الفرق بين الحلم والرؤيا
الفرق بين الحلم والرؤيا يتعدد، وذلك لأنه يوجد اختلاف كبير بين هذه المصطلحات، فالحلم يُدل على شيء، والرؤيا تُدل على شيء آخر مختلف تمامًا عنها، ومن الجدير بالذكر أن أغلب الناس يظنون أنهما شيء واحد، ولكن في حقيقة الأمر أنهما عكس ذلك تمامًا، لذلك سنوضح لكم الآن الفرق بين الحلم والرؤيا من خلال موقع زيادة.
الفرق بين الحلم والرؤيا
تُعد رؤية الأحلام في المنام، هي المنتشرة بين الناس في منامهم، فهي تكون نتيجة طبيعية لما يمر به الإنسان ويقوم به خلال يومه أو في حياته اليومية بشكل عام، فيقوم الدماغ أو المخ بوجه الخصوص على ترجمة أو تحويل هذه الأمور التي رآها الشخص طوال يومه، إلى سرد بسيط ويجعل الشخص يراه أثناء فترة نومه.
كما يُمكن أن يكون رؤية الحلم عبارة عن نتائج قام المخ بوصل الأسباب والخروج بنتيجة لأمر ما حدث مع هذا الشخص على مدار يومه، لذلك من هنا نستطيع تقسيم رؤية الأحلام إلى شقين، شق تكون الرؤية فيه جيدة، والشق الآخر يكون سيء، وهذا كله نتيجة عمل المخ على تحويل ما رآه طوال يومه.
من الجدير بالذكر أن أغلب الأحلام أو رؤية الأحلام لا تكون واقعية في منام الشخص، فهي كما سبق القول يُمكن أن تكون عبارة عن ربط المخ للأسباب والوصول إلى نتيجة مُعينة كان يرغب الشخص في الوصول إليها في الأمر الذي كان يتطلب هذا في اليوم الذي مر به قبل رؤية هذا الحلم ولكنه لم يتمكن من تحقيقه في الواقع.
لكن الدماغ هيء للشخص أنه متواجد في نفس المكان ووضعه في نفس الموقف الذي كان يُريد عمل ردة فعل من آجله، ولكن كل هذا غير واقعي، لكن بطبيعة الحال توجد أحلام واقعية ولكنها تكون بنسبة صغيرة جدًا، وذلك لأن رؤية الأحلام في المنام، هي عبارة عن تحقيق ما لم يستطع الشخص أن يُحققه في واقعه.
أما عند رؤية حلم يتضمن شيء يرغب الشخص في تحقيقه وبالفعل يتحقق بعد رؤية هذا المنام بفترة صغيره، فتكون هذه هي الرؤيا، بالإضافة إلى أنها تكون تُشير لشيء لا بد من أن يكون حقيقي وواقعي في حياة الشخص الذي رأى هذا المنام.
يجدر بنا الذكر أن هذا النوع من الأحلام كان يختص به الله الرسل والأنبياء، ففي إطار حديثنا حول الفرق بين الحلم والرؤيا، نستطيع أن نتأكد من هذا الأمر من خلال:
ما حدث مع سيدنا إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- وذلك عندما رآى أنه يذبح ابنه اسماعيل عليه السلام، فعلِم أن تلك رسالة من الله له ويجب عليه الامتثال لها، قال تعالى: (فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَىٰ ۚ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ)، صدق الله العظيم، هذا جزء من الآية 102 من سورة الصافات.
اقرأ أيضًا: هل الحلم السيء يتحقق
مفهوم الحلم
من خلال حديثنا حول الفرق بين الحلم والرؤيا، فهو كل ما يراه الشخص أثناء نومه، ويكون ترجمة أو تحويل ما رآه هذا الشخص طوال يومه، بالإضافة إلى الشيء الذي يرغب أن يحدث معه في الفترة المقبلة، أو الذي يرغب في تحقيقه في حياته الواقعية.
فأرض الأحلام واسعة يوجد فيها الأحلام التي يرغب الإنسان في تحقيقها بالفعل، أو التي لا يرغب الإنسان في رؤيتها في الأساس، ولكنها تكون عبارة عن رغبة متشبعة لدى الشخص، فيقوم العقل بتحويلها على هيئة منام سواء جيد أو سيء على حد السواء.
