هل توزيع المصاحف صدقة جارية للميت
هل توزيع المصاحف صدقة جارية للميت؟ وما الأعمال التي تصل إلى الميت؟ إن الصدقة الجارية من أحب الأعمال إلى الله سبحانه وتعالى وهي أكثر ما يعود بالنفع على الميت وذلك لأن أثرها يدوم إلى يوم القيامة، كما تُضاعف الرزق وتفتح دائمًا أبواب الخير، وهذا ما سنتناول الحديث عنه من خلال موقع زيادة.
هل توزيع المصاحف صدقة جارية للميت؟
الصدقة الجارية هي التي يتم إخراجها عن الميت من أحد الأشخاص المقربين له وتعد أفضل ما يمكن القيام به للميت لأنه سيأخذ ثواب عظيم في الآخرة ودائمًا ما أوصانا الرسول صلى الله عليه وسلم في العديد من الأحاديث النبوية بالتصدق عن المتوفى فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله قال:
“إذا مات ابن آدم؛ انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له”.
فدائمًا ما يتطرق سؤال هام في ذهن الأشخاص هو هل توزيع المصاحف صدقة جارية للميت؟ الإجابة تأتي بالإيجاب، فيجوز التصدق على الميت بمصاحف وأجرها سيعود إليه وهو من الأعمال المباركة التي يمكن القيام بها ولها أجر كبير لأنه ممن أعان على الخير وورد عن أنس رضي الله عنه، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:
“سبعٌ يجري للعبدِ أجرُهنَّ وهو في قبرِه بعد موتِه: من علَّم علمًا؛ أو كرى نهرًا، أو حفر بئرًا، أو غرس نخلًا، أو بنى مسجدًا، أو ورَّث مصحفًا، أو ترك ولدًا يستغفرُ له بعد موتِه”.
اقرأ أيضًا: كيف اسوي رابط صدقة جارية للميت
أنواع الصدقات الجارية للأموات
في نطاق الحديث عن هل توزيع المصاحف صدقة جارية للميت؟ نجد أن هناك العديد من الأعمال التي يصل ثوابها إلى الميت وتعتبر أفضل ما يمكن تقديمه لأنها تزيد من حسناته ليس المئات منها بل يأخذ جبال من الحسنات مما يرفع درجاته، وجاءت على النحو التالي:
1- الحج والعمرة
إذا كان الشخص اعتمر عن نفسه أو حج يستطيع في تلك الحالة إجراء حج أو عمرة للميت لأن ثوابها عظيم وتزيد من مكانته عن الله سبحانه وتعالى وتغفر له ذنوبه كما أنه يمكن أيضًا الصيام عن الميت في حالة إذا كان مريض ولم يصم شهر رمضان، وجاء في ذلك من أدلة ما يلي:
“أتت النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم امرأةٌ فقالت: يا رسولَ اللهِ إنِّي كنتُ تصدَّقتُ على أمِّي بصدقةٍ فماتت ورجعت الصَّدقةُ إليَّ، قال: فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: وجب أجرُك ورجعت إليك صدقتُك، فقالت: يا رسولَ اللهِ إنَّ أمِّي ماتت ولم تحُجَّ أفأحجُّ عنها؟ قال: نعم حُجِّي عنها، قالت: إنَّ أمِّي ماتت وعليها صومُ شهرٍ أفأصومُ عنها؟ قال: نعم فصُومي عنها”.
2- بئر ماء جاري للميت
في ظل الحديث عن هل توزيع المصاحف صدقة جارية للميت الصدقة؟ فإن أفضل ما يمكن القيام به للميت هو حفر بئر ماء صدقة للميت حيث سينتفع به الكثير من الاشخاص ويعتبر صدقة جارية لأن سيتم سحب الماء منه باستمرار وسينتفع منه الميت في الآخرة ويأخذ ثواب كبير خاصةً إذا تم إجرائه في الأماكن الفقيرة الذي لا يكون لديهم أماكن توفر المياه.
يمكن أيضًا وضع بعض برادات المياه في الأماكن العامة أو بجانب المساجد، فقد روى أبو هريرة -رضي الله عنه- عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال:
“بيْنَما رَجُلٌ يَمْشِي بطَرِيقٍ، اشْتَدَّ عليه العَطَشُ، فَوَجَدَ بئْرًا فَنَزَلَ فيها، فَشَرِبَ ثُمَّ خَرَجَ، فإذا كَلْبٌ يَلْهَثُ، يَأْكُلُ الثَّرَى مِنَ العَطَشِ، فقالَ الرَّجُلُ: لقَدْ بَلَغَ هذا الكَلْبَ مِنَ العَطَشِ مِثْلُ الذي كانَ بَلَغَ بي، فَنَزَلَ البِئْرَ فَمَلَأَ خُفَّهُ ثُمَّ أمْسَكَهُ بفِيهِ، فَسَقَى الكَلْبَ فَشَكَرَ اللَّهُ له فَغَفَرَ له قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ، وإنَّ لنا في البَهائِمِ أجْرًا؟ فقالَ: نَعَمْ، في كُلِّ ذاتِ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أجْرٌ”.
اقرأ أيضًا: أفضل صدقة جارية للميت
3- بناء المساجد
المسجد هو بيت الله الذي يردد بداخله دائمًا اسم الله وآيات القرآن الكريم ويسبح الأفراد بداخله ويخشعون إلى الله لذلك كل من بنى مسجد يأخذ ثواب عظيم ويبنى الله له بيتًا في الجنة، لذلك يمكن بناء مسجد كصدقة جارية على الميت فعن عثمان بن عفان -رضي الله عنه- قال:
“إنَّكُمْ قدْ أكْثَرْتُمْ، وإنِّي سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- يقولُ: مَن بَنَى مَسْجِدًا لِلَّهِ تَعَالَى، قالَ بُكَيْرٌ: حَسِبْتُ أنَّه قالَ: يَبْتَغِي به وجْهَ اللهِ، بَنَى اللَّهُ له بَيْتًا في الجَنَّةِ”.
