حالات شفيت من متلازمة داون

هل توجد حالات شفيت من متلازمة داون وتمكنت من التعامل مع الآخرين مثل باقي أقرانها؟ ذلك ما بحثت عنه أم الطفل المصاب بمتلازمة داون فكل ما ترغب به هو الوصول بطفلها إلى أقصى مراحل الشفاء والوثوق أنه يمتلك كافة الإمكانيات التي تجعله لا يشعر بالمعاناة، لذا من خلال موقع زيادة يمكن التعرف على عدة تفاصيل حول علاج المصابين بمتلازمة داون.

حالات شفيت من متلازمة داون

معاناة الطفل من متلازمة داون تظهر في مرحلة الحمل وإن تأخرت تظهر فور الولادة مباشرةً ويتم الفحص للتأكد من عدم وجود إصابات أخرى مصاحبة للمرض حيث يعاني أغلب الأطفال المصابين بمتلازمة داون من مشكلات في الجهاز الهضمي أو مشكلات في وظائف الغدة الدرقية ووظائف القلب والوظائف السمعية والبصرية.

حيث يعد الكشف المبكر عن هذه المشكلات عامل مساعد في الحد من تفاقمها وزيادة فرصة الشفاء منها، والمتابعة الدورية مع الطبيب المختص بحالة الطفل من شأنه أن يعمل على تعزيز قدراته ومساعدته في تقبل حالته ومكانه والعيش بطريقة سوية وعدم الشعور بالمعاناة.

بتلك الطريقة يمكن التأكيد أنه يوجد حالات شفيت من متلازمة داون لكن لا يمكن للطفل أن يشفى بشكل نهائي منها حيث يُولد الطفل المصاب وهو لديه خلل في الكروموسومات الموجودة في خلايا الجسم كله ولا يمكن تعديل ذلك الخلل.

في العادة يوجد في الجنين الطبيعي 46 كروموسوم في كل خلية من خلايا جسمه أما الطفل المصاب بمتلازمة داون يمتلك 47 كروموسوم وفي حالات نادرة جدًا يحدث خلل وراثي ليس له علاقة بالكروموسومات في الإصابة بمتلازمة داون، لذا لا يمكن الجزم أنه يوجد حالات شفيت من متلازمة داون.

اقرأ أيضًا: كم يعيش مريض متلازمة داون

تشخيص الإصابة بمتلازمة داون

في حين قيام المرأة الحامل بالعديد من الفحوصات للتأكد من صحة الجنين من شأنها أن تظهر أن الطفل يعاني من متلازمة داون أم لا، حيث يمكن أن يظهر خلال هذه الأشعة التصويرية أن الطفل مصاب بمتلازمة وهو غير ذلك، لذا على الأم الحامل أن تخضع لعدة فحوصات تؤكد لها حالة الطفل وتتضمن الفحوصات الآتي:

  • فحص تصوير بالموجات فوق الصوتية في الثلث الأول من الحمل ويسمى ذلك بفحص الشفافية القفوية أي فحص سمك الرقبة عند الجنين وذلك يؤكد إصابة الجنين بمتلازمة داون.
  • فحص زلال الجنين أو بروتين الجنين ويمكن القيام به في الثلث الثاني من الحمل فهو يكشف عن تركيب دم الأم الذي يشير إلى إصابة الجنين بمتلازمة داون أو أي إصابات أخرى.
  • فحص الكروموسومات النووي فهو يصعب القيام به لأنه يعتمد على أخذ عينة من المشيمة أو من السائل الأمنيوسي المحيط بالجنين، لكنه يكشف عن إصابة الجنين بنتيجة أكيدة 100% ومن المحتمل أن ينجم عنه تعرض المرأة الحامل للنزيف أو إصابات في الرحم.

عند التأكد أنه لا يوجد حالات شفيت من متلازمة داون بالإضافة إلى عدم وجود علاج معين معروف يمكن الالتزام به للشفاء النهائي من خلال إخفاء هذه الاضطرابات الجينية أو تغيير الخلل الكروموسومي الموجود في خلايا جسم المصاب، نذكر أن هناك طرق تسيطر على حالات الإصابة.

حيث يحتاج المصاب بمتلازمة داون إلى العناية الشديدة وتعزيز قدراته وتطويرها وتحسين سلوكه وذلك ما يحميه من تطور حالته والإصابة بعدة مشكلات صحية، فالمصاب بمتلازمة داون يكون أكثر عرضة من غيره لاحتمالية الإصابة بأمراض صحية خطيرة.

لذا على الأم الاعتماد على فريق متخصص يعمل على تقديم العناية الطبية للطفل المصاب بالإضافة إلى أماكن متخصصة لتعديل السلوك وتسهيل التواصل مع الآخرين وتحسين النطق والمساعدة في الانخراط مع طبقات المجتمع المختلفة، حيث توجد برامج خاصة بكل مرحلة عمرية للمصابين بمتلازمة داون، وتشمل هذه البرامج مجموعة من الأطباء المتخصصين في المجالات الآتية:

  • طبيب عيون.
  • طبيب أطفال حديثي الولادة.
  • طبيب أمراض الجهاز الهضمي للأطفال.
  • طبيب غدد صماء.
  • طبيب مخ وأعصاب متخصص في الأطفال.
  • طبيب أنف وأذن وحنجرة اختصاص الأطفال.
  • طبيب مختص في نمو الأطفال.
  • أخصائي العلاج الفيزيائي.
  • أخصائي علاج وظيفي.
  • أخصائي سمع.
  • أخصائي تخاطب.