يقول الطبيب النمساوي الذي يختص في الطب العصبي والنفسي سيغموند فرويد:” أن الأحلام هي وسيلة تلجأ إليها النفس لأشباع رغباتها ودوافعها المكبوتة خاصة التي يكون إشباعها صعباً في الواقع”.
فمن الممكن أن نقوم بإطلاق اسم حلم اليقظة على نوع من أنواع الأحلام، وهو الذي يهيئ فيه العقل للشخص أنه تمكن من تحقيق شيء ما كان يتمنى كثيرًا أن يقوم بتحقيقه في الواقع ولكنه لم يتمكن من فعل ذلك بعد أن سعى كثيرًا لتحقيقه.
فتكون هذا الحلم من الأحلام الجيدة التي يراها الشخص في المنام، لكنها تظل رائعة في المنام فقط، لأنه بمجرد أن يفيق الشخص من النوم يجد أنه لم يُحقق أي شيء في واقعه، يُعرف حلم اليقظة عند علماء علم النفس بأنه:” تأمُّل خياليّ واسترسال في رُؤى أثناء اليقظة، يعدّ وسيلة نفسيّة لتحقيق الأمانيّ والرَّغبات غير المُشْبَعة وكأنَّها قد تحقَّقت”.
يوجد مثل شعبي شهير يوضح معنى أحلام اليقظة بشكل مباشر، وهو “الجوعان يحلم بسوق العيش”، فهو يعني نفس الذي عرضنا في الفقرات السابقة، فالإنسان يُشبع رغبته في تحقيق أمرًا ما كان يسعى كثيرًا حتى يُحققه ولكنه لم يتمكن من تحقيق هذا الهدف، فيحلم به وكأنه تمكن من تنفيذه.
من الجدير بالذكر أن تفسير الأحلام يعود لعصور سبقتنا بفترات زمنية متفاوتة فهو ظهر منذ حضارة سومر، التي كانت قائمة في بلاد النهرين منذ قرون من الزمان.
مفهوم الرؤيا
استكمالًا لحديثنا حول الفرق بين الحلم والرؤيا، فهي أيضًا ما يراه الشخص في نومه ولكنها تكون رؤية أو حلم صادق، فمن الجدير بالذكر أن الرؤيا من أقسام الحلم، ولكنها تكون كما سبق القول من الأحلام الصادقة والتي من المستحيل التي تكون من أحلام اليقظة والتي عرفناها في الفقرات التالية.
فالرؤيا من الأحلام التي تكون عبارة عن أما شيء سوف يحدث في الفترة المقبلة وهذه الرؤية تكون تحذير أو بشرى سارة للرائي، أو تكون عبارة عن شيء أو حدث واقعي حدث بالفعل مع الشخص أو الرائي، ويبدأ الدماغ في عرض هذا الحدث بعد قيامه بتحليله وعرضه كسرد مختصر له في منام الشخص.
كما سبق القول إن الرؤى كان الله قد خصصها للأنبياء والرسل فقط، وذلك لأن أغلب الرؤى التي كان يشاهدها الأنبياء في المنام كانت عبارة عن وحي أو رسائل من الله عز وجل إليهم، ولكن من الممكن أن يرى الشخص العادي الرؤيا ولكنها تكون تتضمن أما رؤية النبي- صلى الله عليه وسلم- أو رؤية شخص متوفي كان عزيز على قلب الرائي.
الذي يثبت لنا أن الرؤيا كانت مُخصصه للأنبياء فقط هو قول النبي- صلى الله عليه وسلم-:” الرُّؤيا مِن اللهِ والحُلْمُ مِن الشَّيطانِ فإذا رأى أحدُكم الشَّيءَ يكرَهُه فلْينفُثْ عن يسارِه ثلاثَ مرَّاتٍ إذا استيقَظ ولْيتعوَّذْ باللهِ مِن شَرِّها فإنَّها لنْ تضُرَّه إنْ شاء اللهُ “.