4- دعوة الأبناء
عند الحديث عن هل توزيع المصاحف صدقة جارية للميت؟ يتضح أن أفضل ما يمكن أن يفعله الشخص الحي للميت هو الدعاء له باستمرار بالرحمة والمغفرة لأنها ترفع له ويستفاد منها وذلك ما جاء عن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“إنَّ اللهَ ليرفعُ الدرجةَ للعبدِ الصالحِ في الجنةِ فيقولُ يا ربِّ من أينَ لي هذا فيقولُ باستغفارِ ولدِكَ لكَ”.
5- قضاء النذر والدين
إذا كان الميت عليه دين يجب على الأبناء أو غير الأبناء سداده ولا يجوز التساهل في هذا الأمر نهائيًا كما إذا نزر الميت نذر يجب تنفيذه وذلك ما جاء عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه حيث قال:
“أنَّ امْرَأَةً جاءَتْ إلى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَتْ: إنَّ أُمِّي نَذَرَتْ أنْ تَحُجَّ فَماتَتْ قَبْلَ أنْ تَحُجَّ، أفَأَحُجَّ عَنْها؟ قالَ: نَعَمْ، حُجِّي عَنْها، أرَأَيْتِ لو كانَ علَى أُمِّكِ دَيْنٌ أكُنْتِ قاضِيَتَهُ؟، قالَتْ: نَعَمْ، فقالَ: اقْضُوا اللَّهَ الذي له، فإنَّ اللَّهَ أحَقُّ بالوَفاءِ”.
شروط قبول الصدقة
أثناء تناول الحديث عن هل توزيع المصاحف صدقة جارية للميت؟ نجد أن هناك بعض الشروط التي يجب توافرها حتى يتم قبول الصدقة من المتصدق وتتمثل في النقاط التالية:
- لا يسمح بالتصدق بالمال الحرام الذي يأتي من الأعمال الغير شرعية المُخالفة للإسلام، لذلك يجب أن يكون المال المتصدق به حلال حتى يقبل ويصل ثوابه للميت والمتصدق.
- يجب أن يكون الشخص المتصدق على الميت عاقل له حرية التصرف في المال وأنه يتصدق الشخص بماله بكامل الحرية أي لم يجبره أحد للقيام بذلك.
- أن تكون النية نابعة من القلب والهدف منها أنها صادقة جارية على الميت والابتعاد عن التفاخُر.
- يجب أن يكون الشخص المتصدق مسلم.
- أن يكون المتصدق على الميت لا يتراكم عليه أي ديون ويوفر حاجات عائلته.
اقرأ أيضًا: أنواع الصدقة الجارية غير المال
أفضل دعاء للميت
في إطار الحديث عن هل توزيع المصاحف صدقة جارية للميت؟ سوف نذكر بعض الأدعية المأثورة للميت والتي وردت عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وذلك فيما يلي:
- اللهم كان عبدك يشهد أن لا إله إلا أنت وأن محمدًا عبدك ورسولك وأنت أعلم به، اللهم إنه نزل بك وأنت خير منزول به، وأصبح فقيرًا إلى رحمتك، وأنت غني عن عذابه، آته برحمتك رضاك، وقه فتنة القبر وعذابه، وآته برحمتك الأمن من عذابك حتى تبعثه إلى جنتك.
- يا أرحم الراحمين اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة، ولا تجعله حفرة من حفر النار، اللهم افسح له في قبره مد بصره، وافرش قبره من فراش الجنة، اللهم أعِذَهُ من عذاب القبر، وجفاف الأرض على جنبيه، وأملأ قبره بالرضا والنور، والفسحة والسرور.
- اللَّهمَّ اغْفِرْ لحيِّنا وميِّتِنا وشاهدنا وغائِبنا وصَغيرنا وَكبيرنا وذَكرِنا وأُنثانا اللَّهمَّ مَنْ أحييتَه مِنَّا فأحيِه علَى الإسلامِ ومن تَوَفَّيتَه مِنَّا فتَوفَّهُ علَى الإيمانِ اللَّهمَّ لا تحرمنا أجرَه ولا تُضلَّنا.
- اللَّهمَّ إنَّ فلانَ بنَ فلانٍ في ذِمَّتِك وحبلِ جِوارِك فَقِهِ من فتنةِ القبرِ وعذابِ النَّارِ وأنتَ أهلُ الوفاءِ والحقِّ فاغفر لَه وارحمهُ إنَّكَ أنتَ الغفورُ الرَّحيمُ.
- اللهمّ إنّه كان يشهد أنّك لا إله إلّا أنت، وأنّ محمّدًا عبدك ورسولك، وأنت أعلم به.
- اللهم أرحم من عجزت عقولنا عن استيعاب فراقهم وأجعل قبورهم نورًا وضياء إلى يوم يبعثون.
- اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الخطايا، كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس وأبدله دارًا خيرًا من داره وأهلًا خيرًا من أهله، وزوجًا خيرًا من زوجه وأدخله الجنة، وأعِذَهُ من عذاب القبر ومن عذاب النار اللهم أروي قبور من انقطعت حيلتهم من هذه الدنيا يا رب اجعلهم من المكرمين المُنعمين.
الصدقة الجارية يصل ثوابها إلى الميت في كل الأوقات سواء كان المتصدق من أقاربه أو من أحد معارفه، لذلك أوصانا الرسول -صلى الله عليه وسلم- الدعاء للموتى والتصدق عنهم.