أمر نسبيّ في آخره، حيث إن طبائع الأشخاص ودرجة تحملها متباينة، ولا يسعنا أن نشكل منها قاعدة مطلقة.

فإن عزمت على التعامل مع العلاقات السامة في حياتك ومواجهتها فعليك بإحدى السبل التالية:

  • الاستعداد للتغيير
  • إفراغ الوقت والطاقة لمساعدة الطرف الآخر
  • طلب المشورة الخارجية إن تأزم الأمر

هذا في حالة التمسك بتلك العلاقة والشريك، أما في حالة الرغبة في التخلص من العلاقة السامة لأنها لا تُحتمل، يُمكنك اتباع ما يلي:

  • وضع الحدود الكافية لتحجيم العلاقة
  • التحلي بالحزم والتصرف بقسوة أحيانًا
  • الابتعاد التام والتخلي

لا تنجرف في الواقع الذي يشكله كل شخص سام في حياتك.. وانتبه إلى ما تشعر به تجاه الطرف الآخر بموضوعية ووضوح، ولتنتبه إلى تلك العلامات التي تدل على أنك في علاقة سامة.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.