كما قال أبو سَلمةَ: “إنْ كُنْتُ لَأرى الرُّؤيا – هي أثقلُ عليَّ مِن الجبلِ – فلمَّا سمِعْتُ هذا الحديثَ ما كُنْتُ أُباليها”.
اقرأ أيضًا: هل الحلم على غير طهارة يفسر
أقسام الرؤيا
بعد أن تعرفنا على الفرق بين الحلم والرؤيا، ومفهوم الرؤيا ومعناها وما تتضمنه من معاني في ثناياها، فمن الجدير بالذكر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قسم الرؤيا إلى ثلاثة أقسام، وهذا ما ورد في الحديث الشريف الذي نُقل لنا على لسان أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال:
“إذا اقترب الزمانُ لم تكد رُؤيا المسلمِ تكذبُ، وأصدقُكم رؤيا أصدقُكم حديثًا، ورؤيا المسلمِ جزءٌ من خمسةٍ وأربعين جزءً من النبوة والرؤيا ثلاثةٌ: فرؤيا الصالحةُ بشرى من الله، ورؤيا تحزينٌ من الشيطان، ورؤيا مما يُحدِّثُ المرءُ نفسَه، فإن رأى أحدُكم ما يكره، فلْيَقُمْ فلْيُصلِّ، ولا يُحدِّثْ بها الناسَ، قال: وأُحبٌّ القيدَ وأكره الغَلَّ . والقيدُ ثباتٌ في الدين، فلا أدري هو في الحديثِ أم قاله ابنُ سيرينَ”.
ومن خلال هذا الحديث الشريف يُمكننا أن نتعرف على أقسام الرؤيا الثلاث، وهما ما سنعرضه لكم في النقاط التالية:
1- الرؤيا الصالحة الحسنة
هي الرؤية التي تكون عبارة عن رؤية الشخص للأشياء التي يحبها في المنام، والتي تبعث في روحه الفرح والسرور والنشاط، فهذا النوع من الرؤى يُعد نعمة من الله على العبد الذي يراها، وذلك لأنه لا أغلب الناس بل الأشخاص الذين يكون الله راضي عنهم، فهي في أغلب الأوقات تكون بشرة خير للرائي.
2- الرؤيا المكروهة
هي الرؤية المكروه للإنسان، فتكون عبارة عن رؤية الشخص الأشياء التي يكرهها في منامه، فتُعد هذه الرؤيا من عمل الشيطان، الذي يقوم بذلك حتى يزعج الإنسان، فمن الجدير أن دواء هذه الرؤيا الإستعاذة بالله من شر الشيطان، ومن شر هذه الرؤيا.
بالإضافة إلى أنه من الواجب ألا يقوم هذا الشخص برواية هذه الرؤيا لأحد، وذلك حتى يتجنب تحقيقها، حيث قال أغلب مفسري الأحلام أن إذا قام الشخص برواية هذه الرؤية يُمكن أن تتحقق والله أعلى وأعلم.
3- الرؤيا التي ليس له هدف معين
من الممكن أن تكون هذه الرؤيا في أغلب الأوقات نتيجة للحديث مع النفس، حيث يرى الشخص الأشياء المُحببة له، أو التي يُفكر فيها كثيرًا في المنام، بالإضافة إلى أنه من الممكن أن تكون هذه النوعية من الرؤى أيضًا من عمل الشيطان أو تلاعبه بالإنسان، وفي أغلب الأحوال تكون هذه الرؤية ليس لها معنى ولا مضمون مُعين.
علامات الرؤى
يوجد العديد من الفروق التي تتواجد بين الحلم والرؤيا، والتي يُمكن أن نراها من خلال بعض العلامات التي يُمكن أن نختصرها في النقاط التالية:
- من أهم علامات الرؤية الصادقة عند الرائي، هي سرعة انتباهه أنها رؤية صادقة عندما يراها في المنام، أو عند معرفته أنها رؤيا من الأساس إن أصح القول، حتى يتشكل لديه إدراك تام بأنها رؤيا، حتى وإن كان مستغرقًا في النوم، وذلك بسبب ثقل إدراكه أن هذه رؤيا.