للالتزام بهذه الخطة تحتاج الأم إلى المتابعة الشديدة والانتظام في العلاجات التي من شأنها أن تعمل على تعزيز تطور الطفل وشعوره بالاستقلالية والقدرة على الإنتاج والابتكار وتحسين طريقة الكلام، بالإضافة إلى تعلم لغة أخرى، حتى يمكن الاستعانة بالعلاج من خلال العمليات الجراحية إن احتاجت الحالة ذلك.

برنامج علاج المصاب بمتلازمة داون

حتى في ظل التأكد أنه لا يوجد حالات شفيت من متلازمة داون يجب أن تعمل الأم على اتباع برنامج العلاج بالطفل المصاب بمتلازمة داون حتى ينعم بحياة خالية من المعاناة ويكون قادرًا على تحمل المسؤولية في عدة أمور شخصية، ويتضمن برنامج العلاج الخاص بالمصاب بمتلازمة داون الأقسام الآتية:

1- العلاج الوظيفي

يصعب على الأطفال المصابين بمتلازمة داون الحركة بشكل طبيعي فهم قادرون على الحركة لكن دون القدرة على التحكم الشديد في أجسامهم مثل باقي الأطفال، حيث يؤثر ذلك على قدرتهم على ممارسة الأنشطة اليومية، لذا يتطلب الخضوع إلى العلاج الوظيفي الذي يحفز تطوير مهاراته وزيادة ثقته بنفسه، وتسير جلسات العلاج الوظيفي على النحو التالي:

  • أثناء فترة الطفولة: يدعم البرنامج الأم بالتوعية للتغلب على مشكلات التغذية التي تعاني منها مع المصاب، حيث يؤثر ذلك على عضلات اللسان والخد والشفاه والوجه، ويعمل المعالج على تطوير قدرة المصاب الحركية وإمكانية تغلبه على ارتخاء العضلات والأربطة.
  • في مرحلة الدراسة: يتم التركيز على تنمية مهارات الاعتماد على النفس والرعاية الذاتية والحركات الدقيقة، كإمكانية حمل الحقيبة وحده وجمع الأدوات الخاصة به وتحضير ملابسه واستخدام فرشاة الأسنان، بالإضافة إلى تسهيل قدرته على التكيف مع التواجد في غرفة الدراسة الخاصة به.
  • أثناء مرحلة البلوغ: العلاج الوظيفي يشمل تحكم في إيجاد فرصة للعمل والتمتع بالأنشطة الترفيهية وتعلم هوايات جديدة وإمكانية الحياة بشكل مستقل.

اقرأ أيضًا: ماهي متلازمة داون وأعراضها

2- العلاج الجسدي

يخضع الطفل المصاب بمتلازمة داون لممارسة التمرينات والأنشطة التي تساعد في تعديل وضعية الجسم وقدرته على التوازن، بالإضافة إلى زيادة قوة العضلات فذلك يعد مهم للمصابين بمتلازمة داون خصوصًا الأطفال، بينما لا ينتج عنه وصول حالات شفيت من متلازمة داون لكنه يعزز من قدرات المصاب.

3- علاج النطق

يعاني الطفل المصاب بمتلازمة داون من امتلاكه لفم صغير ولسان متضخم بعض الشيء وذلك يجعل لديه مشكلات في النطق، لذا نجد أن علاج النطق ببرنامج علاج المصاب بمتلازمة داون يساعده على النطق بشكل أفضل والتمكن من التحدث بطريقة مفهومة.

4- العلاج السلوكي

يعمل على تطوير قدرة الطفل المصاب بمتلازمة داون بالإضافة إلى تصالحه مع حالته وفهم مشاعره وإمكانية التعبير عنها والوصول إلى العديد من السلوكيات المعقدة، فقد يشعر الأطفال المصابين بمتلازمة داون بالإحباط والخذلان نتيجة التعرض للعديد من ظواهر التنمر والانتباذ.

حيث يؤثر ذلك على تطورهم ويزيد خطر إصابتهم بفرط الحركة وعدم القدرة على التركيز والانتباه والمعاناة من العديد من المشكلات النفسية التي يمكن أن تصل إلى دخول الطفل المصاب في حالة شديدة من الاكتئاب ولزوم المتابعة مع أخصائي صحة نفسية.

5- استشارة التغذية

يعاني العديد من المصابين بمتلازمة داون من الإصابة بالسمنة المفرطة وذلك يرجع إلى طبيعة أجسامهم التي تمتلك قدرة على الحرق أقل من غيرها من الأطفال الطبيعيين، بالإضافة إلى إصابتهم بمشكلات في الجهاز الهضمي الناتجة عن الإصابة بالمتلازمة نفسها أو الناتجة عن تناول بعض العقاقير الدوائية.

اقرأ أيضًا: أطفال متلازمة داون حديثي الولادة

6- العلاج التعليمي

يُمكن الاستعانة بمعلم متخصص قادر على التعامل مع الطفل المصاب بمتلازمة داون وهو أهم ما على الأم مراعاته، فالطفل لا يقدر على التعامل مع الأشخاص الغرباء بسهولة، لذا عليها اختيار مكان متخصص موثوق فيه، كما يجب أن تراعي إن كان الطفل يعاني من فرط حركة وعدم القدرة على الانتباه وما إلى ذلك.

أهم ما تقوم به الأم تجاه الطفل المصاب بمتلازمة داون أن تراقبه طوال الوقت لتدرك ما يشعر به وما يخاف منه، حيث تعد هذه الطريقة مثالية للتعرف عليه عن كثب وتفعيل الحماية الكاملة له.

التعليقات

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.