- إدراك الرائي بأن ما رآه في منامه، ليس حلم ولكنه رؤيا، وثبوت إدراك ذلك، من خلال حفظه لتفاصيل هذه الرؤيا وترديدها في مخيلته.
فمن الجدير بالذكر أن الرؤيا تكون عبارة عن مشاهدة الرائي شيء يحبه كما سبق القول، ولكنها في الأساس تكون نعمة من الله عزو وجل للرائي، والتي في أغلب الأوقات تكون بغرض التبشير بأمر ما للرائي، أو مساعدة له في أمرًا ما كان حائر في اتخاذ القرار فيه.
بالإضافة إلى أن الرؤى يوجد منها القسم السيء الذي سبق وتحدثنا عنه، فمن خلال حديثنا حول الفرق بين الحلم والرؤيا، لا بد من ذكر أنه يوجد العديد من العلامات التي يتمكن منها الرائي من تحديد ما إذا كان الذي شاهده في المنام رؤيا أم حلم.
اقرأ أيضًا: هل تتحقق الرؤيا إذا فسرت
آداب الرؤيا
في إطار حديثنا حول الفرق بين الحلم والرؤيا، فلا بد من ذكر أنه يوجد بعض الآداب التي لا بد من توافرها لدى الرائي عند رؤية الرؤيا في منامه، وذلك ينطبق على الثلاثة أقسام الخاصين بالرؤية، وهذا ما سنعرضه لكم في الفقرات التالية:
1- الرؤيا المُحببة
ففي حالة إذا رأى الشخص رؤية ما يحب، فيجب أن يحمد الله عز وجل على هذه الرؤيا وذلك لأنها نعمة من نعم الله للإنسان، فيقول رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في هذا الأمر:” إذا رأى أحدُكم رؤيا يُحبُّها، فإنما هيَ من اللهِ، فليحمدِ اللهَ عليها وليحدّثْ بها، وإذا رأى غيرَ ذلك مما يكرهُ، فإنما هي من الشيطانِ، فليستعذْ من شرِّها، ولا يذكرْها لأحدٍ، فإنها لا تضرُّه“.
بالإضافة إلى تمكن هذا الشخص من حكاية أو رواية هذه الرؤيا لمن يحب في أي وقت، وأن يستبشر خيرًا من هذه الرؤيا.
اقرأ أيضًا: تفسير حلم المشي في طريق مظلم والفرق بين الحلم والرؤيا
2- الرؤيا الغير المُحببة أو المكروهة
توجد بعض الآداب التي حثنا عليها الرسول الكريم عند مشاهدة الرؤيا الغير مُحببة في المنام، فمن هذه الآداب: أن يكثر الشخص من الاستيعاذ بالله من شر ما رأي، بالإضافة إلى أن يتعوذ من شر الشيطان الرجيم الذي يكون السبب في رؤية هذا الأمر كما سبق القول.
ألا يذكر هذه الرؤيا أمام أحد، أن يتحول إلى جانبه الآخر الذي كان ينام على عكسه ومن المفضل أن ينام على الجانب الأيمن، أن يقوم بالصلاة بعد أن يفيق من نومه.
يقول الرسول- صلى الله عليه وسلم- في هذا الأمر:” إذا اقتربَ الزمانُ لم تكدْ رُؤيَا المؤمنِ تكذبُ ورؤيا المؤمنِ جُزْءٌ من ستةٍ وأربعينَ جزءاً من النبوّةِ وما كان من النبوّةِ فإنه لا يكذبُ قال محمد، وأنا أقولُ هذهِ قال، وكان يقال الرُّؤيِا ثلاثٌ: حديثُ النفسِ، وتخويفُ الشيطانِ، وبشرَى من اللهِ، فمن رأَى شيئا يكرهُهُ فلا يقصهُ على أحدٍ وليقُم فليصَلّ”.
عند توضيح الفرق بين الحلم والرؤيا، فلا بد من ذكر أن الفرق بينهما شاسع، وذلك لأن لكل منهما مفهوم ودلالات غير الأخرى، ولكن من الجدير بالذكر أن لكل منهما الرؤيا الجيدة والغير جيدة وهذا ما يتفقون عليه.